مجاهدون
07-08-2006, 11:40 PM
كتابات - ترجمة / كهلان القيسي
الانهيار العلمي
بغداد -- مرّرت الرسالة من تحت عقب باب مكتب العميد، على شكل ظرف مفتوح بعض الشّيء دست فيه رصاصة كلاشنكوف و تنص الرسالة :
"يجب أن تتفهم ظروفنا. لا نستطيع أداء الامتحان بشكل جيد بسبب المشاكل في بغداد. ويجب أن تساعدنا، وإذا لم تفعل ، ستقتلك وعائلتك." حسب ما قاله لنا متسلمها، عميد كليّة العلوم في جامعة بغداد.
انه وقت الامتحانات النهائية في العراق. حيث اقتحم الرجال المسلّحون ذوو الزي الأسود مسكنا واختطفوا الطلاب من غرفهم. ويخشى الأساتذة رسوب وغضب تلاميذهم. واختصر المسئولين مراسيم التخّرج لتجنّب تجمع مجموعات كبيرة من الناس الذين سيصبحون هدف واضح للقصف ربّما ليس في أي مكان ما في العالم، توفر عطلة الشهرين الصيفية فرصة إغاثة لأولئك الذين يستطيعون تحمل تكاليفها، فرصة للهروب من البلاد ومن هذا الانفلات.
"كلّ 30 دقيقة تتصل عائلاتنا بنا للاطمئنان علينا وللتأكيد من إننا لا نزال على قيد الحياة فهم جدا قلقون بشأننا." هذا الكلام للطالبة إستبرق محمد، 21عام ، طالبة هندسة معمارية في سنتها الثالثة في الجامعة.
في صباح أمس كان الطالب ثائر يؤدي امتحانه الأخير في المحاسبة في هندسة النفط، عندما تفجر نزاع مسلّح خارج مسكنهم قرب الحرم الجامعي في حيّ باب المعظم وسط بغداد لمعظم اليوم، بقي مع مجموعة من الطلاب قابعين في الصالة ، بعيدا عن النوافذ والمهاجمين المجهولين، غير قادرين على الدراسة حتى لساعة متأخرة من الليل، وقال، انه كان متعب جدا بحيث لا يستطيع أن يتذكر وقت الامتحان.وقال إن "أحد الطلاب قد جرح حيث أصابته رصاصة في ساقه. وإذا تدخل داخل المسكن الآن، فأنت ستجد الثقوب من أثر الطلقات والنوافذ المكسرة،. حتى أصابوا الملابس المغسولة المعلقة في الخارج."
في الفناء الصخري المظلّل بالأشجار، يستمر طلبة جامعة بغداد - الأعرق والأرفع مستوى في العراق التي تضم 70,000 طالب جامعي و10,000 طالب خريج، --- ينسابون إلى الصفوف والدردشة بكسل مع الأصدقاء. يجلسون في مقهى في الهواء الطلق، وبدا عليهم الارتياح بعد انتهاء امتحاناتهم حيث يتبادلون كلمات الوداع . ومن خلف الحواجز المضادة للتفجيرات الخراسانية وحواجز الأسلاك الشائكة ، فأنهم يجدون في الحرم الجامعي الهدوء النسبي بالمقارنة مع المناطق العنيفة بشكل علني في بغداد.
أثناء حكم الرئيس السابق صدام حسين، يطلّب مسئولي الجامعة من الطلاب أن يدرسوا العقيدة السياسية والتأريخ العسكري لحزب البعث الحاكم. وبعد الغزو بقيادة الولايات المتحدة في عام 2003، تلك الموضوعات اختفت، واستبدلت بمناهج حول الديمقراطية وحقوق الإنسان.
يقول رئيس الجامعة موسى الموسوي "من وجهة نظر تبادل أو إظهار الآراء، ليس هناك مقارنة.مع ذلك الوقت إذ لم تكن هناك إمكانية لإبداء وجه نظرك في أية قضية،لكن من ناحية الأمن، فأثناء نظام البعث كان أفضل بكثير مما هو عليه ألان."
كلام الموسوي كان يوم الخميس، وهو اليوم الذي اغتيل فيه رئيس جهاز الأمن لجامعة بغداد من قبل رجال مسلّحين خارج بيته. وقد قتل حوالي 50 أستاذا في جامعة بغداد منذ الغزو وقتل أكثر من 190 جامعيا في مناطق العراق، الأعداد الأخرى للأساتذة المقتولين أعلى: فمنظمة ضدّ حرب تسمى محكمة بروكسل أدرجت 250 اسما.
يقول بعض الأساتذة إن حالات القتل مدفوعة بنفس التنافسات الطائفية بين الشيعة و السنّة التي تودي بحياة العراقيين كلّ يوم والمرتبطة بالصراعات السياسية في البلاد . بغض النظر عن السبب، فان حالات القتل تجبر على النزوح الجماعي للأساتذة من حرم الجامعة.وقال الموسوي في جامعة بغداد فقط طلب 300 أستاذا إجازة لسنة واحدة للهروب من العنف، وتقريبا نصف مجموع الأساتذة سيقضون الصيف خارج البلاد أو في المنطقة الشمالية الأكثر أمنا في العراق. ويقول الدكتور مصطفى الهيتي عضو البرلمان الحالي و العميد السابق- لكلية الصيدلة جامعة بغداد إن المتطرفون الدينيون يسيطرون على الجامعات، ويطردون كلّ الناس العلمانيون
في يوليو/تموز عام 2003، اخترقت ثلاث رصاصات سيارة الهيتي، وحطمت الزجاجة الأمامية عندما كان يقود سيارته في الحرم الجامعي صباح ذلك اليوم. وبعدها هرب من الكليّة خوفا على حياته بعد أن اقتحم الغوغاء المحتجين على مقتل طالب شيعي، مكتبه. فأخذ الهيتي عائلته إلى عمّان، ومنذ سنتين لم يدخل إلى الجامعة فقد حذر بعدم الرجوع..
لقد وصل تهديد المدرسين إلى التدخل اليومي في قاعات الدروس. ففي أثناء اجتماع بين وزير التعليم العالي وكبار الأساتذة في الأسبوع الماضي، أنتقد وبشدة السيد هاشم حسن، رئيس قسم الصحافة، تأثير أفراد الميليشيا الشيعة في الجامعة. وقال إن الأساتذة كانوا يغيّرون درجات الطلاب الذين ينتمون إلى جيش المهدي، ميليشيا رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر. وقد سرب الأساتذة الأجوبة على الأسئلة للطلاب من المجموعات الشيعية الدينية المتشدّدة،
وقال جواد أبو رفل ، أستاذ الإعلام الجماهيري "إن هذه حركة دينية متطرفه و يريدون السلطة و المشكلة لا أحد يجرأ على التحدث عنها لأن الكل خائفون. وأضاف بأنّه يتجنّب المواضيع المثيرة للجدل في قاعة الدرس. خوفا من الانتقام، وانه أخفق في معاقبة طالب عندما مسكه متلبسا بالغشّ. وألان الأساتذة يجلبون أسلحتهم الشخصية ويودعونها في الاستعلامات
وقال الهيتي عندما كان أستاذا، انه لا يستطيع أن يعاقب الطلاب على عدم حضورهم الدروس وانه أعطاهم اختبارات امتحانيه بعد كلّ خمس محاضرات، بدلا من منتصف الفترة التدريسية ونهايتها ، لتفادي فرص فشل الطلاب في الامتحان. ويقول أبو رفل يجب أن توصل رسالتك بطريقة ما بعدم أثارت الطلاب، وأقول لهم هذا ليس الذي اعتقده أنا ، لكنّه رأي بعض الناس." وعندما سأل من قبل احد الطلاب إلى أي حزب سياسي ينتمي أبو أعترض وقال له أنا لست حزبيا "أنا أستاذ."
الطلبة أنفسهم لم يسلموا من العدوان. فالطالبات اللواتي كن يسرحن في ساحات حرمهن الجامعي في الجينز والقمصان نصف ردن يرتدين الآن في أغلب الأحيان أوشحة الرأس والعبايات التقليدية لمهادنة المتطرّفين الشيعة . والموسيقى والرقص منعا في تجمّعات طلبة الكليّة.
في وسط بغداد الأسبوع الماضي، داهم رجال مسلحون يرتدون السواد سكن طلبة الجامعة التكنولوجية ا واختطفوا. 10 طلاب و قيل بأنهم كانوا سنّة من المعاقل المتمرّدة كالرمادي في غرب العراق.
وقالت الطالبة تمارا مهند طالبة الهندسة المعمارية "نحن نعاني من هذه الوضع الخطير: ومن حوادث الاختطاف، فالعصابات تتحرّك حولنا بحرية.
عندما دخلت تمارا الجامعة قبل ثلاثة سنوات، كان معتادا أن نقوم بالسفرات الميدانية لدراسة المواقع القديمة، أما ألان فلا تحصل أبدا
وبعد إنهاء امتحانها النهائي، كانت متلهّفة لإعادة كتبها الدراسية مبكرا، لان عائلتها تستعدّ لترك البلاد في الصيف.وعندما سألتها ما هو شعورك وأنت تنهي العام الدراسي قالت: الحمد لله
http://www.washingtonpost.com/wp-dyn/content/article/2006/07/05/AR2006070501681_pf.html
الانهيار العلمي
بغداد -- مرّرت الرسالة من تحت عقب باب مكتب العميد، على شكل ظرف مفتوح بعض الشّيء دست فيه رصاصة كلاشنكوف و تنص الرسالة :
"يجب أن تتفهم ظروفنا. لا نستطيع أداء الامتحان بشكل جيد بسبب المشاكل في بغداد. ويجب أن تساعدنا، وإذا لم تفعل ، ستقتلك وعائلتك." حسب ما قاله لنا متسلمها، عميد كليّة العلوم في جامعة بغداد.
انه وقت الامتحانات النهائية في العراق. حيث اقتحم الرجال المسلّحون ذوو الزي الأسود مسكنا واختطفوا الطلاب من غرفهم. ويخشى الأساتذة رسوب وغضب تلاميذهم. واختصر المسئولين مراسيم التخّرج لتجنّب تجمع مجموعات كبيرة من الناس الذين سيصبحون هدف واضح للقصف ربّما ليس في أي مكان ما في العالم، توفر عطلة الشهرين الصيفية فرصة إغاثة لأولئك الذين يستطيعون تحمل تكاليفها، فرصة للهروب من البلاد ومن هذا الانفلات.
"كلّ 30 دقيقة تتصل عائلاتنا بنا للاطمئنان علينا وللتأكيد من إننا لا نزال على قيد الحياة فهم جدا قلقون بشأننا." هذا الكلام للطالبة إستبرق محمد، 21عام ، طالبة هندسة معمارية في سنتها الثالثة في الجامعة.
في صباح أمس كان الطالب ثائر يؤدي امتحانه الأخير في المحاسبة في هندسة النفط، عندما تفجر نزاع مسلّح خارج مسكنهم قرب الحرم الجامعي في حيّ باب المعظم وسط بغداد لمعظم اليوم، بقي مع مجموعة من الطلاب قابعين في الصالة ، بعيدا عن النوافذ والمهاجمين المجهولين، غير قادرين على الدراسة حتى لساعة متأخرة من الليل، وقال، انه كان متعب جدا بحيث لا يستطيع أن يتذكر وقت الامتحان.وقال إن "أحد الطلاب قد جرح حيث أصابته رصاصة في ساقه. وإذا تدخل داخل المسكن الآن، فأنت ستجد الثقوب من أثر الطلقات والنوافذ المكسرة،. حتى أصابوا الملابس المغسولة المعلقة في الخارج."
في الفناء الصخري المظلّل بالأشجار، يستمر طلبة جامعة بغداد - الأعرق والأرفع مستوى في العراق التي تضم 70,000 طالب جامعي و10,000 طالب خريج، --- ينسابون إلى الصفوف والدردشة بكسل مع الأصدقاء. يجلسون في مقهى في الهواء الطلق، وبدا عليهم الارتياح بعد انتهاء امتحاناتهم حيث يتبادلون كلمات الوداع . ومن خلف الحواجز المضادة للتفجيرات الخراسانية وحواجز الأسلاك الشائكة ، فأنهم يجدون في الحرم الجامعي الهدوء النسبي بالمقارنة مع المناطق العنيفة بشكل علني في بغداد.
أثناء حكم الرئيس السابق صدام حسين، يطلّب مسئولي الجامعة من الطلاب أن يدرسوا العقيدة السياسية والتأريخ العسكري لحزب البعث الحاكم. وبعد الغزو بقيادة الولايات المتحدة في عام 2003، تلك الموضوعات اختفت، واستبدلت بمناهج حول الديمقراطية وحقوق الإنسان.
يقول رئيس الجامعة موسى الموسوي "من وجهة نظر تبادل أو إظهار الآراء، ليس هناك مقارنة.مع ذلك الوقت إذ لم تكن هناك إمكانية لإبداء وجه نظرك في أية قضية،لكن من ناحية الأمن، فأثناء نظام البعث كان أفضل بكثير مما هو عليه ألان."
كلام الموسوي كان يوم الخميس، وهو اليوم الذي اغتيل فيه رئيس جهاز الأمن لجامعة بغداد من قبل رجال مسلّحين خارج بيته. وقد قتل حوالي 50 أستاذا في جامعة بغداد منذ الغزو وقتل أكثر من 190 جامعيا في مناطق العراق، الأعداد الأخرى للأساتذة المقتولين أعلى: فمنظمة ضدّ حرب تسمى محكمة بروكسل أدرجت 250 اسما.
يقول بعض الأساتذة إن حالات القتل مدفوعة بنفس التنافسات الطائفية بين الشيعة و السنّة التي تودي بحياة العراقيين كلّ يوم والمرتبطة بالصراعات السياسية في البلاد . بغض النظر عن السبب، فان حالات القتل تجبر على النزوح الجماعي للأساتذة من حرم الجامعة.وقال الموسوي في جامعة بغداد فقط طلب 300 أستاذا إجازة لسنة واحدة للهروب من العنف، وتقريبا نصف مجموع الأساتذة سيقضون الصيف خارج البلاد أو في المنطقة الشمالية الأكثر أمنا في العراق. ويقول الدكتور مصطفى الهيتي عضو البرلمان الحالي و العميد السابق- لكلية الصيدلة جامعة بغداد إن المتطرفون الدينيون يسيطرون على الجامعات، ويطردون كلّ الناس العلمانيون
في يوليو/تموز عام 2003، اخترقت ثلاث رصاصات سيارة الهيتي، وحطمت الزجاجة الأمامية عندما كان يقود سيارته في الحرم الجامعي صباح ذلك اليوم. وبعدها هرب من الكليّة خوفا على حياته بعد أن اقتحم الغوغاء المحتجين على مقتل طالب شيعي، مكتبه. فأخذ الهيتي عائلته إلى عمّان، ومنذ سنتين لم يدخل إلى الجامعة فقد حذر بعدم الرجوع..
لقد وصل تهديد المدرسين إلى التدخل اليومي في قاعات الدروس. ففي أثناء اجتماع بين وزير التعليم العالي وكبار الأساتذة في الأسبوع الماضي، أنتقد وبشدة السيد هاشم حسن، رئيس قسم الصحافة، تأثير أفراد الميليشيا الشيعة في الجامعة. وقال إن الأساتذة كانوا يغيّرون درجات الطلاب الذين ينتمون إلى جيش المهدي، ميليشيا رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر. وقد سرب الأساتذة الأجوبة على الأسئلة للطلاب من المجموعات الشيعية الدينية المتشدّدة،
وقال جواد أبو رفل ، أستاذ الإعلام الجماهيري "إن هذه حركة دينية متطرفه و يريدون السلطة و المشكلة لا أحد يجرأ على التحدث عنها لأن الكل خائفون. وأضاف بأنّه يتجنّب المواضيع المثيرة للجدل في قاعة الدرس. خوفا من الانتقام، وانه أخفق في معاقبة طالب عندما مسكه متلبسا بالغشّ. وألان الأساتذة يجلبون أسلحتهم الشخصية ويودعونها في الاستعلامات
وقال الهيتي عندما كان أستاذا، انه لا يستطيع أن يعاقب الطلاب على عدم حضورهم الدروس وانه أعطاهم اختبارات امتحانيه بعد كلّ خمس محاضرات، بدلا من منتصف الفترة التدريسية ونهايتها ، لتفادي فرص فشل الطلاب في الامتحان. ويقول أبو رفل يجب أن توصل رسالتك بطريقة ما بعدم أثارت الطلاب، وأقول لهم هذا ليس الذي اعتقده أنا ، لكنّه رأي بعض الناس." وعندما سأل من قبل احد الطلاب إلى أي حزب سياسي ينتمي أبو أعترض وقال له أنا لست حزبيا "أنا أستاذ."
الطلبة أنفسهم لم يسلموا من العدوان. فالطالبات اللواتي كن يسرحن في ساحات حرمهن الجامعي في الجينز والقمصان نصف ردن يرتدين الآن في أغلب الأحيان أوشحة الرأس والعبايات التقليدية لمهادنة المتطرّفين الشيعة . والموسيقى والرقص منعا في تجمّعات طلبة الكليّة.
في وسط بغداد الأسبوع الماضي، داهم رجال مسلحون يرتدون السواد سكن طلبة الجامعة التكنولوجية ا واختطفوا. 10 طلاب و قيل بأنهم كانوا سنّة من المعاقل المتمرّدة كالرمادي في غرب العراق.
وقالت الطالبة تمارا مهند طالبة الهندسة المعمارية "نحن نعاني من هذه الوضع الخطير: ومن حوادث الاختطاف، فالعصابات تتحرّك حولنا بحرية.
عندما دخلت تمارا الجامعة قبل ثلاثة سنوات، كان معتادا أن نقوم بالسفرات الميدانية لدراسة المواقع القديمة، أما ألان فلا تحصل أبدا
وبعد إنهاء امتحانها النهائي، كانت متلهّفة لإعادة كتبها الدراسية مبكرا، لان عائلتها تستعدّ لترك البلاد في الصيف.وعندما سألتها ما هو شعورك وأنت تنهي العام الدراسي قالت: الحمد لله
http://www.washingtonpost.com/wp-dyn/content/article/2006/07/05/AR2006070501681_pf.html