المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مرشد الإخوان: الحكام العرب أسوأ من طغاة "الجاهلية"



yasmeen
06-23-2006, 06:21 AM
وجه المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين بمصر محمد مهدي عاكف أمس انتقادات عنيفة للحكام العرب ووصفهم بأنهم »أسوأ من حكام الجاهلية« في ظلمهم وقهرهم.
وقال عاكف في رسالته الأسبوعية إلى كوادر الجماعة, وهي أكبر تكتل معارض في مجلس الشعب (البرلمان) المصري, إن الحكام العرب والمسلمين »للأسف الشديد- تغافلوا عن (الظلم) فيما بينهم, فساد بينهم الظلم والطغيان والاستبداد, وساروا سيرة الجاهليين الذين كانوا يفخرون بالبغي والظلم وأكل الضعيف ولو كان قريباً لهم«.

واضاف عاكف: إن »الفارق بين طغاة الجاهلية وطغاة عصرنا الحالي أمران الأول أن طغاة الجاهلية كانوا يتمتعون - رغم طغيانهم - بفضيلة الصدق, فهم يصفون ما يفعلونه بأنه ظلم وعدوان, أما طغاة عصرنا فهم مجردون حتى من هذه الفضيلة, إذ يزعمون أن ما يفعلون هو قمة العدل والإنصاف, ومنتهى الامتثال للدستور والقانون«.

وتابع أما الأمر الثاني فهو: »أن طغيان الجاهليين كان يتم من قبائل متنافسة أو متعادية, أما ما يحدث في عصرنا فيقوم به ولاة أمورنا المنوط بهم حمايتنا, وتوفير الأمن لنا وإقامة العدل بيننا, وتوفير الحياة الحرة الكريمة لنا في كل نواحيها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية وغيرها«.

وأشار إلى أن »هؤلاء الحكام الذي هم وكلاء عن الشعوب في تحقيق مصالحها ودرء المفاسد عنها, والذين يقسمون على احترام الدستور والقانون وتحقيق أماني تلك الشعوب..سرعان ما ينقلبون عليها, فيصادرون حرياتها, ويكممون أفواهها, ويتركون لبطانتهم نهب أموالها وبيع أصولها, وإذا ما انتهت مدة ولايتهم أو ولاية المجالس النيابية ابتدعوا وسائل شيطانية لتزوير إرادة الأمة, ليظلوا قابعين على قلبها, ويستخدمون في ذلك القمع البوليسي وقوانين الطوارئ«.

ويأتي التصعيد الجديد لعاكف ليستخدم مفردات ولغة جديدة صاغتها الجماعات الجهادية في مصر خلال القرن الماضي عن طريق استخدامها لفكرة »جاهلية« الحكام والشعوب بغرض تكفيرها وشرعنة حمل السلاح ضدها.
وأطلق العالم المسلم الهندي أبو الأعلى المودودي مصطلح »جاهلية« الحكام المسلمين في منتصف القرن الماضي قبل أن يطوره عضو مكتب الإرشاد في الجماعة سيد قطب ليعطيه أبعاداً سياسية سمحت بخروج جماعات العنف المسلح كتنظيمات الجهاد والجماعة الإسلامية والتكفير والهجرة في السبعينات والثمانينات من القرن المنصرم.
وأعدم قطب في عام 1966 خلال فترة حكم الرئيس المصري جمال عبدالناصر بعد اتهامه بتشكيل جماعة سرية بهدف قلب النظام.

وقال عاكف: »لا يقف الأمر على ملء السجون بالمعتقلين المظلومين والسنوات متطاولة من دون تحقيق ولا محاكمة وإنما يتجاوز ذلك إلى التعذيب البشع«.
وأضاف: »إذا وجد الظلم والاستبداد بأرض ملأها الانحراف والفساد...وهذا السلوك من شأنه أن يدمر الأمم ويقضي على الحضارات...وما حدث لهتلر وموسوليني وصدام وسياد بري (رئيس الصومال الراحل) ودولهم أشهر من التفصيل فيه«.

وقال المرشد: إن بغضاء نشأت نتيجة للظلم دفعت أولئك الحكام المستأسدين على أهليهم وإخوانهم وأبنائهم إلى الاستسلام والانصياع لأعدائهم (في الغرب) فتلاعب بهم هؤلاء الأعداء واستخدموهم لتحقيق مآربهم. ومن تمنع منهم عن الانصياع أدبوه بالحصار والإذلال أو بالاجتياح والاعتقال فأصبحت الشعوب فريسة للظلم الداخلي والظلم الخارجي«.