مجاهدون
06-13-2006, 08:13 AM
كتابات - راسم المرواني
رغم أننا ما زلنا نصر على موقفنا تجاه ما يسمى بالزرقاوي ، ونعتبره محض هالة إعلامية ، ونوعاً من أنواع تمخضات الولادة الناتجة عن الحمل الأمريكي الكاذب ، ولكننا بنفس الوقت نقر بأن هذه الولادة لها تأثيراتها الفاعلة على الساحة والخارطة السياسية العراقية ، واستطاعت قوى الإحتلال أن تتخذ من هذه الشخصية ورقة أشبه ما تكون بورقة الجوكر في اللعبة السياسية ، واستطاعت أن تتخذ منه وسيلة وذريعة من ذرائع التحرك اللوجستي داخل العراق ، فقد تشير الى وجوده في منطقة معينة لتمتلك بذلك مؤهلات التحرك العسكري ، هذا التحرك الذي ينصب في بودقة آلية القضاء على المقاومة الشريفة فقط ، ولا يطال الإرهابيين الحقيقيين أبداً .
عملية الكف الضارب لتصفية مقتدى الصدر
وقبل أن نقرأ أوراق مقتل الزرقاوي ولحوقه بسادته من أساطين الإرهاب كإبن تيمية ومحمد عبد الوهاب وغيرهم ، نجد لزاماً علينا أن نشير الى أن (( ثمة معلومات خبرية مؤكدة تشير الى عزم الولايات المتحدة القيام بعملية ( الكف الضارب ) لتصفية مقتدى الصدر وجيش الإمام المهدي ، ضمن عملية عسكرية تم توقيتها للشهر المقبل )) والمستهدف من هذه العملية هو شخص مقتدى الصدر بالذات ، أما ما يمكن توقعه من حصول انتفاضة أتباعه من بعده ، فــ (الجيوش العربية ) التي سيتم استدعائها ، ستكون كفيلة بالقضاء على هذه الإنتفاضة ، وعلى كل من تسول له نفسه رفع كلمة ( علي ولي الله في الأذان ) ، وإجهاض مشروع الهلال الشيعي - المزعوم - الذي يتباكى منه القادة العرب أكثر من تباكيهم من الوجود الإسرائيلي الذي ترفرف أعلامه في سماء عواصمهم دون خجل ، وهذا ما يمكن أن تؤكده لنا – مصادرنا الخبرية من جهة – وما تؤكده الفعاليات الحكومية تجاه مسألة حل جيش الإمام المهدي ، والتحرشات المكثفة والإعتقالات المركزة ضد قيادات وأفراد هذا الجيش ، مع تصاعد لغة كيل التهم لجيش المهدي ، وإفراغه – إعلامياً – من محتواه الوطني ، متزامناً مع تصريحات الساسة العراقيين والعرب تجاه مفهوم الشيعة والخوف من انقضاضهم على السلطة.
رغم أننا نحن – أبناء المنهج الصدري – لا تعنينا هذه اللغة ، ولا نلتفت الى مسألة الشيعة والسنة إلا بقدر تعلق الأمر بالتعايش الإنساني ، وليس من أدبياتنا أن نقتل الأفراد لتطبيق ما نتبناه كما يفعل طالبان ، وأقصى ما يمكن أن نطرحه ونصبو لتحقيقه هو إيجاد ( حكومة التكنوقراط في دولة العدل ) ولا تعنينا مسألة انتماء الفرد مادام أنه يحقق العدل ويضمن عدم انتهاك حق الإنسان في انتماءه للإنسانية ، ولا يهمنا بعد ذلك أن يكون شيعياً أو سنياً أو علمانياً أو ليبرالياً أو غير ذلك ، ولا نتقاتل مع نظرائنا في الإنسانية من أجل إزاحتهم والتربع على عرش القرار بشخوص غير كفوءة لمجرد أنها تنتمي الى منتمانا .
وعوداً على بدء ، نقول إن الزرقاوي لم يكن شخصاً ، بل كان مؤسسة إرهابية كاملة ، مدعومة من قبل مجموعة من القوى المحلية والدولية العربية والأجنبية ، ومؤسسة كهذه لا يمكن أن تتلاشى لمجرد مقتل شخص ما – هذا لو سلمنا بوجوده فعلاً – ومن خلال المتابعة نجد أن الإعلام بدأ الآن يحضر لأسماء جديدة ، ومتعددة ، وستخرج علينا قريباً من قماقم الشياطين ، كأبي عبيدة ، وأبو عبد الرحمن ، والبغدادي ، وغيرهم ، وكلها تنهج نهج الزرقاوي في محاولة استئصال الشيعة ، وكسر شوكتهم ، واستهداف العراقيين وقتلهم ، تحت ذرائع من دين هجين صنعته مؤسسات الـــ C.I.A ومؤسسات الموساد الصهيوني ، ودوائر الإستخبارات البريطانية ، ويتعاملون مع العراقيين بنفس الأدبيات التكفيرية .
ولو أردنا فهم خطوات السيناريو الذي تنتهجه وتؤسس له دوائر الإحتلال فعلينا أن نلتفت الى نقطة مهمة تتعلق بالنتائج التي يمكن أن يتمخض عنها قتل الزرقاوي ، وتأثيرات هذه العملية على الواقع العراقي .
إن أول ردود الأفعال لجماعة الزرقاوي ، هو تهديد مدينة الصدر في بغداد ، كرد فعل على مقتل الزرقاوي ، في الوقت الذي كان من المنتظر فيه أن تتصعد العمليات العسكرية ضد الأمريكان ، ولكن الحقيقة تأبى إلا أن تعلن عن نفسها ، ويشاء التاريخ إلا أن يعيد الى أذهان البعض ما كتبناه آنفاً ، وما أشار إليه الأخ القائد مقتدى الصدر من أن الزرقاوي وأشياعه وأتباعه ليسوا إلا صنيعة من صنائع المحتل ، وليسوا إلا أداة من أدوات تحقيق مفردات الأجندة الصهيو – أمريكية في العراق والمنطقة ووسيلة من وسائل إشعال الفتنة الطائفية .
التهديد ضد مدينة الصدر جاء مباشرة عقب انتشار خبر مقتل الزرقاوي ، وبعد تصريحاته الأخيرة وتهديده لأبناء المنهج الصدري خصوصاً وللشيعة عموماً ، وبذلك يكون الإرث الذي تركه هذا الشخص هو استهداف الشيعة واستئصالهم ، وهو يمثل نوعاً من أنواع الوصايا التي يكتبها الأحياء للأحياء قبل مماتهم ، مضافاً إليها أننا يمكن أن نفهم أن المغرر بهم في البنتاغون وعبيد الإعلام في العالم يعتبرون أن مقتل الزرقاوي نوع من أنواع الانتصار الذي حققته أمريكا في المنطقة ، كما توهم البعض بأن القضاء على سلطة الديكتاتورية البعثية الصدامية هو نوع من أنواع تحقيق الديمقراطية في العراق ، ولكن العراقيين يعرفون أن عملية القضاء على سلطة صدام أشبه بعملية تصفية الحسابات بين العصابات ، وكثيراً ما يردد العراقيون تعليقاً على احتلال العراق قائلين (( راح الصانع ...وجاء الأسطة ) .
إن كثافة ما تحتويه السطور أعلاه يمنع من الإسهاب والإطالة ، ويمنع من الشرح المطول ، ولكن بقي أن نشير الى أن الهرج الحاصل في البصرة ، والمرج المتوقع حصوله في بقية محافظات الجنوب ، وتصريحات بعض القوى السياسية المحلية والعربية ضد الشيعة عموماً وجيش الإمام المهدي خصوصاً ، وتأكيد وسائل الإعلام العربية والعالمية لتصوير مشهد الأحداث على أنه عملية لتصفية السنة في العراق ، ما هو إلا مشروع يراد منه ترسيخ فكرة عقدة اضطهاد أبناء السنة ، والتي ستفتح شهية ( الأعراب ) ليدلو بدلوهم في محاولة حماية أبناء السنة بزعمهم ، وهذا ما سيمنح الولايات المتحدة الأمريكية ذريعة وحجة واضحة في استنفار الجيوش العربية للتدخل في العراق لحل الأزمة ، ولكن هذا ما سيحصل بعد اشتعال فتيل الفتنة الطائفية ونشوب أوار الحرب الأهلية طبعاً .
العراق / عاصمة العالم المحتلة
marwanyautho@yahoo.com
رغم أننا ما زلنا نصر على موقفنا تجاه ما يسمى بالزرقاوي ، ونعتبره محض هالة إعلامية ، ونوعاً من أنواع تمخضات الولادة الناتجة عن الحمل الأمريكي الكاذب ، ولكننا بنفس الوقت نقر بأن هذه الولادة لها تأثيراتها الفاعلة على الساحة والخارطة السياسية العراقية ، واستطاعت قوى الإحتلال أن تتخذ من هذه الشخصية ورقة أشبه ما تكون بورقة الجوكر في اللعبة السياسية ، واستطاعت أن تتخذ منه وسيلة وذريعة من ذرائع التحرك اللوجستي داخل العراق ، فقد تشير الى وجوده في منطقة معينة لتمتلك بذلك مؤهلات التحرك العسكري ، هذا التحرك الذي ينصب في بودقة آلية القضاء على المقاومة الشريفة فقط ، ولا يطال الإرهابيين الحقيقيين أبداً .
عملية الكف الضارب لتصفية مقتدى الصدر
وقبل أن نقرأ أوراق مقتل الزرقاوي ولحوقه بسادته من أساطين الإرهاب كإبن تيمية ومحمد عبد الوهاب وغيرهم ، نجد لزاماً علينا أن نشير الى أن (( ثمة معلومات خبرية مؤكدة تشير الى عزم الولايات المتحدة القيام بعملية ( الكف الضارب ) لتصفية مقتدى الصدر وجيش الإمام المهدي ، ضمن عملية عسكرية تم توقيتها للشهر المقبل )) والمستهدف من هذه العملية هو شخص مقتدى الصدر بالذات ، أما ما يمكن توقعه من حصول انتفاضة أتباعه من بعده ، فــ (الجيوش العربية ) التي سيتم استدعائها ، ستكون كفيلة بالقضاء على هذه الإنتفاضة ، وعلى كل من تسول له نفسه رفع كلمة ( علي ولي الله في الأذان ) ، وإجهاض مشروع الهلال الشيعي - المزعوم - الذي يتباكى منه القادة العرب أكثر من تباكيهم من الوجود الإسرائيلي الذي ترفرف أعلامه في سماء عواصمهم دون خجل ، وهذا ما يمكن أن تؤكده لنا – مصادرنا الخبرية من جهة – وما تؤكده الفعاليات الحكومية تجاه مسألة حل جيش الإمام المهدي ، والتحرشات المكثفة والإعتقالات المركزة ضد قيادات وأفراد هذا الجيش ، مع تصاعد لغة كيل التهم لجيش المهدي ، وإفراغه – إعلامياً – من محتواه الوطني ، متزامناً مع تصريحات الساسة العراقيين والعرب تجاه مفهوم الشيعة والخوف من انقضاضهم على السلطة.
رغم أننا نحن – أبناء المنهج الصدري – لا تعنينا هذه اللغة ، ولا نلتفت الى مسألة الشيعة والسنة إلا بقدر تعلق الأمر بالتعايش الإنساني ، وليس من أدبياتنا أن نقتل الأفراد لتطبيق ما نتبناه كما يفعل طالبان ، وأقصى ما يمكن أن نطرحه ونصبو لتحقيقه هو إيجاد ( حكومة التكنوقراط في دولة العدل ) ولا تعنينا مسألة انتماء الفرد مادام أنه يحقق العدل ويضمن عدم انتهاك حق الإنسان في انتماءه للإنسانية ، ولا يهمنا بعد ذلك أن يكون شيعياً أو سنياً أو علمانياً أو ليبرالياً أو غير ذلك ، ولا نتقاتل مع نظرائنا في الإنسانية من أجل إزاحتهم والتربع على عرش القرار بشخوص غير كفوءة لمجرد أنها تنتمي الى منتمانا .
وعوداً على بدء ، نقول إن الزرقاوي لم يكن شخصاً ، بل كان مؤسسة إرهابية كاملة ، مدعومة من قبل مجموعة من القوى المحلية والدولية العربية والأجنبية ، ومؤسسة كهذه لا يمكن أن تتلاشى لمجرد مقتل شخص ما – هذا لو سلمنا بوجوده فعلاً – ومن خلال المتابعة نجد أن الإعلام بدأ الآن يحضر لأسماء جديدة ، ومتعددة ، وستخرج علينا قريباً من قماقم الشياطين ، كأبي عبيدة ، وأبو عبد الرحمن ، والبغدادي ، وغيرهم ، وكلها تنهج نهج الزرقاوي في محاولة استئصال الشيعة ، وكسر شوكتهم ، واستهداف العراقيين وقتلهم ، تحت ذرائع من دين هجين صنعته مؤسسات الـــ C.I.A ومؤسسات الموساد الصهيوني ، ودوائر الإستخبارات البريطانية ، ويتعاملون مع العراقيين بنفس الأدبيات التكفيرية .
ولو أردنا فهم خطوات السيناريو الذي تنتهجه وتؤسس له دوائر الإحتلال فعلينا أن نلتفت الى نقطة مهمة تتعلق بالنتائج التي يمكن أن يتمخض عنها قتل الزرقاوي ، وتأثيرات هذه العملية على الواقع العراقي .
إن أول ردود الأفعال لجماعة الزرقاوي ، هو تهديد مدينة الصدر في بغداد ، كرد فعل على مقتل الزرقاوي ، في الوقت الذي كان من المنتظر فيه أن تتصعد العمليات العسكرية ضد الأمريكان ، ولكن الحقيقة تأبى إلا أن تعلن عن نفسها ، ويشاء التاريخ إلا أن يعيد الى أذهان البعض ما كتبناه آنفاً ، وما أشار إليه الأخ القائد مقتدى الصدر من أن الزرقاوي وأشياعه وأتباعه ليسوا إلا صنيعة من صنائع المحتل ، وليسوا إلا أداة من أدوات تحقيق مفردات الأجندة الصهيو – أمريكية في العراق والمنطقة ووسيلة من وسائل إشعال الفتنة الطائفية .
التهديد ضد مدينة الصدر جاء مباشرة عقب انتشار خبر مقتل الزرقاوي ، وبعد تصريحاته الأخيرة وتهديده لأبناء المنهج الصدري خصوصاً وللشيعة عموماً ، وبذلك يكون الإرث الذي تركه هذا الشخص هو استهداف الشيعة واستئصالهم ، وهو يمثل نوعاً من أنواع الوصايا التي يكتبها الأحياء للأحياء قبل مماتهم ، مضافاً إليها أننا يمكن أن نفهم أن المغرر بهم في البنتاغون وعبيد الإعلام في العالم يعتبرون أن مقتل الزرقاوي نوع من أنواع الانتصار الذي حققته أمريكا في المنطقة ، كما توهم البعض بأن القضاء على سلطة الديكتاتورية البعثية الصدامية هو نوع من أنواع تحقيق الديمقراطية في العراق ، ولكن العراقيين يعرفون أن عملية القضاء على سلطة صدام أشبه بعملية تصفية الحسابات بين العصابات ، وكثيراً ما يردد العراقيون تعليقاً على احتلال العراق قائلين (( راح الصانع ...وجاء الأسطة ) .
إن كثافة ما تحتويه السطور أعلاه يمنع من الإسهاب والإطالة ، ويمنع من الشرح المطول ، ولكن بقي أن نشير الى أن الهرج الحاصل في البصرة ، والمرج المتوقع حصوله في بقية محافظات الجنوب ، وتصريحات بعض القوى السياسية المحلية والعربية ضد الشيعة عموماً وجيش الإمام المهدي خصوصاً ، وتأكيد وسائل الإعلام العربية والعالمية لتصوير مشهد الأحداث على أنه عملية لتصفية السنة في العراق ، ما هو إلا مشروع يراد منه ترسيخ فكرة عقدة اضطهاد أبناء السنة ، والتي ستفتح شهية ( الأعراب ) ليدلو بدلوهم في محاولة حماية أبناء السنة بزعمهم ، وهذا ما سيمنح الولايات المتحدة الأمريكية ذريعة وحجة واضحة في استنفار الجيوش العربية للتدخل في العراق لحل الأزمة ، ولكن هذا ما سيحصل بعد اشتعال فتيل الفتنة الطائفية ونشوب أوار الحرب الأهلية طبعاً .
العراق / عاصمة العالم المحتلة
marwanyautho@yahoo.com