المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الاسترخاء.. «الطريق الملكي» لإنقاص الوزن



سمير
06-30-2006, 01:00 AM
انخفاض المزاج يرفع مستوى هورمون الكورتيزول مسببا زيادة الشهية

http://www.aawsat.com/2006/06/29/images/health.370585.jpg

جدة: د. عبد الحفيظ خوجة


الاسترخاء عكس التوتر والقلق، ويتم الوصول اليه بواسطة مجموعة من التمارين والتدريبات التي تنتهي بارتخاء العضلات والتنفس العميق وراحة الجسم وطمأنينة النفس. ويمكن الوصول إلى درجات الاسترخاء بالتدريب وكذلك بالاستعانة ببعض الأجهزة الخاصة.
وتساعد جلسات الاسترخاء في بعض الحالات الشائعة على تحسن الصحة والتماثل للشفاء، خاصة إذا طبقت جنباً إلى جنب مع الأساليب العلاجية الأخرى، كالأدوية وجلسات التحليل النفسي وبعض البرامج السلوكية. ومن تلك الحالات التي تستفيد من هذا الأسلوب، حالات القلق والتوتر والألم العضلي والضغوط النفسية.

* ضغوط الحياة والوزن

* زيادة الوزن هي إحدى سمات عصرنا الحالي، وهناك عدد كبير من الناس يهتمون بقضية إنقاص أوزانهم، لا سيما في ظل انتشار الوعي الصحي وانطلاق الحملات المتخصصة لمكافحة السمنة والوزن الزائد والتي تم من خلالها معرفة الناس بخطورة البدانة وآثارها السيئة على الصحة العامة بدنيا ونفسياً، وأصبحت تقليعات الريجيم بأنواعه وأساليبه المختلفة منتشرة في أوساط فئات عديدة من المجتمع للوصول إلى موازنة مثالية لحياتهم بل وأكثر من ذلك عندما يتعدى الأمر إلى النحافة الشديدة.

تحدث إلى «الشرق الأوسط» الدكتور محمد الحامد استشاري ورئيس قسم الطب النفسي بمستشفى بخش بجدة حول هذا الموضوع، وأوضح أن هناك خيارات كثيرة وأساليبَ متعددة وأنماطا مختلفة لتطبيق أنواع الريجيم المتنوعة، ورغم ذلك نجد أن الغالبية التي طبقت هذه البرامج بحذافيرها فشلت أخيراً في الوصول إلى النتائج المستهدفة أو على الأقل الثبات عند الحد الأدنى لتلك النتائج وذلك لأسباب عديدة، يأتي في مقدمتها عدم فهم العلاقة بين ضغوط الحياة وزيادة الوزن، حيث بينت العديد من الدراسات وجود علاقة وثيقة بين ضغوط الحياة والزيادة في وزن الجسم.

ومن المعروف أن تعرض الإنسان لأنواع مختلفة ومتعددة من الضغوط النفسية يؤدي حتماً إلى حدوث بعض التغيرات الكيميائية داخل الجسم والتي بدورها تتسبب في زيادة الوزن، ومن أهم هذه التغيرات التي تحدث داخلنا نتيجة للضغوط المستمرة هي الزيادة في إفراز هورمون الكورتيزول في الجسم، وهذا الهورمون يؤدي إلى زيادة ترسب الدهون واختزانها في منطقة الوسط (الخاصرة) والأرداف، كما يؤدي إلى ارتفاع الشهية للسكريات والدهون والتي بدورها تزيد من حدة ارتفاع الوزن.

كذلك فإن هورمون الكورتيزول يرتبط بشكل ملحوظ بالمزاج العام للشخص. ففي حالة الإصابة بانخفاض المزاج والكآبة لوحظ وجود زيادة واضحة في معدلات هورمون الكورتيزول، مع وجود اضطرابات في بعض النواقل العصبية في الدماغ ذات العلاقة بالمزاج، خاصة الناقل العصبي (سيروتونين serotonine). وعند انخفاض هذا الناقل العصبي (سيروتونين) عن المعدلات الطبيعية له، تحدث الإصابة بالاكتئاب بأعراضه المتعددة من انخفاض المزاج واضطراب النوم والشهية وفقدان الاستمتاع بالأشياء الممتعة سابقاً والميل للعزلة والانطواء إضافة إلى احتمال وجود بعض الأفكار الانتحارية.

ومن المعروف أيضاً أن الإصابة بالاكتئاب تؤدي إلى حدوث وهن وخمول في الجسم وضعف في الواقعية، كذلك تقل الرغبة في العمل وممارسة التمارين الرياضية مما يؤدي إلى ظهور الزيادة في وزن الجسم. كما أن الرغبة في المحافظة على العادات الصحية في الأكل تقل كثيراً مع انخفاض مستوى المزاج.

* استرخاء عضلي وذهني

* ويؤكد استشاري الطب النفسي الدكتور محمد الحامد على أنه من الضروري جداً لكل من أراد تخفيض وزنه أو على الأقل لديه الرغبة في المحافظة على معدلات وزنه الحالية، كذلك كل من يود تطبيق نظام تخفيض الوزن أن يعي الطريقة المثلى للتغلب على ضغوط الحياة المستمرة والمتمثلة في الاسترخاء الذهني والعضلي لتفادي الارتفاع غير المرغوب فيه كهورمون الكورتيزول. كما إن لتمارين الاسترخاء دوراً كبيراً في المحافظة على المزاج المعتدل وتنمية الدافعية المطلوبة لمواجهة مسؤوليات الحياة المختلفة، ويشير الدكتور الحامد أخيراً الى أن للاسترخاء طرقاً وتقنيات متعددة، وقد قامت من أجلها العديد من الأبحاث والدراسات التي انتهى معظمها بتوصيات مشددة على البعد عن الضغوط النفسية والمشكلات الاجتماعية من أجل حياة سعيدة ومسترخية.