المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : tragedy.....tragedy.....tragedy



josf
06-13-2006, 03:11 PM
كتاب الوطن
إن في قصص ابن الفجاءة من الشجاعة والاستبسال والفتك بالعدو ما يفوق ما عند الزرقاوي
رد الفعل المرتبك على مقتل الزرقاوي يعزز الدعوة إلى تقييم الحركة الإسلامية في السعودية
كتب:جمال أحمد خاشقجي
دعوت في مقال الأسبوع الماضي الى ضرورة كتابة وتحليل تاريخ الحركة الاسلامية في المملكة، وأزيد اليوم فأدعو الى دراسة وتحليل «فكر» هذه الحركة، وتشريح ما تسرب إليه خلال العقد الماضي، ما اعتقد انه أساء الى الحركة ومقاصدها، معتمداً على سبب آخر وجدته في تداعيات الحدث الذي اشغلنا الأسبوع الماضي، اي مقتل الارهابي والتكفيري الأردني أبو مصعب الزرقاوي.
لقد كشف مصرعه عن غباش في الحركة، وتداخل مقلق بينها وبين التطرف، مع تداخل آخر اكثر خطورة في مفهوم الحلال والحرام عندها، يرقى الى شبهة عقدية حري بها أن تقلقهم اكثر ما تقلقنا، فالصحويون يرون في حركتهم استجابة لدعوة الهية تعبدية، تؤدي بهم اما الى جنة وقبول ونعيم مقيم او نار وجحيم وغضب من رب العالمين .
والحق أن هذا الغباش لم يعد يخص الحركة السعودية وحدها، وبالتحديد التيار السلفي «الجديد» فيها، وانما امتد الى الحركات الاسلامية المفترض أن تكون معتدلة المنهج بعيدة عن التطرف الفكري والعقدي، مثل حركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية «حماس» التي أوقعها الغضب السياسي والحرب الأمريكية عليها الى نعي الزرقاوي «كشهيد للامة !» أما الحركات الأخرى في مصر والأردن وغيرهما وبالتحديد الاخوان المسلمون فلا يزالون في خطيئة الصمت والعجز عن تقديم ادانة صريحة للارهاب الجاري في العراق، وهي حالة باتت مزمنة فيهم، أصابتهم بعدما اختلط عليهم الموقف من الغزو الأمريكي للعراق وتداخله في الوقت نفسه مع تحرر العراقيين من نظام صدام القمعي، ويمكن استعادة أسباب هذه الحالة الى موقف مرتبك سابق، اثر الغزو العراقي للكويت وقرار المملكة التي كان يفترض أن تكون حليفا استراتيجيا لهم، استدعاء قوات أجنبية لمساعدتها في تحرير الكويت وحمايتها من غزو صدامي مماثل بدا حتميا لو رفضت ضمه للكويت. وهو موقف كلفهم الكثير وكان حريا لو اجروا علمية تقييم لمكاسبهم وخسائرهم بعده أن استفادوا، ولما وقعوا في نفس الخطأ مرة اخرى.
ان موقف «ننعي الزرقاوي كمجاهد مسلم أذاق العدو الصائل وأعوانه المر والعلقم، و ان اختلفنا معه في زلاته وأخطائه» لا يختلف كثيرا عن قول المشركين « ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى» (الزمرـ3) لتبرير عبادتهم للاصنام، انها حجة لم يقبلها الله عز وجل من المشركين، وبالتالي لم يقبلها المهتدون بهداه، ابتداء برسولنا محمد عليه الصلاة والسلام وانتهاء بمن مضى على سنته من الاعلام السلف والأئمة المجددين ورجال الاصلاح من بعده.
ومثلما كانت هناك حاجة الى حركة اصلاحية تجدد لهذا الدين، وتحيي أصوله، وتنفض عنه غبار الشرك والتعلق بالصالحين والذبح على القبور وانتشار البدع وسط مجتمع ظل مسلما في مجمله، ولكن شابه ما شابه مما سبق ذكره، فبنفس المقياس نحن اليوم بحاجة الى حركة اصلاح ديني يقوم بها علماء ربانيون، يتحلون بالعلم الشرعي والاتباع الصحيح والشجاعة في وجه غوغاء، تجدد الدين وتعيده لأصوله عند قوم اختلط تدينهم وطول تعبدهم وقيامهم الليل وبكاؤهم وتضرعهم وحجهم وصدقاتهم وجهادهم وطلبهم للشهادة مع بدع لا تقل خطورة في المعتقد مع الشرك والعياذ بالله وهي بدعة التكفير واستباحة الدم الذي حرمه الله الا بحقه، والخروج على ولي الأمر، وهي بدع لا احتاج أن أكون مفتيا ضليعا بالعلم الشرعي لكي أقول انها تخرج صاحبها من جماعة المسلمين .وان كانوا ممن «تحقرون صلاتكم الى صلاتهم، وصيامكم الى صيامهم (ولكنهم) يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية» كما قال الحبيب المصطفى في وصف قوم يأتون من بعده يحاربون جماعة المسلمين ويخرجون عليهم باسم الدين، واتُفق على انهم طائفة «الخوارج» المعروفة في التاريخ الاسلامي، ولكن النص يعيش معنا وينطبق على كل من يكرر نفس الفعل وتنطبق عليه نفس الصفة.
ولولا شيء من الحياء، وعلمهم أن رؤساء التحرير في الصحف السعودية اعقل من أن يسمحوا بنشر هرطقتهم لدفع بعضهم بمقالات انشائية ينعون فيها شهيدهم، يشفعونها بمقولة «نختلف معه في زلات وقع فيها» ثم يسترسلون حول روايات عن شجاعته ورجولته وقصة «هدايته» وثباته وصبره ونفرته للجهاد وحربه للأمريكيين والخونة، دون أن يسترسلوا في الحديث حول جوانب أخرى في «جهاده» مثل تفجير الأعراس في عمان، وتكفيره لولاة الأمر في المملكة والأردن وبقية الدول الاسلامية، وتحريضه على الفتنة بين المسلمين، ولا يذكرون قصص الانتحاريين الذين يجهزهم ويرسلهم يفجرون أنفسهم وسط المدنيين العراقيين لمجرد انهم شيعة.
ان حماقة هؤلاء في الاحتفاء بشهيدهم لن تقل عن حماقة آخر لو قرر الاحتفاء بذكرى الزعيم الخارجي البارز «قطري بن الفجاءة» واعادة الاعتبار اليه كثائر ومصلح ومجدد، ولم لا؟ وهو الفارس الشاعر العابد، بل انه جاهد في حداثته في الفتوحات الاسلامية في فارس وأطراف الخليج، ولعل الفكرة خامرت ضميرهم فنجحوا من خلال حلفائهم أصحاب «المنهج الخفي» الذين تسللوا الى تعليمنا في تسريب قصيدته الشهيرة:
أَقولُ لَها وَقَد طارَت شَعاعاً
مًنَ الأَبطالً وَيحَكَ لَن تُراعي
الى منهج الأدب في مدارسنا السعودية التي يمجد فيها الموت والاستشهاد، والتي حذفت في اطار عملية التهذيب والاصلاح التي تمر بها مناهجنا الدراسية.
ان في قصص ابن الفجاءة من الشجاعة والاستبسال والفتك بالعدو ما يفوق ما عند الزرقاوي، ولكن سلفنا لم يمجدوه، فلم يسحرهم شعره وبطولاته في وجه الحجاج وبني أمية، أو زعمه انه لم يخرجه غير الله والذود عن دينه، ذلك ان لديهم مقياساً شرعياً يحتكمون اليه بعيدا عن الهوى أو الغضب، والغريب ان هؤلاء الواقفين في صف عزاء الزرقاوي لديهم من العلم الشرعي ما يجعلهم يفقهون «الزلات» المحتملة التي لا تخرج صاحبها من جماعة المسلمين والكبائر المهلكة، ولكن تجدهم يغلظون على الواقعين في «اللمم» عاذرين صاحب كبائر الآثم والفواحش، واي كبيرة اكبر من التكفير واستباحة دم المسلم؟
فأي صحوة هذه؟ ما الذي أصابها؟ وكيف تسلل اليها هذا الفكر البدعي البغيض، الذي يهدم أهم ركن ركين قامت به واليه، وهو الوعد باقامة المجتمع المسلم الصحيح السائر على نهج محمد عليه الصلاة السلام وأصحابه رضوان الله عليهم، فهل يقوم هذه المجتمع وقد انشق على نفسه بالتكفير واستباحة دم أفراده؟
بقدر ما تضرر مجتمعنا من هذا الغلو، فان الحركة الاسلامية تتضرر وستفقد مشروعيتها لو تركت هذا المنهج البدعي السرطاني يتسلل الى هيكليتها التنظيمية والفكرية، حان الوقت للعقلاء فيها أن يتحلوا بقدر من الشجاعة ويجروا علمية مراجعة وتقييم يتبعها اصلاح يعود بالحركة الى ثوابت أهل السنة والجماعة.


كاتب ومستشار إعلامي سعودي

تاريخ النشر: الثلاثاء 13/6/2006

josf
06-15-2006, 12:01 PM
كتاب الوطن
الواقع يؤكد أن الفئات الأصولية الإسلامية عددها في تزايد يوماً بعد يوم
المتطرفون الكويتيون...!!
كتب:حسن علي كرم
لا نتعجب، بل لا ينبغي لنا أن نتعجب من تأثر وحزن حفنة من الأصوليين الاسلاميين الكويتيين على مقتل المجرم الأردني ابو مصعب الزرقاوي في معقله في العراق، ونعته بالشهيد والبطل والأسد والقدوة.. الخ التي حفلت بها بياناتهم ومقالاتهم ومنتدياتهم الالكترونية أخيراً.. ولا نتعجب، بل لا ينبغي ان نتعجب من قولهم «إن مات الزرقاوي فالآلاف من الزرقاويين جاهزون. ولعلنا نستطيع ان نقول.. بل ونؤكد قولهم انهم صادقون ولا يريدون من قولهم ذاك تهديدا او تهويناً للحدث او للحادثة.. وانما الواقع يؤكد ان الفئات الأصولية الاسلامية عددها في تزايد ويوماً بعد يوم يزدادون تطرفاً وتشدداً وأكثر قسوة وعدائية ليس للغرب (الكافر) وانما لمجتمعاتهم وللقريبين منهم. ومن الغريب حقيقة ان كل المحاولات التي بذلت سواء من قبل الأجهزة الدينية التابعة للحكومات التي تعاني من وجود هذا الفكر المتطرف داخل مجتمعاتها كالمملكة العربية السعودية ومصر والكويت ومن قبل مؤسسات المجتمع المدني والمفكرين وعلى الأخص من المنتمين للفكر الاسلامي الاعتدالي او الوسطي. لثني هؤلاء عن مسار توجهاتهم المتطرفة والتي تقوم على تكفير واقصاء الآخر الا انه لم يكن لتلك المحاولات نصيب من النجاح. ولعل من المناسب ان تسأل تلك الأجهزة الحكومية والمؤسسات المجتمعية نفسها لماذا فشلت هي ونجح المتطرفون؟.. يبدو ان هناك خللاً وفجوة فاصلة بين الفئات المتطرفة ومجتمعاتهم وهنا مكمن الضعف ومكمن الخطورة ايضاً. فعلى سبيل المثال الحفلات الوسطية التي أقامتها وزارة الأوقاف الكويتية لم يخرج صداها من باب القاعة التي اقيمت فيها. وهذا يدل على عدم صدقية وفاعلية مثل هذه الاحتفاليات لأن المقصودين او الذين اقيمت على شرفهم او من أجلهم هذه الاحتفالية الوسطية غابوا عنها او لم يدعوا اليها او لم يكن لهم مكان فيها. والأزيد من ذلك في الوقت الذي كانت فيه وزارة الأوقاف تقيم حفلاتها الوسطية كان المتطرفون يقيمون حفلات التشويش والتشكيك بحفلات الأوقاف.
فشل وزارة الأوقاف او الجهات المؤسسية المتبنية للفكر الوسطي في ردم الفجوة بينها وبين المتطرفين دليل على ان المعالجة خاطئة.
لقد شهدت الكويت خلال السنوات القليلة الماضية عمليات ارهابية عديدة.. كان آخرها عملية أم الهيمان. ولعل خمول المتطرفين الأصوليين من القيام بعمليات جديدة لا يعني انهم قد انصرفوا عنها اقتناعا منهم بعدم جدواها او مخافة انكشاف امرهم وانما قد يكون لتوقفهم حسابات أخرى. بدليل ان عناصرهم ناشطة على الساحة العراقية وتحت امرة وقيادة المقتول ابو مصعب الزرقاوي.
هناك خوف يخالجنا هنا في الكويت ومرده ان هؤلاء المتطرفين يتبنون فكراً اقصائيا تكفيرياً للمخالفين لهم. ويجيزون قتلهم تحت ذريعة الجهاد والالتماس بدخول الجنة فالزرقاويون في العراق لم تكن حربهم للوجود الأمريكي وحسب انما كانت قائمة على ملاحقة وارهاب وايذاء وقتل الشيعة باعتبارهم من المخالفين الرافضين المرتدين (...) فأدبياتهم مليئة بعبارات التكفير وفتاوى القتل واباحة دماء وأموال الشيعة، ولنا ان نتذكر هنا كمية المجازر والجرائم البشعة والشنيعة التي ارتكبوها بحق الشيعة واماكنهم المقدسة والعبادية بدءا من أفغانستان الى الباكستان والعراق الذي يشهد كل يوم مجازر فظيعة من هذا النوع. ولن تكون الكويت مستثناة من أن يطول مجتمعها الآمن شيء من ذاك. طالما ترك لهذا الفكر التكفيري الجهنمي الدموي ان ينمو ويتغلل بين ثنايا عقل الشباب الغض وجوارحهم.
ان خطر هذا الفكر الشاذ لا يحيق بأصحابه وحسب وانما خطره يدهم أمن واستقرار ولحمة المجتمع.، وليس السؤال كيف نحمي المجتمع من خطر هذا الفكر؟ وانما السؤال الأوجب هو كيف نعيد لهؤلاء الشباب وعيهم وكيف نصحح لديهم المفاهيم والأفكار الجهنمية الخاطئة...؟

تاريخ النشر: الخميس 15/6/2006