المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إذا أردت أن تعذّب امرأة



لمياء
06-19-2006, 12:03 PM
مشعل السديري

ذهبت إلى متجر لشراء «جاكتّة» سبور، لكي أتشيّك بها في المناسبات الحميمة، واتصرمح بها عندما يحين وقت الصرمحة، وقبل أن أصعد إلى القسم الرجالي، لا أدري ما هو العفريت الذي دفع بقدمي للمرور على القسم النسائي، وكأنني رجل تفتيش، رغم انه لا حاجة لي بأي شيء، وعيني (شبعانة) على الآخر، وروحي لا تريد غير الانعتاق، ولمحت امرأة بدينة مع زوجها وطفلتهما التي لا يتجاوز عمرها أربعة أعوام، وكانت البائعة الخبيثة تبذل المستحيل لإقناع الأم بشراء معطف ثمين من الفرو، وسمعتها تقول لها: جرّبيه إنه يفعل العجائب ويجعل الجسم يبدو نحيلاً، وفعلاً لبسته المرأة، وما كان من الطفلة إلاّ أن صرخت ببراءة وصدق وقالت: إنه جميل يا ماما، فأنت تبدين مثل الغوريلا.

ومن شدة المفاجأة التي سمعتها نسيت حالي، فانفجرت بضحكة نصفها مسموع، ونصفها كتمته وأطبقت عليه بيدي، وهرولت خارجاً من المتجر دون أن اشتري الجاكيت الاسبور، ولا أعلم حتى الآن هل اشترت المرأة المعطف أم لا؟!، لكنني اعتقد أنها لم تشتره، لأنني صادفتها بعد ذلك، وهي تمشي على الرصيف مع زوجها وطفلتها، ولم أشاهد في يد زوجها غير كيس به كرتون لجزمة نسائية، ولا شك عندي أن ملاحظة تلك الطفلة هي التي صرفت الأم عن شرائه، ولو أنها كانت مع زوجها فقط، وأبدى الزوج ملاحظته السلبية عليه، لكانت قد اشترته على الفور، لأن أغلب الزوجات ـ يا سبحان الله ـ لا يثقن بذوق أزواجهن، ويعتقدن أنهم يحاولون أن يبعدوهن عن كل ما هو جميل، فيتّجهن رأساً لعكس ما يشير به الزوج، لهذا أصبح أغلب الأزواج في هذه الأيام مدركين لهذه الحقيقة، وعليه أصبح الصمت أو هزّ الرأس، هو الرأي الوحيد الذي يبدونه.

لا أدري، هل: 10%، أم 50%، أم 80% من النساء لا يحسنّ اختيار الملابس التي تلائمهن؟! اعتقد أن هذا صحيح، وأن النسبة الأخيرة هي الأصح، حقاً: ان «القالب غالب» مثلما يتفلسفون، لكن هناك شيئا اسمه «الذكاء والواقعية»..

ومثلما عرفت من أحد البائعين أن أغلب النساء تظل الواحدة منهن تدور وتحور و«تخور»، وتقيس وترمي، وتخلع وتلبس، وكأنها في معركة، وأخيراً لا تختار من كل تلك «الهيصة» غير ما يجعلها أكثر بشاعة.. والمشكلة لا تكمن بالزبونة خفيفة الظل، لا لأن تلك الزبونة تمر كالنسيم العليل، لكن المشكلة تكمن بالزبونة الصعبة والمتسلطة التي تعتقد أنها تنافس مارلين مونرو، في حين أنها «ولا حاجة» ـ أي لا وجه في مقعد ولا حضن في مرقد ـ مثل تلك الزبونة التي دخلت «بوتيكاً» واستقبلتها البائعة المؤدبة بترحاب، غير أنه لم يعجبها أي شيء، والبائعة تخدمها وتجاملها بصبر، غير أن الزبونة (كل ما لها) تزداد شراسة، وأخيراً قالت للبائعة: أليس في هذا المحل بائعة أفضل منك لتأتي لخدمتي؟! فقالت البائعة: نعم، لكنهن هربن جميعاً عندما شاهدنك تدخلين.

نصيحة أقدّمها للقارئ: إذا أردت أن تعذّب امرأة، أعطها ثلاث (برانيط) ـ أي قبّعات ـ أنيقات، واطلب منها أن تقيس وتختار، ثم ادخلها في غرفة قياس ليس فيها أية مرآة، لتستطيع أن تشاهد نفسها.

meshal@asharqalawsat.com

فاطمة
06-27-2006, 06:11 PM
الوسواس والتردد ليس صفة خاصة بالنساء فقط عند الشراء ، وانما الرجل ايضا ، فهناك رجال لا يعرفون ما يريدون من الملابس وبنفس الطريقة .