المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يوم لك ويوم عليك .........جابرسيد خلف البهبهاني



سلسبيل
07-09-2006, 06:56 AM
كتب:جابرسيد خلف البهبهاني


الآن وقد وضعت المعركة الانتخابية أوزارها، وأظهرت الصناديق الانتخابية أرقامها، وأفرزت الأصوات اتجاهاتها، لا يسعنا الا ان نقول للفائزين «مبارك» وشدوا الحيل للمرحلة المقبلة، وان نقول لمن لم يحالفهم الحظ هذه هي الديموقراطية يوم لك ويوم عليك و(خيرها بغيرها)، ندعو للجميع بالتوفيق والسداد في خدمة الوطن والمواطن.

بعد كل انتخابات تظهر النتائج امتداد قوى سياسة في التمثيل البرلماني على حساب قوى سياسة أخرى، وهذا أمر طبيعي وغير معيب في النظام الديموقراطي الحرّ فلا يوجد فيه تمثيل نيابي ثابت فهو دائما بين مد وجزر، والعاقل المتزن هو من يحافظ على توازنه في حالتي الفوز او الخسار. ومعنى الاتزان هو ألاَّ يدفع الفوز بالفائز الى الانتفاخ على الناس والمبالغة في قراءة نتائج الانتخابات فيبني عليها مواقف قد توقعه في مطبات سياسية، وكذلك الخاسر عليه ضبط أعصابه بدلا من ان يطلق لمشاعره العنان فيزبد ويعربد وكأن بسقوطه ستقوم القيامة. والمشهد المتكرر بعد كل انتخابات هو تصريحات من بعض الفائزين كأنهم ملكوا الدنيا ومن عليها ويجب على الكل ان يكونوا رهن إشارتهم، وتصريحات اخرى من بعض الخاسرين تتهم الاطراف المنافسة بالتآمر عليهم ويجب ان يستغفروا الله العلي العظيم على فعلتهم الآثمة.

والخروج من التمثيل النيابي لا يعني الوقوف موقف المتفرج من القضايا المطروحة على الساحة السياسية والأحداث التي تقع فيها، ولا يفعل هذا الا من كان هدفه كرسي البرلمان ليحقق من خلاله وجاهة سياسية او مصالح شخصية. فمجلس الأمة ليس هو الموقع الوحيد الذي يتم من خلاله خدمة الوطن والمواطن وانما هو موقع من مواقع عدة، صحيح انه موقع اساسي ومحوري في اتخاذ القرار ولكنه لا يستطيع ان يعمل بمعزل عن الرأي العام. وهذا ما أثبتته الأحداث السياسية التي سبقت أن تسببت في حل مجلس الأمة، فعندما لجأ بعض النواب الى اللون البرتقالي لتمرير مشروعهم الخائب والجائر في تعديل الدوائر، استنهض البعض الآخر من النواب اللون الازرق ليستنصر لمبدأي العدالة والمساواة في هذا المشروع.

كل ما في الأمر ان الادوار قد تبدلت فمن كان يحاسب الآن هو المحاسب والمحاسب الآن هو يحاسب، اي انه بناء على نظرية «الموالاة والمعارضة» التي كانت تنظر للمعارضة خارج البرلمان فإن المعارضة اصبحت هي الموالاة بدخولها البرلمان والموالاة اصبحت هي المعارضة بخروجها من البرلمان. والحساب سيكون على الشعارات التي اطلقها الموالون الجدد في حملاتهم الانتخابية وايضا سيكون على التحالفات المريبة التي حققت لهم الفوز، هل هو تحالف فقط للوصول الى كرسي البرلمان بأي ثمن ولو كان على حساب المبادئ والقيم؟ ام هو تحالف استراتيجي يخدم القضايا التي يعانيها الوطن ويئن منها المواطن؟

صرح فيلسوف نظرية «الموالاة والمعارضة» بعد لقائه رئيس الوزراء «بأن سموه من الاشخاص الذين يرغبون في الاصلاح «ومن يقرأ المقالات البرتقالية لهذا الفيلسوف يجد دورانا في الموقف مائة وثمانين درجة، فقد وصف حكومة سموه بالفساد والإفساد ومن يشارك بها فاسد مفسد وانها ضد الإصلاح لأن موقفها غير جاد في تعديل الدوائر، وهذا قليل من كثير مما قاله في الحكومة السابقة. والسؤال هنا: كيف لمن وصفت حكومته بالفساد والإفساد وتسببت في ازمة سياسية ادت الى حل مجلس الأمة وهدد بالاستجواب يمكن له ان يدير حكومة إصلاح؟ فالرجل نفس الرجل ما الذي تغير؟ ومن الذي تغير؟ اما بالنسبة للتحالفات المريبة فسيكون لنا فيها مقالات خاصة بها، والجايات اكثر من الرايحات.

www.alwalaa.com

تاريخ النشر: الاحد 9/7/2006