المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أعراس بغداد: كعكات من طبقات عدة تذوب عند نقاط التفتيش



على
07-05-2006, 05:09 PM
متعهدة تنظم حفلات تروي تجربتها مع 3 حروب

بغداد: سابرينا تافرنايس *


نادية حبيب، المسيحية العراقية ( 53 عاما)، والتي تتمتع بحس حاد بالفكاهة وتوق للأعراس والكعكة التي يمكن أن تثير حتى زبائنها، ظلت تعمل خلال حربين، والآن تجد نفسها تعمل وسط حرب ثالثة.
وعلى الرغم من المعاناة الحالية، فان الحياة اليومية، مهما كانت الغرابة والعوائق، ما تزال تمضي في الكثير من ايقاعاتها المألوفة. فالشباب يلتقون، ويقعون في الحب، ويعتزمون الزواج. وقالت نادية وهي تجلس في قاعة حفلات فخمة في نادي العلوية وتتصفح ألبومات الأعراس وأمثلة الكعكات لسنوات سابقة «أقول لك بصراحة انه لم يتغير شيء. عندما نتزوج ما نزال نريد كل شيء مثاليا».

وبينما يتزايد العنف يتراجع العراقيون الى داخل بيوتهم، ولا يختار سوى عدد قليل من العرسان إقامة حفلات الزفاف في أماكن عامة. وتنظم نادية حبيب في الوقت الحالي ما يتراوح بين حفلتين الى ثلاث حفلات زفاف أسبوعيا، بالمقارنة مع خمس أو ست حفلات قبل الغزو. وتتحرك نادية، التي يحيط بها زوجها حكمت أيوب، البالغ من العمر 61 عاما، الى الأمام بجرأة، وبما يكشف عن خبرتها في تلبية رغبات زبائنها.

أما كعكة الزفاف فراحت تتنوع، وتحدثت نادية عن مآثرها في هذا المجال: كعكة طويلة لتشبه هرما من الهدايا. وبرج من طبقات الكعكة على ارتفاع 10 أقدام، وكل طبقة لها قاعدة وأعمدة ومحاطة بالبالونات المحلقة.

ويمكن ان يحدث أي شيء. ففي يونيو(حزيران) الماضي، قتلت قنبلة في حي بغداد الجديدة عمة العريس، وتعين على العائلة إلغاء الحفلة. وفي فبراير(شباط) وبعد تفجير المرقدين في سامراء، الذي أثار موجة من أعمال القتل الطائفية ثم حظرا للتجول، ألغيت حفلات زفاف عديدة. وقد تزوج اثنان في الصباح الباكر وغادرا الى الأردن من دون حفلة. وفي كل حالة كانت نادية تترك مع الكعكة التي لا تستطيع بيعها، والتي يكلف متوسط سعرها حوالي 140 دولارا.

ولعملية الخبز احباطاتها. ففي بغداد لا تتوفر الكهرباء الا ساعة واحدة كل أربع ساعات، ومعظم العوائل لديها مصدران آخران: مولد الحي الكبير، ومولد البيت الصغير. وسعر البنزين الذي يحتاجه المولد هو الآن 10 أمثال السعر الذي كان قبل عام. وتعمل نادية حبيب في مكان صغير ملحق ببيتها. وفيه سبع مجمدات وثلاث ثلاجات، وكل تجهيزات الخبز من مختلف الأنواع. وتملأ الزهور واحدة من الثلاجات. وقالت ان حديقتها مليئة بحاويات الوقود واثنين من المولدات.

ومشكلة التنقل في المدينة هي الأخرى من المشاكل الكبرى. وأول من أمس كانت نادية تقود سيارتها من حيها الواقع شمال شرقي بغداد الى نادي الهندية في الكرادة. ويمكن قطع المسافة بعشرين دقيقة في الحالات الاعتيادية، ولكن خطة الأمن الأخيرة التي فرضتها الحكومة جعلت الطريق يستغرق ساعة. وعند وصولها الى النادي وكانت تحمل كعكة من ثلاثة طوابق في صندوق سيارتها المرسيدس، بدت الكعكة متأثرة بهذا التأخر. وكما يحدث غالبا رفض النادي تشغيل التبريد قبل الحفل. وذلك عائق جدي في قاعة حفل زفاف حارة. وتركت نادية الكعكة في سيارتها حتى وقت قصير من وصول العروسين، وقالت «أترين الظروف التي نعمل فيها؟»، وهي تمسح العرق عن وجهها بيد وتبحث باليد الأخرى عن مروحة صغيرة لها وأخرى لي.

ويواصل العرسان، على أية حال، المجيء؛ ففي نادي العلوية الأسبوع الماضي كانت طبيبة الأسنان ريم البالغة من العمر 25 عاما ومبرمج الكومبيوتر عمار البالغ 29 عاما، يتابعان مع حكمت، زوج نادية، ترتيبات الإعداد لحفل زفاف الاثنين اللذين التقيا في بيت ريم قبل أشهر لغرض التعارف.

* خدمة «نيويورك تايمز»