سلسبيل
06-18-2006, 08:12 AM
تتعرض للهجوم وفيها «أبواب شبه محمية» مفتوحة للتعديل والتحرير خلال 4 أيام
نيويورك: كاتي هافنر
ويكيبديا هي الموسوعة المنشورة على الانترنت التي يمكن «لاي شخص تحريرها»، الا اذا ما رغبت في تحرير المدخل الخاص بآلبرت اينشتاين او حقوق الانسان في الصين او كريستينا اغوليرا.
لقد جذبت ويكيبديا بأسلوبها الذي يدعو الجميع الى كتابة وتحرير المقالات والنتائج الناجحة المثيرة للدهشة، خيال الرأي العام. ولكنها ليست تجربة في الابداع الجماعي كما يبدو الامر، لان الحفاظ على مثل هذا الانفتاح يتطلب بعض التدخل.
فويكيبديا في جوهرها ليست عملا مرجعيا ولكنها تجمع على الانترنت تمكن من بناء نوعية من البيروقراطية، تزايد حجمها ودورها مؤخرا بسبب المشاكل التي حظيت بدعاية واسعة بخصوص بعض المداخل. وهي تتمتع ببنية واضحة تمنح المديرين المتطوعين السلطة لممارسة السيطرة التحريرية وشطب المواد غير المناسبة وحماية تلك المواد المعرضة للتشويه.
ومثل هذه الاجراءات يمكنها وضع بعد المداخل خارج نطاق «أي شخص يمكن تحريرها». وتتغير القائمة باستمرار، ولكن ابتداء من يوم الجمعة اصبح المدخل الخاص باينشتاين وكريستينا اغوليرا من بين 82 مدخلا تمت «حمايتها» من التحرير، والسبب وراء ذلك هو التشويه المستمر او الخلافات حول ما يجب قوله. وهناك 179 مدخلا اخر، بما فيها تلك المتعلقة بجورج بوش والاسلام وادولف هتلر، اصبحت «شبه محمية» ومفتوحة للتعديل والتحرير لمجموعة مسجلة في الموقع على الاقل لمدة 4 ايام.
وفي الوقت الذي ربما تعتبر فيه تلك الاجراءات اضعافا للمبادئ الديمقراطية للموقع، فإن جيمي ويلز مؤسس ويكيبديا لاحظ ان الحماية مؤقتة تؤثر على جزء بسيط للغاية من 1.2 مليون مدخل في الموقف الانجليزي.
وقد حدد ويلز، منذ البداية للموقع مهمة واضحة: تقديم معلومات مجانية لجميع من على هذا الكوكب. وفي الوقت ذاته وضع مجموعة من اللوائح والسياسات استمر في الترويج لها، مثل الحاجة لتقديم معلومات بوجهة نظر محايدة.
ويبدو ان الطريقة حققت نجاحا. فويكيبديا الان هي ثالث اكبر مصدر للاخبار والمعلومات على الانترنت، بعد سي ان ان وياهو.
والجزء الاكبر من الكتابة والتحرير في ويكيبديا يتم عبر مجموعات مختلفة جغرافيا من الف شخص من المنتظمين، معظمهم يشاركون في ادارة الموقع.
وكل مجموعة الاداريين من المتطوعين، معظمهم في العشرينات من أعمارهم، وهم وسيلة التواصل المستمرة. ويشارك المتطوعون في مراقبة عمليات التخريب، كما تراقب البرامج الالكترونية الخاصة التي صممها المتطوعون، التغييرات في المقالات.
ويشير ويلز الى التخريب في ويكيبديا بأنه «اقل المشاكل»، وبالرغم من ذلك، فقد قرر مجتمع ويكيبديا، بسبب الدعايات التي انتشرت بخصوص المعلومات الكاذبة في الموقع، وتقديم نظام «الحماية الجزئية» لبعض المداخل.
وبعد انخفاض الهجمات يجري مرة اخرى فتح الصفحات لمن يرغب في تعديلها. وكانت اية معلومات حول بيل غيتس شبه محمية لعدة ايام في شهر يناير، ولكن بعض المداخل، مثل مقالة حول بوش، بقيت محمية للابد. وبالنسبة لبعض النقاد فإن سياسة الحماية تتعارض ومبدأ «أي شخص يمكنه التحرير».
وذكر نيكولاس كار الصحافي المتخصص في قضايا التكنولوجيا الذي انتقد ويكيبديا مؤخرا في مدونته «مع محاولات تحسين ويكيبديا لمستواها، فقد اخذت تبدو وكأنها ذات بنية تحريرية».
غير ان ويلز رفض هذا النقد، واكد وجود حماية ومرشحات بصفة مستمرة، وقد جرت مناقشات كثيرة حول دقتها. وفي العام الماضي ذكرت مقالة في مجلة «نيتشير» العلمية المتخصصة ان نسبة الاخطاء في ويكيبديا اعلى بنسبة محدودة من تلك الموجودة في الموسوعة البريطانية، وهو ما رفضته الموسوعة.
الأضرار المتعمدة يمكن الا تنكشف على مدى فترات طويلة. ففي مقال حول جون سيغينثالر، الذي عمل في ادارة كينيدي، أشار شخص الى ان كان متورطا في اغتيال جون كنيدي وروبرت كينيدي، وظلت هذه المعلومة في الموقع على مدى ما يزيد على اربعة أشهر قبل ان يكتشفها سيغينثالر، الذي كتب مقالا في صحيفة «يو اس إيه توداي» حول ما حدث ووصف «ويكيبديا بأنها وسيلة بحث فاشلة وغير مسؤولة». وقال موقع «ويكيبديا» ان دقة المعلومات التي ترد في موضوع ما تعتمد على ما يكتبه المساهمون. وذكر وين سويني، وهو متطوع مع ويكيبديا من فانكوفر في مقاطعة ببريتيش كولمبيا الكندية، ان كل شيء يكتب ويعدل بواسطة اغبياء يفعلون اشياء غبية وغريبة على ما يكتب. ولكن مع تطور المقال واتساعه تتزايد الاقتباسات والإشارات ببطء.
وتتذكر كاثلين وولش، 23 سنة، وهي خريجة دراسات موسيقية، اول مرة اضافت فيها معلومات الى مقال كتب حول آلة الكونتراباسون. وتقول كاثلين انها عندما تكتب كل هذه الصفحات للكلية لا احد يراها لكنه عندما تكتب في ويكيبديا يراها العالم بأسره على الفور. وتعمل كاثلين إدارية، وهو موقع رشحها له آخرون بفضل مساهماتها في الموقع. وتراقب الآن قائمة من الصحفات الجديدة تقول ان نصفها تقريبا يصلح للنشر. تعمل كاثلين ايضا في لجنة تحكيم تابعة للموقع تضم 14 عضوا، وتصف هذه اللجنة بأنها «الخيار الأخير» في الخلافات على ويكيبديا. شأن الكثير من النجاحات على شبكة الانترنت، بدأت ويكيبديا عن طريق الصدفة على الشبكة. فقد بدأ ويلز موسوعة على شبكة الانترنت اطلق عليها اسم «نوبيديا دوت كوم» يكتب محتواها خبراء في المجالات المختلفة التي تتناولها. ولكن بعد ان اجتذبت بضع عشرات من المقالات بدأ ويلز مشروع ويكيبديا إلى جانب المشروع الرئيسي، وبمرور الزمن تطور الموقع.
ظل ويلز يدفع المصروفات خلال العام الاول من حسابه الخاص، إلا ان مؤسسة ويكيبديا الآن، وهي منظمة غير ربحية، يتم تمويلها بصورة اساسية الآن من خلال التبرعات في حدود 50 الى 100 دولار. ومع ازدياد التبرعات ازدادت التكلفة. فالميزانية السنوية للمؤسسة تضاعفت العام الماضي ووصلت الى 1.5 مليون دولار، كما ان الإقبال ازداد عليها بصورة ملحوظة. اما محركات البحث مثل غوغل، التي تستخدم بعض المعلومات المأخوذة من ويكيبديا في بعض الأحيان، تساهم بقدر كبير في حركة الموقع، إلا انها تعتبر المحطة الأولى للباحثين عن المعلومات. يعتبر ويلز كتابة المساهمين لإثراء محتوى ويكيبديا الطريقة الأمثل. ويعيش ويلز، 39 عاما، مع زوجته وابنته في سانت بيترسبيرغ بولاية فلوريدا، حيث مركز مؤسسة ويكيبديا. ويسافر كثيرا ويلقي أحاديث للمهتمين بمثل هذه المشاريع ويزور المتطوعين المساهمين بكتاباتهم والعاملين في مختلف جوانب الموسوعة. ويقول المحامي زيفير تيشوت، الذي يكتب في كونغرسبيديا، ان موسوعة ويكيبديا من بقايا المجموعات المدنية القديمة التقليدية مثل غرينج التي يتحمل اعضاؤها مسؤولية فردية عن وجود واستمرار المجموعة.
*خدمة «نيويورك تايمز»
نيويورك: كاتي هافنر
ويكيبديا هي الموسوعة المنشورة على الانترنت التي يمكن «لاي شخص تحريرها»، الا اذا ما رغبت في تحرير المدخل الخاص بآلبرت اينشتاين او حقوق الانسان في الصين او كريستينا اغوليرا.
لقد جذبت ويكيبديا بأسلوبها الذي يدعو الجميع الى كتابة وتحرير المقالات والنتائج الناجحة المثيرة للدهشة، خيال الرأي العام. ولكنها ليست تجربة في الابداع الجماعي كما يبدو الامر، لان الحفاظ على مثل هذا الانفتاح يتطلب بعض التدخل.
فويكيبديا في جوهرها ليست عملا مرجعيا ولكنها تجمع على الانترنت تمكن من بناء نوعية من البيروقراطية، تزايد حجمها ودورها مؤخرا بسبب المشاكل التي حظيت بدعاية واسعة بخصوص بعض المداخل. وهي تتمتع ببنية واضحة تمنح المديرين المتطوعين السلطة لممارسة السيطرة التحريرية وشطب المواد غير المناسبة وحماية تلك المواد المعرضة للتشويه.
ومثل هذه الاجراءات يمكنها وضع بعد المداخل خارج نطاق «أي شخص يمكن تحريرها». وتتغير القائمة باستمرار، ولكن ابتداء من يوم الجمعة اصبح المدخل الخاص باينشتاين وكريستينا اغوليرا من بين 82 مدخلا تمت «حمايتها» من التحرير، والسبب وراء ذلك هو التشويه المستمر او الخلافات حول ما يجب قوله. وهناك 179 مدخلا اخر، بما فيها تلك المتعلقة بجورج بوش والاسلام وادولف هتلر، اصبحت «شبه محمية» ومفتوحة للتعديل والتحرير لمجموعة مسجلة في الموقع على الاقل لمدة 4 ايام.
وفي الوقت الذي ربما تعتبر فيه تلك الاجراءات اضعافا للمبادئ الديمقراطية للموقع، فإن جيمي ويلز مؤسس ويكيبديا لاحظ ان الحماية مؤقتة تؤثر على جزء بسيط للغاية من 1.2 مليون مدخل في الموقف الانجليزي.
وقد حدد ويلز، منذ البداية للموقع مهمة واضحة: تقديم معلومات مجانية لجميع من على هذا الكوكب. وفي الوقت ذاته وضع مجموعة من اللوائح والسياسات استمر في الترويج لها، مثل الحاجة لتقديم معلومات بوجهة نظر محايدة.
ويبدو ان الطريقة حققت نجاحا. فويكيبديا الان هي ثالث اكبر مصدر للاخبار والمعلومات على الانترنت، بعد سي ان ان وياهو.
والجزء الاكبر من الكتابة والتحرير في ويكيبديا يتم عبر مجموعات مختلفة جغرافيا من الف شخص من المنتظمين، معظمهم يشاركون في ادارة الموقع.
وكل مجموعة الاداريين من المتطوعين، معظمهم في العشرينات من أعمارهم، وهم وسيلة التواصل المستمرة. ويشارك المتطوعون في مراقبة عمليات التخريب، كما تراقب البرامج الالكترونية الخاصة التي صممها المتطوعون، التغييرات في المقالات.
ويشير ويلز الى التخريب في ويكيبديا بأنه «اقل المشاكل»، وبالرغم من ذلك، فقد قرر مجتمع ويكيبديا، بسبب الدعايات التي انتشرت بخصوص المعلومات الكاذبة في الموقع، وتقديم نظام «الحماية الجزئية» لبعض المداخل.
وبعد انخفاض الهجمات يجري مرة اخرى فتح الصفحات لمن يرغب في تعديلها. وكانت اية معلومات حول بيل غيتس شبه محمية لعدة ايام في شهر يناير، ولكن بعض المداخل، مثل مقالة حول بوش، بقيت محمية للابد. وبالنسبة لبعض النقاد فإن سياسة الحماية تتعارض ومبدأ «أي شخص يمكنه التحرير».
وذكر نيكولاس كار الصحافي المتخصص في قضايا التكنولوجيا الذي انتقد ويكيبديا مؤخرا في مدونته «مع محاولات تحسين ويكيبديا لمستواها، فقد اخذت تبدو وكأنها ذات بنية تحريرية».
غير ان ويلز رفض هذا النقد، واكد وجود حماية ومرشحات بصفة مستمرة، وقد جرت مناقشات كثيرة حول دقتها. وفي العام الماضي ذكرت مقالة في مجلة «نيتشير» العلمية المتخصصة ان نسبة الاخطاء في ويكيبديا اعلى بنسبة محدودة من تلك الموجودة في الموسوعة البريطانية، وهو ما رفضته الموسوعة.
الأضرار المتعمدة يمكن الا تنكشف على مدى فترات طويلة. ففي مقال حول جون سيغينثالر، الذي عمل في ادارة كينيدي، أشار شخص الى ان كان متورطا في اغتيال جون كنيدي وروبرت كينيدي، وظلت هذه المعلومة في الموقع على مدى ما يزيد على اربعة أشهر قبل ان يكتشفها سيغينثالر، الذي كتب مقالا في صحيفة «يو اس إيه توداي» حول ما حدث ووصف «ويكيبديا بأنها وسيلة بحث فاشلة وغير مسؤولة». وقال موقع «ويكيبديا» ان دقة المعلومات التي ترد في موضوع ما تعتمد على ما يكتبه المساهمون. وذكر وين سويني، وهو متطوع مع ويكيبديا من فانكوفر في مقاطعة ببريتيش كولمبيا الكندية، ان كل شيء يكتب ويعدل بواسطة اغبياء يفعلون اشياء غبية وغريبة على ما يكتب. ولكن مع تطور المقال واتساعه تتزايد الاقتباسات والإشارات ببطء.
وتتذكر كاثلين وولش، 23 سنة، وهي خريجة دراسات موسيقية، اول مرة اضافت فيها معلومات الى مقال كتب حول آلة الكونتراباسون. وتقول كاثلين انها عندما تكتب كل هذه الصفحات للكلية لا احد يراها لكنه عندما تكتب في ويكيبديا يراها العالم بأسره على الفور. وتعمل كاثلين إدارية، وهو موقع رشحها له آخرون بفضل مساهماتها في الموقع. وتراقب الآن قائمة من الصحفات الجديدة تقول ان نصفها تقريبا يصلح للنشر. تعمل كاثلين ايضا في لجنة تحكيم تابعة للموقع تضم 14 عضوا، وتصف هذه اللجنة بأنها «الخيار الأخير» في الخلافات على ويكيبديا. شأن الكثير من النجاحات على شبكة الانترنت، بدأت ويكيبديا عن طريق الصدفة على الشبكة. فقد بدأ ويلز موسوعة على شبكة الانترنت اطلق عليها اسم «نوبيديا دوت كوم» يكتب محتواها خبراء في المجالات المختلفة التي تتناولها. ولكن بعد ان اجتذبت بضع عشرات من المقالات بدأ ويلز مشروع ويكيبديا إلى جانب المشروع الرئيسي، وبمرور الزمن تطور الموقع.
ظل ويلز يدفع المصروفات خلال العام الاول من حسابه الخاص، إلا ان مؤسسة ويكيبديا الآن، وهي منظمة غير ربحية، يتم تمويلها بصورة اساسية الآن من خلال التبرعات في حدود 50 الى 100 دولار. ومع ازدياد التبرعات ازدادت التكلفة. فالميزانية السنوية للمؤسسة تضاعفت العام الماضي ووصلت الى 1.5 مليون دولار، كما ان الإقبال ازداد عليها بصورة ملحوظة. اما محركات البحث مثل غوغل، التي تستخدم بعض المعلومات المأخوذة من ويكيبديا في بعض الأحيان، تساهم بقدر كبير في حركة الموقع، إلا انها تعتبر المحطة الأولى للباحثين عن المعلومات. يعتبر ويلز كتابة المساهمين لإثراء محتوى ويكيبديا الطريقة الأمثل. ويعيش ويلز، 39 عاما، مع زوجته وابنته في سانت بيترسبيرغ بولاية فلوريدا، حيث مركز مؤسسة ويكيبديا. ويسافر كثيرا ويلقي أحاديث للمهتمين بمثل هذه المشاريع ويزور المتطوعين المساهمين بكتاباتهم والعاملين في مختلف جوانب الموسوعة. ويقول المحامي زيفير تيشوت، الذي يكتب في كونغرسبيديا، ان موسوعة ويكيبديا من بقايا المجموعات المدنية القديمة التقليدية مثل غرينج التي يتحمل اعضاؤها مسؤولية فردية عن وجود واستمرار المجموعة.
*خدمة «نيويورك تايمز»