المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المالكي أدهش واشنطن ببراغماتيته وواشنطن تلقي بثقلها وراءه



لمياء
06-19-2006, 12:09 PM
بوش استخدم حدسه في تقييم رئيس الوزراء العراقي الجديد كما فعل مع بوتين


واشنطن: مايكل ابرامويتش *


لم يسافر الرئيس الأميركي جورج بوش إلى بغداد الأسبوع الماضي لتهنئة رئيس الوزراء العراقي فقط، وانما ايضا لتقييم ثقله. وقال لحشد من الوحدات الأميركية في المنطقة الخضراء: «أنا لم آت فقط لشكركم، بل للنظر في عيني رئيس الوزراء المالكي لتحديد ما إذا كان فعلا ملتزما بعراق حر مثلكم». ثم أضاف الرئيس بنبرة قاطعة: «أنا مقتنع أنه فعلا ملتزم».
وهذا الفحص القصير المستند إلى الحدس هو نفس ما قام به الرئيس بوش، حينما التقى بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فهو يبدو أكثر ميلا للاعتماد على حدسه في تقييم الزعماء الأجانب من الاعتماد على المذكرات التي تعدها له وكالاته الاستخبارية عنهم.

إذا كان نوري المالكي سياسيا عراقيا غير معروف بالنسبة لصانعي السياسة الأميركية حتى قبل شهرين، فإن حكم بوش عليه الحدسي أنه قادر على تضميد جراح الانقسامات التي مزقت المجتمع العراقي، وأنه قادر على توفير الخدمات الأولية التي تقلصت كثيرا منذ سقوط صدام حسين.

ويرى الكثير من المسؤولين الأميركيين، أن حكومة المالكي الجديدة تشكل آخر فرصة لتحقيق الاستقرار للعراق بعد ثلاثة أعوام، ولسحب الوحدات الأميركية البالغ عددها 130 ألف جندي من دون ترك البلد في حالة فوضى. لكن حتى المنتقدين لتقييم الإدارة الأميركية يتفقون على قدرة الحكومة العراقية الجديدة في بدء مهماتها بشكل مشجع، لكنهم قلقون من أن الانشقاقات في المجتمع العراقي وصلت إلى النقطة التي هي خارج قدرة المالكي من لأمها.

وقال ريتشارد هولبروك السفير السابق من الحزب الديمقراطي «الإدارة الأميركية اتخذت قرارا سياسيا رئيسيا، وضعت كل رهاناتها على دعم حكومة المالكي قبل البدء بالانسحاب. إنها تراهن على نجاح المالكي. هناك أعباء كثيرة على ظهر هذا الرجل. أنا أتمنى أن تنجح حكومته وإلا فإنه من الصعب تخيل النتائج».

من جانبه، قال مثال الآلوسي، أحد أعضاء البرلمان الجديد الذي يرأس الحزب الوطني العراقي ذا التوجه العلماني، إنه من المبكر جدا تقييم مدى صحة الثقة التي منحتها إدارة بوش للحكومة الجديدة، وقال إن «زيارة بوش تظهر مدى جدية الحكومة الأميركية في التعامل مع العملية السياسية في العراق والحكومة العراقية».

لكنه شكك في جدية المالكي بتحجيم سلطة الميليشيات التي تشكل تهديدا للنظام. وقال «أنا لست متأكدا من أنه سيقوم بأي شيء حتى مع فهمه لخطورة الوضع مع وجود الميليشيات وسلطاتها... هو بحاجة إلى أن يدرك انه رئيس للوزراء لكل العراقيين لا للشيعة فقط. وهذا غير واضح حتى الآن».

ومنذ إسقاط صدام حسين في عام 2003 وبوش يبدو فاشلا في إيجاد شريك له في العراق على شاكلة حميد كرزاي في أفغانستان. وكان رئيس الوزراء الأول اياد علاوي المتميز بأسلوب خطابي حازم وهو بعثي سابق، لكنه يفتقد قاعدة جماهيرية عريضة. أما خليفته إبراهيم الجعفري الذي انتخب كي يرأس الحكومة الانتقالية من قبل المجلس التشريعي العراقي، فكان يتمتع بشعبية أكثر من شعبية علاوي، وهو ينتمي إلى حزب الدعوة الشيعي، لكنه يتميز بأسلوب مراوغ يخلو من الحزم. وهذا ما آل في الأخير إلى إغضاب المسؤولين الأميركيين.

وجاء اختيار المالكي الذي هو أكبر مساعدي الجعفري داخل تنظيم حزب الدعوة بعد انتخابات ديسمبر(كانون الاول) الأخيرة لاختيار حكومة وبرلمان دائمين. ولم يكن معروفا لدى المسؤولين الأميركيين إلا بكونه شديد الولاء لطائفته، وله أواصر قوية مع سورية، حيث عاش هناك الكثير من سنوات منفاه، وهذا يشكل مصدر قلق لهم. ولم يأت اختياره إلا بعد المعارضة التي شهدها الجعفري من قبل الأميركيين والكثير من السياسيين العراقيين للبقاء في منصب رئيس الوزراء. وكان بعض المسؤولين يظنون أنه سيكون أكثر طائفية من سابقه.

لكن المالكي أدهش واشنطن خلال الشهرين الأخيرين، حسبما قال مسؤولون كبار في الإدارة الأميركية. كذلك هم أشاروا إلى الجانب البراغماتي في شخصية المالكي. فهو طلب من الحكومة الأميركية مساعدتها في ترتيب مكتبه التنفيذي. وقال أحد المسؤولين «إنه شخص يفكر بالكيفية التي تجعل هذه الحكومة تعمل».

وقال مسؤول آخر إن البيت الأبيض مقتنع أيضا بأن المالكي تمكن من تجاوز الكثير من الضغوط التي فرضت على حكومته، وأظهر شجاعة متميزة حينما ذهب في زيارة إلى البصرة، وأضاف هذا المسؤول «ما قام به حتى الآن مثير للإعجاب».

كانت ردود فعل بوش الأولية تجاه علاوي والجعفري في البداية إيجابية، لذلك فإن دعم المالكي ليس حالة استثنائية. لكن اللقاء الذي جمعه بالمالكي لعدة ساعات في بغداد قوى هذا الدعم. وقال بوش بعد عودته إلى واشنطن للمراسلين الصحافيين، إن المالكي ترك انطباعا إيجابيا قويا في نفسه. وقال إنه «شخص جاد ويتكلم حول الأولويات وعن كيفية تحقيق هذه الأسبقيات وهذا شيء مريح».

وفي اليوم اللاحق قال بوش في مؤتمره الصحافي بحديقة الورود، إن زيارته إلى بغداد منحته «فرصة الشعور المباشر» بالحكومة الجديدة، وأضاف «أنا أفهم الزعامة. عليك أن تمتلك إرادة قوية، وأن تمتلك رغبة قوية للنجاح، وعليك أن تمتلك خطة. وهذا ما وجدناه في العراق».

وبغض النظر عن مدى صحة هذا التقييم، فان الدبلوماسي السابق جيمس دوبنز الذي يمتلك خبرة كبيرة في البلدان التي تخوض صراعات داخلية، قال إن «الإدارة الأميركية لا تمتلك خيارا آخر سوى الحصول على أفضل ما يمكن من اتفاق سيئ عن طريق دعم هذه الحكومة.. المالكي ذكر أشياء جيدة في هذه المرحلة، وكل ما نأمله هو أنه قادر على تنفيذ الالتزامات التي قطعها على نفسه».

وفي بغداد قال صاحب مطعم السمك أحمد علي حسين، 34 سنة، إنه مسرور بزيارة بوش ويأمل أن يساعد الدعم الأميركي على تحجيم العنف، «مع ذلك فانا لا اعرف الحكومة. إنها لا توفر الأمن أو أي خدمات أساسية مثل الكهرباء والماء».

وقال لاري دايموند الذي عمل مع سلطة التحالف المؤقتة في العراق وأصبح من أكثر المنتقدين للجهود الأميركية، إن المالكي يبدو أكثر واقعية، وهو زعيم أذكى من سابقيه.

* خدمة «واشنطن بوست» ـ (خاص بـ«الشرق الأوسط»)

سلطان
06-19-2006, 06:17 PM
ربما تريد يا أستاذ أن تقول بأنه أدهشهم بعمالته وبشدة عبادته لآلهته الأمريكان، إذ أن الأمريكان لا يشترطون الذكاء في عملائهم بمقدار ما يشترطون أن يكونوا آدميين في مظهرهم، كلابا في نفسيتهم وسلوكهم، لا يعرفون سوى الطاعة والتنفيذ دون أدنى اعتراض ولو شكلي.

موالى
06-24-2006, 11:56 PM
نوري المالكي وجه الخير على العراق وعلى المستضعفين في كل مكان ، وقد بدأ عهده الميمون بقتل الزرقاوي ، فبارك الله بحليبه واطال الله عمره لكل خير .