المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بري يرد التحية إلى جنبلاط: <وصلني حقي وتعويضي>



مقاتل
07-14-2006, 04:14 PM
أرجأ زيارة السعودية ويطلق مبادرته العراقية الإثنين


حسين ايوب



لا يوافق الرئيس نبيه بري السائلين أو المشككين عن موضع التوقيت الذي اختارته المقاومة لاسر الجنديين الاسرائيليين. يدرك من موقع العارف أولا والمجرب ثانياً، ان عملية من هذا النوع تحتاج الى اشهر وربما سنوات.

نعم لو تسنى لقيادة المقاومة ان تعلن امام الرأي العام اللبناني تفاصيل 12 محاولة لاسر جنود إسرائيليين منذ العام الفين حتى الآن، والتي سقط خلالها عشرات الشهداء ممن لم يعلن عنهم حتى الآن، وذلك سعيا إلى أسر جندي او اكثر، حتى شاءت <الصدفة الإلهية> ان تكتب للعملية النجاح.

يعرف الرئيس بري ان السيد حسن نصر الله أسرّ منذ شهر ونصف في آذان موثوقين من حوله بأن استعدوا لعملية أسر. هؤلاء انتظروا اليوم التالي، ولكن الاسر لم يتحقق وهذا ما حصل اكثر من مرة.
يعرف الرئيس بري ان عملية من هذا النوع تحتاج الى رصد دقيق لفترة طويلة. ربما يقوم به احد الرعاة. او مجموعة شبان يلعبون كرة القدم كما حصل قبيل عملية اسر الجنود الاربعة من <المزارع>. يمكنك ان تلجأ الى الكثير من اساليب التمويه حتى تتحقق من الهدف ثم يأتي دور فريق التخطيط والتنفيذ والوحدات النارية وقبل ذلك كله كيفية سحب الاسرى، عبر خطة تكون محكمة ومتحركة ومتبدلة، فيها من الاساليب البدائية والتقنيات العالية الخ...

لذلك يقر نبيه بري ان العملية حصلت وأصبحنا امام معطى جديد ولطالما كان الأمين العام لحزب الله يردد امام اهل الحوار ان منطق العمليات التذكيرية في مزارع شبعا والذي يمكن التحكم بزمانه ومكانه وظروفه وحجمه لا يسري ابدا على عملية الأسر التي تحتاج الى ظروف ومعطيات لا يمكن تفويتها في بعض الاحيان.

في ايام كهذه، يستعيد نبيه بري، منطقه التاريخي في التعامل مع الاحتلال الإسرائيلي وأطماعه. الاسرى والمزارع والخطر الاسرائيلي <لا أدري إذا كانت العملية ستسهل التوصل الى إجماع حول الاستراتيجية الدفاعية لحماية لبنان ولو بالحد الادنى>.

رفض الرئيس بري الدعوة الى عقد جلسة طارئة للحوار الوطني قبيل الموعد المقرر بعد اقل من اسبوعين. عدّل مواعيده الكثيرة وأبرزها زيارته الى المملكة العربية السعودية حيث كان من المقرر ان يستقبله الملك عبد الله يوم غد السبت. قرار الارجاء اتخذ صباح امس، أي قبل اربع وعشرين ساعة من موعد الاقلاع من مطار بيروت. السبب توقف اعمال الملاحة في المطار ورغبته في المشاركة في الاتصالات والمواكبة المباشرة لتطورات الجنوب.

الموعد المؤجل مع الملك عبد الله لا يمنع امكان تحديد موعد جديد في الاسابيع القليلة المقبلة. وللمناسبة اتصل بري بالملك السعودي وأطلعه على تفاصيل العدوان الاسرائيلي المتمادي على لبنان.
أيضا بين المواعيد التي تأجلت اللقاء الذي كان مقررا عقده امس الاول في دار الفتوى ويضمه والرئيس فؤاد السنيورة والمفتي محمد رشيد قباني والشيخ عبد الامير قبلان، على ان يصدر عنه نداء الى العراقيين معطوفا على مبادرة تدعو العراقيين الى طائف لبناني على ارض بيروت وبرعاية دار الفتوى والمجلس الشيعي الاعلى وكل ذلك بهدف وقف حمام الدم الذي يتخذ شكله المذهبي المشين.

بالأمس تلقى الرئيس بري اتصالا من المفتي قباني حثّه خلاله على المضي بمبادرته العراقية.
الفكرة المتداولة في مجلس الرئيس بري ان يحوّل التكريم المقرر يوم الاثنين المقبل للمجلس الشرعي الاسلامي الاعلى الى مناسبة لاجتماع موسع يشارك فيه كل اعضاء المجلس بحضور دار الفتوى والمجلس الشيعي وجميع الوزراء والنواب الشيعة والسنة وتلقى خلاله كلمات له وللرئيس السنيورة ومن ثم يصدر النداء الذي كان مقررا صدوره من دار الفتوى.
لم تهدأ اتصالات الرئيس بري بالنائب سعد الحريري أثناء وجوده في الصين وأثناء عودته الى بيروت قبل أن يبلغ الاخير بقصف المطار وتحويل طائرته الى لارنكا في قبرص وهو اتصل سائلا اذا كانت مفيدة الجولة العربية فأجابه رئيس المجلس <اتكل على الله>، وهو حرص على وضعه في اجواء الاتصالات الدولية والاقليمية.

ايضا، بدا الرئيس بري منشرحا اثناء الحديث بالامس عن صديقه وحليفه اللدود وليد جنبلاط. قال بري انه استمع الى تصريح جنبلاط الى <تلفزيون لبنان>، فسارع الى مهاتفته في المختارة وقال له <لقد وصلني حقي وتعويضي>. حيّاه على موقفه وقال للحاضرين في مجلسه <كما قلت لكم دائما ان وليد قد يضيّع البوصلة، ولكنه لا يضيع الخط والاتجاه>.

وكان لافتا ان جنبلاط رد بكلمات مؤثرة حيث قال ان الجبل كله بتصرف اهل الجنوب والضاحية والعاصمة وإنه سيوعز الى الحزب التقدمي ونواب الجبل لاتخاذ كل ما يلزم من اجل استقبال النازحين عن مناطقهم وقراهم.

يروي بري مجددا كيف تعامل وليد جنبلاط في جلسات الحوار مع قضية تثبيت لبنانية مزارع شبعا، وهو يستذكر في هذا المجال موقفا جنبلاطيا في العام 1984 لمجلة <العواصف> ينسجم مع قاموس <حزب الله> و<أمل>، ويقول <ليست مسألة المزارع حجة او ذريعة عند نبيه بري وحسن نصر الله. هذه مسألة رمزية ومعنوية وأخلاقية. في كل أدبياتنا السياسية منذ تاسيس <حزب الله> و<أمل> ان المزارع لبنانية. كيف سنقنع جمهورنا بأنها غير لبنانية>؟

في مجلس الرئيس بري الكثير من التفاصيل حول دور سفراء دول الوصاية الجديدة في بيروت. <لو مارس هؤلاء السفراء ضغوطهم على إسرائيل من اجل اطلاق الاسرى اللبنانيين والافراج عن جثامين الشهداء وإرجاع <المزارع> وتلال كفرشوبا الى لبنان، لما كنا مضطرين للقيام بالعملية التي قمنا بها في منطقة زرعيت عيتا الشعب>. قال بري لاحد الدبلوماسيين الاجانب بالامس: <على مسؤوليتي نحن نطالب بوقف نار. <حزب الله> على عاتقي. هل هم جاهزون (الاسرائيليون)>؟.

عندما طرح المبادرة كان يدرك حجم الضغط الذي تتعرض له الحكومة اللبنانية ولذلك ظل على تواصل دائم مع رئيس الحكومة وهو اوصى الوزراء الشيعة بأن لا يقدموا على اتخاذ اي موقف خارج الاجماع واذا اقتضى الامر التحفظ على بند معين وليس على مجمل البيان المقترح>.