المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أزمة المياه ... استهلاك عال يفوق الإنتاج ويلتهم كل الجهود لسد الفجوة



سمير
06-24-2006, 06:49 AM
"الطاقة" دشنت أول وحدة تقطير مياه محدثة بمحطة الشعيبة للوصول الى 6 ملايين غالون إمبراطوري يوميا


منذ فترة طويلة والكويت تواجه معدلات استهلاك عالية للمياه فاق القدرة الانتاجية مما يضعها بين اكبر مستهلكي المياه في العالم.
ويعتبر الماء عنصرا رئيسيا من عناصر الحياة لاغنى عنه لانسان او حيوان او نبات كما ان المياه تشكل اهمية خاصة لجميع دول العالم ومنها الكويت.

وتقع الكويت في منطقة صحراوية لا تتوافر فيها مصادر طبيعية للمياه العذبة الا فيما ندر غير ان موقعها على ساحل البحر مكنها من انشاء محطات التحلية التي وفرت المياه العذبة لتكون دعامة اساسية للتطور الاجتماعي والاقتصادي خلال الخمسين عاما الماضية.
واعتمد الكويتيون قديما على الامطار لتأمين حاجتهم من المياه وقاموا ببناء السدود الرملية وتشييد البرك في بعض الشعاب والوديان للاحتفاظ بمياه الامطار اطول فترة ممكنة.

ولجأ بعض السكان الى بناء برك في منازلهم لحفظ مياه الامطار التي تتساقط على الاسطح ومن الوسائل التي استخدمت في هذا المجال (الشتر) وهو عبارة عن قطعة مربعة كبيرة من القماش تنصب على سطح المنزل وفي وسطها فوهة تصب الماء المتجمع من المطر فى البركة.

كما استخدم السكان الاوعية الخشبية والفخارية لجمع مياه الامطار وحفظها لوقت الحاجة.
ونظرا لعدم كفاية كميات المياه المتجمعة من الامطار اعتمد السكان في سد حاجتهم من الماء على الآبار التي حفروها وسط المدينة وفي مناطق حولي والشامية والعديلية والنقرة والفنطاس والفحيحيل والجهراء اضافة الى جزيرة فيلكا.

ومع ازدياد عدد السكان تبين عدم كفاية مياه الآبار وظهرت ازمة المياه لاول مرة في عهد الشيخ مبارك الصباح الحاكم السابع للكويت وبالذات عامي 1907 و1908 وذلك بسبب قلة سقوط الامطار فى ذلك الشتاء وقد بادر أحد المواطنين الى استيراد المياه من شط العرب على ظهر سفينته الشراعية لسد حاجات السكان من الماء لاغراض الشرب والاستعمالات اليومية.

وبدأت مزاولة هذه المهنة عام 1909 بسفينة عرفت باسم (التشالة) واستمر تزايد السفن التى تنقل المياه حتى وصل عددها عام 1932 نحو 49 سفينة من النوع المعروف باسم (البوم) وكان الشيخ مبارك الصباح قد قام بشراء باخرة كبيرة لهذا الغرض اطلق عليها اسم (سعيد).
وفي عام 1939 تأسست شركة وطنية لتنظيم عملية استيراد المياه وتوزيعها برأسمال قدره حوالي 300 ألف روبية وكان رئيسها الشيخ عبدالله السالم الصباح.

وبلغ اسطول هذه الشركة 25 سفينة يجري ملؤها في شط العرب وتفريغها في الكويت بواسطة مضخات تتصل بخزانات خاصة (برك) انشئت قرب السواحل لتجميع المياه التي بلغ معدلها 8500 غالون يوميا.
وكان السكان يتوجهون الى هذه البرك لشراء حاجاتهم من المياه في صفائح معدنية او قرب جلدية ينقلونها الى بيوتهم على عواتقهم او على ظهور الدواب.
وتعتبر سنة 1951 اخر العهد بنقل المياه بالسفن من شط العرب.

وكانت الكويت قد بدأت منذ العام 1941 بمحاولات لاستخراج المياه الجوفية وتطوير انتاجها حيث تم اكتشاف هذه المياه في منطقة الصليبية والعبدلي والشقايا.
وتم تطوير اسالة مياه هذه الحقول بحفر الآبار الارتوازية فيها بحيث اصبح انتاجها يزيد يوما بعد يوم حيث استخدم في الزراعة والاغراض المنزلية ورش الشوارع.
وقد بدأت الدولة منذ العام 1960 مشروعا لتزويد المستهلكين بهذه المياه وذلك بمد شبكة للانابيب واقامة ابراج مخروطية الشكل للتخزين.

واسفرت اعمال التنقيب عن المياه الجوفية عن اكتشاف حقل الروضتين الواقع شمال الكويت بمياهه العذبة النقية وقد بدأ استغلال مياه هذا الحقل منذ عام 1962 وتم ايصالها الى مدينة الكويت عبر خط من الانابيب الفولاذية.

وفي عام 1963 تم اكتشاف حقل آخر في منطقة ام العيش يعتبر امتدادا لحقل الروضتين وقد جرى تطوير انتاج هذين الحقلين حتى وصل فى احدى الفترات الى حوالي 5 ملايين غالون يوميا.
ومنذ اوائل الخمسينات بدأت صناعة تكرير المياه في الكويت حيث قامت شركة نفط الكويت بانشاء محطة لتقطير مياه البحر في ميناء الاحمدي بلغت طاقتها الانتاجية آنذاك 600 ألف غالون يوميا ارتفعت الى 800 ألف غالون منذ عام 1957 .

وكان الغرض من انشاء هذه المحطة هو توفير احتياجات منشآت النفط ومدينة الاحمدي من المياه كما كانت تمد مدينة الكويت بمعدل 250 ألف غالون يوميا.
وفي عام 1953 بدأت اول محطة تقطير في الشويخ انتاجها من المياه بسعة مليون غالون يوميا وتطور هذا الانتاج الى ان وصل الى 32 مليون غالون امبراطوري يوميا من خلال 10 وحدات تقطير ثم انخفض الى 28 مليون غالون امبراطوري عام 1988 بسبب ايقاف العمل بثلاث وحدات تقطير - وفي عام 1965 بدأت محطة الشعيبة الشمالية اول انتاجها من المياه المقطرة وهي تتألف من سبع وحدات تقطير سعتها المركبة 14 مليون غالون امبراطوري يوميا ثم انخفضت الى 9 مليون غالون امبراطوري عام 1988 .

وفي عام 1971 بدأ تشغيل اول وحدة تقطير في محطة الشعيبة الجنوبية بسعة مركبة قدرها خمسة ملايين غالون يوميا وقد ضمت المحطة ست وحدات تقطير تبلغ سعتها المركبة 30 مليون غالون امبراطوري يوميا.

وفي عام 1978 بدأ تشغيل ثلاث وحدات تقطير فى محطة الدوحة الشرقية والتى تتألف من سبع وحدات تقطير طاقتها الانتاجية 42 مليون غالون امبراطوري يوميا بالاضافة الى وحدة بسعة مليون غالون امبراطوري يوميا تعمل وفق اسلوب التناضح العكسي.
اما محطة الدوحة الغربية فقد تم تشغيل ثلاث وحدات تقطير فيها عام 1983 وتبلغ الآن عدد وحداتها 16 وحدة تقطير سعة كل منها 6 ملايين غالون امبراطوري يوميا ومجموع سعتها المركبة 4.110 مليون غالون امبراطوري يوميا.

وفي عام 1988 بدأ تشغيل 5 وحدات تقطير فى محطة الزور الجنوبية و3 وحدات فى عام 1989 سعة كل منها 6 مليون غالون امبراطوري يوميا.
وتشير احصائيات الوزارة الى ان استهلاك المياه العذبة لعام 1954 كان حوالي 246 مليون غالون امبراطوري ارتفع عام 1985 الى 36904 ملايين غالون امبراطوري اى انها تضاعفت 150 مرة خلال 31 سنة .

وفى 21 يونيو الجاري دشنت وزارة الطاقة اول وحدة تقطير مياه محدثة فى هذه المحطة بحيث يزيد انتاجها من خمسة الى ستة ملايين غالون امبراطوري يوميا على ان يتم على التوالي تحديث الوحدات الخمس الاخرى.
وتتضمن خطة وزارة الطاقة لمواجهة الزيادة المستمرة فى معدلات استهلاك المياه انشاء مشاريع جديدة لتحلية مياه البحر فى مواقع الصبية والشويخ والشعيبة الشمالية وذلك لانتاج 190 مليون غالون امبراطوري يوميا تدخل الخدمة اعتبارا من العام الحالي وحتى عام 2009 .

وكثيرا ما كان سمو أمير البلاد الراحل الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح يحض على المحافظة على المياه حيث اكد في احدى المناسبات ان الماء هو اساس الحياة وهو العنصر الاغلى والاثمن في هذا الكون وعلينا ان نهتم به اهتماما بالغا فهو من نعم الله الكبرى على الانسان والبشرية.