المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لماذا 'يقاتل' المرشحون للحصول على 'كرسي'..الأمة؟



زهير
06-27-2006, 06:40 AM
27/06/2006 كتب عبدالله العتيبي


الشراسة والعنف اللفظي والمادي، الدهاء والتزلف والرياء والنفاق والتملق، تسخير الاموال والجاه والاهل والاصحاب والابناء، توظيف واستخدام كل الامكانات والوسائل المتاحة، انتهازية لا تحدها اخلاق او عاطفة، قوة جبارة ورغبة عارمة لبلوغ الهدف باي ثمن..الفوز بمقعد مجلس الامة؟

هذا ما يفعله مرشحون في الانتخابات، من اداء الشيء ونقيضه، التعامل مع كل الاشياء بوجوه مختلفة، الف وجه ووجه، مداهنة الامور السلبية ومهادنتها، التواطؤ مع الواقع الذي ينبغي تغييره وتدجين المستقبل، الضحك والبكاء، حتى بدا انهم مخلوقات غريبة، كائنات تمتلك طاقات غير طبيعية، بل ويظهر بعضهم كأنهم ليسوا اسوياء ويشكلون خطرا على السلم الاجتماعي والامن القومي للبلاد، وما يثير الدهشة انهم جميعا يتحدثون عن هدف واحد 'خدمة الكويت'.. ويتساءل المراقب بحيرة: هل هم جادون؟

من يتابع الندوات والامسيات واللقاءات التي ينظمها مرشحون للقاء الناخبين، سيرى الكم الكبير من الحماس، الذي يصل حدا استفزازيا وعنيفا، الالتصاق بالافكار والدفاع عنها، رغم تنوعها واختلافها الى حد التناقض، بل عدم منطقيتها وسذاجتها وتهافتها، وانكشاف وضاعتها بصورة فجة، غير انها تظل قابلة للمناقشة، ربما هذا ما يرمي اليه هؤلاء المرشحون، لعبة فلسفية تعتمد على المساجلة، وابقاء الجمهور/الناخبين يقظين ومغيبين في آن، من دون طرح برنامج حقيقي وبلا تحضير تسلسلي منطقيا، مما يشكل اهانة شديدة للمستمعين، ونتساءل مجددا: من نصدق؟

لعلها الروح الجمعية، سياسة الحشود، الغاء العقل الفردي، عندما تستسلم للتصفيق والصراخ وتتوارى خلف الجموع التى تحولت الى عقل واحد تحركه نزعة غوغائية متحدة، سلبا او ايجابا، عندما يخرج عدد من الناخبين ويقولون لبعضهم 'هذا المرشح كذاب'..فكلاهما تحركه مصالحه، المرشح والناخبون، ومتى ما التقيا، يصبح 'والله هالمرشح بطل'..غير ان الاشكالية ان جميع مؤيدي مرشح ما يرونه 'بطلا'..وتصيبنا الدهشة والصدمة احيانا عندما نرى حضورا كبيرا عند مرشح مرتش او انتهازي، كما نشاهد جماهير مماثلة عند 'الصادق الامين'..او 'الوطني' كما يصفه مؤيدوه؟

المرشحون لا ينطلقون من افكار فردية وحسب، بل تحركهم مصالحهم، وهي تلتقي مع مصالح شريحة من الناخبين، ولهذا فالزج ب'الوطنية' ليس فكرة صحيحة لوصف المرشحين ولتعريف الاختلافات بينهم او فرزهم، فكلهم يعتقدون انهم وطنيون، كذلك ينظر اليهم ناخبوهم، فمن ينظر اليه كمتزمت ديني اصولي، يراه آخرون الحل الامثل لمشاكل البلاد والعباد، ومن يتحزب لمرشح ليبرالي ديموقراطي ينادي بالحريات، ينظر اليه البعض بشك وارتياب ورفض، والحكومي المكروه والانتهازي لدى جمهور واسع، هو المبجل والشخص الضرورة عند قطاعات من جمهور الناخبين، وحتى الراشي الذي يشتري اصوات الناخبين، له مناصروه الذين يرون انه يعبر عن مصالحهم، وسيتعرض للضرب من يقاطعونه! في هذا الاطار فكل المرشحين وناخبيهم ايضا، اشخاص ذو نزعة ميكافيلية تبرر الوسيلة للوصول الى غاياتها؟

المثاليون وكذلك العدميون يضعون الجميع في سلة واحدة باعتبار ان 'كل واحد يفكر في مصالحه'.. وان لكل مرشح مشروعا سواء كان اقتصاديا، اجتماعيا او سياسيا، وانهم اصحاب نزعات 'نفعية' مادية قد تنطوي على 'وطنية مزيفة'.. اما العمليون ذوو النزعة البراغماتية، فيرون انها من طبيعة الاشياء ان الانسان تدفعه رغبات ومصالح شخصية، قد تكون معنوية كالتطلع الى المنصب والمجد والشهرة، لكنها وطنية تحقق الرفعة والخير لعموم المجتمع، ولا باس ان تلتقي المصالح الخاصة مع المصلحة العامة. في النهاية ما يحصل هو عبارة عن صراع مصالح ورغبات وخيارات وادوار، شرط ان تكون في سياق اللعبة السياسية، وفق اصول وقواعد سلمية ونزيهة، لكن عندما يكون التخريب واضحا، والكذب فاضحا، بالخروج عن اصول اللعبة، في سياق هذا الصراع الانساني المستمر منذ الازل، هنا يتدخل

القدر..والمؤسف انه لا يفعل لمصلحة الخير دائما، كتلك المقولة المخاتلة التي لم تتحقق يوما 'لا يصح الا الصحيح'؟

هاشم
06-27-2006, 03:16 PM
يمكن احسن شخص يجاوب على هذا السؤال أهو عدنان ، فبعد 24 سنة في المجلس نجده مصرا على الترشيح مرة اخرى ، فلا بد ان تكون لديه اجابة مقنعة هلى هذا السؤال .