مشاهدة النسخة كاملة : وارن بافت صاحب تبرع 30 مليار يقول ان الهدف من تبرعه هو الوصول الى الجنة
بركان
07-04-2006, 11:40 PM
دراسة علمية تؤكد أنه لا يمكن شراء السعادة
متوسطو الدخل أكثر سعادة من أصحاب المداخيل العالية
واشنطن: شانكار فدانتام *
حينما أعلن وارن بافت مالك ومدير شركة «بيركشاير هاثواي إنك» قبل نحو اسبوعين، أنه سيتخلى عن أكثر من 30 مليار دولار من ثروته للاعمال الخيرية، خصوصاً لتحسين الصحة والتغذية والتعليم، فإن كثيرا من الأميركيين فكروا بسخائه المتميز وفكروا بكل الأعمال النبيلة التي ستحققها هذه الثروة التي تبرع بها، وسألوا أنفسهم ماذا سيفعلون إذا كان هناك شخص يريد أن يعطيهم هذا القدر من المال.
لكن الأمر بالنسبة الى بافت مختلف فهو يفكر في روحه، وقال حينما أعلن عن أكبر تبرع في تاريخ كوكب الأرض «هناك أكثر من طريقة للوصول إلى الفردوس لكن هذا هو أفضل طريق»، لكن موقفه هذا قد يتماشى مع البحوث الأخيرة في مجال علم النفس.
فحسب المعلومات المأخوذة خلال العقود الأخيرة يتضح أن زيادة الدخل الفردي عن 12 ألف دولار سنويا لا تزيد من درجة الرضا على الحياة. فمن عام 1958 حتى 1987 على سبيل المثال تنامى الدخل الفردي في اليابان خمسة أضعاف لكن الباحثين لم يجدوا زيادة في درجة السعادة تتناسب مع هذه الزيادة في الدخل.
وبرر ريتشارد لايارد الاستاذ في كلية الاقتصاد بجامعة لندن هذه الظاهرة التي كانت موضع دراسته لأن الناس يشعرون بالثراء من خلال مقارنة أنفسهم بالآخرين، وحينما يزداد الدخل عبر كل الوطن فإن مكانة الأفراد لا تتغير نسبيا.
لكن بالتأكيد فإن تبرع بافت المتمثل بإعطاء 4 ملايين دولار كل يوم سيجعل الكثير من الناس شديدي الابتهاج.. أليس كذلك؟
مؤقتا، هذا صحيح. قال لايارد في مقابلة اجريت معه اخيراً.. لكن مع ذلك فإن المقارنات الاجتماعية ليست العامل الوحيد المطروح في هذه الحالة. فالعامل النفسي الآخر هو التعود: فالتغير الجذري في ثروة الشخص تخلق السعادة لكنها ستستمر فقط حتى يعتاد الناس مكانتهم الجديدة التي قد لا تتجاوز أشهرا عدة أو عامين في الأغلب.
قال لايارد إنه حينما يفوز الناس باليانصيب على سبيل المثال فإنهم «يشعرون في البدء بزيادة كبيرة في الشعور بالسعادة ثم تهبط إلى المستوى السابق، إذن لماذا يريد الناس أن يفوزوا باليانصيب؟ إنهم يركزون على فترة قصيرة ويبدو أنهم غير معنيين بالطرائق ذات الأمد البعيد للكيفية التي تعمل وفقها مشاعرهم».
وكتبت مجلة «ساينس» الأسبوع الماضي تقريرا عن وجود أدلة أخرى ونظرية أخرى حول الأسباب التي لا تجعل الناس سعداء بعد حصولهم على الثروة، وجاء في تقريرها أن «الإيمان بوجود آصرة ما بين الدخل العالي والمزاج الحسن منتشر كثيرا لكنه وهمي، فالناس الذين يكسبون دخلا متوسطا هم أكثر سعادة من غيرهم حين إجراء المقارنة بين تجربتهم لحظة بلحظة مع تجارب أصحاب المداخيل العالية، إذ أن الأخيرين يميلون إلى التوتر وهم لا يقضون وقتا أكثر امتاعا».
وتكمن المشكلة في أن الناس حالما يتجاوزون خط الفقر لا تصبح النقود ذات فعالية كبيرة في السعادة اليومية، وقال آلان كروغر البروفسور في الاقتصاد بجامعة برينستون مؤلف الدراسة إن «الناس يبالغون في مدى تأثير المداخيل العالية على رفاهيتهم».
وأضاف كروغر أن بالتأكيد ستمكن الثروة الفرد من شراء أشياء كثيرة لكن هذه الأشياء لا تعالج المخاوف اليومية التي يعيشها الناس مثل القلق على الأطفال أو مشاكل العلاقات الحميمة وآفاق التوتر الناجم عن وظائفهم.
حينما يحلم الناس بفوز مالي كبير فإنهم «يركزون على كل الأشياء التي سيشترونها بدون أن يركزوا على كون الكثير مما سيشترونه لن يلعب دورا كبيرا في راحتهم» حسبما يقول كروغر.
واستنتج كروغر في دراسته أنه «إذا أردتم أن تعرفوا لمَ أظن أن الناس الفقراء ليسوا بؤساء فإن ذلك يعود لأنهم يستمتعون بالأشياء التي لم يتمكن بيل غيتس أن يستمتع بها، بسبب ساعات عمله في مايكروسوفت».
وأوضحت دراسات مختلفة أن الناس غير مستعدين للقبول بتخفيض لأجورهم حتى لو أعطاهم ذلك حرية أكبر واقل تنقلا ومراقبة، كل العناصر التي لها علاقة مع سعادة اللحظة، فالتركيز على الراتب هو متماثل مع بطاقة خطأ الفائز بجائزة اليانصيب عند تفكيره بأن النقود ستغير كل شيء.
وقال كروغر «إحدى الاخطاء التي يقع فيها الناس هي حينما يركزون على الراتب لا على جوانب العمل الأخرى غير المرتبطة بالراتب، فالناس لا يقيمون نوعية العمل، لذلك يبدو العمل كأنه أسوأ ساعات اليوم بالنسبة الى الكثير من الأفراد».
* خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»
http://www.aawsat.com/2006/07/07/images/hassad.371870.jpg
الرجل الذي أخاف غيتس
يعتقد وارن بافيت أن تبرعه بـ37 مليار دولار لأعمال الخير يترك لأولاده شيئا يقومون به بعد وفاته
لندن: جمال الدين طالب
عندما كان في الخامسة عشرة من العمر لم يكن الفتى وارن بافيت موزعا عاديا لصحيفة «واشنطن بوست».. كانت طموحاته كبيرة فعلا، لكنه لم يكن يتوقع أن يصبح يوما مساهما في الصحيفة وعضوا في مجلس ادارتها، وفوق ذلك «خبرا أو عنوانا» شبه دائم ليس فيها فقط، بل وفي كافة صحف أميركا والعالم.. مع صفات معتادة مربوطة به.. «ثاني أغنى رجل في العالم» أو «الذي جمع ثروته من تجارة الأسهم والسندات» أو «المستثمر الاميركي المعروف الذي لا يؤمن بنظرية توريث المال، وصاحب المقولة الشهيرة «على الشخص الثري جدا ان يترك لأبنائه ما يكفي لأن يقوموا بأي شيء، لكن ليس ما يكفي لكي لا يفعلوا أي شيء».
الأخبار المثيرة والعناوين العريضة المرتبطة ببافيت كانت كثيرة طيلة السنوات الأربعين الأخيرة على الأقل، لكن خبر يوم السادس والعشرين من يونيو (حزيران) 2006 كان أكبرها على الاطلاق. بيل غيتس، الذي يعتبر اغنى رجل في العالم كان يشعر بالقلق وحتى «شيء من الخوف»، كما أقر بعد ذلك، وهو يستمع في المكتبة العامة بنيويورك لوارين بافيت، وهو يعلن عن أكبر تبرع خيري على الإطلاق يقوم به شخص واحد في العالم. لقد «أخاف» بافيت صديقه الحميم غيتس (والمتحمس مثله للعبة البريدج) وهو يُعلن، أمام الحضور المكون من عدد كبير من الطلبة، التبرع بنحو 31 مليار دولار او ما يزيد عن 80% من ثروته إلى المؤسسة الخيرية، التي يديرها بيل غيتس وزوجته ميليندا، بالاضافة الى 6 مليارات أخرى لمؤسسات خيرية تابعة لعائلة بافيت.
لقد كان موقفا سورياليا بالنسبة للكثيرين.. ثاني أغنى رجل في العالم يتبرع بنحو 80% من ثروته لأغنى رجل في المعمورة، أو كما سألت مجلة «فورتين» وارن بافيت: «أليس الأمر..مفارقة؟» ان يُقدم لغيتس هكذا هدية! بافيت أجاب جوابا يتطلب فعلا وقفة: «انه لأمر مثير للضحك فعلا، اذا تم وضعه في هذا السياق، لكن في الحقيقة أنا لم اتبرع له (غيتس) إنما عبره». وأضاف بافيت مؤكدا «وعبر زوجته ميليندا كذلك»، التي تشارك بافيت عضوية مجلس ادارة صحيفة «الواشنطن بوست». المجلة الأميركية لم تكتف بهذا السؤال «المغلف» فقد «واجهته» بسؤال مباشر عن الأسباب التي دفعته الى اعلان تبرعه التاريخي الآن فقط وليس سابقا: «هل انت مريض؟» أو بتعبير آخر مباشر هل بافت في آخر أيامه ولهذا عجل بإعلان تبرعه؟ الملياردير الأميركي أجاب: «لا، قطعا لا. أنا في صحة عظيمة، ففي أخر فحص طبي عام اجريته، قال لي طبيبي الخاص ان كل شيء على ما يرام». قرار رجل الأعمال، المقبل على عامه السادس والسبعين، التبرع بـ80% من ثروته لمؤسسات خيرية لم يأت بين عشية وضحاها، حيث «كان بافيت ينتظر الوقت المناسب فقط لاعلان ذلك هو الذي قرر «الا يأخذ معه ثروته الى العالم الآخر، وألا يتركها لأولاده». ذلك لم يكن مفاجئا ولا مثيرا للاستغراب لمن يعرفون الرجل جيدا، وخاصة أولاده الثلاثة، المزارع والمستثمر هوارد (51 عاما)، الفنان الموسيقي بيتر( 48 عاما)، والمتفرغة للعمل الخيري سوزان (52 عاما)، الذين تعهد بمنح ما مجموعه 3 مليارات دولار لمؤسساتهم الخيرية، والتي تحمل اسماء أولاده، الا مؤسسة بيتر التي تحمل اسم «نوفو» اللاتيني (أي أغير). ما كان مفاجئا هو قرار وارن منح مليون سهم من شركة «بيركشاير هاثاواي» (نحو 3 مليارات دولار) الى المؤسسة الخيرية التي أقامها هو وزوجته الراحلة سوزان طومسون بافيت، والتي اتفق معها قبل وفاتها ان «ترث كل اسهمه في شركة بيركشاير هاثاواي وتضخها في مؤسستهما الخيرية، لأنه كان يعتقد انه سيموت قبل زوجته سوزان التي تصغره بعامين، من منطلق أن «النساء يعمرن أطول من الرجال». وعن تغيير رأيه والتبرع بجل ثروته لمؤسسة غيتس الخيرية بدلا من المؤسسة التي تحمل اسم زوجته، أكد وارن بافيت أنه نظر الى الموضوع ليس من منطلق المتبرع فقط، انما من منطلق المستثمر، فرأى أن مؤسسة غيتس الخيرية الكبيرة والواسعة التأثير ستكون اطارا افضل لتوظيف امواله من مؤسسة زوجته الأصغر، كما انه متأكد أن زوجته الراحلة سوزان «موافقة في حياتها الأخرى مع قراره». وقد أكد وارن بافيت ان بيل غيتس الذي ترك منصبه كمدير في ميكروسوفت ليتفرغ للعمل الخيري وزوجته ميليندا غيتس «سيحرصان على توظيف هبته المالية الضخمة في الموضع الصحيح». وهذا ما أكده بيل غيتس، الذي عبر عن اعتزازه بثقة صديقه فيه وصرح «ارتكاب أخطاء في توظيف أموالي الخاصة ليس مثل ارتكاب أخطاء في توظيف أموال وارن بافيت». وارن بافيت وزوجته سوزان قصة مثيرة. فعندما تزوجها وهو في الثانية والعشرين من العمر (بعد سنتين من التعارف) قال لها: «سأصبح ثريا. ليس لمزايا خاصة بي أو بسبب العمل الشاق. ببساطة لأنني ولدت بالمهارات المناسبة، في المكان والزمان المناسبين». وارن وسوزان اللذان كان يتفقان في الكثير من القناعات والأفكار، من ضمنها فكرة رجل الأعمال والمتبرع الأميركي الكبير اندرو كارنيغي في القرن الماضي «ضرورة اعادة الثروات التي تم تحصيلها من المجتمع اليه ووضعها في خدمته»، لم يختلفا حتى بعد افتراقهما، فرغم ترك سوزان بيت الزوجية عام 1977، لم يعلنا طلاقهما وظلا أصدقاء، بل ان سوزان عرفت وارن بشريكة حياته الحالية استريد مانكسن، التي كانت تعمل نادلة في مقهى فرنسي. ولم تكتف سوزان بمباركة علاقة وارن باستريد فقط، بل ان الثلاثة ظلوا حتى قبل وفاة سوزان يبعثون في كل مناسبات الأعياد هدايا مشتركة للاصدقاء والأقارب تحمل هذا التوقيع «من وارن، سوزان واستريد». علاقة وارن بافيت بأولاده قصة مثيرة هي الأخرى. وارن لا يكل من ترديد مدى افتخاره بأولاده الثلاثة وبنجاحهم في اعمالهم، غير انه «حاسم» في تعاملاته المالية معهم، فمع انه يهدي كل واحد منهم 10 آلاف دولار كل عام بمناسبة عيد الميلاد، فاذا طلب أحدهم سّلفة منه، عليه أن يوقع اتفاقا مكتوبا مع وارن يثبت ذلك. وعندما احتاجت ابنته سوزان (تحمل نفس اسم أمها) يوما مبلغ 20 دولار نقدا لدفعه مقابل توقيف سيارتها في موقف المطار اعطاها وارن المبلغ، لكنه بالمقبل طلب منها ان تكتب له شيكا به. ولد وارن ادوارد بافيت في 30 اغسطس (أب) عام 1930 في أوماها بولاية نيبراسكا للسمسار وعضو الكونغرس هوارد بافيت وليلى بافيت، اللذين تعرفا على بعضهما البعض اثناء العمل في جريدة «دايلي نيبراسكن» بجامعة نيبراسكا ـ لينكون. اظهر وارن منذ نعومة أضفاره قدرات مذهلة للتعامل مع المال. ففي السادسة من العمر فقط دخل وارن في أول مغامرة مالية مربحة، حيث كان يشتري زجاجات مشروب الكوكاكولا بسعر الجملة من متجر جده، ثم يعيد بيعها لأصدقائه بسعر التجزئة محققا ربحا صافيا بنسبة 5 بالمائة. وفي الحادية عشرة من العمر بدأ الاشتغال في مكتب والده للسمسرة ليكتسب وبسرعة خبرة مثيرة في تداول الاسهم، حيث اشترى له ولأخته الكبرى دوريس أسهما في شركة «سيتي سرفيسز» بـ38 دولارا للسهم. ومثل متعامل متمرس في البورصة لم يفقد الطفل وارن أعصابه وهو يرى سعر سهم الشركة ينحدر الى 27 دولارا للسهم، حيث حافظ على اسهمه الى أن ارتفعت قيمتها الى 40 دولارا للسهم. ومع أنه لم يخسر في مغامرته الأولى في عالم الاسهم، بل حقق ربحا معقولا، الا أنه تأسف لتسرعه في بيع اسهمه التي ارتفعت قيمتها الى أن وصلت الى 200 دولار للسهم. ومن تلك المغامرة تعلم وارن درسا اساسيا، مفاده أن الصبر هو أحد أهم المفاتيح في عالم الاستثمار. ثم وهو في الثالثة عشرة من العمر كان مثله مثل أي رجل اعمال، مسجلا لدى مصلحة الضرائب الأميركية، يقدم حصيلة تعاملاته التجارية مع نهاية العام المالي.. مُدرجا دراجته الهوائية ضمن المصاريف! بعدها بعام قام وارن بأول أكبر استثمار له عندما اشترى مزرعة مقابل 1200 دولار، قبل أن يؤجرها لأحد المزارعين مقابل أجرة شهرية. كان وارن في الخامسة عشرة من العمر عندما انتقل مع عائلته للعيش في واشنطن. العاصمة الأميركية لم «ترهب» الفتى، الذي سرعان ما تأقلم مع اجوائها وعرف مكامن الفائدة المالية فيها. بدأ وارن بافيت العمل موزعا لصحيفة «واشنطن بوست»، التي سيصبح بعد سنوات عضوا في هيئتها الادارية، وقد حقق الفتى نجاحا باهرا فيها رافعا توزيع الصحيفة ومحققا دخلا سنويا قدر بنحو 5 آلاف دولار، أي ما يعادل ثروة بمقاييس ذلك الوقت.
في عام 1947 وهو السابعة عشرة من العمر انهى وارن بافيت دراسته الثانوية، لكن لم تكن له رغبة في الالتحاق بالجامعة، غير ان والده هوارد اقنعه بالالتحاق بكلية وارتون للاقتصاد بجامعة بنسلفانيا، حيث أمضى هناك سنتين «مملتين»، كان لا يكف فيهما من الشكوى.. وبأنه «يعرف أحسن من اساتذته!». بعد هزيمة والده في انتخابات الكونغرس الأميركي عام 1948، عاد وارن الى مسقط رأسه بأوماها، حيث تحَّول للدراسة بجامعة نيبراسكا ـ لينكون، التي تخرج منها بعد ثلاث سنوات. لكن هذا لم يكن كافيا بالنسبة لوالده هوارد الذي حثه على الالتحاق بكلية الاقتصاد الشهيرة بجامعة هارفارد. غير أن الكلية قررت ـ فيما اعتبر بعدها أسوأ قرار في تاريخها ـ رفض طلب وارن للالتحاق بها بدعوى «صغر سنه». ذلك الرفض «المهين» ظل يلازم وارن بافيت لفترة، الا أن تجربته الدراسية في جامعة كولومبيا التي رحبت به سرعان ما انسته «تعالي» هارفارد، وسجلت منعطفا مهما في حياته. ففي جامعة كولومبيا التقى وارن بافيت بنجامين غراهام، استاذ الاقتصاد وصاحب النظرية التي طالما استهوت وارن، والتي تقول إنه من الحكمة الاستثمار في الأسهم المنخفضة القيمة للشركات، والتي لها حظوظ في الانتعاش في وقت قصير. نظرية غراهام ستشكل بعد ذلك القاعدة الأساسية لاستراتيجية وارن بافيت للاستثمار في الأسهم.
بعد تخرجه من جامعة كولومبيا عمل وارن لمدة ثلاث سنوات في بنك والده الاستثماري قبل أن يلتحق بالمؤسسة التي أسسها استاذه السابق بنجامين غراهام، حيث عمل هناك لمدة سنتين كمحلل للأوراق المالية. في عام 1956 وهو في الخامسة والعشرين من العمر قرر وارن انشاء مؤسسته الاستثمارية الخاصة، التي اطلق عليها اسم «بافيت بارتنرشيب»، مغامرا باستثمار 5 آلاف دولار من ماله الخاص و100 ألف أخرى من مساهمات أقاربه وأصدقائه. مؤسسة بافيت ازدهرت وتوسعت أرباحها الى أن بلغت عام 1968 نحو أربعين مليون دولار، غير ان بافيت قرر في العام الموالي بيع اسهمه في المؤسسة واتخذ قراره الاستراتيجي بشراء 29 بالمائة من أسهم شركة بيركشاير هاثاواي، قبل أن يرفعها الى 38 بالمائة، ويعين نفسه مديرا تنفيذيا لها. خطوة بافيت فاجأت الكثيرين، على اعتبار أن شركة المنسوجات أساسا كانت تعاني صعوبات مالية وتراجعا في قيمة أسهمها. لكن بافيت بحاسة «شم الفوائد» التي اشتهر بها عرف أن «الدر كامن في أحشاء» تلك الشركة. وصدق حدس بافيت، حيث انتعشت الشركة تحت ادارته، برغم بعض المصاعب المؤقتة، لتشكل قاعدة الاستثمارات، التي ستجعل منه ثاني أغنى رجل في العالم. فلسفة وارن بافيت في العمل لا تختلف عن فلسفته في الحياة، فهو لا يحب كثيرا التغيير، فمثلما ظل محافظا على استثماراته الرئيسية في الشركات نفسها، مثل أميركان إكسبريس واشنطن بوست وكوكاكولا (التي يشرب معدل 15 علبة منها يوميا!)، فقد واصل العيش في المنزل المتواضع نفسه الذي اشتراه عام 1958 مقابل 32 ألف دولار، وفي المدينة نفسها (أوماها)، كما استمر العمل في المكتب نفسه. وبرغم انه يعتبر ثاني أغنى رجل في العالم، الا ان وارن بافيت لا يتصرف مثل الأثرياء فهو ليس من هواة شراء البيوت الفاخرة واقتناء السيارات الفارهة والأعمال الفنية. كما انه لا يخفي مقته للشركات التي تبذر اموالها على الولائم الباذخة وسيارات الليموزين أو التي تمنح مديريها مرتبات خيالية لا يمكن ان تقارن بمرتب 100 ألف دولار السنوي الذي يتقاضاه كمدير تنفيذي لشركة «بيركشاير هاثاواي».
الضرائب من الأمور الأخرى التي تثير أعصاب بافيت. قد يتوقع من يسمع هذا أن الأمر طبيعي ألا يحب ثاني اغنى رجل في العالم، مثله مثل كل الاغنياء، الضرائب المرتفعة، لكن الأمر مع بافيت على العكس من ذلك، ففي الانتخابات الرئاسية الأميركية الأخيرة (2004) دعم المرشح الديمقراطي جون كيري، وكان مستشارا اقتصاديا له، ووقف بشكل خاص ضد مقترحات الرئيس جورج بوش بخفض الضرائب «لأنها في صالح الاثرياء» كما كان يقول.
التكنولوجيا ووسائطها من الأمور الأخرى التي «لا يرتاح» اليها وارن بافيت، فهو مثلا لا يمتلك عنوانا الكترونيا، كما ان موقع مؤسسة بيركشاير هاثاواي أقرب الى «موقع هواة» منه الى موقع شركة كبيرة كما قالت «الواشنطن بوست».
زوربا
07-14-2006, 12:16 PM
شان يهب نصف ثروته وكيدج يتبرع بمليوني دولار
النجم جاكي شان بطل أفلام الحركة الشهير قرر التبرع بنصف ثروته للأعمال الخيرية ليسير على خطى المليارديرين الشهيرين وارين بوفيت وبيل جيتس.
وذكرت صحيفة "آبل ديلي" المحلية عن شان قوله بمؤتمر صحفي عقد في هونج كونج في إطار حملة للحفاظ على النمور: "كتبت وصية تركت فيها نصف ثروتي لأعمال الخير، والباقي لزوجتي وابني."
وصرح مصدر مقرب من شان الذي لعب بطولة أفلام مثلRush Hour و Shanghai Noon إن النجم الكبير بدأ في إعداد وصيته منذ فترة ومازال يراجعها، مضيفاً أن ثروته تقدر بنحو مليار دولار هونج كونج ، أي ما يعادل 128 مليون دولار أمريكي. وقال المصدر إن قيمة التبرع لمؤسسة جاكي شان الخيرية - التي تأسست عام 1988 لمساعدة المحتاجين ودعم فنون التمثيل - ربما تبلغ نحو 500 مليون دولار هونج كونج.
ومن ناحية أخرى، تبرع الممثل الأمريكي نيكولاس كيدج بمليوني دولار لتأسيس صندوق لرعاية الأطفال الذين أرغموا على حمل السلاح القتال وخوض الحروب في جميع أنحاء العالم، كما ذكرت منظمة العفو الدولية.
وتهدف المنحة التي قدمها كيدج، الحائز على الأوسكار، إلى توفير المأوى وإعادة التأهيل النفسي والطبي للأطفال المقاتلين السابقين، كما أكد لاري كوكس، المدير التنفيذي لمنظمة العفو الدولية في الولايات المتحدة. وتسلم كوكس المنحة التي سوف تديرها منظمة العفو الدولية في مؤتمر للأمم المتحدة في نيويورك.
وقال كيدج - 42 عاماً- خلال إعلانه عن مساهمته عبر الفيديو: "إنني أفهم أن هذه المنحة ليست حلاً للمشكلة."
وتقدر الأمم المتحدة أنه يوجد 300 ألف جندي من الأطفال، يشاركون في النزاعات المسلحة في أكثر من 30 دولة حول العالم. ومعظم الأطفال الذين يقاتلون في هذه الصراعات في سن المراهقة ولكن جزءا منهم لا يزال صغيرا جدا حتى أن منهم من هم في سن السابعة.
لمياء
07-24-2006, 08:09 AM
تفرغ الأول لرعاية المرضى وتبرع الثاني بـ 37 مليار دولار لخدمة المجتمع
هل يمكن اعادة استنساخ التبرعات الخيرية المليارية لـ «بيل غيتس» و «وارن بافيت» في الكويت؟
كتبت بدور المطيري
حين تقرأ خبرا عالميا لطالما تمنيت في أعماق نفسك أن تقرأه محليا وبشخوص محلية هل هي الغيرة الوطنية ام الحسرة التي تجعل الصمت أول ردة فعلك مصاحبة بدموع فرحة باكية لا تعرف أسبابها ؟
واليكم الخبر:قام ثاني أغنى رجل في العالم وأسطورة الاستثمار في وول ستريت (وارن بافيت) بالتبرع بـ 37 مليار دولار من ثروته البالغة 44 مليار دولار لجمعيات خيرية لتذهب 30 مليار منها لمنظمة خيرية يملكها أغنى رجل في العالم (بيل غيتس) الذي قرر هو الأخر ان يترك رئاسة شركته العملاقة مايكروسوفت في غضون عامين ليتفرغ لإدارة شؤون منظمته الخيرية المعنية بتوفير صحة افضل للجميع عبر دعم البحوث العلمية وتوفير الاجهزة الطبية والأدوية لكافة المرضى محاولا خلق عالم أفضل قدر المستطاع ،الصداقة التي تربط غيتس وبافيت هي صداقة مبنية على أفكار مشتركة فكلاهما يؤمن انه لا يجب توريث الأبناء المال الكثير حتى يقوموا بأي شيء ولا يعتمدون عليه اعتمادا كليا ليصنعوا حياتهم كما يحبون وصرح كلاهما في أكثر من مناسبة أنهما يحاولان التخلص من أكبر كمية من أموالهما في حياتهما حتى يريا تأثيرها في تحسين العالم وتحسين وتطوير بلدهما وهو جزء من رد الدين للبلد الذي أنشأهم وهما يؤمنان تماما بأنه يجب إعادة الثروات للمجتمع الذي منحها لهما ووضعها في صالح خدمته، بتبرع بافيت هذا حطم اكبر تبرع فردي وكان بيل غيتس عام 1999 الذي تبرع آنذاك بخمسة مليارات لأبحاث أمراض الفقر وكان اكبر تبرع فردي، هل تشعر بقرب بموتك لذلك تبرعت ؟
كان هذا السؤال الذي طرح لبافيت عقب إعلانه التبرع السخي ولكنه ابتسم وقال كلا اخبرني الأطباء أنني بصحة جيدة كل ما في الأمر أنني أريد أن أرى أموالي تذهب في الاتجاه الصحيح لخدمه اكبر عدد من الناس فلا أريد أن انقلها معي للعالم الآخر، وكان الأغرب انه لم يتبرع بهذا المبلغ الذي يعادل ميزانيات دول لصالح مؤسسة زوجته الراحلة ولكنه أجاب حول ذلك انه يثق بغيتس كثيرا بالإضافة إلى أن مؤسسة غيتس هي الأكبر على مستوى العالم وتستطيع الوصول إلى اكبر عدد من المحتاجين والمهم عنده المبدأ فلا يهم باسمه أو باسم زوجته فرد عليه غيتس سأسامح نفسي لو أخطأت في حق توظيف أموالي ولكني لن أسامح نفسي لو أخطأت في حق أموال صديقي بافيت فلا مجال للخطأ فيها، بقي ان نذكر ان بافيت مازال يسكن في اول منزل اشتراه منذ أكثر من أربعين عاما وهو متواضع جدا بينما تبلغ نظارة غيتس التي يرتديها دائما 20 دولارا فقط !
بافيت وغيتس نتعجب أنكما لا تنتميان إلى سلالة حاتم الطائي ونستغرب أكثر المحاولات الحثيثة لرد الدين لبلدكما الذي لم يجبركما على التبرع بل فرض عليكما الضرائب ولكنه الاستثمار الأمريكي الذي نفتقده دائما وهو الاستثمار الأهم الاستثمار في الإنسان والاهتمام به ،لم تجدا السعادة كغيركما في انتزاع أموال أبناء مجتمعكما عبر الأساليب المشروعة والكثير غير المشروعة او الالتصاق بالكرسي الدائم حتى الموت بل كانت السعادة برأيكما ليست بصنع المال وتوريثها للأبناء بل بإعادة توجيهها لخدمه المجتمع والتخلي عن الكرسي لإتاحة الفرصة للغير،لا تستغربوا فنحن أيضا لدينا متبرعين كبار مثلكما وبيل غيتس وبافيت الكويتيان وغيرهما ولكنهم يلتزمون بالسر في الصدقات رغم أننا لم نر أي تحسن او تطوير في بلادنا منذ زمن طويل !! بافيت وغيتس وددت أن أسألكما، تبرعاتكما هل هي بقدر نسبة الزكاة المقررة (%2.5) أم اكثر منها ؟ عفوا ..نسيت أنكما لا تنتميان لديننا الإسلامي.
زوربا
07-29-2006, 02:18 PM
كلام الناس . الطائي وبوفيت وبيل
احمد الصراف - القبس
29/07/2006
كان رجل الاعمال الاميركي وارن بوفيت لفترة طويلة واحدا من اغنى اغنياء العالم. ثم اصبح لفترة قصيرة الاول في قائمة الاكثر ثراء قبل ان يأتي مواطنه بيل غيتس، مؤسس شركة مايكروسوفت لينافسه على مركز الصدارة ويتجاوزه بمراحل بثروة قاربت في وقت من الاوقات الثمانين مليار دولار.
بادر بيل غيتس وزوجته قبل سنوات بإنشاء صندوق بيل وايميلدا للاعمال الخيرية، وهذا الصندوق الخيري لا يخضع بالمناسبة لجمعية الاصلاح الاجتماعي ولا يتعاون مع جمعية احياء التراث. وخصص للصندوق في البداية بضع مئات الملايين من الدولارات، ثم اخذ رصيده بالارتفاع تدريجيا ليدخل خانة المليارات، قبل ان يعلن بيل غيتس انه سيقوم خلال السنتين المقبلتين بالتقاعد التدريجي من عمله كرئيس تنفيذي لشركة مايكروسوفت العملاقة، مع بقائه في مجلس الادارة، ليتفرغ لادارة الصندوق، بعد ان يتبرع له بغالبية ثروته الطائلة.
ولهذا السبب بالذات قرر الملياردير وارن بوفيت التبرع فورا لصندوق بيل وايميلدا الخيري ب85% من ثروته التي تقارب الاربعين مليار دولار. وصرح بانه رفض فكرة تخصيص صندوق خيري لنفسه لعدة اسباب. فهو اولا يعتقد بان بيل وايميلدا، وهما لا يزالان في مقتبل العمر، ويصغرانه بربع قرن على الاقل، اقدر منه، بسبب خبراتهما في مجال الانشطة الخيرية، في ادارة هذه الثروة الكبيرة.
كما انه، وهذا هو المهم، ترك وراءه ما يكفي ابناءه واحفاده للعيش برفاهية لسنوات وسنوات، وايمانا منه بنكران الذات فإنه لا يود، في حياته او بعد مماته، ان يخلق لنفسه صيتا او اسطورة لا تنسى اسمها وارن بوفيت! بل يرغب في ان يرى هذه الثروة الكبيرة التي حققها تعود لمن كان السبب وراء تحقيقها، اي الآخرين من بني البشر. علما بان صندوق بيل وايميلدا نجح حتى الآن في اكتشاف العلاج لعدد من الامراض والاوبئة التي تهلك الكثيرين في افريقيا. كما انه غير مقتصر على جنس او جنسية او ديانة معينة. وسنرى في السنوات المقبلة نتائج هذا الصندوق الخيري الذي سيصب في مصلحة البشرية جمعاء.
ولكن ماذا يحدث في الجانب الآخر من المحيط؟
نبني مسجدا، لا يتكلف النصف مليون دولار، او نضع براد ماء خارج المنزل ولا ننسى وضع لافتة كبيرة تحمل اسم المتبرع 'الكريم'!
لو كنا شعوبا كريمة، كما تتغنى ادبياتنا وتقول اشعارنا، لما كان حاتم الطائي اسطورة حتى اليوم!
yasmeen
06-07-2010, 02:54 AM
جزاه الله خيرا
مرجان
06-09-2010, 07:27 AM
مؤسسة بيل غيتس تخصص 1.5 مليار دولار لصحة الأم والطفل
http://www.alriyadh.com/2010/06/09/img/246601427265.jpg
بيل وميليندا غيتس (الرياض)واشنطن - ي ب ا
أعلنت منظمة "بيل وميليندا غيتس" عن تخصيص مبلغ 1.5 مليار دولار خلال السنوات الخمس المقبلة من أجل صحة الأم والطفل.
وقالت ميليندا غيتس في خطاب ألقته أمام مؤتمر "الإنجاب لدى المرأة" لعام 2010 الذي أقيم في واشنطن "يجب أن يجتمع العالم لإنقاذ أرواح النساء والأطفال".
وتابعت "في الدول الفقيرة، أحياناً كثيرة ينتهي الحمل والإنجاب بمأساة" وأضافت "يجب أن يكون عملنا هو بناء عالم تجلب فيه كلّ ولادة سعادة وأمل للمستقبل".
ورفضت غيتس مبدأ أن الأعداد الكبيرة من وفيات الأمهات والأطفال هو أمر لا يمكن تفاديه أو حتى مقبول في الدول الفقيرة في طور النموّ.
وقالت "في كل سنة، يموت ملايين الأطفال حديثو الولادة في غضون أيام أو اسابيع وتموت مئات آلاف النساء خلال الإنجاب" وأضافت "إن عدد الوفيات كبير جداً وقد استمر منذ فترة طويلة، من السهل أن نظنّ اننا عاجزون حيال ذلك، ولكن في الحقيقية يمكننا الحؤول دون معظم تلك الوفيات، وبتكلفة منخفضة بشكل مذهل، في حال بدانا الآن بالعمل".
ودعت غيتس إلى وضع برامج صحية للنساء والأطفال لمعالجة عدة حاجات بما فيها التخطيط العائلي والرعاية ما قبل الولادة والإنجاب السليم والتغذية.
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir