المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السعودية تغلق مخيم اللاجئين العراقيين في رفحاء



جمال
07-03-2006, 12:36 AM
الشرق الاوسط تسترجع مع قائده الثاني أبرز الذكريات

الرياض: تركي الصهيل


أمرت الحكومة السعودية بإجلاء آخر ما تبقى من ذكريات الغزو الصدامي للكويت، عن أراضيها، بعد أن أصدر الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد السعودي قرارا يقضي بإغلاق مخيم اللاجئين العراقيين في رفحاء، اعتبارا من السابع والعشرين من يونيو (حزيران) الماضي.
وأرجعت الحكومة السعودية صدور هذا القرار، والذي جاء بعد أسبوع واحد من احتفالية العالم بيوم اللاجئ العالمي، الى انتهاء الغرض الذي من أجله أقيم هذا المخيم، إذ لم يتبق فيه سوى 160 لاجئا، من أصل 40 ألفا كانوا يقطنون فيه في أعقاب غزو العراق للكويت في فبراير (شباط) 1990، وتحديدا بعد الانتفاضة الشيعية في جنوب العراق.

وتعهدت السعودية على لسان الأمير سلطان بن عبد العزيز، في خطاب وجهه للأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية، بتقديم الرعاية الكاملة لمن تبقى من اللاجئين العراقيين على أراضيها، حتى يرحل الجميع إلى بلادهم.

إلى ذلك، استرجعت «الشرق الأوسط» مع العميد ركن متقاعد صالح بن عبد الله الدوسري، وهو ثاني قائد عسكري يتولى قيادة مخيم اللاجئين العراقيين برفحاء، والوحيد الذي عايش فترتي المخيمين القديم والجديد، أبرز الذكريات والمواقف التي بقيت في مخيلته، بعد أن علم بقرار إغلاق المخيم.

وبالرغم من تقدم العميد الركن الدوسري بالسن، غير انه يتذكر بشكل لافت تلك اللحظات التي كلف فيها بقيادة مخيم اللاجئين العراقيين، والتي قال عنها انها من أجمل الفترات التي قضاها في خدمته العسكرية، إذ كان الإنسان هو الهدف والغاية.

ولم تكن الحياة في المخيم الثاني صعبة، كما هي في المخيم الأول، حيث أوضح القائد الثاني لمخيم اللاجئين، أن الموقع الجديد الذي نقل إليه اللاجئون العراقيون، كان منظما للغاية، على خلاف المخيم القديم، والذي كان عبارة عن مخيمات قديمة وغير منظمة، الأمر الذي حرصت الحكومة السعودية على تلافيه، بإنشاء مخيم جديد للاجئين، في الوقت الذي وصفه المفوض السامي لهيئة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين خلال زيارته له، بأنه فندق سبع نجوم، إذا ما قورن بمخيمات اللاجئين الأخرى في العالم.

ولفت العميد ركن الدوسري إلى الصعوبة التي واجهوها خلال نقل اللاجئين العراقيين من المخيم القديم إلى الجديد، إذ قال «استغرقت عملية نقل اللاجئين إلى المخيم الجديد قرابة شهر كامل، وذلك لكثافة أعدادهم آنذاك»، وهنا يشير الدوسري إلى أن عملية النقل تمت خلال عام 1992، وهي الفترة التي تسلم بها قيادة المخيم. وبين الدوسري، أن اللاجئين العراقيين كانوا يعانون من اضطرابات نفسية وقلق مستمر، جراء بعدهم عن موطنهم الأصلي، غير أنهم ما لبثوا أن تأقلموا مع الوضع الجديد، والذي برز بشكل جلي، من خلال الأفراح والأعراس التي كان يشهدها المخيم بين الفينة والأخرى.

ويقول الدوسري «كنا نقوم بحضور الأعراس التي يقيمها اللاجئون العراقيون، كما كنا نقوم بحضور الولائم التي يقيمونها، وكانت العلاقة بيننا وبينهم ممتازة». ولم يغفل العميد الركن المتقاعد، خلال سرده لبعض مما تحمله ذاكرته عن، المجهودات الكبيرة التي قامت بها بلاده في سبيل توفير الحياة الكريمة لأولئك اللاجئين، إذ قال «في ذلك الوقت، كانت الحكومة حريصة على توفير المادة للاجئين، حيث كنا نقوم بصرف الإعانات المالية بشكل شهري، وما ان يشهد أحد المخيمات حالة ولادة، حتى نقوم بإضافة ذلك الطفل إلى قوائم المستفيدين من الإعانات».

وسعت الحكومة السعودية إلى توفير كافة المواد الغذائية والمؤونة إلى اللاجئين، يقول الدوسري «لن أبالغ إذا قلت بأن بعض اللاجئين يعمدون لبيع الفائض من المواد الغذائية التي يحصلون عليها، نتيجة الكميات الهائلة من الإعاشة التي كانت تضخها الحكومة للاجئين».

ومن المواقف الطريفة التي لا يزال يذكرها القائد العسكري الثاني الذي تولى زمام قيادة مخيم اللاجئين، ذلك الموقف الذي حدث في شهر رمضان، «فبعد أن رفع أذان المغرب شرعنا بالإفطار كالعادة، غير أن اللاجئين امتنعوا، الأمر الذي اعتقدنا أنه إضراب عن الطعام، وحين استفسرنا منهم حول امتناعهم عن الإفطار، أوضحوا لنا أنهم لا يفطرون حتى تبدو النجوم ظاهرة في السماء».