المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ناد للمطلقات يرفع شعار 'الطلاق ليس نهاية الحياة



سلسبيل
06-29-2006, 07:48 AM
بدأ بمنتديات على النت ثم تحول إلى ناد اجتماعي


29/06/2006 القاهرة ـ نادية عبد العاطي


في مصر مليون و458 ألف مطلقة بواقع حالة طلاق واحدة كل 6 دقائق، وفي السعودية يقع طلاق كل 40 دقيقة، وفي المغرب 26914 حالة طلاق حتى فبراير 2005، وربما يكون هذا سببا لظهور شيء اسمه نادي المطلقات.

الفكرة بدأت من أحد المواقع الإلكترونية وبالتحديد شبكة إسلام اون لاين حيث جرى إطلاق الموقع أخيرا في صورة منتديات على الإنترنت، ثم ما لبث أن تحول إلى تأسيس ناد اجتماعي للمطلقات المصريات يقدم الدعم النفسي والاجتماعي لهن، خاصة المطلقات اللائي ليس لديهن هدف أو عمل أو مأوى يقدم لهن الدعم النفسي والاجتماعي. النادي حديث الولادة ومازال في مرحلة التأسيس والبناء ليظهر للنور قريبا ولكن حماس عضواته يجعلك تشعر بأنك ترى النادي بعين اليقين.

تقول عنايات فهمي إحدى مؤسسات النادي:

استوفينا كل الأوراق الخاصة بتراخيص النادي، والى أن يجري الانتهاء من التأسيس واختيار موقع النادي، فإننا نجتمع أسبوعيا في منزل إحدى العضوات. والنادي ليس دعوة للطلاق أو التشجيع عليه، فكل مطلق ومطلقة لديهما أسباب منطقية لإنهاء الحياة الزوجية.
ما نريد تأكيده أن الطلاق لم يعد محنة أو شبحا يهدد حياة المرأة بالصورة التي ظلت في مخيلتنا سنوات طويلة، بأن المرأة تنكسر بعد الطلاق وتنتهي حياتها. فمع ازدياد نسبة الطلاق، ليس في مصر فقط، بل في كل دول العالم، صارت المرأة تخرج من محنتها هذه أكثر قوة وثقة في مواجهة مجتمعها والمحيطين بها.

نهاية وبداية
وتقول يسرية أباظة وهي ممن أطلقن فكرة إنشاء النادي ومن مؤسساته:
إن فكرة إنشاء النادي تقوم أساسا على مبدأ التواصل وإعادة الثقة للمطلقة بنفسها وان تكفكف دموعها وتعلم أنها أيام وستنتهي، وسيكون ما بعدها افضل إن شاء الله، وأن التجارب التي تمر بها حتى ولو كانت مؤلمة، فرصة لتتعلم الجديد في هذه الحياة وتكتسب خبرة اكبر وقدرة على التمييز لعلها لم تكن متوافرة لديها من قبل.

ونحن نريد أن نساعد المطلقات على التخلص تدريجيا من كل ما يحتفظن به داخلهن من ألم وحزن واستبداله بالرضا والطمأنينة والسعي إلى إسعاد أنفسهن بالمباهج المشروعة. الطلاق ليس نهاية الحياة، ولكنه مجرد نهاية لزيجة فاشلة وبداية لحياة افضل، ومتى وعت المطلقة ذلك ووثقت أن الاستسلام للحزن يحرمها من الحياة السعيدة، ستحاول أن تفتح صفحة جديدة.

أسباب متنوعة وشائكة
عندما ذهبت لحضور أحد الاجتماعات والالتقاء بعضوات النادي كنت أتصور أنني سألتقي بنفر قليل من النساء، ألا أنني فوجئت بكم هائل منهن، حتى أن المكان كان لا يتسع لموضع قدم. ووجدت أن أسباب الانفصال عديدة ومتنوعة وشائكة، ولا يمكن في تحقيق أو أكثر حصرها وسردها، وعدت وفي جعبتي العشرات من قصص الطلاق المؤلمة، سأكتفي بنشر نماذج منها محملة بدموع المطلقات لأنني لا أستطيع سردها جميعا.

زوجة درجة ثانية
جيهان (29 سنة) خريجة فنون جميلة تزوجت من معيد في الكلية وبعد شهر من الزواج فوجئت بوالد زوجها الريفي المقتدر (الذي لم يوافق على الزواج ولم يحضره وفي غالب الظن لم يعلم به إلا أخيرا) يأتي إلى منزل الزوجية في السابعة صباحا وسط جمع من عائلته، ويقتحم الشقة مطالبا ابنه بتطليقها لإتمام زواجه من ابنة عمه.

وبعد تدخل الجيران وحضور أهلها للمسكن، فوجئت بالزوج يرضخ لوالده ويوافق على تطليقها وسط ذهولها ودموعها. وبعد إتمام الطلاق بأسبوعين اكتشفت أنها حامل، وبعد تدخل الوسطاء وأولاد الحلال عادت المياه إلى مجاريها، وقام زوجها بردها إكراما للطفل القادم، مع احتفاظه بالزوجة الثانية. وأنجبت ابنتها التي تبلغ من العمر الآن أربع سنوات، وبعد سنة ونصف السنة من العودة وقع الطلاق الثاني نتيجة صعوبة الحياة مع زوج ضعيف الشخصية، بالإضافة إلى عدم عدله بينها وبين ابنة عمه.
وللمرة الثانية اكتشفت أنها حامل، وبعد تكرار ما حدث في المرة السابقة رضيت بالعودة مكرهة، وأنجبت ابنها البالغ من العمر الآن عامين. وأصرت على الطلاق الثالث عن اقتناع تام بعد أن شعرت بأنها تعيش كجارية وليس كزوجة، ولا يحق لها الاعتراض على تواجده مع ابنة عمه بالأسابيع ومبيته معها لأيام قليلة، وإغداقه المال على ابنة عمه بتحريض من والده عليها وعلى أولادها، خاصة أنها لا تعمل لأنه رفض ذلك، وأخيرا عدم تقبل أهله لها فلا يزورونها إلا نادرا، وليس لها حق زيارتهم إلا في المناسبات، وهناك تعامل هي وأولادها معاملة درجة ثالثة وكأنها ليست زوجة ابنهم ولا هؤلاء أطفاله. لذلك كله قررت الانفصال نهائيا عن زوجها والبحث عن عمل تنفق منه على نفسها وأولادها.
وهي مطلقة من سنة ونصف السنة، وحصلت على عمل في إحدى شركات الإعلان في قسم الغرافيك، وتشعر كأنها ولدت من جديد، وأنها ترى الحياة لأول مرة.

شذوذ زوج
منى (33 سنة) منضمة إلى النادي ولها ثلاثة أطفال. أسباب طلاق منى شائكة جدا منذ زواجها من المهندس م.ع الذي كان زواجا تقليديا ودام عشر سنوات.
تقول منى بحرج شديد عن تفاصيل طلاقها:

منذ اللحظة الأولى من زواجي لاحظت تعلق زوجي بأحد أصدقائه تعلقا زائدا عن الحد. مكالمات هاتفية بالساعات، زيارات لا تنقطع إلى درجة أنه أصبح في السنوات الأخيرة شبه مقيم في منزلنا، بل يتدخل في كل كبيرة وصغيرة في حياتنا، حتى في قرارات تتعلق بمستقبل الأولاد وملابسهم.

وعندما كنت أضيق ذرعا بتدخله كان زوجي يتوسل إلي ويبرر لي تدخله بأنه غير متزوج وليس لديه أولاد ويعتبر أن أولادنا أولاده، فأضطر إلى الصبر على مضض. حتى جاء يوم وقفة عيد الأضحى فاقترح علي زوجي أن أسافر إلى الشرقية لزيارة والدتي المريضة، وقضاء العيد معها، واصطحاب الأولاد معي. فرحت بالزيارة وبعد وصولي إلى منزل والدتي تذكرت أنني نسيت أن احضر دواء ابنتي التي تعاني حساسية الصدر، فتركت الأولاد بصحبة والدتي وعدت إلى المنزل في الحادية عشرة مساء لأخذ الدواء أو الروشتة. عندما دخلت المنزل وجدت المكان هادئا والأنوار مطفأة فاعتقدت أن زوجي خارج المنزل.. دخلت إلى حجرة النوم وأضأت النور لأفاجأ بمنظر لم يخطر لي على بال، وجدت زوجي وصديقه نائمين في أحضان بعضهما. صرخت صرخة مدوية أيقظتهما، فحاول زوجي إسكاتي بشتى الطرق بينما أسرع صديقه إلى مغادرة الشقة، واتهمني زوجي بأنني فلاحة وبأن ما يمارسه هو نوع من التجديد والمدنية، ولكنني أصررت على الطلاق.

وأمام خوفه من الفضيحة أذعن لطلبي.. وأنا مطلقة منذ ثلاث سنوات ولن أفكر بالزواج مطلقا وسعيدة بطلاقي وسأكرس بقية حياتي لعملي وأولادي والخدمة الاجتماعية.

ابنتي وحبيبتي وزوجتي!

أزهار (32 سنة) تزوجت من ابن عمها قبل ثماني سنوات، تقول:
كانت لدى زوجي سكرتيرة تدعى أمل، لم أشعر بالارتياح لها منذ الوهلة الأولى، فقد انتابني شعور غريب بأنها ترغب في زوجي على الرغم من أنها في التاسعة عشرة من عمرها، أي تصغره بسنوات عديدة. وعندما أبديت عدم ارتياحي لها قال زوجي: إننا اتفقنا على عدم تدخلك في عملي.
وبمرور الأيام بدأ شعوري يتأكد، أصبحت ألاحظ أن مكالماته معها تطول بالساعات بحجة العمل، على رغم أنه يكون عائدا لتوه من المكتب الذي يقضي فيه فترة بعد الظهر، كما كتب تعهدا بأنه ولي لأمرها في المعهد الذي التحقت به لأن والدها متوفى. وعندما ثرت لهذا قال لي إنها مثل ابنته وهو عمل إنساني. وعندما كنت أذهب إلى المكتب لزيارته أجدها ترتدي ملابس تظهر مفاتنها وتضع ماكياجا لافتا.
في إحدى المرات لم أستطع أن أسيطر على أعصابي واشتبكت معها، فما كان من زوجي إلا أن نصرها علي، واقسم بالطلاق ألا أذهب إلى المكتب مرة أخرى.

ومع مرور السنين ازدادت الهوة بيني وبين زوجي وأصبحت متأكدة من أنه يخونني. حملت 6 مرات أنهكتني، وفي كل مرة كان الحمل ينتهي بنزول الطفل في الشهر الرابع.
وحار الأطباء في تفسير ذلك، إلى أن عرض زوجي خلال زيارة عمل في باريس الأشعة والتحاليل على طبيب كبير هناك، فأخبره بأن حالتي شاذة وتحدث بنسبة 1% وبأنه لا أمل لي في اكتمال الحمل.
كانت الصدمة شديدة، فكم تمنيت أن يكون لي طفل من ابن عمي الذي أحببته على رغم جرحه لمشاعري وكبريائي. ومنذ عامين كان زوجي في مؤتمر بشرم الشيخ وعلمت من زوجة أحد زملائه، وهي صديقتي، أنه اصطحب معه السكرتيرة وينزل معها في غرفة واحدة.

جن جنوني وعندما عاد واجهته، فأخبرني بأنها زوجته منذ ست سنوات وله منها طفل عمره خمس سنوات، وأنها حامل في الطفل الثاني. مادت بي الأرض ولم أشعر بما حولي وسقطت مغشيا علي. وعندما أفقت وجدت أبي وعمي (حماي) يحاولان جاهدين إثناء زوجي عما اعتزم عليه من تطليقي وإعلان زواجه بالسكرتيرة، ولكن عبثا حاولا. وقال زوجي إنه في التاسعة والثلاثين ولا يستطيع أن يوزع وقته بين بيتين، وأن من حق زوجته التي صبرت على الزواج سرا لمدة ست سنوات أن تعيش هي وابنها ومولودها في النور، فهي ابنته وحبيبته وزوجته!

بريق المال

سها (23 عاما) تقول:
تزوجت منذ ثلاث سنوات ودام زواجي لمدة سنة ونصف السنة من ابن عمتي وزميل طفولتي ودراستي وحبيب العمر. تخرجنا معا في كلية الحقوق، وتزوجنا في بيت والدتي بعد وفاة والدي وهجرة شقيقي إلى كندا. كنا في منتهى السعادة وكان زوجي يذهب إلى المحاكم في الصباح بحثا عن قضايا ويتدرب بعد الظهر في مكتب محام شهير. كان دخلنا بسيطا وكان زوجي دائم التذمر بسبب هذا الوضع، وطلب مني تأجيل الإنجاب. إلا أن هذا لم يحل دون أن تكون هناك لحظات سعادة وحب بيننا.
وبعد سنة ونصف السنة من زواجنا لاحظت أن زوجي بدأ يتغير، كنت أستيقظ من النوم في منتصف الليل فأجده جالسا وحده ومستغرقا في التفكير كأنه على وشك اتخاذ قرار خطير، وكان يبرر لي ذلك بأنه يفكر في قضية مهمة يتوقف عليها مستقبله كله.

وبعد شهرين فوجئت به عند عودتي من العمل وقد جمع كل ملابسه وأوراقه وترك لي ورقة بأنه سيسافر ولن يعود، وبعد أسبوع فوجئت بورقة طلاقي. علمت أنه تزوج امرأة في السادسة والخمسين من عمرها، وعرفت بعد ذلك أنها سيدة أعمال كان لها قضية عند المحامي الشهير الذي يتدرب عنده، وأنها أعجبت بالمحامي الشاب الذي هو في عمر أولادها الثلاثة واشترته بمكتب خاص في وسط البلد وشقة في المعادي وسيارة مرسيدس.

لم أتحمل الصدمة وأقدمت على محاولة انتحار فاشلة فقد سرقت مني تلك المرأة كل شيء: زوجي وحبي وبيتي وسعادتي، كل شيء.. وبمساعدة من الله ومن بعض الزملاء والجيران الذين تعاطفوا معي خرجت إلى الدنيا مرة ثانية، من أجل نفسي وعملي وأمي المريضة المسنة، التي ليس لها بعد ربنا أحد غيري. والحمدلله على كل شيء من قبل ومن بعد، وقد وجدت هنا في النادي الصبر والسلوان خاصة لما رأيت وسمعت من مآس كثيرة.

رفض الإنفاق

داليا في الثامنة والعشرين من عمرها تقول:
تزوجت وأنا طالبة في الثانوية العامة من شاب يعمل مهندسا. لم أكن أعرف وقتها معنى الزواج، كان ضغط الأسرة قويا لقبوله. استسلمت لقرار أسرتي وتم الزفاف ورضيت بحياتي. ومرت الأيام وعشت معه الحياة بحلوها ومرها، طيلة عشر سنوات، أنجبنا خلالها طفلتين. وبعد هذه السنوات بدأ يتغير وبدأ تعامله معي يتجه إلى الحدة والعنف.

حاولت التغاضي عن معاملته السيئة أملا في إصلاح حاله من أجل حياة مستقرة. إلا أن الأمور تفاقمت يوما بعد الآخر الأمر الذي دفعني إلى طلب الطلاق. فكان أن طلقني وتخلى عن الإنفاق على الطفلتين، وهو ما اضطرني إلى اللجوء إلى أسرتي لتدبير نفقاتهما المعيشية ولا أدري إلى متى سأظل هكذا.

أم الولد

سهام (40 سنة) تعمل في مصلحة حكومية تقول:
تزوجت من مدرس. عشنا معا خمس سنوات في غاية السعادة، ولكن خلال هذه السنوات لم أنجب فتزوج بأخرى بعد ضغط من أهله. ورزقه الله بالولد منها وهو ما زاد اهتمامه بأم الولد على حسابي. بدأ يعاملني بفتور وشعرت أنني مثل أي قطعة في الشقة، خاصة بعد أن هجرني واكتفى بأن يرسل إلي كل شهر جنيهات قليلة لا تكفي لأسبوع واحد.

المشكلة أنه رفض تطليقي فأقمت دعوى خلع ضده، وحصلت على الطلاق منذ أشهر معدودة، وحتى الآن لا أعرف كيف سأتصرف في حياتي.