المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : راحت أيام الجي تي، والكيت كات بوقصدير، وعصير بوم! ...........جعفر رجب



قمبيز
06-27-2006, 11:32 AM
يسددها تحت الحزام - جعفر رجب



كان يا مكان، ليس في قديم زمان كثيرا,,.

في زمان الدشداشة المخصرة، والشعر الجاكسون، والغترة على الكتف، والكم الصاعد إلى الزند، ونعال بوكعب، والزلوف العريضة,,.
كان الصيف اكثر برودة، ومكيفات جبسون وعنتر تبرد اكثر من التكييف المركزي، وكان النوم لا يحلو إلا على إزعاج المكيف,,,!

كانت شمس الشتاء اكثر دفئا، وكانت «الدفاية» «بوشمعتين» تدفئ اكثر من الدفايات الغاز، وكان «الكيت كات» بوقصدير اكثر لذة وهو يذوب على شبك الدفاية,,,!
كانت الأشجار اكثر خضرة، والبحر اكثر زرقة، والسحب اكثر بياضا، والأمطار اكثر نقاء، والنفوس اكثر صفاء،والقلوب اكثر حنانا، والليل اكثر جمالا، والنجوم اكثر تلألؤ، والقمر اكثر قربا إلى وجداننا!
كان الجلوس على «السحارات» أمام بقالة «ظريف» في الفريج، «اونس» من الجلوس

في «الستاربكس»، والصمون والدقوس وبطل كندادراي،ألذ من «التشكن فيله اكسترا مايونيز»,,.
وكان شرب عصير «بوم» بوحبوب، أو عصير منجة ماركة «قها» أطعم من «الموكا» و«الكابتشينو» وأصدقائهم، وكنافة «الجبري» اكثر حلاة من كنافات توصيل المنازل، وبوظة «أبو توفيق» اكثر برودة،وألذ طعما من «الباسكن روبنز» و«الهايجن دز»,,,وتحديات شرب الدقوس «بوديك»، اكثر إثارة من تحديات الدوري الياباني في «البلاي ستيشن»,,,!

كانت سيارات «الترانز» و«الشارجر» و«الجي تي» و«الداتسن زد» و«244» اكثر شعبية من البورش والفيراري واللمبرغيني والمايباخ,,,وكانت سباقات «البلوك» (الشارع الفاصل بين الرميثية وسلوى) اجمل من الفورمولا واحد، و«شبكوه» و«سكوني»، اكثر شهرة من «شوماخر»,,! وكان القاري (الدراجة) بوسنادة، اكثر قوة من درجات «الهارلي ديفدسون»,,.

كان لعب الكرة وقد لبسنا اللابجين – حذاء كرة قدم - ذو الخام الأسود الأصلي «اكشخ» من حذاء «رونالدينو»، وقوانين «فاول دشداشة» و«قولجي دفاع هجوم» اكثر احتراما من قوانين الفيفا، ولاعبي الفريج اكثر مهارة من لاعبي المنتخب، وكان نصف الفريق يربط يده اليسرى «بالباندج»،لان جاسم يعقوب ربط يوما ما يده وكان يرفعها كلما يسجل هدفا، والنصف الآخر عرباوي !
وكان «شعبان باقر» و«عدنان القيسي» الذي شق جبهة «داني لانش» في المصارعة، اكثر قوة من حاملات الطائرات ايزنهاور!

وكان الحصول على بوسترات مجلة أجيال الرياضية، يوازي الحصول على توقيع «لبيليه»، والحصول على فخ «بوشبك» الاخضر يوازي الحصول على «لاب توب»,,.
ولعب «التيل»، وتجميع التيل «الروز» بين التيل الصينية، أهم من جمع كروت «البوكيمون» و«اليوغيو»، والبحث عن «الغبابي» تحت الجدران أروع من البحث في مواقع الانترنت!

كان التلفزيون الأبيض والأسود، والصعود فوق السطح «بالإسبانة» الحمراء الكبيرة،وتحريك «الأريل»، قبل أن نتطور ونشتري التلفزيون الملون «بودقم» مع «أريل فر»، اكثر وضوحا من تلفزيونات البلازما,,.
وكانت الأوقات اكثر أهمية وكانت الساعة الرابعة مقدسة،يمارس الصغار نفس الطقوس، الجميع يلعب في السكة أو الحوش، مع تسليم الأصغر سنا مهمة متابعة التلفزيون، وما هي ألا لحظات ويصرخ الصغير بالجميع وببراءة شديدة «خلص القرآن»,,! ليتراكض الصغار لمتابعة «الباباي»,,, وكانت اكثر فترات تاريخ الكويت كسرا للصحون فيها، بعد عرض الغيريندايز وسلاحه الصحن الدوار!

وفي رمضان كان مسلسل «شبروح» وعصاته السحرية،والشاطر حسن الذي كان يدخل البيوت من الشابك بعد ساعتين من الطيران وهو يردد «آنا ياي»,, ونحن نردد «آكل دياي» اكثر جمالا من فيلم «هاري بوتر»,,!

والجلوس امام التلفزيون لمشاهدة «سليمان كلندر» وهو يقرا نشرة الأخبار الإنجليزية، اكثر فائدة ومتعة من الاستماع إلى مذيعين اكثر دلعا من المذيعات,,,!

كانت الكاميرا «بولارويد» الفورية «إلي» تطلع الصورة تحت، أوضح من الكاميرات الديجتيال,,, والفيديو «البيتامكس» واشرطة السيارة «الكاتريج» أنقى من «السي دي»، والساعات الإلكترونية السوداء التي ش تشب» أرقامها الحمراء بكبسة زر،ونستمتع بها تحت اللحاف،اكثر دقة من «الشوبارد» و«الاوميغا»,,,وكان كل حلمنا أن نحصل يوما على النظارة التي يقال إن من يلبسها يرى الناس «مفصخين»!

كان الذهاب مشيا إلى المدرسة بـ «البنطلون» الرمادي الذي نلبسه في المساء وننام فيه- لانه ما لنا خلق نلبسه الصبح ، اكثر متعة من توصيل «الأم» التي تسب مائة سيارة في الطريق ثم تختمها عند باب المدرسة بـ: « الله يآخذ أبوكم،نزلوا بسرعة قبل لا يسجلون علي تأخير بالدوام»,,.
وكانت الدراسة تحت الشبة عند فندق ماريوت «السفينة»، ومتابعة السيارات بدلا من الدراسة اكثر استيعابا من عشرين مدرس خصوصي,,!

وكان الاستماع إلى «فايت على بابي سلطان زمانه» و«برك قل لي لماذا الجفا,,,» و«حنانيك يامن,,,» و«في شارع الجهرا صادفوني» و«هيفا هيفا» لمطرب صاعد اسمه نبيل شعيل، مع شوية أغاني «بوب مارلي» اكثر طربا من كل أغاني العالم,,,

وكانت «بكلة» سعدون جابر لوحدها توازي قصة شعر «بيكهام» حاليا! وقصة شعر «كوكوش» وهي تغني «من آمدأم وي وي» عن ألف نانسي وهيفاء وروبي وبوبي وسنوبي !
كانت الشوارع اقل ازدحاما، والسيارات اكبر، والإشارات اقل، والابتسامة تعلو على وجوه رجال الشرطة!

وكان الصغار يصرون على شراء ملابس الشرطة التي علقت عليها الخيوط والنياشين،وشراء المسدسات البلاستيك،من اجل لعبة الشرطة والحرامية،وكان الجميع يصرون على لعب دور الشرطي!
قبل أيام,,, وبينما كنت احمل أفكار طفولتي، اسبح بين أوراقي خوفا من الغرق، اتجه لي «عزوز» بكشته وكانه خروف هارب من المقصب، لابسا سليبه الأحمر وعليه «صورة سبايدرمان»، مستعرضا عضلاته، ممتشقا حسامه (لو تعرفون كم تعبت من اجل البحث عن كلمة ممتشقا) وقال لي : «أبي أقص رأسك»,,!

لم اعرف سبب تحامله علي، ولكني غيرت الموضوع وسألته بحنان الأب وهبل الكبار: بابا شنو «تبي» تصير لما تكبر؟ نظر إلي وقال : حرامي,,.

أنا اكتب عن الماضي و«عزوز» يقرأ المستقبل,,,!
وكم سيكرهني هذا الولد عندما يكبر وهو يتساءل بألم «أبوي ليش ما طلعت حرامي»!
وأرد عليه: ماطلعت حرامي مو لأني شريف,,,! لأني ما كنت اعرف أبوق!