Osama
07-04-2006, 12:15 AM
ضياء عوّاد الحياة - 29/06/06//
http://www.alhayat.com/society/06-2006/Item-20060628-1bcf56e7-c0a8-10ed-0186-f41e6e5bbae0/cartoon_18.jpg_200_-1.jpg
«هناك وسيلتان أساسيتان لننسى هموم الحياة: الموسيقى والقطط». كتب اللاهوتي ألبرت شويتزر. قطط، كلاب، أرانب... لا يهم، مهما اختلفت أجناسها فالحيوانات الأليفة تساعد الطفل في تكوين شخصية مستقلة ومحببة.
«أريد واحداً يعيش معي في المنزل». من منا لم يسمع بهذه العبارة من صغيره وهو ينظر بعيون ترجو وتستعطف؟ فإن كان الأمر يتعلّق بالكلاب أو بالفئران من نوع الـ «هامستر» أو السلاحف، ينجذب معظم الأطفال نحو هذه الحيوانات بطريقة عفوية. هذا الانجذاب صعبة مقاومته. ليلى والدة سامي (7 سنوات) تقول: «لم يتوقف ابني عن طلب قط ليعيش معه في المنزل. انتهى بنا الأمر بتلبية رغبته. وقد أحسسنا بالندم كثيراً لترددنا في بادئ الأمر لأنها كانت ساعة خير كما يقولون. فـ «ماكس» أعطاه الكثير من الأمور المفيدة». وتشرح: «في الواقع ان وجود رفيق له أربع أرجل أو له ريش هو أمر مهم ومفيد.
تقول العالمة النفسية بلير: «ان الكلاب أو القطط يمكن أن تساعد الطفل ليعبّر عن خوفه ومعاناته. فبينه وبين الحيوان تواصل غير شفوي، بعض حركات من الفم تكفي ليتفاهما».
في علاقة الطفل بالحيوان عموماً، يمنح الولد أحاسيسه وانفعالاته العاطفية لشريكه (الحيوان). والنتيجة تكون أن الحيوان يصبح بديلاً مهماً في الحوار القائم بين الصغير وأهله. سميرة أم ناهدة (6 سنوات) تقول: «اختبرتُ هذا الموضوع بفضل «باتو» هرّ ابنتي، عندما كانت أصغر سناً وكان يؤلمها بطنها، كانت تقول: «باتو واوا بطنو». اليوم عندما يكون هرها مريضاً أفحص الاثنين معاً!». تضحك الأم ممازحة.
تقليد الكبار
هذا الانفتاح على التعبير والمبادلة يدفعنــــا الى القول ان الحيوانات الأليفة هي بمثابة رادع فاعل ضد الخجل. الأطفال المنغلقون على أنفسهم يخرجون من قوقعتهم ويظهرون قدرتهم على الإبداع.
ولا ننسى أنه من خلال مداعبة هذه الحيوانات والتحدث معها، ومن خلال مساعدتها أيضاً في مختلف المجالات، سيكتسب الأطفال ثقة بأنفسهم وإمكان تحمل المسؤوليات والرعاية.
«الحيوانات الأليفة تسمح للصغار بأن يتحملوا غياب أمهم وأن يتقبلوا وجودهم ككائن منفرد ومستقل». لخصت نتاشا أيمن المعالجة النفسية الموضوع. وتضيف: «عندما ندفع الطفل لمواجهة ألم الفراق وتقبله بطريقة سليمة وصحيحة، يتبين لنا دور الحيوان في بناء هوية الطفل الخاصة به». وتتكون هذه الهويــة من خلال التقليد: عندما يهتم الطفل بكلبه أو هره فهو يعتني بكائن مستقل عنه، يجبره في أكثر الأحيان على أن يطيع الأوامر ويخضع لبعض قواعد الحياة.
«في يوم من الأيام وبّخت ولدي تيو لأنه لم يُنه طعامه. بعد وقت لاحق، تفاجأت به يوبّخ بدوره كلبته لأنها لم تُنه صحنها». تعلّق أم متعجبة. فعندما يعلّم الطفل حيوانه ويلقنه دروساً مختلفة يتعلّم هو بدوره أن يكون حاضراً للاستماع إلى الآخرين وأن يحترم الكائنات التي لا تشبهه.
http://www.alhayat.com/society/06-2006/Item-20060628-1bcf56e7-c0a8-10ed-0186-f41e6e5bbae0/cartoon_18.jpg_200_-1.jpg
«هناك وسيلتان أساسيتان لننسى هموم الحياة: الموسيقى والقطط». كتب اللاهوتي ألبرت شويتزر. قطط، كلاب، أرانب... لا يهم، مهما اختلفت أجناسها فالحيوانات الأليفة تساعد الطفل في تكوين شخصية مستقلة ومحببة.
«أريد واحداً يعيش معي في المنزل». من منا لم يسمع بهذه العبارة من صغيره وهو ينظر بعيون ترجو وتستعطف؟ فإن كان الأمر يتعلّق بالكلاب أو بالفئران من نوع الـ «هامستر» أو السلاحف، ينجذب معظم الأطفال نحو هذه الحيوانات بطريقة عفوية. هذا الانجذاب صعبة مقاومته. ليلى والدة سامي (7 سنوات) تقول: «لم يتوقف ابني عن طلب قط ليعيش معه في المنزل. انتهى بنا الأمر بتلبية رغبته. وقد أحسسنا بالندم كثيراً لترددنا في بادئ الأمر لأنها كانت ساعة خير كما يقولون. فـ «ماكس» أعطاه الكثير من الأمور المفيدة». وتشرح: «في الواقع ان وجود رفيق له أربع أرجل أو له ريش هو أمر مهم ومفيد.
تقول العالمة النفسية بلير: «ان الكلاب أو القطط يمكن أن تساعد الطفل ليعبّر عن خوفه ومعاناته. فبينه وبين الحيوان تواصل غير شفوي، بعض حركات من الفم تكفي ليتفاهما».
في علاقة الطفل بالحيوان عموماً، يمنح الولد أحاسيسه وانفعالاته العاطفية لشريكه (الحيوان). والنتيجة تكون أن الحيوان يصبح بديلاً مهماً في الحوار القائم بين الصغير وأهله. سميرة أم ناهدة (6 سنوات) تقول: «اختبرتُ هذا الموضوع بفضل «باتو» هرّ ابنتي، عندما كانت أصغر سناً وكان يؤلمها بطنها، كانت تقول: «باتو واوا بطنو». اليوم عندما يكون هرها مريضاً أفحص الاثنين معاً!». تضحك الأم ممازحة.
تقليد الكبار
هذا الانفتاح على التعبير والمبادلة يدفعنــــا الى القول ان الحيوانات الأليفة هي بمثابة رادع فاعل ضد الخجل. الأطفال المنغلقون على أنفسهم يخرجون من قوقعتهم ويظهرون قدرتهم على الإبداع.
ولا ننسى أنه من خلال مداعبة هذه الحيوانات والتحدث معها، ومن خلال مساعدتها أيضاً في مختلف المجالات، سيكتسب الأطفال ثقة بأنفسهم وإمكان تحمل المسؤوليات والرعاية.
«الحيوانات الأليفة تسمح للصغار بأن يتحملوا غياب أمهم وأن يتقبلوا وجودهم ككائن منفرد ومستقل». لخصت نتاشا أيمن المعالجة النفسية الموضوع. وتضيف: «عندما ندفع الطفل لمواجهة ألم الفراق وتقبله بطريقة سليمة وصحيحة، يتبين لنا دور الحيوان في بناء هوية الطفل الخاصة به». وتتكون هذه الهويــة من خلال التقليد: عندما يهتم الطفل بكلبه أو هره فهو يعتني بكائن مستقل عنه، يجبره في أكثر الأحيان على أن يطيع الأوامر ويخضع لبعض قواعد الحياة.
«في يوم من الأيام وبّخت ولدي تيو لأنه لم يُنه طعامه. بعد وقت لاحق، تفاجأت به يوبّخ بدوره كلبته لأنها لم تُنه صحنها». تعلّق أم متعجبة. فعندما يعلّم الطفل حيوانه ويلقنه دروساً مختلفة يتعلّم هو بدوره أن يكون حاضراً للاستماع إلى الآخرين وأن يحترم الكائنات التي لا تشبهه.