سلسبيل
06-14-2006, 06:41 AM
نعرف شخصية الزرقاوي واتبعنا استراتيجية هجومية بعد تفجيرات عمان
واشنطن: جوش مايرز عمان: دورزو داراغاهي*
بدأ المسؤولون الاردنيون، منذ شهور حملة مكثفة من التجسس على المتمردين في العراق، بعد الصدمة التي احدثتها التفجيرات التي وقعت على ارضهم، وهي مغامرة قادت في النهاية الى مقتل ابو مصعب الزرقاوي، طبقا لما ذكره مدير المخابرات العامة الاردنية.
وقال اللواء محمد الدهبي مدير عام المخابرات العامة الاردنية والعقيد علي برجاق رئيس قسم مكافحة الارهاب، في مقابلة نادرة، ان شريط الفيديو الذي بثه الزرقاوي في الربيع ساعد المسؤولين الاردنيين على تحديد موقعه التقريبي انذاك، وهو دليل رئيسي ادى في النهاية الى مقتله في الاسبوع الماضي في قصف جوي اميركي.
وأوضح المسؤولان ان حاجة الزرقاوي لإدارة جميع جوانب مجموعته القاعدة في العراق، بما في ذلك العمليات المالية جعلته اكثر عرضة للاكتشاف.
وقال برجاق، مشيرا الى الزرقاوي الذي قضى فترة في التسعينات في السجون الاردنية بعد العثور على قنابل وأسلحة في منزله، «نعرف شخصيته».
وأضاف برجاق الذي كان يتحدث في مقر الاستخبارات الاردنية «نعرف كيف يتصرف. هو رجل شرير ووضيع، وديكتاتور في قراراته. لم يكن يسمح لأحد بمناقشة قراراته».
وحتى نوفمبر (تشرين الثاني) 2005، عندما عبرت شبكة الزرقاوي الحدود الى الاردن ونسفت ثلاثة فنادق في عمان، وهو الحدث الذي ادى الى مقتل 60 شخصا، لم تكن المخابرات الاردنية تمارس نشاطا يذكر في العراق.
وبعد التفجيرات، اصبح العراق، ولا يزال، قلق عمان الأمني الاول، بالرغم من تأثير التوتر في اسرائيل والأراضي الفلسطينية عليها.
واقلقت تفجيرات الفنادق الاردن، وأجبرته على السعي لدور اكثر نشاطا في مواجهة المتاعب في العراق، طبقا لما ذكره مسؤلا الاستخبارات. كما اكدت التفجيرات للحكومة العراقية المتشككة في قوات الأمن الاردنية، ان الزرقاوي يدرب عراقيين على عمليات عبر الحدود في الاردن، طبقا لما ذكره مصدر قريب من المسؤولين الاستخباريين الاردنيين.
وبتصريح من الحكومة العراقية، تدفق عناصر اردنيون على العراق، وبدأوا في تجنيد المخبرين والاقتراب من اطراف شبكة الزرقاوي للعثور على وسائل للوصول الى شبكته، كما ذكر مسؤولون اردنيون وخبراء الاستخبارات.
وأسست المخابرات الاردنية مكاتب تجسس في العراق وبدأت في العمل مع عشائر الدليم وهي عشائر عربية سنية بصفة عامة، ترتبط بعض عناصرها بالمتمردين، لجمع معلومات حول أي شخص مرتبط بالزرقاوي او غيرها من الجماعات المتطرفة.
وكانت هذه نقطة تحول بالنسبة للاردنيين. وأوضح الدهبي الذي يشغل منصبه منذ شهر ديسمبر (كانون الاول) الماضي «كنا نتبع دائما سياسة دفاعية ضد الارهاب، ولكن منذ ان توليت منصبي، بدأنا في التفكير في عمليات خارجية. اردنا القيام بعمليات اكثر جرأة وعمليات خارجية».
وكان المسؤولون العسكريون الاميركيون قد ذكروا انهم تمكنوا من معرفة مكان المرشد الروحي للزرقاوي عادل عبد الرحمن في قريبة هبهب غرب بعقوبة، حيث اسقطت الطائرات الاميركية قنبلتين زنة 500 رطل لكل منهما.
الا ان الاردن لعب دورا في الكشف عن الزرقاوي، كما ذكر عدد من المسؤولين الاردنيين والاميركيين، وقدم معلومات اكدت المعلومات التي يحصل عليها الاميركيون من داخل الجماعة.
وكان المتحدث باسم الحكومة الاردنية قد ذكر ان سلطات الأمن والاستخبارات الاردنية شاركت في البحث من البداية، وساعدت في معرفة مواقع يقيم فيها الزرقاوي وجماعته. وقدم الدهبي وبرجاق، للوس انجليس تايمز رواية علنية نادرة، عن دور جهاز الاستخبارات الذي تموله وتدربه وتجهزه الولايات المتحدة، في معرفة مكان الزرقاوي.
كما اعربا عن التزام بلديهما القوي بالجهود التي تقودها الولايات المتحدة للقضاء على الارهاب، وأشارا الى ان الاردن، كان في التسعينات، من بين اوائل الدول التي كشفت خطر مقاتلي القاعدة الذين عادوا من افغانستان، حيث كانوا يقاتلون الاحتلال السوفياتي.
وقال الرجلان انهما يفهمان جيدا كيفية تفكير المتطرفين في القاعدة، وعملهم وطريقة مواجهتهم لأعدائهم.
وأوضح برجاق، وهو في السادسة والأربعين من عمره، «لاننا بدأنا في فترة مبكرة، فقد حصلنا على خبرة مبكرة».
وأوضح الدهبي، وهو في الخامسة والأربعين من عمره، وخريج جامعة ساسيكس الانجليزية «يحقق الاميركيون تقدما في مجال مكافحة بعض انواع العمليات. ونفهم عقلية القاعدة كعرب».
وأجري اللقاء في مكتب الدهبي الذي علقت على واحد من جدرانه صورة ضخمة لفرسان عرب على ظهور خيل وهم يقاتلون جنودا عثمانيين خلال حرب الاستقلال عند نهاية الحرب العالمية الاولى، فضلا عن صورة للعاهل الاردني الملك عبد الله الثاني وأخويه اللذين يصغرانه. جمع عملاء الاستخبارات الاردنية معلومات مهمة استخدمت في اختراق المنظمات الارهابية وساعدت في وقف الهجمات داخل البلاد، بما في ذلك مخطط لتفجير فنادق ومواقع سياحية في الاردن آخر ديسمبر (كانون الاول) 1999. واعتقلت السلطات الاردنية 14 شخصا على الاقل يشتبه في انتمائهم لشبكة «القاعدة» خلال الاشهر التي سبقت تلك العطلة، كما زودت السلطات مسؤولين اميركيين بكم هائل من المعلومات الاستخباراتية التي استخدمت في متابعة بعض الخيوط داخل الولايات المتحدة. وقال الدهبي وبرجاق، اللذان انضما الى المخابرات الاردنية عام 1983 وساعدا في تفكيك الشبكة الارهابية لأبو نضال، انهما ظلا يتعقبان حركة الزرقاوي وأتباعه منذ سنوات. ويقول خبراء في شؤون الارهاب ان تدفق المعلومات الاستخباراتية الاردنية اثمر نتائج فورية تقريبا في العراق، فضلا عن ازدياد ملحوظ للاعتقالات وسط العناصر الاساسية لشبكة «القاعدة». وادى ذلك الى فهم افضل من قبل الاميركيين لشبكة الزرقاوي ودورها في التمرد داخل العراق وفي هجمات خارجه.
ويلاحظ ان اجهزة الاستخبارات العراقية التي تكونت عقب الغزو في مارس (آذار) 2003 تفتقر الى الخبرة والتكنولوجيا في الوقت الذي يتوفر فيه هذان العنصران للمخابرات الاردنية. ويقل آليكس ديبات، وزير الدفاع الفرنسي السابق ومستشار شؤون الارهاب حاليا وزميل مركز نيكسون في واشنطن، ان الاردن ربما يكون لديه افضل قوة لمكافحة الارهاب في العالم، وأضاف ان المخابرات الاردنية قادرة على وضع نهاية لأي شبكة تعتزم القضاء عليها. وعندما ظهر الزرقاوي في ابريل (نيسان) الماضي في شريط فيديو وهو يتباهى بشجاعة ومهارات مجموعته، اتجه محللون اردنيون الى فحص المنطقة التي ظهرت في الشريط والتدقيق في الحديث التهديدي للزرقاوي. واكد الشريط الشكوك حول وجود الزرقاوي في منطقة اليوسفية جنوب بغداد، وهي منطقة اصبحت محط تركيز الجهود الاستخباراتية الاميركية والاردنية، حسبما اشار برجاق. كما ان مسؤولي الاستخبارات الاميركية حددوا ايضا المنطقة الواقعة جنوب بغداد كمعقل للزرقاوي. ويقول برجاق انه في مرحلة محددة خصصت كل المعلومات الاستخباراتية لليوسفية، وأشار ايضا الى ان معرفة الاردن بالمنطقة وشبكات الاستخبارات لعبت دورا رئيسيا في مراقبة حركة الزرقاوي هناك. لكنه اشار ايضا الى ان هذه المنطقة ليست من المناطق التي يسهل الدخول اليها والخروج منها. إلا ان المسؤولين الاردنيين رفضوا الاجابة على سؤال حول ما اذا لعبت المخابرات الاردنية دورا في تجنيد واحد من رجال الزرقاوي ضده. وأشار الدهبي الى انه يجند في بعض الحالات بعض الأشخاص الذين يجري اعتقالهم، وأضاف ايضا ان بعض المحبوسين ساعدوه في تنفيذ عمليات، وأضاف ان هؤلاء يعملون كمصادر وان هذه «هي الوسيلة»، على حد تعليقه. وبمجرد ان اتضحت دقة معلومات اليوسفية، بات الجانب الاردني اكثر ثقة في مصادره، لذا عندما جاءت المعلومات التي أبانت بأن الزرقاوي موجود في منطقة بعقوبة شمال بغداد اصبحوا اكثر ثقة. وقال برجاق انهم بدأوا في تحديد مكان حركته. وقالت عدة مصادر، بما في ذلك مسؤول اميركي في مجال مكافحة الارهاب، ان الفضل في تجميع المعلومات التي قادت الى تحديد أماكن تحرك الزرقاوي وتحديد موقع الغارة يعود الى الاستخبارات الاميركية والاردنية. وقال الدهبي ان بعض المصادر كانت على صلة مع بعضها بعضا في مرحلة محددة. وقال الجانب الاميركي ان المصادر التي جندوها هي التي دلتهم في نهاية الأمر على المنزل الذي كان الزرقاوي داخله. وقال مسؤول اميركي ان وكالات استخبارات اميركية جندت شخصا تعرف على عبد الرحمن، المرشد الروحي للزرقاوي، مما مكن السلطات الاميركية من اعتراض مكالمات مع الزرقاوي وعلمت ان الزرقاوي وعبد الرحمن سيلتقيان يوم الاربعاء الماضي. وتم التعرف على عبد الرحمن بواسطة طائرة استطلاع من دون طيار وهو يدخل المنزل. وقال الدهبي انه عندما تجمعت المعلومات بات من الواضح ان الزرقاوي كان في مكان محدد، ثم «ارسل الاميركيون طائرات اف-16 وأدوا المهمة بنجاح».
* خدمة لوس انجليس تايمز ـ (خاص بـ«الشرق الاوسط»)
واشنطن: جوش مايرز عمان: دورزو داراغاهي*
بدأ المسؤولون الاردنيون، منذ شهور حملة مكثفة من التجسس على المتمردين في العراق، بعد الصدمة التي احدثتها التفجيرات التي وقعت على ارضهم، وهي مغامرة قادت في النهاية الى مقتل ابو مصعب الزرقاوي، طبقا لما ذكره مدير المخابرات العامة الاردنية.
وقال اللواء محمد الدهبي مدير عام المخابرات العامة الاردنية والعقيد علي برجاق رئيس قسم مكافحة الارهاب، في مقابلة نادرة، ان شريط الفيديو الذي بثه الزرقاوي في الربيع ساعد المسؤولين الاردنيين على تحديد موقعه التقريبي انذاك، وهو دليل رئيسي ادى في النهاية الى مقتله في الاسبوع الماضي في قصف جوي اميركي.
وأوضح المسؤولان ان حاجة الزرقاوي لإدارة جميع جوانب مجموعته القاعدة في العراق، بما في ذلك العمليات المالية جعلته اكثر عرضة للاكتشاف.
وقال برجاق، مشيرا الى الزرقاوي الذي قضى فترة في التسعينات في السجون الاردنية بعد العثور على قنابل وأسلحة في منزله، «نعرف شخصيته».
وأضاف برجاق الذي كان يتحدث في مقر الاستخبارات الاردنية «نعرف كيف يتصرف. هو رجل شرير ووضيع، وديكتاتور في قراراته. لم يكن يسمح لأحد بمناقشة قراراته».
وحتى نوفمبر (تشرين الثاني) 2005، عندما عبرت شبكة الزرقاوي الحدود الى الاردن ونسفت ثلاثة فنادق في عمان، وهو الحدث الذي ادى الى مقتل 60 شخصا، لم تكن المخابرات الاردنية تمارس نشاطا يذكر في العراق.
وبعد التفجيرات، اصبح العراق، ولا يزال، قلق عمان الأمني الاول، بالرغم من تأثير التوتر في اسرائيل والأراضي الفلسطينية عليها.
واقلقت تفجيرات الفنادق الاردن، وأجبرته على السعي لدور اكثر نشاطا في مواجهة المتاعب في العراق، طبقا لما ذكره مسؤلا الاستخبارات. كما اكدت التفجيرات للحكومة العراقية المتشككة في قوات الأمن الاردنية، ان الزرقاوي يدرب عراقيين على عمليات عبر الحدود في الاردن، طبقا لما ذكره مصدر قريب من المسؤولين الاستخباريين الاردنيين.
وبتصريح من الحكومة العراقية، تدفق عناصر اردنيون على العراق، وبدأوا في تجنيد المخبرين والاقتراب من اطراف شبكة الزرقاوي للعثور على وسائل للوصول الى شبكته، كما ذكر مسؤولون اردنيون وخبراء الاستخبارات.
وأسست المخابرات الاردنية مكاتب تجسس في العراق وبدأت في العمل مع عشائر الدليم وهي عشائر عربية سنية بصفة عامة، ترتبط بعض عناصرها بالمتمردين، لجمع معلومات حول أي شخص مرتبط بالزرقاوي او غيرها من الجماعات المتطرفة.
وكانت هذه نقطة تحول بالنسبة للاردنيين. وأوضح الدهبي الذي يشغل منصبه منذ شهر ديسمبر (كانون الاول) الماضي «كنا نتبع دائما سياسة دفاعية ضد الارهاب، ولكن منذ ان توليت منصبي، بدأنا في التفكير في عمليات خارجية. اردنا القيام بعمليات اكثر جرأة وعمليات خارجية».
وكان المسؤولون العسكريون الاميركيون قد ذكروا انهم تمكنوا من معرفة مكان المرشد الروحي للزرقاوي عادل عبد الرحمن في قريبة هبهب غرب بعقوبة، حيث اسقطت الطائرات الاميركية قنبلتين زنة 500 رطل لكل منهما.
الا ان الاردن لعب دورا في الكشف عن الزرقاوي، كما ذكر عدد من المسؤولين الاردنيين والاميركيين، وقدم معلومات اكدت المعلومات التي يحصل عليها الاميركيون من داخل الجماعة.
وكان المتحدث باسم الحكومة الاردنية قد ذكر ان سلطات الأمن والاستخبارات الاردنية شاركت في البحث من البداية، وساعدت في معرفة مواقع يقيم فيها الزرقاوي وجماعته. وقدم الدهبي وبرجاق، للوس انجليس تايمز رواية علنية نادرة، عن دور جهاز الاستخبارات الذي تموله وتدربه وتجهزه الولايات المتحدة، في معرفة مكان الزرقاوي.
كما اعربا عن التزام بلديهما القوي بالجهود التي تقودها الولايات المتحدة للقضاء على الارهاب، وأشارا الى ان الاردن، كان في التسعينات، من بين اوائل الدول التي كشفت خطر مقاتلي القاعدة الذين عادوا من افغانستان، حيث كانوا يقاتلون الاحتلال السوفياتي.
وقال الرجلان انهما يفهمان جيدا كيفية تفكير المتطرفين في القاعدة، وعملهم وطريقة مواجهتهم لأعدائهم.
وأوضح برجاق، وهو في السادسة والأربعين من عمره، «لاننا بدأنا في فترة مبكرة، فقد حصلنا على خبرة مبكرة».
وأوضح الدهبي، وهو في الخامسة والأربعين من عمره، وخريج جامعة ساسيكس الانجليزية «يحقق الاميركيون تقدما في مجال مكافحة بعض انواع العمليات. ونفهم عقلية القاعدة كعرب».
وأجري اللقاء في مكتب الدهبي الذي علقت على واحد من جدرانه صورة ضخمة لفرسان عرب على ظهور خيل وهم يقاتلون جنودا عثمانيين خلال حرب الاستقلال عند نهاية الحرب العالمية الاولى، فضلا عن صورة للعاهل الاردني الملك عبد الله الثاني وأخويه اللذين يصغرانه. جمع عملاء الاستخبارات الاردنية معلومات مهمة استخدمت في اختراق المنظمات الارهابية وساعدت في وقف الهجمات داخل البلاد، بما في ذلك مخطط لتفجير فنادق ومواقع سياحية في الاردن آخر ديسمبر (كانون الاول) 1999. واعتقلت السلطات الاردنية 14 شخصا على الاقل يشتبه في انتمائهم لشبكة «القاعدة» خلال الاشهر التي سبقت تلك العطلة، كما زودت السلطات مسؤولين اميركيين بكم هائل من المعلومات الاستخباراتية التي استخدمت في متابعة بعض الخيوط داخل الولايات المتحدة. وقال الدهبي وبرجاق، اللذان انضما الى المخابرات الاردنية عام 1983 وساعدا في تفكيك الشبكة الارهابية لأبو نضال، انهما ظلا يتعقبان حركة الزرقاوي وأتباعه منذ سنوات. ويقول خبراء في شؤون الارهاب ان تدفق المعلومات الاستخباراتية الاردنية اثمر نتائج فورية تقريبا في العراق، فضلا عن ازدياد ملحوظ للاعتقالات وسط العناصر الاساسية لشبكة «القاعدة». وادى ذلك الى فهم افضل من قبل الاميركيين لشبكة الزرقاوي ودورها في التمرد داخل العراق وفي هجمات خارجه.
ويلاحظ ان اجهزة الاستخبارات العراقية التي تكونت عقب الغزو في مارس (آذار) 2003 تفتقر الى الخبرة والتكنولوجيا في الوقت الذي يتوفر فيه هذان العنصران للمخابرات الاردنية. ويقل آليكس ديبات، وزير الدفاع الفرنسي السابق ومستشار شؤون الارهاب حاليا وزميل مركز نيكسون في واشنطن، ان الاردن ربما يكون لديه افضل قوة لمكافحة الارهاب في العالم، وأضاف ان المخابرات الاردنية قادرة على وضع نهاية لأي شبكة تعتزم القضاء عليها. وعندما ظهر الزرقاوي في ابريل (نيسان) الماضي في شريط فيديو وهو يتباهى بشجاعة ومهارات مجموعته، اتجه محللون اردنيون الى فحص المنطقة التي ظهرت في الشريط والتدقيق في الحديث التهديدي للزرقاوي. واكد الشريط الشكوك حول وجود الزرقاوي في منطقة اليوسفية جنوب بغداد، وهي منطقة اصبحت محط تركيز الجهود الاستخباراتية الاميركية والاردنية، حسبما اشار برجاق. كما ان مسؤولي الاستخبارات الاميركية حددوا ايضا المنطقة الواقعة جنوب بغداد كمعقل للزرقاوي. ويقول برجاق انه في مرحلة محددة خصصت كل المعلومات الاستخباراتية لليوسفية، وأشار ايضا الى ان معرفة الاردن بالمنطقة وشبكات الاستخبارات لعبت دورا رئيسيا في مراقبة حركة الزرقاوي هناك. لكنه اشار ايضا الى ان هذه المنطقة ليست من المناطق التي يسهل الدخول اليها والخروج منها. إلا ان المسؤولين الاردنيين رفضوا الاجابة على سؤال حول ما اذا لعبت المخابرات الاردنية دورا في تجنيد واحد من رجال الزرقاوي ضده. وأشار الدهبي الى انه يجند في بعض الحالات بعض الأشخاص الذين يجري اعتقالهم، وأضاف ايضا ان بعض المحبوسين ساعدوه في تنفيذ عمليات، وأضاف ان هؤلاء يعملون كمصادر وان هذه «هي الوسيلة»، على حد تعليقه. وبمجرد ان اتضحت دقة معلومات اليوسفية، بات الجانب الاردني اكثر ثقة في مصادره، لذا عندما جاءت المعلومات التي أبانت بأن الزرقاوي موجود في منطقة بعقوبة شمال بغداد اصبحوا اكثر ثقة. وقال برجاق انهم بدأوا في تحديد مكان حركته. وقالت عدة مصادر، بما في ذلك مسؤول اميركي في مجال مكافحة الارهاب، ان الفضل في تجميع المعلومات التي قادت الى تحديد أماكن تحرك الزرقاوي وتحديد موقع الغارة يعود الى الاستخبارات الاميركية والاردنية. وقال الدهبي ان بعض المصادر كانت على صلة مع بعضها بعضا في مرحلة محددة. وقال الجانب الاميركي ان المصادر التي جندوها هي التي دلتهم في نهاية الأمر على المنزل الذي كان الزرقاوي داخله. وقال مسؤول اميركي ان وكالات استخبارات اميركية جندت شخصا تعرف على عبد الرحمن، المرشد الروحي للزرقاوي، مما مكن السلطات الاميركية من اعتراض مكالمات مع الزرقاوي وعلمت ان الزرقاوي وعبد الرحمن سيلتقيان يوم الاربعاء الماضي. وتم التعرف على عبد الرحمن بواسطة طائرة استطلاع من دون طيار وهو يدخل المنزل. وقال الدهبي انه عندما تجمعت المعلومات بات من الواضح ان الزرقاوي كان في مكان محدد، ثم «ارسل الاميركيون طائرات اف-16 وأدوا المهمة بنجاح».
* خدمة لوس انجليس تايمز ـ (خاص بـ«الشرق الاوسط»)