"هآرتس" إذا خسرت إسرائيل هذه الحرب فستنهار قدرتها على مواجهة العصابات والصواريخ

[مقاتل]

دعت تعليقات صحف اسرائيلية امس الى اليقظة والحذر وعدم الانجرار الى حرب واسعة اقليمية. وهذا كان موضوع افتتاحية صحيفة "هآرتس" بعنوان "لا للحرب اللبنانية الثانية"، في حين اعتبرت صحف اخرى ان الحرب التي تشنها اسرائيل على لبنان هي دفاع عن "الكيان الصهيوني المعرض للخطر"، وفقا لما كتبه احد المعلقين في "يديعوت احرونوت". ودعا المسؤول السابق في جهاز الامن الداخلي (الشاباك) ايهود ياتوم الى السيطرة مجددا على حزام امني داخل لبنان. ومن جهة اخرى حذر اكثر من معلق من تحول المواجهة حربا اقليمية.

وعن هذا الموضوع كتب زئيف شيف في صحيفة "هآرتس": "بعد مرور اسبوعين على العملية العسكرية الواسعة في قطاع غزة فتحت جبهة ثانية ضد اسرائيل على الحدود مع لبنان بواسطة "حزب الله". هذه الجبهة التي قد تتسع لتشمل عمق اسرائيل، بالطريقة التي فتحت بها، اي بخطف جنود على الاراضي الاسرائيلية وقتل جنود آخرين. ولكن قد تواجه اسرائيل جبهة ثالثة مع سوريا التي تساعد "حزب الله".
من الزاوية الاستراتيجية تواجه اسرائيل "كتلة رباعية" متطرفة: "حماس"، "حزب الله"، سوريا وايران، اي منظمتين اسلاميتين متشددتين وتعتبران من التنظيمات الارهابية، ودولتين متشددتين هما سوريا وايران اللتين تعتبرهما الولايات المتحدة محور الشر. وتمتد الجبهات على مناطق واسعة تشمل داخل اسرائيل. لقد نجح "حزب الله" في جر لبنان الى الحرب وربطه بالكتلة المتشددة رغما عنه.

لا خيار امام اسرائيل الا اعتبار لبنان مسؤولا عما حدث على اراضيه وانطلاقا من اراضيه(...). "حماس" و"حزب الله" هما اللذان حددا قواعد اللعبة سواء عبر القصف المستمر بالصواريخ على اراضي اسرائيل، او بخطف جنود من داخل الاراضي الاسرائيلية. اذا خسرت اسرائيل هذه الحرب فسيتغير موقعها الاستراتيجي والعسكري في المنطقة كما ستنهار قدرتها على الردع في مواجهة حرب العصابات والسلاح البعيد المدى. واوضح منذ الآن ان الاخفاقات العسكرية ستدفع اسرائيل الى اطلاق سراح اسرائيل فلسطينيين في مقابل الجنود المخطوفين... منذ اللحظة التي بدأت فيها العملية العسكرية في غزة برز احتمال تدخل "حزب الله" للتخفيف من الضغط على "حماس" عبر الهجمات على الحدود بين لبنان واسرائيل... من الافضل ان تتصرف اسرائيل بحذر والا تفتح جبهة ثالثة ضد سوريا الا في حال استفزت دمشق اسرائيل. وفي المواجهة مع لبنان من الواضح ان اسرائيل ستضرب البنية التحتية

لـ"حزب الله" وقد توسع في غضبها الهجمات. لقد اهملت اسرائيل طوال سنين شبكة الصواريخ التي بناها هذا الحزب في لبنان بمساعدة ايران وسوريا. ولم تقم بأي عمل احترازي ضد هذه الصواريخ الكثيرة ولا ضد قوافل السلاح والذخيرة ومخابئها. ظن الجيش ان الذخيرة ستصدأ، وها هي اليوم توجه ضد اسرائيل(...) يجب على اسرائيل الا تسمح في المستقبل بعودة "حزب الله" الى مواقعه على الحدود.