المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل تم تقليم أظافر حزب الله



زوربا
07-25-2006, 06:41 AM
GMT 13:00:00 2006 الثلائاء 25 يوليو

عدنان رجيب - ايلاف

تسارعت الأحداث لتظهر بجلاء أكثر خواء حزب الله وإرهاب إسرائيل. فحزب الله قام بإختطاف جنديين إسرائيليين في محاولة لإدعاء غطرسة وقوة، ظهر إنها فارغة ولا تعدو عن كونها إستعراض للقوة المهولة. وإسرائيل، بتأييد كامل من أمريكا وبريطانيا، وجدت إن الفرصة ملائمة لضرب عدوها، حزب الله، بتعاطف من المجتمع الدولي من منطلق إنها تطالب بجندييها المختطفين، ولتقوم بعرض إرهابها الذي الذي فاق أي تصور إنساني. فلقد عاقبت إسرائيل لبنان وشعبه بجريرة حزب الله. فما معنى أن تضرب إسرائيل كل البنى التحتية للشعب اللبناني وتقتل عشرات المسالمين وتشرد مئات الألوف من أبناء الشعب؟! إنها غطرسة الإرهاب، وإنها المساندة غير المحدودة للعم سام وحليفته بريطانيا، وإنها كذلك المشاركة مع الشركات العالمية في جني الأرباح في عمليات إعادة التعمير الذي سيقام، حتما في لبنان، جراء هذه الحرب الرعناء.

إن أهم هدف لأسرائيل هو تقليم أظافر حزب الله ومنعه من مناوشة حدودها بين الحين والآخر. وهذا الهدف يبدو إنه يتحقق الآن من خلال إحتمال أن يصار الى وضع قوات دولية عازلة بين حدود لبنان وإسرائيل، وبذلك يكف حزب الله عن أن يكون فاعلا في أي شيئ، أي سيكون مشلولا بالقوة الدولية ومردوعا بواسطتها حيث لايمكنه تحدي هكذا قوة وإلا سيقلب العالم كله عليه ويفقد أي تعاطف معه، إن كان هناك شيئ من هذا في العالم.

يبدو إن هناك أهدافا رئيسية أخرى مخفية في إقدام إسرائيل بحربها المجرمة هذه، وهذا مايستدل منه من تصريحات كونداليسا رايس، وزيرة الخارجية الأمريكية، إذ إنها تتوجه الى المنطقة الشرق أوسطية خالية الدماغ واليدين من أي خطة، بل وكما صرحت هي، تريد أن تعرف ما هي الخطوات التالية للسلطة الإسرائيلية، والتي في ضوءها ستحدد رايس ما ينبغي عمله؟! هل هكذا تتزعطط إسرائيل المدللة بحيث لا يعرف أولياء أمرها ما هي كل أهدافها؟ يبدو إن الأمر كذلك بالإستناد الى ما صرحت به رايس.
وإذا ماعدنا الى حزب الله فإن أول خطأ، أو جريمة، إستراتيحية قام بها هي أن ورط الأرض اللبنانية والشعب اللبناني بحرب هم لا ياقة لهم بها ولا جمل، دون أن يحسب حزب الله للنتائج أي حساب منطقي أو وطني. فبعد جرائم إسرائيل في قتل اللبنانيين وتشريدهم وتخريب مؤسساتهم، بضمنها محطات
التلفزيون الدولة ومحطات الطاقة، كان حزب الله يضرب بصواريخه مواقع تأثيراتها المادية والمعنوية ضئيلة قياسا لما قامت به إسرائيل. لقد خربت صواريخ حزب الله بعض الجدران في بنايات في حيفا وقتلت صواريخه بعض أفراد، لكن في مناطق عربية، ومن بين من تم قتله هم عرب مسلمون (؟!).

ويذكرنا هذا بصواريخ صدام حسين التي ضربت أطفال ونساء عرب مسلمون يسكنون في فلسطين –إسرائيل، كما قتلت صواريخ صدام حيوانات، دجاج وخراف، هؤلاء العرب. وتبجح هذا الهزيل صدام بأنه ضرب إسرائيل في العمق وإنه سيمحي نصف إسرائـيل؟!! فلماذا لم يعملها إن كان يستطيع ذلك، إنها قباحة البلطجي من ناحية وجبن ولا وطنية من ناحية أخرى معروفة عن صدام وحزب البعث (أسد علي وفي الحروب نعامة).

وحزب الله إن كان يستطيع أن يطوع إسرائيل ويضربها في العمق ويوقف غطرستها، فلماذا لم يعمل ذلك من قبل، والمهم كذلك لماذا لم يكن عنده وضوح رؤيا عن المناطق الموجعة في إسرائيل لكي يوجه لها صواريخه ويوجع بها إسرائيل وسلطتها المتعجرفة، ليس الآن فقط بل وحتى سابقا، لكي يرغمها على إعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة، فلماذا لم يعملها إذن؟!! ولماذا لحد الآن لا يعرف حزب الله كيف يوجع عدوه؟!!

إن ما يثير الإنتباه، في عجالة الأحداث المتسارعة، هو التصريحات المتغيرة في تصريحات المسؤولين الأمريكيين. ففي الوقت الذي إمتنعت أمريكا عن إتخاذ أي قرار بوقف إطلاق النار، وقال بوش بكل ثقة إن ذلك لن يحصل إلا بعد أن يتم قبول كل الأهداف التي إندلعت من أجلها الحرب وإرغام حزب الله على التراجع، وتابع نفس القول بلير في تصريحاته، وكررت ذلك رايس وأضافت، إن أي وقف لإطلاق النار سيعني إن حزب الله سيعاود عمله العدواني (على حد قولها). المهم في الأمر إن المسؤولين

الأمريكان والبريطانيين كانوا مصريين بشكل كامل، ويظهرون ثقة كاملة، بإن وقف القتال سوف لن يتم إلا بعد سحق حزب الله، وأدخلوا في عمق أدمغة الناس إن وقفا لإطلاق النار سوف لن يحصل. وكان هذا لحد يوم أمس السبت 22 تموز 2006 حيث صرح بعدها مسؤول الخارجية البريطانية، والذي أدان فيه قتل اللبنانيين ودعا الى وقف العمليات، و لم يصرح بمثل هذا الأمر بلير نفسه؟! فهل إن في بريطانيا سياستين متناقضتين؟!! كلا، لا أعتقد بذلك، بل إن الإحتمال هو أن إسرائيل لربما وجدت إن مجريات الأمور سوف لا تسير لصالحها مستقبلا، منها إن إستمرار ضرب الصواريخ عليها من حزب الله ممكن أن يؤدي الى زعزعة وهبوطا في معنويات ناسها، وإنها كذلك لم تدمر ما يجب من مواقع حزب الله ولا ينتظر أن تقوم بذلك في المستقبل القريب، إضافة لما هو معروف عن إسرائـيل عن إنها غير قادرة على الحروب طويلة الأمد، للصعوبات الإقتصادية والبشرية وغيرها. إن من الممكن إن تكون كل الظروف أعلاه قد حسمت الأمر لأنهاء الحرب بشكل لا يريق ماء وجه إسرائيل، بالإضافة لمراعاة المشاعر العالمية التي تنامت ضد إسرائيل. لذا فمن المرجح إن هذه العوامل إنتصبت أما أمريكا وإسرائيل لتنهي الحرب بهذه العجالة، وممكن أن يكون تصريح مسؤول الخارجية البريطاني يصب في هذا الهدف.

فلو إستطاع حزب الله الصمود، وأينه من ذلك، ورفض وقف إطلاق النار من جانبه لحين أن تندحر إسرائيل وتعتذر عن جريمتها في الإساءة للشعب اللبناني وتعيد تعمير ما خربته في حربها المجرمة، يكون ذلك أفضل لحزب الله، رغم إني وأي فرد ذو شعور إنساني لا يريد حتى ولا ساعة واحدة إضافية لمعاناة الشعب اللبناني الذي نكب بالكثير الآن. أعتقد بأن وقف إطلاق النار هي لعبة إسرائيل للخروج من الحرب متنصرة، خصوصا وإن الإتجاه يسير نحو وضع قوات دولية تعزل حزب الله عنها، فإسرائيل متورطة وتورط معها الأمريكان والبريطانيون. الأمر يحله السياسيون والمتمرسون بهكذا ألاعيب لكي يحيلوا إنتصار إسرائيل الى هزيمة. هل يقدر العرب على ذلك ونصفهم مع إسرائيل وأمريكا والنصف الاخر ضعيف مهزوز.


عدنان رجيب