فاطمي
07-24-2006, 10:42 AM
http://www.aawsat.com/2006/07/24/images/front.374559.jpg
واشنطن: طلحة جبريل
اصبح «ارنستو تشي غيفارا» يوجد في المكان الذي لم يكن يتصوره أبداً، في جميع الولايات المتحدة بعد ان تحولت صورته الى موضة هذا الصيف .
15 شركة تتنافس حالياً على انتاج «تي شيرت غيفارا». سكان الولايات الجنوبية المتاخمة للمكسيك هم الأكثر ارتداء لهذه القمصان. لكن اللاتينيين غير الشرعيين في الولايات المتحدة، ويقدر عددهم بحوالي 12 مليونا، يساهمون ايضا في ترويج هذه القمصان التي تحمل صورة واحدة لها قصة مثيرة، صورة الثائر الارجنتيني الذي شارك في الثورة الكوبية واصبح وزيراً للصناعة ثم قتل في أحراش بوليفيا حين كان يقود ثورة مجهضة ضد «الامبريالية» الاميركية. صورته يعتمر قبعة الثوار الكوبيين الشهيرة، في مقدمتها نجمة بشعره الاسود الفاحم المتهدل تحت القبعة ليعبث به الريح، شاربه الخفيف ولحيته غير الكثة، الرجل الذي تحول الى أمثولة تقدح عيناه في الصورة وتتألقان ذكاءً وحزماً، يسدد بهما نظرات قوية تمتزج بالنبل، يرتدي غيفارا في الصورة سترة جلدية حتى العنق.. هذه الصورة التقطت في مارس (آذار) عام 1960 في العاصمة الكوبية هافانا، التقطها المصور البرتو كورد خلال تجمع حضره كثيرون كان من بينهم غيفارا احتجاجاً على عملية تفجير سفينة اتهمت المخابرات المركزية الاميركية بتدبيرها. ونشرت الصورة في مجلة «ريفيلوشن» بعد حوالي سنة من التقاطها، لكن كورد، الذي توفي في باريس عام 2001 لم يكن يدري انه التقط أشهر صورة في العالم على الاطلاق. صورة طبعت منها ملايين الملايين من النسخ على قمصان رجالية ونسائية واخرى للاطفال.
القمصان التي اجتاحت موضتها هذا العام الولايات المتحدة تتراوح اسعارها في الغالب بين 12 الى 18 دولاراً، في حين توجد عدة مواقع على الانترنت يمكن من خلالها شراء قمصان فاخرة تحمل الصورة نفسها .تقول ليتسيا نافيا، وهي من بوليفيا وتعمل نادلة في مطعم في واشنطن، «منذ كنا صغاراً اعتدنا على ارتداء قمصان تحمل صورة غيفارا، لم نكن نعرف آنذاك من هو غيفارا، لكن اهلنا كانوا يقولون إنه شخصية مهمة».
عندما اعدم في احراش بوليفيا في اكتوبر (تشرين اول) 1967 لم تكن ليتسيا قد ولدت بعد، إذ بعد سنتين ولدت لأبوين في العاصمة لاباز لكنها عندما شبت عن الطوق لم يكن غيفارا قد اصبح ذلك الشخص الذي يؤدي مجرد ذكر اسمه للاستنطاق من طرف الشرطة في بوليفيا. تقول ليتسيا «كان الناس يرددون كلماته الاخيرة عندما صاح في الجندي الذي كلف باعدامه: أطلق الرصاص أيها الجبان إنك تقتل رجلاً فقط».
وتضيف «كنا احياناً نلصق لاصقات صغيرة على كتب ودفاتر المدرسة الى جانب ارتدائنا للقمصان التي تحمل صور تشي، لكن لم نكن نعرف الكثير عنه». لكن ليس كل الذين يرتدون قمصان غيفارا في اميركا يعرفون قصة هذا الثائر الأسطوري، في منطقة ميرلاند تباع قمصان سوداء عليها صورته، وهي قمصان داكنة اللون، سعر القميص 10 دولارات وقد كتبت لافتة تقول «تخفيض كبير». سألت شاباً من الاميركيين الافارقة: هل تعرف صورة الرجل المرسومة على القميص ؟ هز كتفيه وقال: «أظن انه موسيقي» هذا الجواب ربما كان مرده الى ان القمصان التي تحمل صور بوب مارلي، فنان موسيقى «الريغي»، منتشرة كذلك في اميركا.
قمصان شي غيفارا تملأ إذن شوارع المدن الاميركية... لو كان الرجل يدري، لتغير تاريخ كثير .
واشنطن: طلحة جبريل
اصبح «ارنستو تشي غيفارا» يوجد في المكان الذي لم يكن يتصوره أبداً، في جميع الولايات المتحدة بعد ان تحولت صورته الى موضة هذا الصيف .
15 شركة تتنافس حالياً على انتاج «تي شيرت غيفارا». سكان الولايات الجنوبية المتاخمة للمكسيك هم الأكثر ارتداء لهذه القمصان. لكن اللاتينيين غير الشرعيين في الولايات المتحدة، ويقدر عددهم بحوالي 12 مليونا، يساهمون ايضا في ترويج هذه القمصان التي تحمل صورة واحدة لها قصة مثيرة، صورة الثائر الارجنتيني الذي شارك في الثورة الكوبية واصبح وزيراً للصناعة ثم قتل في أحراش بوليفيا حين كان يقود ثورة مجهضة ضد «الامبريالية» الاميركية. صورته يعتمر قبعة الثوار الكوبيين الشهيرة، في مقدمتها نجمة بشعره الاسود الفاحم المتهدل تحت القبعة ليعبث به الريح، شاربه الخفيف ولحيته غير الكثة، الرجل الذي تحول الى أمثولة تقدح عيناه في الصورة وتتألقان ذكاءً وحزماً، يسدد بهما نظرات قوية تمتزج بالنبل، يرتدي غيفارا في الصورة سترة جلدية حتى العنق.. هذه الصورة التقطت في مارس (آذار) عام 1960 في العاصمة الكوبية هافانا، التقطها المصور البرتو كورد خلال تجمع حضره كثيرون كان من بينهم غيفارا احتجاجاً على عملية تفجير سفينة اتهمت المخابرات المركزية الاميركية بتدبيرها. ونشرت الصورة في مجلة «ريفيلوشن» بعد حوالي سنة من التقاطها، لكن كورد، الذي توفي في باريس عام 2001 لم يكن يدري انه التقط أشهر صورة في العالم على الاطلاق. صورة طبعت منها ملايين الملايين من النسخ على قمصان رجالية ونسائية واخرى للاطفال.
القمصان التي اجتاحت موضتها هذا العام الولايات المتحدة تتراوح اسعارها في الغالب بين 12 الى 18 دولاراً، في حين توجد عدة مواقع على الانترنت يمكن من خلالها شراء قمصان فاخرة تحمل الصورة نفسها .تقول ليتسيا نافيا، وهي من بوليفيا وتعمل نادلة في مطعم في واشنطن، «منذ كنا صغاراً اعتدنا على ارتداء قمصان تحمل صورة غيفارا، لم نكن نعرف آنذاك من هو غيفارا، لكن اهلنا كانوا يقولون إنه شخصية مهمة».
عندما اعدم في احراش بوليفيا في اكتوبر (تشرين اول) 1967 لم تكن ليتسيا قد ولدت بعد، إذ بعد سنتين ولدت لأبوين في العاصمة لاباز لكنها عندما شبت عن الطوق لم يكن غيفارا قد اصبح ذلك الشخص الذي يؤدي مجرد ذكر اسمه للاستنطاق من طرف الشرطة في بوليفيا. تقول ليتسيا «كان الناس يرددون كلماته الاخيرة عندما صاح في الجندي الذي كلف باعدامه: أطلق الرصاص أيها الجبان إنك تقتل رجلاً فقط».
وتضيف «كنا احياناً نلصق لاصقات صغيرة على كتب ودفاتر المدرسة الى جانب ارتدائنا للقمصان التي تحمل صور تشي، لكن لم نكن نعرف الكثير عنه». لكن ليس كل الذين يرتدون قمصان غيفارا في اميركا يعرفون قصة هذا الثائر الأسطوري، في منطقة ميرلاند تباع قمصان سوداء عليها صورته، وهي قمصان داكنة اللون، سعر القميص 10 دولارات وقد كتبت لافتة تقول «تخفيض كبير». سألت شاباً من الاميركيين الافارقة: هل تعرف صورة الرجل المرسومة على القميص ؟ هز كتفيه وقال: «أظن انه موسيقي» هذا الجواب ربما كان مرده الى ان القمصان التي تحمل صور بوب مارلي، فنان موسيقى «الريغي»، منتشرة كذلك في اميركا.
قمصان شي غيفارا تملأ إذن شوارع المدن الاميركية... لو كان الرجل يدري، لتغير تاريخ كثير .