على
07-05-2006, 04:54 PM
غاريث سميث، «فايننشال تايمز» البريطانية
الحياة - 05/07/06//
محسن قوديفار هو أحد المثقفين الإيرانيين الذين ضاقوا ذرعاً بانتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد قبل عام. فقوديفار، الاكاديمي، يرى ان النقد أو الفكر الغربيين لا يهددان الإسلام، مخالفاً رأي رئيسه أحمدي نجاد. فهو يقول: ان أحمدي نجاد متشدد، وعلى هذا فهو يكره المثقفين الذين يسألون أسئلة كثيرة، ويحمله تصلبه الفكري والدوغمائي على رفض أي فكر تحليلي أو ناقد.
ان الهوة بين الرئيس وطبقة المثقفين في إيران يتعاظم اتساعها، ولا تقتصر على جفاء الإصلاحيين. فالمثقفون المحافظون لا يشعرون بالاطمئنان. وفي نيسان (ابريل) الماضي قال رئيس اللجنة النيابية الثقافية، عماد أفروغ، انه مضطر الى دق ناقوس الخطر، فالحكومة تتجاهل المثقفين والخبراء والأكاديميين. وهذه الحال ناجمة عن أن نجاد خرج على مفهوم كان سائداً في أذهان عامة الإيرانيين، وكان يقضي بتولي النخبة إدارة السياسة. وكان الشاه، قبل الانقلاب عليه في 1979، يعتمد على الجنرالات وأصحاب «ربطات العنق»، فيما الأميركيون متغلغلون في شمال طهران. ومع الجمهورية الإسلامية، ظهرت نخب جديدة من رجال دين وسياسيين ورجال نفط. وعلى رغم انتخابات حاشدة بين وقت وآخر، وتدني عدد الأميين، تعتقد قلة من الإيرانيين اليوم أن النخبة لا تزال حاكمة. ويقول ناصر هديان، وهو أستاذ علوم سياسية في جامعة طهران ورفيق دراسة لأحمدي نجاد: «لم أتصور يوماً أن شخصاً مثله قد يصل الى الرئاسة. فالنخبة كلها ضده، من أكثر جماعاتها ليبرالية الى أكثرها تزمتاً».
وفي خطبه الى الجماهير، يتكلم أحمدي نجاد لغة شعبية في متناول المستمعين، وتستلهم المشاعر الدينية البدائية. ويرى حميد رضا جاليبور ان الحكومة النجادية تضيق على المفكرين، فالرئيس يحسب أن المسلم الحقيقي لا يحتاج لمفاهيم فردية، ولا لأمور مثل المجتمع المدني والحرية الشخصية والديموقراطية. وألغت الحكومة، أخيراً، الانتخاب الى رئاسة الجامعات، وأوكلت الى وزارة التعليم العالي تعيين رؤساء الجامعات على ما ترتأي. ويقول أحد الأكاديميين أن دروسه تصور للتثبت من أنها «لا تسيء الى الإسلام». وأثار اعتقال رئيس مكتب الدراسات الإيرانية، رامين جاهان بغلو، موجة غضب. وهو لم يتهم بغير «الاتصال بأجانب». وربما كان ينوي حضور مؤتمرات بأوروبا وأميركا. ويشكو المثقفون مراقبة الصحف والمطبوعات، خصوصاً تلك المقربة من الإصلاحيين، على نحو مفرط. وفي المقابل، يرى مؤيدو الرئيس أن وحدة الصف ملحة، بينما تتعرض البلاد، بسبب تجاربها النووية، لمواقف حادة وتضييق شديد. ولكن هذا الكلام لا يقنع قوديفار. فلا علم من غير علماء ومثقفين، على قوله. وإذا خلت إيران من هؤلاء، «فلن نكون أسياد مصيرنا».
«فايننشال تايمز» البريطانية، 21/6/2006
الحياة - 05/07/06//
محسن قوديفار هو أحد المثقفين الإيرانيين الذين ضاقوا ذرعاً بانتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد قبل عام. فقوديفار، الاكاديمي، يرى ان النقد أو الفكر الغربيين لا يهددان الإسلام، مخالفاً رأي رئيسه أحمدي نجاد. فهو يقول: ان أحمدي نجاد متشدد، وعلى هذا فهو يكره المثقفين الذين يسألون أسئلة كثيرة، ويحمله تصلبه الفكري والدوغمائي على رفض أي فكر تحليلي أو ناقد.
ان الهوة بين الرئيس وطبقة المثقفين في إيران يتعاظم اتساعها، ولا تقتصر على جفاء الإصلاحيين. فالمثقفون المحافظون لا يشعرون بالاطمئنان. وفي نيسان (ابريل) الماضي قال رئيس اللجنة النيابية الثقافية، عماد أفروغ، انه مضطر الى دق ناقوس الخطر، فالحكومة تتجاهل المثقفين والخبراء والأكاديميين. وهذه الحال ناجمة عن أن نجاد خرج على مفهوم كان سائداً في أذهان عامة الإيرانيين، وكان يقضي بتولي النخبة إدارة السياسة. وكان الشاه، قبل الانقلاب عليه في 1979، يعتمد على الجنرالات وأصحاب «ربطات العنق»، فيما الأميركيون متغلغلون في شمال طهران. ومع الجمهورية الإسلامية، ظهرت نخب جديدة من رجال دين وسياسيين ورجال نفط. وعلى رغم انتخابات حاشدة بين وقت وآخر، وتدني عدد الأميين، تعتقد قلة من الإيرانيين اليوم أن النخبة لا تزال حاكمة. ويقول ناصر هديان، وهو أستاذ علوم سياسية في جامعة طهران ورفيق دراسة لأحمدي نجاد: «لم أتصور يوماً أن شخصاً مثله قد يصل الى الرئاسة. فالنخبة كلها ضده، من أكثر جماعاتها ليبرالية الى أكثرها تزمتاً».
وفي خطبه الى الجماهير، يتكلم أحمدي نجاد لغة شعبية في متناول المستمعين، وتستلهم المشاعر الدينية البدائية. ويرى حميد رضا جاليبور ان الحكومة النجادية تضيق على المفكرين، فالرئيس يحسب أن المسلم الحقيقي لا يحتاج لمفاهيم فردية، ولا لأمور مثل المجتمع المدني والحرية الشخصية والديموقراطية. وألغت الحكومة، أخيراً، الانتخاب الى رئاسة الجامعات، وأوكلت الى وزارة التعليم العالي تعيين رؤساء الجامعات على ما ترتأي. ويقول أحد الأكاديميين أن دروسه تصور للتثبت من أنها «لا تسيء الى الإسلام». وأثار اعتقال رئيس مكتب الدراسات الإيرانية، رامين جاهان بغلو، موجة غضب. وهو لم يتهم بغير «الاتصال بأجانب». وربما كان ينوي حضور مؤتمرات بأوروبا وأميركا. ويشكو المثقفون مراقبة الصحف والمطبوعات، خصوصاً تلك المقربة من الإصلاحيين، على نحو مفرط. وفي المقابل، يرى مؤيدو الرئيس أن وحدة الصف ملحة، بينما تتعرض البلاد، بسبب تجاربها النووية، لمواقف حادة وتضييق شديد. ولكن هذا الكلام لا يقنع قوديفار. فلا علم من غير علماء ومثقفين، على قوله. وإذا خلت إيران من هؤلاء، «فلن نكون أسياد مصيرنا».
«فايننشال تايمز» البريطانية، 21/6/2006