المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شيرين عبادي واجهت اعداءها بدهاء كلاعبة شطرنج ماهرة



2005ليلى
07-03-2006, 12:06 PM
مذكراتها «صحوة إيران» تنشر بـ16 لغة ليس من بينها الفارسية


واشنطن: نورا بستاني

همشت الثورة الاسلامية الايرانية عام 1979 ملايين النساء، ولكن القليل منهن واجه الامر مثلما فعلت شيرين عبادي. لقد اصبحت اهم قاضية ايرانية بحلول السبعينات، الا ان نظام آية الله الخميني الديني اقالها من منصبها عام 1980. غير ان اصرارها مكنها من تولي مهمة جديدة، مدافعة عن حقوق الانسان، ومناضلة من اجل العدالة في المحاكم الثورية الايرانية ـ وهي المعارك التي حصلت بسببها على جائزة نوبل للسلام عن 2003. وفي خريف 2000، وخلال دراستها لملف حول عمليات قتل متعمدة للمنشقين، وهو الملف الذي ظهر بعد تحقيقات قضائية، وقع نظرها على عبارة مرعبة: «الشخص التالي الذي سيقتل هو شيرين عبادي».

ومذكراتها الجديدة «صحوة إيران»، رواية للشجاعة والكفاح الفردي لمحاسبة القضاة الاسلاميين لخيانتهم لثورتهم. فقد كان من المفروض تحسن حياة الايرانيين بعد سقوط حكم الشاه المطلق المدعوم من الولايات المتحدة. ولكن بدلا من حماية مواطنيها، انطلقت الحكومة الجديدة في طريق يتسم بالقسوة. وتروي عبادي مذكراتها من وجهة نظـر ام عادية ومحامية غير عادية، بالرغم من حكم الملالي القاسي، عن فعل ما تراه صحيحا.

وخلال تعاملها مع الآلية القضائية الاستبدادية في ايران الاسلامية، توضح شيرين عبادي ان وطنيتها ليست مثارا للشكوك. وقد واجهت اعداءها بدهاء وهدوء وكأنها لاعبة شطرنج ماهرة. والكتاب الذي بين ايدينا (كتب بمساعدة من ازاده موفاني، مراسل مجلة «تايم»)، يبدو في بعض الاحيان وكأنها رواية بوليسية مثيرة، يعزز احداثها الدرامية اصرار شيرين عبادي على استمرار الجوانب اليومية من حياتها الاسرية. فهي مستمرة في غسل الاطباق وتقطيع الخضروات قبل العشاء واعداد وجبات الطعام، بينما تعد خططها لاحراج النظام.

«صحوة إيران» ليست عملا ادبيا ولكنها وجهة نظر من الداخل للحياة اليومية الطاحنة التي تدفع النساء للصراع أو الاستسلام أو الانتحار. ورد فعل شيرين مؤثر، مثل محاولتها حماية بنتيها من الرعب والخوف بأخذهما في رحلة للتزلج. ولكن حتى هذه الرحلة البريئة تتطلب من هذه الام البالغة من العمر 40 سنة، الحصول على موافقة من امها هي.

ووصف شيرين عبادي سجنها ـ سجنت في يونيو (حزيران) عام 2000 ـ على شريط فيديو، كشهادة شاهد عيان اساسي في قضية مقتل ناشط شاب خلال مظاهرات الطلاب في العام السابق.

وتقدم الشهادة صورة نادرة لسجن ايفين الرهيب في طهران. وقد سألها واحد من الحراس، اعتقادا منه ان كل سجينة هي مومس، عما اذا كانت دخلت السجن «لجريمة اخلاقية»، وهو الامر الذي جعلها تضحك بطريقة هيستيرية. وسرعان ما تختفي حالة النشوة، وكتبت تقول «كان من الغريب بالنسبة لي هي كيف تصبح حياة السجن عادية. الشخصيات غير العادية للحرس، والروائح الكريهة للزنزانات، بل حتى صراخ المدمنين صار يبدو عادياً بالنسبة لي بعد عدة ايام».

وبالرغم من رأيها في الملالي الحاكمين، فهي لا تزال مستمرة في قناعتها بأن الاسلام، او النسخة التقدمية منه، متماشية مع الديمقراطية المعاصرة، وهو ما لا يتفق معها بشأنه العديد من الناس، ولكن حماسها لتأكيد وجهة نظرها هائل.

وقبل ثلاث سنوات عندما عادت لايران تحمل جائزة نوبل للسلام، كان في استقبالها العديد من المهنئين، معظمهم من النساء، من بينهم مجموعة من الطلاب يرددون نشيد «ياري دابستاني»، الذي تبناه منظمو حركة انصار الديمقراطية، وهو نشيد حزين حلو مر يهدف الى رفع المعنويات خلال الاعتصامات والتجمعات. وتقول كلمات النشيد:

يد من غير يدي ويدك يمكنها فتح الستارة؟

غير ان هذه الستائر ابعد ما تكون عن الفتح. تذكر عبادي في مقابلة صحافية: «لست حرة بدرجة كافية تسمح لي بكتابة ما ارغب فيه». ولكنها تضيف: «ارغب في محاكمتي في أي محكمة عما قلته في هذا الكتاب». وينشر هذا الكتاب في 16 لغة، ليس من بينها الفارسية.

> نورا بستاني مراسلة متمرسة في الشرق الاوسط، وتكتب عمود الرسائل الدبلوماسية في صحيفة «واشنطن بوست»

>خدمة «واشنطن بوست»