المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قريبا ِِ يمكنكم استخدام هواتفكم النقالة على متن الطائرة



yasmeen
07-07-2006, 07:08 AM
آلو.. انا اكلمكم من فوق السحاب


07/07/2006


'أوول' (قول - باللهجة المصرية)، آلو والنبي 'لتؤول' آلو.. 'أوول' آلو والنبي ما تؤولش 'نو' (لا) بالانكليزية أو (NO).. مقطع من اغنية هزلية يؤديها الممثل المصري الكوميدي أحمد حلمي في مشهد من فيلم 'ظرف طارق' الذي عرض منذ فترة في دور السينما.

استوحيت كلماته واستخدمتها هنا كمقدمة لموضوع هذا الاسبوع وهو يدور حول امكانية استخدام الهواتف النقالة (الموبايل) على متن الطائرة قريبا بعد ان تم حل المشكلات الفنية والقانونية حول حظر استخدامها كما هو معلوم. والحقيقة ان شركات الاتصالات ستؤدي الاغنية هذه باعلى صوتها للمسافرين جوا كي يستخدموا هواتفهم النقالة بكل حرية ودون قيود كما كان في السابق، وفوق السحاب.. اذا اننا نشهد ثورة جديدة للتواصل التام في تاريخ البشرية.

واخيرا سيصبح بامكان المسافرين جوا استخدام هواتفهم النقالة بحرية تامة على متن الطائرة وعلى ارتفاع شاهق يتجاوز 35 ألف قدم دون انقطاع ولا تشويش. فبعد سنوات من محاولات صناع انظمة الترفيه والاتصالات بالطائرات من تحقيق ذلك، مكنت الوسائل التكنولوجية المتاحة من تجاوز العقبات وسيصبح العام المقبل نقطة انطلاق جديدة في نمط السفر الجوي.

لقد كان العائقان الاساسيان من عدم تحقيق ذلك: عدم توفر التكنولوجيا التي يمكن بواسطتها التحكم بالاشارات الصادرة عن الهواتف النقالة، وبالتالي خطورة تداخلها مع الاشارات التي تخص الانظمة الملاحية في الطائرة، وقد افادت احدى الدراسات ان الاشارة الصادرة عن الهواتف النقالة تشكل خطرا واضحا على سلامة الرحلات الجوية، بسبب تداخلها مع بعض المعدات الحساسة للملاحة وتأثيرها على طبيعة عملها.

والعائق الثاني يتمثل في عملية اقناع السلطات المحلية الرسمية لكل دولة تمر فوقها الطائرة بان استخدام هذه الخدمة على الطائرة آمن ولن يؤثر من جهة اخرى على شبكات الاتصالات للهواتف النقالة الارضية الموجودة هناك.

بين التكنولوجيا والقوانين

مع توفر التكنولوجيا الحديثة في الاتصالات والالكترونيات المتقدمة امكن التقليل من احتمالات تأثير الاتصالات داخل الطائرات على سلامة النقل الجوي، وهو ما يتحتم معه على الجهات المعنية، تعديل التشريعات القانونية لمواكبة التطور الحاصل في هذا المجال والسماح لشركات الهواتف النقالة او المحمولة بتوفير خدمة الاتصالات لعملائها على متن الطائرات. وفي هذا الصدد اعلنت اللجنة الفيدرالية للاتصالات انها مستعدة لاصدار القوانين المناسبة مع بداية السنة المقبلة، وهي القوانين التي من شأنها السماح للشركات بالعمل في الميدان شريطة ثبوت عدم وجود اخطار محتملة على سلامة الركاب. ومن جانبها صرحت ادارة الطيران المدني الفيدرالية الاميركية FAA انه ما ان يتأكد خلو الاتصالات الهاتفية داخل الطائرة من المشاكل حتى ترفع الخطر المفروض حاليا على اجرائها. وللتأكد من سلامة اجراء اتصالات الهاتف النقال في الرحلات الجوية كلفت ادارة الطيران FAA احدى المؤسسات الخاصة بدراسة الموضوع ورفع توصيات بشأنه الى الوكالة.

إقبال شديد

من منا لا يريد مزيدا من الحرية اثناء السفر جوا..؟ لقد قامت اعداد من شركات الطيران بدورها بأبحاث ودراسات حول هذه الخدمة، ووجدت نتائج ايجابية واقبالا كبيرا من قبل الركاب على تطبيقها. ومبدئيا فإن النظام تمت تجربته على متن الطائرة بوينغ 777 - 200 LR الحديثة بصورة اختبارية اثناء رحلتها التسويقية لهذا الطراز عالميا، وان هذا الطراز والطراز 777 - 300 ER سيتم اعتماد الخدمة عليه مبكراعن باقي انواع الطائرات الأخرى حيث إنهما مزودان بمنظومة كونكشن Connecxion لخدمة البث الحي والانترنت الآتية عبر الاقمار الصناعية على متن طائراتهما، وهي تعمل أساسا بمبدأ اشارة الهواتف النقالة.

بانتظار التطبيق

يعتقد المؤيدون لفتح الاجواء امام اتصالات الهاتف النقال ان التقرير المقرر صدوره في نهاية هذا العام، سيؤكد مساعيهم ويثبت انه لا يوجد خطر على سلامة الملاحة الجوية، وسيتم عمل آلية دفع لهذه الخدمة من قبل المستخدمين، حيث ستقوم شركات الاتصالات بمحاسبة شركات الطيران التي ستقدم الخدمة على متن طائراتها، وشركات الطيران ستحدد هي بدورها كيفية محاسبة الركاب للخدمة تلك.

وتحاول شركة 'ايرسل Air Cell احدى الشركات المنافسة التي ستركب الخدمة على الطائرات، تبسيط الخدمة قدر الامكان، اضافة الى التقليل من تكاليف تركيبها على الطائرات الى ما دون المائة الف دولار اميركي، وذلك ليتم انتشار مثل هذه التكنولوجيا واعتمادها بصورة اوسع وتتوفر للجميع، خصوصا اننا في عصر الثورة الالكترونية والاتصالات.

وتراهن شركات الطيران على نوعية خاصة من المسافرين الذين يرغبون في اجراء مكالمات على متن طائراتها، خصوصا طبقة رجال الاعمال والمسؤولين الكبار ممن يودون البقاء على اطلاع دائم ومستمر بمجريات اعمالهم على الارض.

اما من ناحية اخرى فمن يدري قد يساهم استخدام الهاتف الشخصي النقال، في التقليل من الخوف في الطيران لدى الذين يعانون من مرض 'رهاب الجو' أو الخوف من الطيران، وقد يساهم اكثر في ربط الراكب بالعالم الخارجي من حوله.. أو اضافة متزايدة من الثرثرة والتكاليف.

التحكم بإشارة النقال

قامت شركتا اتصالات بانشاء نظام خاص يبقي الاشارات الصادرة عن الهواتف النقالة في مستويات منخفضة للغاية تحد من تأثيرها على الاتصالات التي تجريها الطائرة، كما انها لا تتداخل مع الاشارات التي تبعث بها الطائرة الى مراكز المراقبة على الارض ويقوم النظام الجديد بتجميع مكالمات المسافرين وتوجيهها الى كابينة تحتوي على وحدة 'بيكوسل/ Picocell' خليوية وسيرفر Server يعمل على تحويلها خارج الطائرة، وبالتالي ينتفي خطر التأثير على اجهزة الاتصالات والملاحة في قمرة قيادة الطائرة.

شبكة لاسلكية في الطائرة

تعرض شركتا صناعة الطيران بوينغ وايرباص على متن طائراتها الجديدة من فئة 777 - 200 LR و300 ER و787 والعملاقة 380 اعتماد شبكة لاسلكية هي الاولى من نوعها على متن الطائرات متعددة الاغراض داخل كابينة للطائرة، حيث يمكن لشركات الطيران من خلالها استخدام نقطة اتصال معيارية واحدة لجميع التجهيزات اللاسلكية من خلال هوائي واحد، وسوف يستفيد الركاب من تلك التقنية في استخدام اسهل للكمبيوترات المحمولة والانترنت اضافة الى استعمال الهواتف النقالة الخاصة بهم على ارتفاع 35 الف قدم.

وتعمل الاشارة عن طريق التقنية الرقمية 'ديجيتال' من خلال شبكة معلوماتية مدمجة بالطائرة حيث يمكن الاستفادة في نظام الاتصالات عبر الاقمار الصناعية SATCOM الموجود منذ فترة بصورة افضل واكفأ من ذي قبل وهو الآن يزود اكثر من 1900 طائرة عابرة للقارات في العالم، مما سيوفر التكاليف على شركات الطيران ويعمل بنطاق البث العريض (الواسع النطاق) باشارات لاسلكية بقوة 800 ميغاهيرتز، بسعر يصل الى 3.50 دولارات للدقيقة الواحدة وهو سعر مقبول ويطابق ذلك المعمول به لخدمة الجوال على الارض.