موالى
07-05-2006, 03:44 PM
شهدت ميل "صحوي شهير" إلى الضفة الليبرالية
سلطان القحطاني من الرياض
قبل عقدين من الزمن على أبعد تقدير كانت هيئة كبار العلماء السعودية، وهي أعلى مرجعية دينية في البلاد، تحظى بنوع من القداسة تجعلها بعيدةً عن النقد أو المساءلة الفكرية أو حتى مناقشة أعضاءها المعينيين من قبل الحكومة حول دقائق الفتاوى التي تصدر مدموغةً بختمها، وكان السعوديون يضبطون حياتهم على إيقاعها ويلجؤون إليها كلما استدعت الظروف التي يمرون بها في البلاد ذات النهج المحافظ.
لكن هذه الحصانة المحلية، التي نمت بشكل واسع في أوائل التسعينات خلال المد الصحوي الذي شهدته المملكة العربية السعودية، في طريقها إلى الزوال تدريجياً وفقاً لما يمكن استنتاجه من معطيات الزوبعة الدينية التي كان بطلها عضو الهيئة الكبرى في البلاد الشيخ صالح الفوزان خلال مواجهة صحافية مع كتاب سعوديين آخرين على مدار الأسابيع الثلاثة الفائتة.
وكان اللافت في المعركة الصحافية الحالية بين عضو هيئة كبار العلماء الشيخ صالح الفوزان وكتاب سعوديين آخرين يمثلون القوى الليبرالية في المملكة هو تحول أحد رموز الصحويين السعوديين الشيخ سلمان العودة إلى الميل نحو الضفة الليبرالية في أتون الجدل الدائر حول طبيعة العلاقة مع الآخر الغير مسلم في المناهج التعليمية وخصوصاً فيما يتعلق بالجهاد وحرب المنتمين إلى أديان غير الدين الإسلامي بالنسخة السنية التي يعتنقها الشيخان.
ويعتبر الشيخ "المتلبرل مؤقتاً" سلمان العودة أحد رؤوس الإسلام السياسي في المملكة العربية السعودية، بزغ أسمه بشكل لافت في أوائل التسعينات برفقة صحويين سعوديين آخرين كانت لهم الكلمة العليا على منابر المساجد السنية، ووصل بهم الأمر إلى معارضة الحكومة للمطالبة بعدم استقدام قوات أجنبية على أراضيها خلال عملية تحرير الكويت من القبضة البعثية التي كان يمثلها نظام الرئيس المخلوع صدام حسين.
وعن ذلك يقول مثقفٌ سعودي رفض ذكر أسمه ليتسنى له التحدث بحرية عن تحولات العودة:"إنه أمرٌ لافت أن يجنح نحو الوسطية بعد تراثه الفكري الداعم للعنف،إذ إن سلمان كان يملك رصيداً لا يستهان به من الشعبية رغم التناقص المطرد الذي يلقاه في مسيرته خلال الأشهر الفائتة".
وفي أوج الملاحقة الأمنية التي كان يواجهها العودة ورفاقه الصحويون كان جمع من طلاب جامعة الإمام محمد بن سعود، التي يصفها أكاديميون محليون بأنها معمل تفريخ الأصوليين الشبان، يكتبون أسم العودة بشكل خاص دوناً عن رفاقه الآخرين على جدران قاعاتهم التعليمية، ومصاعد الجامعة واصفين إياه بأنه المجاهد الأكبر، وهو ما قد تغير الآن على اعتبار أن الشبان تغيروا والجامعة تغيرت والعودة كذلك طالته رياح التغيير.
وإن كان الفوزان قد اعتبر في رده أن الواجب على المؤمنين "معاداة الكفار والبراءة منهم" باستناده على الآيات القرآنية التالية( لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة) و (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة) و (ومن يفعله منكم فقد ضل سواء السبيل) معتبراً إياها " نهي صريح عن موادة الكفار"، فإن العودة يرى بأن الدعوة إلى الإصلاح هي الأصل في العلاقة مع الآخرين: "حتى مع الكفار، فالكفر ليس مبرراً للقتل، يقول سبحانه: (وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه)، فهو يأمر بحفظه ورعايته أيضاً" على حد قوله.
ويقول العودة في مقال نشرته صحيفة الجزيرة السعودية:"الجهاد.. موضوع ملأ الدنيا وشغل الناس والعالم، وتنازعت فيه أطراف شتى؛ طرف عالمي ودولي يحاول تعريف الجهاد على أنه رديف للإرهاب والعنف، ويحاول أن يفرغ الإسلام من مفهومه الحقيقي المتعلق بالجهاد، وكأنه يراد لدين الإسلام أن يصوّر على أنه دين وديع، وليس لديه القدرة على الدفاع ولا المقاومة، أو كأنه مخلوق أعزل في دنيا متشابكة، ولا أدوات لديه للدفاع عن نفسه؛ فهو يدير خده الأيسر لمن صفعه على خده الأيمن، بكل استسلام وغباء!".
وفيما كان الفوزان يقول بأن الله أوجب على المسلمين "حرب الكفار وجهادهم بعد دعوتهم إلى الله ورفضهم دين الله بشرط أن يكون عند المسلمين القدرة على ذلك"، فإن كاتباً سعودياً من رموز الليبرالية المعتدلة في المملكة وهو محمد آل الشيخ دخل على الخط في المعركة معتبراً أن هذا التأويل الذي قدمه الفوزان للنصوص القرآنية يجعل من السعوديين " مراوغين ولسنا جادين بعد أن اعتبرنا السلام خيارنا حين انضممنا إلى هيئة الأمم المتحدة".
وبعد معارك الضرب تحت الحزام بين التيارين الليبرالي والإسلامي المتشدد التي اشتعلت بعد تعرض السعودية إلى حملة تفجيرات متواترة نفذها موالون لتنظيم القاعدة، فإن المعركة اتجهت الآن إلى صدور الصحف بين الطرفين ومناصريهم، الأمر الذي يراه معلقون سعوديون راقبوا المعركة الحالية وسابقتها بين الواعظ الديني سعد البريك ومثقفين آخرين، بأنه "أمرٌ إيجابي وحضاري يعكس مدى التحولات التي تمر بها المملكة في ظل الحكم الملكي الجديد ذو الرؤى الإصلاحية المعتدلة".
وكان المحرّك الأكبر لجذوة النقاش بين عضو هيئة كبار العلماء السعودية وكتاباً سعوديين آخرين هو ملف المناهج التعليمية السعودية التي تصفها دوائر غربية ومثقفون عرب بأنها تحتوي على نسبة من "التأويلات المتشددة للدين الإسلامي" رغم أن الحكومة واصلت منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر عمليات "فلترة" المناهج وتطويرها.
وكانت لجنة دراسية ملكية سعودية أدركت في عام 2004 الحاجة إلى الإصلاح التعليمي بعد أن وجدت المناهج الدراسية الدينية في المملكة "تشجع على العنف تجاه الآخر، وتدعو الطلاب إلى الاعتقاد أنه لكي يدافعوا عن دينهم فعليهم أن يتعاملوا بعنف تجاه (الآخر)." ومنذ ذلك الحين أعلنت الحكومة مراراً أنها بصدد مراجعة مناهجها التعليمية.
وقال السفير السعودي في واشنطن الأمير تركي الفيصل خلال رحلته الأخيرة إلى عدد من المدن الأمريكية: "راجعت المملكة جميع موادها التعليمية ومحت كل العناصر التي لا تتوافق مع حاجتها إلى تعليمٍ معاصر. ولم نقم فقط بمحو كل العناصر التي تدعو إلى التعصب في الكتب المدرسية القديمة من جهازنا التعليمي, بل طبقنا مراجعة داخلية شاملة وخطة للتطوير."
ونشرت الحكومة السعودية إعلاناً في صفحة كاملة من صحيفة the New Republic ديسمبر الماضي تعلن عن نجاحها في "تطوير مناهجها التعليمية لنعد أطفالنا بشكلٍ أفضل لمواجهة تحديات الغد." وكان المتحدث باسم السفارة قد صرح منذ عام بـ "أننا قمنا بمراجعة مناهجنا التعليمية, وأزلنا المواد التي تحرض على العنف تجاه أصحاب الديانات الأخرى."
كما وزعت السفارة السعودية مراجعة من 74 صفحة لإصلاح المناهج لتظهر التجديد الذي طال الكتب المدرسية وفقاً لما رأته صحف أميركية في تعليقها على تحركات المملكة في تنقية التعليم من التطرف.
ويرى محللون سعوديون بأن الشيخ صالح الفوزان، وهو العضو الأكبر سناً في هيئة كبار العلماء، قد خرج عن السرب المعتدل الذي تنتهجه الهيئة ذات البعد الرسمي في الجزء الأغلب من فتواها دون تغريد خارج السرب الرسمي للدولة وسياستها العليا، إذ يقولون بأن الهيئة كانت إلى حد كبير ذات "لحية متوسطة الطول" لم تمتد إلى هذا الحد من الطول تطرفاً أو خروجاً عن سياسة الحكومة السعودية.
ومع ذلك فإن الأصداء الشعبية إزاء هيئة كبار العلماء وهيئة الأمر بالمعروف، وهما الهيئتان الأشهر دينياً في السعودية، لم تعد بذلك الحماس الكبير الذي كانت عليه سابقاً، بل أن الحماس أتجه إلى هيئة أخرى تتولى مصائر 4 ملايين سعودي، وهي هيئة السوق المالية التي لا نقاش حول فتاواها وقراراتها كونها لا تعرف أنصاف الحلول استنادا إلى القوانين المدنية التي تسيّرها.
سلطان القحطاني من الرياض
قبل عقدين من الزمن على أبعد تقدير كانت هيئة كبار العلماء السعودية، وهي أعلى مرجعية دينية في البلاد، تحظى بنوع من القداسة تجعلها بعيدةً عن النقد أو المساءلة الفكرية أو حتى مناقشة أعضاءها المعينيين من قبل الحكومة حول دقائق الفتاوى التي تصدر مدموغةً بختمها، وكان السعوديون يضبطون حياتهم على إيقاعها ويلجؤون إليها كلما استدعت الظروف التي يمرون بها في البلاد ذات النهج المحافظ.
لكن هذه الحصانة المحلية، التي نمت بشكل واسع في أوائل التسعينات خلال المد الصحوي الذي شهدته المملكة العربية السعودية، في طريقها إلى الزوال تدريجياً وفقاً لما يمكن استنتاجه من معطيات الزوبعة الدينية التي كان بطلها عضو الهيئة الكبرى في البلاد الشيخ صالح الفوزان خلال مواجهة صحافية مع كتاب سعوديين آخرين على مدار الأسابيع الثلاثة الفائتة.
وكان اللافت في المعركة الصحافية الحالية بين عضو هيئة كبار العلماء الشيخ صالح الفوزان وكتاب سعوديين آخرين يمثلون القوى الليبرالية في المملكة هو تحول أحد رموز الصحويين السعوديين الشيخ سلمان العودة إلى الميل نحو الضفة الليبرالية في أتون الجدل الدائر حول طبيعة العلاقة مع الآخر الغير مسلم في المناهج التعليمية وخصوصاً فيما يتعلق بالجهاد وحرب المنتمين إلى أديان غير الدين الإسلامي بالنسخة السنية التي يعتنقها الشيخان.
ويعتبر الشيخ "المتلبرل مؤقتاً" سلمان العودة أحد رؤوس الإسلام السياسي في المملكة العربية السعودية، بزغ أسمه بشكل لافت في أوائل التسعينات برفقة صحويين سعوديين آخرين كانت لهم الكلمة العليا على منابر المساجد السنية، ووصل بهم الأمر إلى معارضة الحكومة للمطالبة بعدم استقدام قوات أجنبية على أراضيها خلال عملية تحرير الكويت من القبضة البعثية التي كان يمثلها نظام الرئيس المخلوع صدام حسين.
وعن ذلك يقول مثقفٌ سعودي رفض ذكر أسمه ليتسنى له التحدث بحرية عن تحولات العودة:"إنه أمرٌ لافت أن يجنح نحو الوسطية بعد تراثه الفكري الداعم للعنف،إذ إن سلمان كان يملك رصيداً لا يستهان به من الشعبية رغم التناقص المطرد الذي يلقاه في مسيرته خلال الأشهر الفائتة".
وفي أوج الملاحقة الأمنية التي كان يواجهها العودة ورفاقه الصحويون كان جمع من طلاب جامعة الإمام محمد بن سعود، التي يصفها أكاديميون محليون بأنها معمل تفريخ الأصوليين الشبان، يكتبون أسم العودة بشكل خاص دوناً عن رفاقه الآخرين على جدران قاعاتهم التعليمية، ومصاعد الجامعة واصفين إياه بأنه المجاهد الأكبر، وهو ما قد تغير الآن على اعتبار أن الشبان تغيروا والجامعة تغيرت والعودة كذلك طالته رياح التغيير.
وإن كان الفوزان قد اعتبر في رده أن الواجب على المؤمنين "معاداة الكفار والبراءة منهم" باستناده على الآيات القرآنية التالية( لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة) و (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة) و (ومن يفعله منكم فقد ضل سواء السبيل) معتبراً إياها " نهي صريح عن موادة الكفار"، فإن العودة يرى بأن الدعوة إلى الإصلاح هي الأصل في العلاقة مع الآخرين: "حتى مع الكفار، فالكفر ليس مبرراً للقتل، يقول سبحانه: (وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه)، فهو يأمر بحفظه ورعايته أيضاً" على حد قوله.
ويقول العودة في مقال نشرته صحيفة الجزيرة السعودية:"الجهاد.. موضوع ملأ الدنيا وشغل الناس والعالم، وتنازعت فيه أطراف شتى؛ طرف عالمي ودولي يحاول تعريف الجهاد على أنه رديف للإرهاب والعنف، ويحاول أن يفرغ الإسلام من مفهومه الحقيقي المتعلق بالجهاد، وكأنه يراد لدين الإسلام أن يصوّر على أنه دين وديع، وليس لديه القدرة على الدفاع ولا المقاومة، أو كأنه مخلوق أعزل في دنيا متشابكة، ولا أدوات لديه للدفاع عن نفسه؛ فهو يدير خده الأيسر لمن صفعه على خده الأيمن، بكل استسلام وغباء!".
وفيما كان الفوزان يقول بأن الله أوجب على المسلمين "حرب الكفار وجهادهم بعد دعوتهم إلى الله ورفضهم دين الله بشرط أن يكون عند المسلمين القدرة على ذلك"، فإن كاتباً سعودياً من رموز الليبرالية المعتدلة في المملكة وهو محمد آل الشيخ دخل على الخط في المعركة معتبراً أن هذا التأويل الذي قدمه الفوزان للنصوص القرآنية يجعل من السعوديين " مراوغين ولسنا جادين بعد أن اعتبرنا السلام خيارنا حين انضممنا إلى هيئة الأمم المتحدة".
وبعد معارك الضرب تحت الحزام بين التيارين الليبرالي والإسلامي المتشدد التي اشتعلت بعد تعرض السعودية إلى حملة تفجيرات متواترة نفذها موالون لتنظيم القاعدة، فإن المعركة اتجهت الآن إلى صدور الصحف بين الطرفين ومناصريهم، الأمر الذي يراه معلقون سعوديون راقبوا المعركة الحالية وسابقتها بين الواعظ الديني سعد البريك ومثقفين آخرين، بأنه "أمرٌ إيجابي وحضاري يعكس مدى التحولات التي تمر بها المملكة في ظل الحكم الملكي الجديد ذو الرؤى الإصلاحية المعتدلة".
وكان المحرّك الأكبر لجذوة النقاش بين عضو هيئة كبار العلماء السعودية وكتاباً سعوديين آخرين هو ملف المناهج التعليمية السعودية التي تصفها دوائر غربية ومثقفون عرب بأنها تحتوي على نسبة من "التأويلات المتشددة للدين الإسلامي" رغم أن الحكومة واصلت منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر عمليات "فلترة" المناهج وتطويرها.
وكانت لجنة دراسية ملكية سعودية أدركت في عام 2004 الحاجة إلى الإصلاح التعليمي بعد أن وجدت المناهج الدراسية الدينية في المملكة "تشجع على العنف تجاه الآخر، وتدعو الطلاب إلى الاعتقاد أنه لكي يدافعوا عن دينهم فعليهم أن يتعاملوا بعنف تجاه (الآخر)." ومنذ ذلك الحين أعلنت الحكومة مراراً أنها بصدد مراجعة مناهجها التعليمية.
وقال السفير السعودي في واشنطن الأمير تركي الفيصل خلال رحلته الأخيرة إلى عدد من المدن الأمريكية: "راجعت المملكة جميع موادها التعليمية ومحت كل العناصر التي لا تتوافق مع حاجتها إلى تعليمٍ معاصر. ولم نقم فقط بمحو كل العناصر التي تدعو إلى التعصب في الكتب المدرسية القديمة من جهازنا التعليمي, بل طبقنا مراجعة داخلية شاملة وخطة للتطوير."
ونشرت الحكومة السعودية إعلاناً في صفحة كاملة من صحيفة the New Republic ديسمبر الماضي تعلن عن نجاحها في "تطوير مناهجها التعليمية لنعد أطفالنا بشكلٍ أفضل لمواجهة تحديات الغد." وكان المتحدث باسم السفارة قد صرح منذ عام بـ "أننا قمنا بمراجعة مناهجنا التعليمية, وأزلنا المواد التي تحرض على العنف تجاه أصحاب الديانات الأخرى."
كما وزعت السفارة السعودية مراجعة من 74 صفحة لإصلاح المناهج لتظهر التجديد الذي طال الكتب المدرسية وفقاً لما رأته صحف أميركية في تعليقها على تحركات المملكة في تنقية التعليم من التطرف.
ويرى محللون سعوديون بأن الشيخ صالح الفوزان، وهو العضو الأكبر سناً في هيئة كبار العلماء، قد خرج عن السرب المعتدل الذي تنتهجه الهيئة ذات البعد الرسمي في الجزء الأغلب من فتواها دون تغريد خارج السرب الرسمي للدولة وسياستها العليا، إذ يقولون بأن الهيئة كانت إلى حد كبير ذات "لحية متوسطة الطول" لم تمتد إلى هذا الحد من الطول تطرفاً أو خروجاً عن سياسة الحكومة السعودية.
ومع ذلك فإن الأصداء الشعبية إزاء هيئة كبار العلماء وهيئة الأمر بالمعروف، وهما الهيئتان الأشهر دينياً في السعودية، لم تعد بذلك الحماس الكبير الذي كانت عليه سابقاً، بل أن الحماس أتجه إلى هيئة أخرى تتولى مصائر 4 ملايين سعودي، وهي هيئة السوق المالية التي لا نقاش حول فتاواها وقراراتها كونها لا تعرف أنصاف الحلول استنادا إلى القوانين المدنية التي تسيّرها.