المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صاحب نظرية «محور الشر».. ومهندس نظرية نشر الديمقراطية حول العالم يستقيل من عمله



زهير
06-17-2006, 11:22 AM
كاتب خطابات الرئيس بوش.. هل يترك فراغا في البيت الأبيض؟

http://www.aawsat.com/2006/06/17/images/news.368716.jpg


واشنطن: بيتر بيكر *

ينوي مايكل غيرسون، الذي يعتبر من أكثر مستشاري الرئيس الأميركي جورج بوش ثقة، وكاتب جميع تعبيراته الشهيرة في السنوات السبع الماضية تقريبا، الاستقالة منصبه خلال الأسابيع القادمة، في قرار يرى زملاؤه انه سيترك فراغا في البيت الأبيض في وقت حرج.
وقال غيرسون في مقابلة صحافية، إنه تحدث مع بوش منذ عدة شهور، حول ترك منصبه للتفرغ للكتابة وغيرها من الفرص، ولكنه انتظر حتى يستقر الوضع السياسي في البيت الأبيض بعض الشيء. واوضح «يبدو الوقت مناسبا. عادت الأمور إلى طبيعتها بعض الشيء. وبعض الأمور التي اهتم بها اصبحت في مسار طبيعي».

وقد تحول غيرسون منذ انضمامه الى الحملة الانتخابية الرئاسية في عام 1999 ككاتب خطابات، ليصبح واحدا من الشخصيات الرئيسية في الدائرة المقربة المحيطة بالرئيس، ويعتبر عادة من بين اقرب ثلاثة الى اربعة مساعدين للرئيس. وبالاضافة الى صياغة لغة رئاسة بوش، فقد ساهم في تحديد اتجاهاتها العامة.

وكان هو الذي صاغ نظرية بوش التي جعلت انتشار الديمقراطية الهدف الرئيسي للسياسة الخارجية للولايات المتحدة، وهي سياسة اعتبرها البعض ثورية، بينما انتقدها البعض على اساس انها غير واقعية. كما قاد حملة شخصية، لم يسبق لها مثيل، لاستثمار مليارات الدولارات في مكافحة الايدز والملاريا والفقر حول العالم. واصبح واحدا من الأصوات القليلة التي تضغط من اجل مزيد من السياسة صارمة لوقف التطهير العرقي في دارفور، حتى في الوقت الذي اشتكى فيه النقاد من تراخي الولايات المتحدة.

واوضح وليام كريستول الذي شغل منصب كبير مساعدي نائب الرئيس دان كويل، ويرأس الآن تحرير مطبوعة ويكلي ستاندرد «ربما كان يتمتع بنفوذ اكثر من أي شخص آخر في البيت الأبيض فيما عدا رئيس هيئة موظفي البيت الأبيض او مستشار الأمن القومي»، في الوقت المعاصر. وأضاف قائلا «كان مايكل يتمتع بنفوذ كبير، ليس مجرد صائغ للكلمات، وخبير في اللغة لسياسات الآخرين، بل انه يؤثر على السياسة ذاتها».

بينما ذكر بيتر وينر مدير المبادرات الاستراتيجية في البيت الأبيض «هو افضل واكثر كتاب الخطابات الرئاسيين منذ تيد سورنسون»، في اشارة الى كاتب خطابات الرئيس الاميركي الراحل جون كنيدي. واضاف قائلا «وهو واحد المهندسين الثقافيين في رئاسة بوش، سواء كنا نتحدث عن الفكر المحافظ المعتدل في الداخل او اجندة الحرية في الخارج».

تجدر الإشارة الى ان غيرسون هو احدث مساعدي بوش الذين عملوا معه لفترة طويلة الذين يتركون مناصبهم، في اعقاب رئيس هيئة العاملين في البيت الابيض، اندرو كارد والمتحدث الصحافي سكوت ماكليلان ووزير الخزانة جون سنو. ولكن رئيس هيئة موظفي البيت الأبيض الجديد جوشوا بولتين قال في مقابلة ان رحيله ليس جزءا من اعادة تنظيم البيت الابيض. ولم يتم ترشيح شخصية اخرى حتى الآن لشغل منصب غيرسون كمستشار كبير.

واوضح بولتين «هو احد من الشخصيات القليلة التي لا يمكن تعويضها. وهو شخصية تطرح السياسات واستراتيجي بارز وضمير لم يوضح فقط أفكار الرئيس بل عبر عن قلبه».

وقد أعلن غيرسون، البالغ من العمر، 42 سنة، انه كان ينوي في البداية ترك المنصب بعد اعادة انتخاب بوش في عام 2004، ولكنه قرر البقاء عندما طلب منه الانتقال من كاتب خطابات رئيسي الى مستشار كبير، وخصص له مكتب على بعد عدة ابواب من المكتب البيضاوي. وقد اصيب بذبحة صدرية في ديسمبر (كانون الأول) 2004، ولكنه قال ان صحته جيدة الآن، ولم تلعب دورا في قراره. واوضح «لم تكن نيتي البقاء للنهاية».

ويعتزم النظر إلى الكتابة والحديث وبعض الفرص الأخرى في مراكز البحوث بمساعدة من روبرت بارنيت، المحامي البارز الذي مثل شخصيات معروفة، مثل الرئيس السابق بيل كلينتون وزوجته هيلاري. كان غيرسون يعمل في البيت الأبيض الذي عرف عن الكثير من رموزه الغرور، إلا أن المعروف عنه الهدوء والعلاقة الوثيقة مع الرئيس بوش، الذي تجمعه به المسيحية المحافظة. يقول زملاؤه إن غيرسون نجح في نقل أفكار الرئيس بوش، وتحويل بوش نفسه من شخص لا يحسن التعبير عن أفكاره بصورة جيدة، الى شخص صاحب حديث مميز في بعض الأحيان. وظل غيرسون يكتب ويشارك في كتابة الخطابات الرئيسية، التي ألقاها بوش منذ ترشيحه للرئاسة، بما في ذلك مشاركته في مؤتمر الحزب وخطابه الأول بعد تسلم مهامه كرئيس، وخطابات حالة الاتحاد. صاغ غيرسون أيضا خطابي بوش عقب هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001، وهما خطابات يرى محللون أنهما يمثلان ابرز اللحظات في قيادة بوش للولايات المتحدة، وهما الخطاب الذي ألقاه بوش في كاتدرائية واشنطن الوطنية والكونغرس. صاغ بيرسون خطاب حالة الاتحاد، الذي وصف فيه بوش العراق وايران وكوريا الشمالية بأنها «محور الشر»، بالإضافة الى الخطاب الذي اكد التزام الولايات المتحدة بـ«إنهاء الاستبداد في العالم». يعتقد غيرسون بقوة في الجانب «المعتدل» من «المحافظة المعتدلة» للرئيس بوش، وقال انه يتعزم السعي الى تحقيق أهداف ليبرالية من خلال وسائل محافظة. وساعد غيرسون ايضا في إطلاق مبادرة الرئيس بوش حول توفير التعليم لكل الأطفال في اميركا، فضلا عن مبادرة تتعلق بالمساعدة في برنامج الرعاية الصحية وتقديم المنح لجمعيات خيرية دينية.

ساعد غيرسون ايضا في دعم مشروع بقيمة 15 مليار دولار لمكافحة مرض نقص المناعة المكتسب (الايدز) في العالم، وابلغ بوش في المكتب البيضاوي بأن الناس لن يغفروا لهم، اذا فوتوا هذا الفرصة. على الرغم من ان غيرسون كان مسؤولا بصورة كاملة عن الخطابات الرئيسية لبوش خلال ولايته الثانية، إلا انه اصبح يركز بصورة متزايدة على افريقيا وسافر اليها اربع مرات للوقوف على الوضع في دارفور وأماكن اخرى، وعاد ليطلع زملاءه في البيت الأبيض على تفاصيل الأوضاع التي رآها. وفيما كان غيرسون يبذل جهدا كبيرا في العمل مع الرئيس بوش، لم يكن له اعداء يذكرون، بل وجد معجبين في دوائر ليست على علاقة ودية مع الجمهوريين. إذ يقول القس ديفيد بيكمان، الذي يترأس منظمة خيرية عالمية لمكافحة الفقر، ان مايك غيرسون كان صوتا مهما. ويقول ديفيد غارتنر، مدير قسم السياسات في «غلوبال ايدز آلايانس»، لمكافحة مرض الايدز، انه على الرغم من ان هناك مجموعات تشعر بمظالم إزاء الطريقة التي اديرت بها بعض البرامج، فإن مسؤولية ذلك لم تقع على غيرسون، ذلك ان اداءه اتسم بالفعالية والالتزام، ويعلق غارتنر قائلا ان تخصيص الاهتمام اللازم لقضية اخلاقية ليس امرا سهلا بالتأكيد.

* خدمة «واشنطن بوست» ـ (خاص بـ«الشرق الأوسط»)