لمياء
06-19-2006, 12:00 PM
أنيس منصور
تمنيت أن أكون شيوعيا، أتفرغ للقراءة والكتابة، ولا أريد مالا ولا جاها، وأي طعام يكفي وأي شراب وأي لباس في أي مكان، ولا أفكر في أن أملك شيئا ابتداء من ملابسي حتى البيت والمكتب، يكفي أن أجد ما أقرأه، وأن أسافر مرتين أو خمسا كل سنة إلى أي مكان في الدنيا، أي أجدد نشاطي وأفكر وأكتب وبس.
حتى ذهبت إلى روسيا ورأيت أن روسيا هي بلد القهر والظلم وتحطيم رقاب الناس حتى يكونوا قالبا واحدا، وكما تتشابه ملابس الجنود والعمال، فأفكارهم يجب أن تتشابه، وان تكون واحدة، فلا حرية لأحد في أن يختار أو يختار، وإنما الحياة قالب والعمل قالب، والأمل قالب، كل شيء محدود جامد، له أول وآخر، وبالضبط، وعندما أعطيت بعض الحريات للروس كانوا يدفعوننا لكي تشاهد عيوننا كيف أصبح السوفياتي حرا كأنه أميركي أو فرنسي. ذهبنا إلى فندق روسيا ورأينا عددا من الشبان قد ارتدوا الجينز الأميركي ويرقصون طول الليل الروك أند رول. وفي رأي الروس أن هذه الخلاعة اكبر دليل على تحرر وتحلل الروس، كأنهم أميركان أو سوف يصبحون كذلك!
وعندما ذهبت إلى مستعمرة (خلدة) في إسرائيل بالقرب من مدينة عكا، وفي هذه المستعمرة اليهودية يعيش الأديب الكبير أموس عوز، ذهبت إلى بيت أموس وهو أكثر الوجوه إشراقا وأكثر الناس إقبالا على الحياة. والمستعمرة تتبع حزب العمال، ويمكن أن تقول شيوعية لا ملكية ولا فلوس، وهذا الأديب يكتب والمستعمرة تقبض وهي التي تنفق عليه وعلى رحلاته. والمستعمرة، لا أحد يطبخ في بيته هناك مطعم عام وتعبت وانتظرت من يقدم لي الطعام، لا أحد، وكان لا بد أن أقف في الطابور وأن اختار طعامي وآكل وأغسل الأطباق بعد ذلك، ورأيت الوجوه حزينة كئيبة كأنهم في سجن وكأن أحكاما قد صدرت بحبسهم مدى الحياة، أما الجريمة فإنهم اختاروا الشيوعية.
ومن يومها وأنا أكره الشيوعية والشيوعيين أكثر، ففي مصر أسوأ أنواع الشيوعيين، ولم احترم من كل الشيوعيين الذين عرفتهم في مصر وخارجها إلا ثلاثة أو أربعة، ولولا أن أسماءهم لا تعني شيئا للقارئ لذكرتهم. صحيح أن الشعراء والفنانين يلقون عظيم الاحترام في روسيا وكثيرا من المزايا، طبعا ما داموا يمشون على الخط ولا يخرجون عن الصف إلا لكي يهاجموا الديمقراطيات الغربية ـ كذبا وخوفا وطمعا!
تمنيت أن أكون شيوعيا، أتفرغ للقراءة والكتابة، ولا أريد مالا ولا جاها، وأي طعام يكفي وأي شراب وأي لباس في أي مكان، ولا أفكر في أن أملك شيئا ابتداء من ملابسي حتى البيت والمكتب، يكفي أن أجد ما أقرأه، وأن أسافر مرتين أو خمسا كل سنة إلى أي مكان في الدنيا، أي أجدد نشاطي وأفكر وأكتب وبس.
حتى ذهبت إلى روسيا ورأيت أن روسيا هي بلد القهر والظلم وتحطيم رقاب الناس حتى يكونوا قالبا واحدا، وكما تتشابه ملابس الجنود والعمال، فأفكارهم يجب أن تتشابه، وان تكون واحدة، فلا حرية لأحد في أن يختار أو يختار، وإنما الحياة قالب والعمل قالب، والأمل قالب، كل شيء محدود جامد، له أول وآخر، وبالضبط، وعندما أعطيت بعض الحريات للروس كانوا يدفعوننا لكي تشاهد عيوننا كيف أصبح السوفياتي حرا كأنه أميركي أو فرنسي. ذهبنا إلى فندق روسيا ورأينا عددا من الشبان قد ارتدوا الجينز الأميركي ويرقصون طول الليل الروك أند رول. وفي رأي الروس أن هذه الخلاعة اكبر دليل على تحرر وتحلل الروس، كأنهم أميركان أو سوف يصبحون كذلك!
وعندما ذهبت إلى مستعمرة (خلدة) في إسرائيل بالقرب من مدينة عكا، وفي هذه المستعمرة اليهودية يعيش الأديب الكبير أموس عوز، ذهبت إلى بيت أموس وهو أكثر الوجوه إشراقا وأكثر الناس إقبالا على الحياة. والمستعمرة تتبع حزب العمال، ويمكن أن تقول شيوعية لا ملكية ولا فلوس، وهذا الأديب يكتب والمستعمرة تقبض وهي التي تنفق عليه وعلى رحلاته. والمستعمرة، لا أحد يطبخ في بيته هناك مطعم عام وتعبت وانتظرت من يقدم لي الطعام، لا أحد، وكان لا بد أن أقف في الطابور وأن اختار طعامي وآكل وأغسل الأطباق بعد ذلك، ورأيت الوجوه حزينة كئيبة كأنهم في سجن وكأن أحكاما قد صدرت بحبسهم مدى الحياة، أما الجريمة فإنهم اختاروا الشيوعية.
ومن يومها وأنا أكره الشيوعية والشيوعيين أكثر، ففي مصر أسوأ أنواع الشيوعيين، ولم احترم من كل الشيوعيين الذين عرفتهم في مصر وخارجها إلا ثلاثة أو أربعة، ولولا أن أسماءهم لا تعني شيئا للقارئ لذكرتهم. صحيح أن الشعراء والفنانين يلقون عظيم الاحترام في روسيا وكثيرا من المزايا، طبعا ما داموا يمشون على الخط ولا يخرجون عن الصف إلا لكي يهاجموا الديمقراطيات الغربية ـ كذبا وخوفا وطمعا!