المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شخصيات أميركية تحتفل بمرور 50 عاما على شبكة الطرق السريعة بين الولايات



سمير
06-30-2006, 12:56 AM
طولها 47 ألف ميل وتشمل 55 ألف جسر و104 أنفاق و17750 تقاطعا بدون إشارات مرور


http://www.aawsat.com/2006/06/29/images/news.370666.jpg


المنفذ 275، الطريق السريع 70 (كانساس): تي. آر. ريد


لم يكن هناك، في عام 1956 سوبر ماركت وول مارت ولا نزل رامادا. وكان السفر عبر البلاد يعنى عادة السكك الحديدية، وكان ثلثا الشعب الاميركي فقط يحمل رخصة قيادة.
إلا أن اميركا بدأت في التغيير في 29 يونيو (حزيران) 1956، عندما وقع الرئيس الأميركي انذاك داويت ايزنهاور القانون الذي تم بمقتضاه انطلاق مشروع فيدرالي ضخم كان حلمه الشخصي لعدة عقود من الزمن: شبكة الطرق السريعة التي تربط بين الولايات.

وللاحتفال بمرور 50 سنة على واحد من اضخم المشاريع الهندسية في تاريخ البشرية، تسافر قافلة من الشخصيات العاملة في قطاع الطرق السريعة بقيادة ابنة حفيد ايزنهاور عبر الولايات المتحدة باستخدام شبكة الطرق السريعة ومن المقرر ان تصل الى العاصمة واشنطن اليوم. وتحتفل هذه القافلة بشبكة طرق يصل طولها الى 47 الف ميل و55 الف جسر، و104 أنفاق و17750 تقاطعا كلها بدون اشارات مرور.

وهي تربط بين كل الولايات، بالاضافة الى 13 ميلا في منطقة كولومبيا (العاصمة واشنطن) ـ فيما عدا الاسكا وهاواي. وقد احدثت شبكة الطرق السريعة تغييرات أساسية في الحياة الأميركية مثل الضواحي والنزل وسلسلة المخازن التجارية، وحزام المقعد، والانتقال بين المسكن والعمل لمسافات تصل الى 30 ميلا، وازدحام الطرق الذي يصل طوله الى ميلين. واليوم يحمل 9 من كل عشرة اشخاص رخصة قيادة. وقد ظهر شبكة الطرق السريعة عندما كان لعبارة «الشيوعية» نفس التأثير العاطفي الذي تحمله عبارة الارهاب اليوم.

فقد اعلن ايزنهاور ان البلاد في حاجة الى شبكة طرق يمكن «تلبي طلبات كارثة او الدفاع، اذا ما نشبت حرب نووية».

ولم تقع الحرب النووية، الا ان شبكة الطرق السريعة التي تربط الولايات واسمها الرسمي «شبكة دويت ايزنهاور الوطنية للطرق السريعة بين الولايات والدفاع»، قد اثبتت قيمتها في أوقات الكوارث.

فقد تم ترحيل مليوني من سكان مدن ساحل خليج المكسيك في الساعات السابقة على اعصاري كاترينا وريتا في الصيف الماضي. واشار مؤرخ الطرق السريعة دان مانيكول الى انه في الايام التي اعقبت هجمات 11 سبتمبر (أيلول) «عندما تم ايقاف حركة الطيران، تمكنا من نقل البضائع والاشخاص على شبكة الطرق السريعة بين الولايات واستمرار النشاط الاقتصادي».

وهذه الشبكة مصممة بحيث يمكن القيادة عليها بسرعة كبيرة، الا انها اكثر الطرق في الولايات المتحدة أمنا. فطبقا لاحصائيات ادارة الطرق السريعة تقع حادثة قتل لكل مائة مليون ميل سيارة على شبكة الطرق السريعة، وهو نصف معدلات الوفيات على الطرق الاميركية الاخرى.

الا ان الأمة دفعت ثمنا اجتماعيا مرتفعا لكل ذلك. فالطرق الاسفلتية تحيط الآن بكل مدينة اميركية كبيرة. كما حولت شبكة الطرق السريعة التي تسمح لسلاسل المتاجر مثل وول مارت وماكدونالد وغاب والفنادق مثل هوليداي ان بتقديم خدمات ومنتجات متشابهة في محلات وفنادق متشابهة من الساحل الغربي الى الساحل الشرقي قد حولت دولة ثرية بتنوعها الى سوق موحد ـ وغيرت شكل المدن والبلاد عبر أميركا.

كما ان زيادة عدد السائقين بسرعة اكبر من أطوال الطرق السريعة، وهو النظام الذي صمم لتوفير وقت المسافرين، اصبح مضيعة للوقت لملايين من المسافرين. فقد كشفت دراسة لادارة الطرق السريعة الفيدرالية عن ان السائقين الذين يستخدمون الطرق السريعة في المدن الكبرى وحولها يقضون 25 ساعة سنويا في الازدحام المروري في 1982 وبحلول عام 2002 زاد الوقت وأصبح 60 ساعة.

وبالرغم من تلك السلبيات، فإن شبكة الطرق السريعة التي تربط بين الولايات تعتبر قفزة هائلة بالنسبة لمجموع المخاطر التي كان يتعرض لها المسافرون عبر الطرق الريفية التي قرر ايزنهاور حلها عندما دخل البيت الأبيض عام 1953.

وأوضح دان هولت مدير مكتب ايزنهاور الرئيسية في ابيلين بولاية كانساس، أن اهتمام الرئيس بفكرة الطرق السريعة بدأ في عام 1919، عندما كان ضمن قافلة للقوات الاميركية في طريقها من العاصة واشنطن الى سان فرانسيسكو. وقد استغرقت الرحلة 62 يوما في طرق سيئة لدرجة ان الجيش ترك 9 شاحنات على الطريق.

وبعدها بربع قرن، عندما كان يتولى منصب القائد الأعلى لقوات الحلفاء في اوروبا، شاهد ايزنهاور تأثير الطرق السريعة الحديثة عندما استخدمت قواته شبكة الطرق السريعة الالمانية ـ طرق ذات 4 حارات، بال اشارات مرور لملاحقة قوات هتلر نحو برلين.

غير ان ايزنهاور وجد صعوبة في اقناع الكونغرس الديمقراطي بإقرار مشروعه الذي تصل تكلفته الى 50 مليار دولار. واقترح الرئيس دفع تكلفة شبكة الطرق السريعة التي تربط بين الولايات عبر رسوم استخدام الطرق. الا ان الكونغرس رفض ذلك. وحل عضو ديمقراطي في مجلس النواب المشكلة باقتراح تأسيس صندوق للطرق السريعة، يمول بصفة رئيسية من الضريبة الفيدرالية على الوقود. ويرد هذا الصندوق 90 في المائة من تكلفة مد الطرق للولايات.

وعندما تحمست الولايات للفكرة، شنت المدن والبلدان حملات مكثفة للتأكد من مرور الطرق عبرها.

وتحصل الطرق التي تربط بين الشرق والغرب على ارقام زوجية. بينما الطرق التي تربط بين الشمال والجنوب على ارقام فردية. وأراد ايزنهاور استكمال الشبكة في عام 1972، ولكن آخر قطاع من الشبكة عبر وادي غلينوود في كولورادو في تم اعتباره بمستوى الطرق السريعة عام 1992. أما أطول طريق يربط بين الولايات وهو الطريق بين سياتل في اقصى الشمال الغربي الى بوسطن على الساحل الشرقي، الذي يصل طوله الى 3020 ميلا، فقد تم استكماله في العام الحالي.

وللاحتفال بمرور 50 سنة على قرار انشاء شبكة الطرق السريعة، قامت قافلة برئاسة ميريل ايزنهاور ابنة حفيد الرئيس الاميركي الراحل وعدد آخر من الشخصيات وسلسلة من السيارات والشاحنات والدراجات النارية برحلة عبر الجبال والسهول على الطرق السريعة.