المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : غيرترود سيدمان ابنة الثمانينات طالبة في جامعة أوكسفورد



جمال
06-24-2006, 12:38 PM
الإنجليز طلاب علم «من المهد إلى اللحد»



قبل فترة طويلة التقيت جراحا انجليزيا في شارع هارلي ستريت، الشارع الذي يعد الأشهر في العالم بعياداته الخاصة. وخلال المحادثة مع الطبيب، الذي لا اذكر اسمه، سألني عن دراستي، وسألته بدوري إذا كان بإمكانه رؤية صديق لي، ينوي القدوم الى لندن في العام المقبل للعلاج في مجال تخصصه. وتأسف الطبيب المذكور قائلا انه قرر التقاعد، وكان عمره 60 عاما آنذاك، والرجوع الى مقاعد الجامعة، لدراسة الأدب الإنجليزي لشغفه به. هذه النظرة للحياة، أي البحث عن متعة الحياة وطلب العلم والعمل بمقولة «.. واعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا» أصبحت بشكل عام، ونتيجة للثقافة السائدة، من خصال الإنسان الغربي، وتحديدا الانجليزي.

وقبل أيام نشرت صحيفة «الديلي تلغراف» البريطانية اليومية خبرا مفاده ان قاضي المحكمة العليا سابقا السير اوليفار بوبلويل، 78 عاما، الذي يدرس البكالوريوس في الفلسفة والاقتصاد والسياسة في كلية «هاريس مانشستر» بجامعة أوكسفورد هو الأكبر سنا بين طلاب الجامعات البريطانية، وبهذه يستحق القاضي المذكور «التتويج». الخبر أثار حفيظة البروفيسور مايكل فيكار، المدرس في كلية «جيزوز» التابعة ايضا لجامعة اوكسورد القديمة جدا والشهيرة والتي تأخذ قضية القدم على محمل من الجد، كونها الأقدم بين جامعات بريطانيا والعالم الناطقة باللغة الانجليزية. وكتب البروفيسور مصححا خبر «الديلي تلغراف» قائلا: «أنا المشرف على دراسة الآنسة غيرترود سيدمان التي تدرس في كلية ولفسون، وعمرها الآن 86 عاما، للحصول على الشهادة الجامعية».

وفعلا كانت غيرترود سيدمان قد انتظمت في الكلية عام 2004 لدراسة الأدب، متخصصة في أعمال وحياة وإنجازات رجل الدين غرافيل تشيستر، الذي عاش في القرن التاسع عشر وتخصص بأدب الرحالة وعلم الآثار في الشرق الأدنى ومصر وأصبح خبيرا بآثار المنطقة وجمع الآثار الفنية وأودعها في المتاحف البريطانية.

وتوزع غيرترود سيدمان وقتها بين بيتها في مدينة اوكسفورد وفي مكتبة الجامعة، كون دراستها لا تتطلب تأدية امتحانات مكتوبة، اذ تعتمد في شهادتها الجامعية على البحث والأطروحة والمحاضرات التي تقدم ليس فقط في كليتها وإنما في كليات اخرى تابعة للجامعة حول مواضيع مشابهة لموضوع دراستها. «جئت الى هنا في البداية للتدريس» قالت في مقابلة مع صحيفة «الغارديان» امس، «إلا ان الاغراءات في اوكسفورد كثيرة: التواصل مع افضل الأكاديميين، وحياة أوكسفورد الجامعية، والصحبة الذهنية مع الجنسين من الذكور والإناث باختصاصاتهما الأكاديمية واهتماماتهما الشخصية، كلهما عوامل تجذبك للرجوع الى مقاعد الجامعة ثانية».

وغيرترود سيدمان ليست بالغريبة على الحياة الأكاديمية. وكانت تخرجت بشهادتين جامعيتين عامي 1943 و1945 من بلفاست عاصمة ايرلندا الشمالية، ودرست بعد ذلك اللغات في العديد من مدارس لندن، وكذلك علم الألسنة التطبيقي، الذي درسته في جامعتي أوكسفورد وساوثهامبتون حتى عام 1979.

«يمكنك القول انني زاولت مهنة التعليم لمدة 40 عاما. واستقلت من عملي بعد ان ضجرت من مهنة التدريس، وبدأت البحث في النقوش على الأحجار الكريمة والجامعين لها في القرن الثامن عشر».

ومنذ دراستها الجامعية في الأربعينات من القرن الماضي حدثت الكثير من التغييرات في الحياة الجامعية، أهمها الطفرة التكنولوجية التي يشهدها العالم، وخصوصا ثورة الإنترنت، اذ ساعد ذلك صحيفة «الغارديان» على إجراء مقابلة معها بواسطة «البريد الإلكتروني المبارك»، قالت غيرترود سيدمان، التي اصبح سمعها ثقيلا مع تقدمها في العمر ومن الصعب التحدث معها على الهاتف.

وتضيف غيرترود سيدمان ان التغيير الذي حدث للحياة الجامعية لم يطل كثيرا من طريقة التعليم، بل ان ما تغير هو حياة الطلاب الاجتماعية، وخصوصا الحياة الجنسية».

«هناك شيء آخر قد تغيير». تضيف غيرترود سيدمان في نهاية مقابلتها، «المحاضرون يبدون اصغر سنا هذه الأيام. طبعا أنا أكبر سنا من المشرف على دراستي، الذي سيتقاعد قريبا، بعد وصوله الى سن الـ67. إنني أشفق لحاله».

فاطمة
06-27-2006, 06:07 PM
تجربة غنية وطريفة ، خاصة تعبير ( البريد الالكتروني المبارك ) وهو تعبير يدل على مدى استفادة الطالبة وخدمة البريد الالكتلاوني لها .