فاتن
06-22-2006, 07:18 AM
قبل سامي يوسف، المغني الأذربيجاني الذي يحمل الجنسية البريطانية، والذي اشتهر عندنا بأغنياته التي يمكن تجاوزا وصفها ب 'الأغنيات الدينية'، كان محمد الكحلاوي، أول وأشهر من اتجه الى هذه النوعية من الغناء، ورصيده في هذا المجال كبير ويذاع في المناسبات، ولعل أغنية 'لاجل النبي' هي الأكثر ذيوعا وانتشارا. وما بين الكحلاوي وسامي يوسف في الفاصل الزمني لم تغب هذه النوعية من الأغنيات التي يمكن القول انها اسلامية بشكل عام، أكثر مما هي دينية بشكل مباشر، فأكثرها يصب في مدح رسول الله وشمائله العظيمة.
والأمر الايجابي فيها انها اغنيات قابلة للحياة ومتجددة كأنها من انتاج الأمس، على الرغم من انقضاء عشرات السنين على ظهورها الأول. ولعل قصائد أحمد شوقي بألحان السنباطي، وغناء أم كلثوم، هي الأبرز في هذا المجال وعلى رأسها 'ولد الهدى' و'نهج البردة'. فكم تهفو القلوب والمشاعر اليها كلما اذيعت، والغريب ان ذلك لا يجري الا في المناسبة السنوية للمولد النبوي الشريف. تماما كما يحدث مع واحدة من أروع أغنيات ليلى مراد هي 'يا رايحين للنبي الغالي'، فلا تذاع هذه الأغنية الا في موسم الحج، وهو ما يحدث ايضا مع أغنية سعاد محمد 'يا رسول الله'، وأغنية نجاة 'الهي ما أعظمك'، وغير ذلك من الأغنيات لأسماء اخرى على رأسها فيروز في أغنيتها الشهيرة 'غنيت مكة' ومحمد عبدالوهاب في اغنيته الرائعة 'الصبر والايمان' التي تبدو كأنها ممنوعة من الذيوع والانتشار لسبب أو لآخر. لكن من تتاح له فرصة الاستماع اليها، يدرك بحسه الفطري سبب حجبها عن الأسماع.
اذن، هذه النوعية من الغناء كانت قائمة ومنتشرة في زمانها، وهي على الرغم من عدم اذاعتها الا في المناسبات، فانها تحمل ضمنا كعمل فني، قيمتها وخلودها، بدليل انها ترسخ في ذهن ووجدان ومشاعر من يستمع اليها ولو لمرة واحدة في السنة.
فكيف تكون الحال لقوة تأثيرها، وصولا الى جعلها منهجا غنائيا، ولو جرت اذاعتها بشكل متصاعد يتراكم، وتبنى عليه نوعية من الغناء. لا نقول انه ديني، بل اخلاقي مستمد من القيم والمبادئ، وكل ما هو جميل وايجابي في الحياة حتى ولو كان هذا المنهج الغنائي جنبا الى جنب مع التيار الغنائي المخالف له، مما يتيح حرية الاختيار والقبول.
ان الانتشار السريع لأغنيات سامي يوسف باللغة الانكليزية المطعمة بكلمات عربية تعبر عن الشعور الديني وتدعو الى الحب والخير والتسامح الانساني، ربما يكون سببه الفرح والاعتزاز بأن هناك ومن قلب أوروبا، من يحمل رسالتنا السمحة الى الآخر بلغته وثقافته الغنائية والموسيقية التي تستقطب الشباب، وهي خطوة ايجابية للوصول الى شرائح في العالم تأخذ من عالمنا الاسلامي مواقف معادية بسبب جهلها التام لثقافتنا الدينية والانسانية.
لقد بتنا نشاهد فيديو كليبات تسير على هذا المنهج الغنائي المتصاعد. وظهرت اسماء أخرى غير سامي يوسف منها 'مظهر' الذي يغني بالانكليزية على نمط وايقاع اغنيات المغني الأذربيجاني، وقبلهما قدم محمد منير اغنيته الجميلة 'مدد يا رسول الله'، وطارق فؤاد ومحمد الحلو ومحمد ثروت وايمان البحر درويش وعلي الحجار. قدموا هذا الشكل الغنائي الذي بدأ يفرض وجوده، وصولا الى ثلاث شقيقات ازهريات هن صافيناز، وريهام، وشاهيناز المهدي، بدأن في احياء حفلات غنائية دينية وهن محجبات.
وكل ما نرجوه بعد ذلك، ألا تظهر اقلام وأصوات تستنكر هذا الأمر، بحجة ان الغناء حرام من جهة، أو نسبة الى مؤامرة تهدف الى تحطيم الفنون من جهة اخرى، مثلما حدث مع الفنانات المحجبات المعتزلات أو العائدات منهن الى العمل الفني من دون التخلي عن الحجاب، فلعل أهم ما في هذا المنحى اننا سنشاهد دراما جديدة وأعمالا فنية يفترض ان تضخ افكارا ورؤى متجددة تثير الحيوية في دماء الدراما البليدة الملوثة بالكذب والغش والخداع.
والأمر الايجابي فيها انها اغنيات قابلة للحياة ومتجددة كأنها من انتاج الأمس، على الرغم من انقضاء عشرات السنين على ظهورها الأول. ولعل قصائد أحمد شوقي بألحان السنباطي، وغناء أم كلثوم، هي الأبرز في هذا المجال وعلى رأسها 'ولد الهدى' و'نهج البردة'. فكم تهفو القلوب والمشاعر اليها كلما اذيعت، والغريب ان ذلك لا يجري الا في المناسبة السنوية للمولد النبوي الشريف. تماما كما يحدث مع واحدة من أروع أغنيات ليلى مراد هي 'يا رايحين للنبي الغالي'، فلا تذاع هذه الأغنية الا في موسم الحج، وهو ما يحدث ايضا مع أغنية سعاد محمد 'يا رسول الله'، وأغنية نجاة 'الهي ما أعظمك'، وغير ذلك من الأغنيات لأسماء اخرى على رأسها فيروز في أغنيتها الشهيرة 'غنيت مكة' ومحمد عبدالوهاب في اغنيته الرائعة 'الصبر والايمان' التي تبدو كأنها ممنوعة من الذيوع والانتشار لسبب أو لآخر. لكن من تتاح له فرصة الاستماع اليها، يدرك بحسه الفطري سبب حجبها عن الأسماع.
اذن، هذه النوعية من الغناء كانت قائمة ومنتشرة في زمانها، وهي على الرغم من عدم اذاعتها الا في المناسبات، فانها تحمل ضمنا كعمل فني، قيمتها وخلودها، بدليل انها ترسخ في ذهن ووجدان ومشاعر من يستمع اليها ولو لمرة واحدة في السنة.
فكيف تكون الحال لقوة تأثيرها، وصولا الى جعلها منهجا غنائيا، ولو جرت اذاعتها بشكل متصاعد يتراكم، وتبنى عليه نوعية من الغناء. لا نقول انه ديني، بل اخلاقي مستمد من القيم والمبادئ، وكل ما هو جميل وايجابي في الحياة حتى ولو كان هذا المنهج الغنائي جنبا الى جنب مع التيار الغنائي المخالف له، مما يتيح حرية الاختيار والقبول.
ان الانتشار السريع لأغنيات سامي يوسف باللغة الانكليزية المطعمة بكلمات عربية تعبر عن الشعور الديني وتدعو الى الحب والخير والتسامح الانساني، ربما يكون سببه الفرح والاعتزاز بأن هناك ومن قلب أوروبا، من يحمل رسالتنا السمحة الى الآخر بلغته وثقافته الغنائية والموسيقية التي تستقطب الشباب، وهي خطوة ايجابية للوصول الى شرائح في العالم تأخذ من عالمنا الاسلامي مواقف معادية بسبب جهلها التام لثقافتنا الدينية والانسانية.
لقد بتنا نشاهد فيديو كليبات تسير على هذا المنهج الغنائي المتصاعد. وظهرت اسماء أخرى غير سامي يوسف منها 'مظهر' الذي يغني بالانكليزية على نمط وايقاع اغنيات المغني الأذربيجاني، وقبلهما قدم محمد منير اغنيته الجميلة 'مدد يا رسول الله'، وطارق فؤاد ومحمد الحلو ومحمد ثروت وايمان البحر درويش وعلي الحجار. قدموا هذا الشكل الغنائي الذي بدأ يفرض وجوده، وصولا الى ثلاث شقيقات ازهريات هن صافيناز، وريهام، وشاهيناز المهدي، بدأن في احياء حفلات غنائية دينية وهن محجبات.
وكل ما نرجوه بعد ذلك، ألا تظهر اقلام وأصوات تستنكر هذا الأمر، بحجة ان الغناء حرام من جهة، أو نسبة الى مؤامرة تهدف الى تحطيم الفنون من جهة اخرى، مثلما حدث مع الفنانات المحجبات المعتزلات أو العائدات منهن الى العمل الفني من دون التخلي عن الحجاب، فلعل أهم ما في هذا المنحى اننا سنشاهد دراما جديدة وأعمالا فنية يفترض ان تضخ افكارا ورؤى متجددة تثير الحيوية في دماء الدراما البليدة الملوثة بالكذب والغش والخداع.