المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الخادمة متى تكون سببا للطلاق؟



جمال
06-13-2006, 06:44 AM
تحقيق: ثائرة محمد

تختلف الزوجة مع خادمتها حول امر ما في شؤون المنزل أو غيرها، وقد يمتد الخلاف بينهما ويبلغ ذروته امام الزوج الذي لم يدر تداعيات المشكلة منذ بدايتها فتكون الصورة لديه غير مكتملة، ولا يرى منها سوى جانب القسوة والعنف من قبل زوجته التي قد تكون على حق لأن الزوج يرى فقط انفعالات وعصبية زوجته على الخادمة فيحكم عليها بالخطأ والتعدي حتى وان كانت الخادمة تستحق هذا التعنيف في بعض المواقف، لأن الانسانية الفطرية من شفقة ورحمة تنتصر على العقل أحيانا لدى الرجل فيقف في صف الخادمة لكونها الخصم الأضعف والمثير للشفقة لأنها لا حول لها ولا قوة امام مخدومتها سوى الصمت.

الا ان وقوف الزوج هذا الى جانب خادمته يثير بداخل زوجته بركانا من العصبية الذي يؤدي الى الخلاف الزوجي، ويؤزم العلاقة فيما بينهما نظرا الى الجهل بتبعات المشكلة.
في هذا التحقيق نتابع قصص ومشاكل زوجية يسببها الخدم نتيجة وقوف الزوج وتدخله الى صف الخادمة وتحويل المشكلة بينهما الى طرف ثالث (الزوج) فتابعونا، علما بأننا لا نعمم ذلك على جميع الخدم، انما على تلك الفئة التي هي موضوع تحقيقنا.

داليا نجم الدين جمال لها تجارب مريرة مع الخدم وجربت الكثير من الجنسيتين (الفلبينية والاندونيسية) وخرجت بنتائج غير مشجعة للاستعانة بتلك الجنسيتين مما دعاها للاستعانة بجنسية اخرى من الهند، حيث رأت ان هذه الفئة الأخيرة أفضل في الخدمة المنزلية والراحة النفسية أيضا من سابقتهن.

وتروي لنا داليا عن تجربتها مع الخدم التي حولت حياتها الى جحيم وخلافات زوجية على حد تعبيرها، قائلة: انه لكونها أم لولدين وبنت فضلت الاستعانة بخادمة اندونيسية مسلمة في البداية معتقدة انها أفضل للراحة النفسية والاطمئنان على أولادها من أخرى لا تحمل الديانة نفسها. الا ان هذا الاعتقاد سرعان مازال بعد تصرفات الخادمة غير المريح والمطمئن تجاهها وتجاه اولادها حيث كانت تثير الفتن والمشاكل بينها وبين زوجها، وتحاول الايقاع بينهما، فقد كانت تمثل أمام زوجها بالوداعة والطيبة والمسكنة، وتفتعل المشاكل في غيابه وتمثل امامه بأنها مظلومة من خلال بكائها وشكواها مني باستمرار له مدعية انني لا اعاملها برحمة، وبسببها دخلت مع زوجي في مشاكل كثيرة، وكان دائما دفاعه عنها بحجة انه خائف على الأولاد لكونهم بين يديها غالبية الوقت نتيجة انشغالها بالعمل وحاولت مرارا ان اضعه في الصورة وان اشرح له كيف تستفزني وتفعل خلاف ما أطلب، فهي تخرج من البيت في غيابي ولا تعامل الأولاد معاملة حسنة وتهمل اطعامهم والاهتمام بهم الا ان كلامي لم يؤخذ بعين الاعتبار، وذات مرة خرجت عن (طوري) أمامه وضربتها بعد ان تأكدت انها تسعى الى استفزازي واثارة عصبيتي مما دعاها الى البكاء أمامه بشدة، تتوسل اليه بالعودة الى بلادها لأنها لولا وجوده لما بقيت في البيت. الأمر الذي دعا زوجي الى الصراخ في وجهي متهمني بالقسوة، فتحولت المشكلة التي بيني وبينها الى خلاف بيني وبين زوجي وصل الحد فيها الى ضربي ومغادرتي للبيت. وهذا ما كانت تسعى اليه حيث هدأت وابتسمت عندما رأتني أغادر منزلي.

وعرفت لاحقا ان هذه الخادمة تحب زوجي وتسعى الى اثارة المشاكل بيننا من احدى صديقاتها، وهي خادمة تعمل في بيت أهلي أغريتها بالمال فحدثتني عن مدى حبها لزوجي.
وقررت على الفور العودة الى بيتي وحل الخلاف مع زوجي واعادتها الى المكتب.

تثير الفتن بيننا

وتكمل داليا عن خادمة اخرى من الجنسية الفلبينية كانت تعتقد انها أفضل من سابقتها في اللطافة واللباقة وحسن التصرف، الا ان هذا الاعتقاد سرعان مازال فقد لاحظت بعد فترة ان الخادمة تحاول تشكيكها في تصرفات زوجها وتحاول تنبيهها بأن زوجها يعرف أخريات عليها الا انها لم تصغ بداية لها ولم تترك الشك يرتابها وبعد ذلك لاحظت داليا ان جرس الهاتف يقرع كثيرا في البيت ولا أحد يجيب في حين ان الخادمة تؤكد لها انها عندما ترد على الهاتف فان الطرف الآخر سيدة تطلب التحدث مع الزوج، وان تلك المرأة تتصل طوال اليوم حتى أثناء غياب الزوجة عن البيت، وعندما واجهت داليا زوجها بتلك المتصلة 'افحمها' بجواب مقنع حيث ان من تريده حقا من النساء لا تتصل عليه على هاتفه النقال لضمان وجوده والرد عليها على الأقل، وعرفت ايضا من زوجها ان الخادمة تخبره عندما تخرج ان هناك متصلا رجلا يطلب زوجته ويقفل اذا ما قام هو بالرد.. وقرر الزوجان ان يضعا جهاز تسجيل من خلاله اكتشفا ان هذه الخادمة على علاقة مع عامل في احدى المطاعم المجاورة لبيتهما وانها اثناء غيابهما تقابله في الشقة والأولاد نيام. وكانت تفعل ذلك مع الزوجين لايقاع الفتنة بينهما وابعاد الشك عنها.

وكان مصير هذه الخادمة كسابقتها بعد ان اشعلت كثيرا من المشاكل والفتن والخلافات فيما بينهما، وقررت أخيرا الاستعانة بخادمة هندية وهي الآن لديها منذ عامين وتشعر معها بالاطمئنان بعد ان كرهت البيت وزوجها من الخادمتين السابقتين.

الخدم أحد أسباب الطلاق

المشاكل التي سببها الخدم كثيرة ونسمع عنها كل يوم من الناس والصحف ووسائل الاعلام الا ان حاجة الناس الى مثل هذه الأيدي العاملة تجعلهم يستطيعون الاستغناء عنها، خاصة بوجود زوجة عاملة وعلى الرغم من ذلك فان فجر حمد الهاجري قد اخذت قرارا بعدم الاستعانة بالخدم لأن ما سمعت به من المقربين من الاهل والصديقات كفيل بأخذ هذا القرار.

وأكدت الهاجري ان كثيرا من الخدم كانوا سببا مباشرا احيانا في حدوث الطلاق بين الزوجين وغير مباشر في اثارة الفتن والخلافات بينهما، معتبرة ان كلا الزوجين احيانا يستخدمون الخدم كوسيلة للتجسس على الطرف الآخر، مما تكون النتيجة طلاق أو خلاف زوجي حاد.

كما اعتبرت الهاجري ان بعض الخدم يتطوعون في ايصال اخبار احد الزوجين للآخر للتودد والتقرب منه أو للحصول على مبلغ مادي غير مبالين احيانا نتيجة الجهل بالعواقب قد تحل على الأسرة، وأيضا ارجعت نور الصانع سلوك الخدم الى الجهل والأمية والفقر والتخلف، وافتقار الخادم الى القيم الانسانية ودفع بعض الخدم في اثارة المشاكل والخلافات بين الأزواج لأن الخادمة لا يهمها سوى المادة التي تغربت من أجلها.

تزوج بالخادمة

في حين ان سندس العامري اعتبرت ان الخادمات يعون تماما ما قد يحصل من مشاكل ونتائج سلبية نتيجة الفتن والمشاكل التي قد يخططون لها مسبقا، لأن الحياة مدرسة التعليم الأولى ولا يحتاج الأمر الى مدارس ليتعلم الانسان فيها ما ينبغي ان يقوله ويفعله وما لا ينبغي والبعض من الخادمات تكون لهن اهداف ومطامع غير المادة مثل الفوز (بالزوج) مثلا حتى وان كان مخدومهن لضمان حياة كريمة مستقبلا. وهذا ما حدث مع الكثيرات، مشيرة الى ان احداهن والتي استعانت بخادمة (سيلانية) استطاعت ان تخطط وتدبر لايقاع مخدومها في شباكها بالعناية والرعاية الفائقة له وتقديم الخدمات التي لا تجوز أحيانا مثل عرضها عليه (المساج) بحجة حاجة جسمه الى الراحة من عناء العمل، خاصة في غياب الزوجة وانشغالها (بدوامين).

ونجحت خطة الخادمة لتحظى بالزواج منه ولتنال الخير الأعظم من الجنسية والمال والحياة الكريمة والتي لن تحظى بها اطلاقا لو عادت الى بلدها.
ونتيجة ثقة الزوجة بخادمتها وزوجها ثقة عمياء وانشغالها عن زوجها بالعمل تفاجأت بعد فترة بأن خادمتها قد هربت، الا انها سرعان ما اكتشفت ان زوجها قد تزوج بالخادمة وانه استأجر لها شقة في منطقة بعيدة عنها وان خادمتها حامل منه، وأصبحت الخادمة شريكة مع مخدومتها في زوجها.
الزوج غافل بالخفايا

اما فاتن علي فترى ان المشاكل التي تثيرها الزوجة مع خادمتها بوجود الزوج ربما تكون نتيجة تراكمات سابقة صبرت عليها الزوجة، ولكنها سرعان ما تنفجر لعدم تحمل الزوجة لتلك التصرفات ولا يعرف الزوج في كثير من الاحيان تبعيات ما يجري فيحكم على زوجته بالمتية على الخادمة المسكينة التي لا تملك الدفاع عن نفسها، الأمر الذي يجعله يشفق على الخادمة لائما زوجته على سوء تصرفها معها، مما يجعل الزوجة تزداد في عنادها وحدتها مع خادمتها لاستفزاز زوجها في ردة فعله، مما يثير مشكلة بينهما فيتحول فيما بعد الى خلافات زوجية.

معتبرة ان الزوجة الحكيمة لا تحاول اظهار مشاكلها مع خادمتها امام الزوج حتى لا تسمح بالتدخل، وحتى لا تستغل الخادمة الفرصة للايقاع بين الزوجين مستعطفة قلب الرجل.

تحتمى بزوجي

صبيحة عبدالله عبرت عن رأيها في ان بعض ومن أمثلتهم خادمتها قد تحتمي بالزوج للوقوف الى جانبها حول أي خلاف حتى وان كان بسيطا، لأن الزوج يتدخل بدافع النخوة والشهامة فتتحول المشكلة في حدودها الضيقة لتتسع لطرف ثالث في القضية فتتحول المشكلة الى خلاف زوجي بعد ان تتقن الخادمة تمثيل دور الضحية والمظلومة من مدخومتها، معتبرة ان الرجل لا بد ألا يتدخل في شؤون الخادمة لأن الأمر يهم المرأة لكونها سيدة البيت وهي ادرى بما يحدث من زوجها البعيد عن هذه المسؤولية.

موقف مخالف

الأمر عند حنان المبارك عكس ما يحدث فهي التي عادة ما تكون وسيط في فض النزاع حتى قبل ان يكبر بين زوجها والخادمة، فهي محامي الدفاع عن خادمتها دائما وتبرر لها أمامه اي خطأ تفعله حتى لا تثير مشكلة بينهما لتجنيب الخادمة اللوم والتوبيخ، ربما لأنها الأكثر حاجة الى الخادمة من الزوج، فهي تسيطر على حد تعبيرها على زمام الأمور ولا تسمح بوجود خلاف ليستتب الأمن في البيت.
كذلك رأي محمد زوربا ان الخدم وما يسببوه من خلافات زوجية تكون ناتجة عن جهل الزوجين وسوء تصرفهما معتبرا ان الزوج الذي يقف مع الخادمة ضد زوجته احد أمرين، اما ان يكون مستاء من الزوجة بالأصل ويريد ان يفجر غضبه عليها لأي سبب من الأسباب، اما انه يرى بالفعل ان زوجته ظالمة وتستحق الخادمة الوقوف معها لأن الزوج يشعر من خلال عشرته مع زوجته بأنها 'ظالمة'، محاولا منه ان ينصف الخادمة دفاعا ايضا عن اطفاله الذين بين يدي خادمته حتى لا يفرغ الخادمة غضبها على اطفاله في غيابها.

عدم التدخل بالخادمة

بينما ترى غادة سعيفان ان الزوج لا بد ألا يتدخل بالخادمة بأي حال من الأحوال لأنها من اختصاص المرأة، وألا تتجاوز العلاقة بينهما أكثر من علاقة خادمة بمخدومها.
ونتيجة لذلك تكون الزوجة مسؤولة مسؤولية كاملة عن زوجها وعن متطلباته حتى لا يسمع برفع الحواجز بينهما، مشيرة الى ان زوجها يفعل ذلك ولا يتدخل مطلقا بالخادمة ولا يتعدى معرفته بها حد السلام.

وتنصح السعيفان المرأة بألا تجعل الخلاف بينها وبين خادمتها يتعدى حدود الزوج وأن تسوى أمورها مع خادمتها فيما بينهما حتى لا يثير أي خلاف زوجي وألا تهمل الزوج وتركن على الخادمة في كل الأمور، وان تطلب من خادمتها الحد المعقول من الخدمة حتى لا تتذمر الخادمة وتبدأ بالشكوى من مخدومتها، وحتى تسير الحياة باستقرار لا بد ان نعامل الخدم معاملة حسنة تبطنها الرحمة والانسانية.


علم الإجتماع : 'لن تجد خادمة مرضية مائة في المائة'

والتقينا بالباحثة الاجتماعية هدى رشدي والتي حدثتنا عن كيفية التعامل مع الخدم لتجنب خلاف زوجي قائلة: ان على المرأة ان تعرف أولا ان هذه الخادمة جاءت من بيئة مختلفة بطباع وعادات وتقاليد ودين أحيانا مغايرة لبيئتها، وان المرأة مهما سعت للبحث عن خادمة مرضية لمتطلباتها مائة في المائة فانها لن تجد في العالم كله، فاذا كان اختيار الأصدقاء الذين هم من بيئتنا لا نجد من بينهن يوافقن بالمطلق فما بالنا بخادمة مختلفة البيئة والتعليم والطباع.

ولهذا فان على المرأة ان تتجاوز كثير من الأخطاء المعقولة الصادرة من الخادمة لكي تسير الحياة، وان تكون مسؤولة مسؤولية مباشرة عن الاهتمام بأعباء الزوج والأبناء، وان يقتصر اهتمام الخادمة بأعباء التنظيف المنزلية، مشرفة ايضا على خادمتها وما تفعله قدر استطاعتها من دون ان تطلب منها سوى الحد المستطاع من الخدمة، ولا تحول الحوار بينها وبين زوجها على الدوام الى حوار عن الخادمة وما تفعله من صنيع حسن أو سيئ لتتجنب شغل فكره بخصوصها.

وان أي خلاف يحدث بينهما لا تدخل الزوج طرف ثالث للتدخل حتى لا يتحول الخلاف بينهما الى خلاف زوجي محاولة ان تحل مشاكلها معها من دون تدخل أو معرفة أحد.

وعلى الزوجة ان تعرف ان الخادمة اصبحت فردا من أفراد الأسرة وعليها ان تكسبه ليكون عضوا ايجابيا ومساعدا في الأسرة بمعاملتها بالحسنى حتى لا تتحول الى عضو سلبي ومدمر ان لم يكن بالخلافات الزوجية فقد يؤثر ذلك على انفعالات ومعاملتها مع الأولاد، فكلما اهتمت المرأة بمسؤوليات زوجها وراعتها بنفسها كلما وضعت للخادمة حاجزا منيعا بينها وبين زوجها، ولا يمكن ان تكون بذلك سببا في الخلاف الزوجي.