المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سياسيون وعلماء شيعة لبنانيون ينتقدون هيمنة "حزب الله" و"أمل" على القرار الشيعي



سمير
06-12-2006, 11:21 PM
هل ثمة مكان مازال موجودا للاعتدال الشيعي بعد "خميس الشغب"?!

أكدوا لـ "السياسة" ضرورة تسليط الضوء على الرأي الشيعي المستقل وعدم الانجرار وراء جريمة تهميشه


بيروت - من صبحي الدبيسي

طرحت مسألة الاعتدال الشيعي من الباب العريض بعد الذي جرى في الاول من يونيو اثر موجة الاحتجاج بعد عرض حلقة المسلسل المحلي "بس مات وطن" الذي تناول في بعض فقراته رسما كاريكاتوريا للامين العام ل¯"حزب الله" السيد حسن نصر الله. وفي هذا السياق برزت مواقف وادانات شديدة لشخصيات شيعية معتدلة تستنكر ما جرى والطريقة التي عولج بها الموضوع, وكأن البلاد ما زالت تعيش حال من الفوضى فلا دولة ولا قانون ولا رادع ولا وازع, ما وضع الكثير من علامات الاستفهام حول مستقبل البلاد ومؤتمر الحوار وكل الحلول قيد البحث من اجل استعادة الدولة لمقوماتها ومعالجة كل القضايا التي تعيق هذه العودة. وفي هذا الاطار رأى العلامة السيد محمد حسن الامين ان ما جرى هو تعبير عن تفاقم النظام الطائفي السياسي الذي يقوم على بنية سياسية تستند الى تحالف الطوائف والى اقتسام الطوائف لموقع السلطة والقرار في الدولة اللبنانية, حيث تراجعت وبصورة مفجعة كل المحاولات المخلصة لتطوير النظام السياسي اللبناني والانتقال به من نظام الطوائف الى نظام المواطنة, وكلما ازداد تاثير سلطة الطوائف في لبنان يزداد التسلط داخل الطائفة نفسها فيغدو بروز اتجاهات مختلفة ومتعددة حتى داخل الطائفة الواحدة ومنها الطائفة الشيعية امرا صعبا, ان لم نقل مستحيلا اي ان الطائفة في ظل نظام طائفي تجنح الى اعتماد وحدة القرار, بل ديكتاتورية القرار استنادا لما يسمى احيانا بحالة الطوارئ ويمنح بواسطة القهر فريقا واحدا امتياز السلطة داخل الطائفة واحتكارها حصريا.

اما المهندس رياض الاسعد سليل لاسرة الاسعدية وحفيد رئيس حكومة الاستقلال رياض الصلح فرأى من جهته ان ما حصل غريب. وغريب حتى عن "حزب الله" نفسه وهو نتيجة الفرز الطائفي التي جعلت الناس تقف خلف متاريسها نتيجة الانتخابات والصفقات السياسية اي هي نتيجة عوامل اخرى وهو من القائلين "باننا لا نستطيع حماية المقاومة بالتقوقع والانغلاق الشيعي والطريقة الوحيدة لحماية المقاومة هو بالانفتاح على الاخر وتحديدا المسيحي وتحديدا العمق العربي الذي يؤمن لنا الحماية الكاملة والسني في العالم العربي تحديدا هناك وضع صعب.. هناك اهانة معينة كنت اعتقد ان طريقة الاحتجاج على عكس ما حصلت وان نكون قد تعلمنا من الاخرين.. ما جرى حركة افتعال غير متوقعة وفلتان غير متوقع, متسائلا كيف جرى ذلك.. ولو تطورت الامور الى الاسوا فماذا كان سيحصل?

اما الشيخ محمد الحاج حسن رئيس التكتل الطالبي الاسلامي المسيحي فقد غمز من قناة هيمنة "حزب الله" وحركة "امل" على مقدرات الطائفية الشيعية, مطالبا بتسليط الضوء على الرأي الشيعي المستقل وعدم الانجرار في جريمة تهميشه وتغييبه تحت اية ذريعة, رافضا احتكار "حزب الله" و"امل" لوظائف الطائفة الشيعية واعتماد مبدا النزاهة والكفاءة.

»السياسة« التقت كل من العلامة الامين والمهندس الاسعد والشيخ الحاج حسن: وفيما يلي نص اللقاء:

* العلامة محمد حسن الامين قال:

من الصعب توصيف معنى الاعتدال, لاننا عندما نتحدث عن اعتدال في مجال ديني عقائدي يختلف الامر عنه عندما نتحدث عن الاعتدال في مجال تاريخي سياسي واذا كان التطرف هو السمة الغالبة في السياسات المتصلة بحركة الصحوة او النهوض الاسلامي فان ذلك يشمل مختلف المنطلقات المذهبية الاسلامية المشاركة في هذه الصحوة السياسية, ومنهم الشيعة الذين يشكلون اطارا مذهبيا اسلاميا يوجد في داخله اتجاهات متعددة على مستوى الاجتهاد الفقهي والاجتهاد السياسي.

لكننا نلاحظ كما في المساحات المذهبية الاخرى رموزا للاتجاهات المتشددة ان لم نقل المتطرفة وهذه الظاهرة تدعونا الى رؤية العوامل الاشمل المؤثرة في انتاج التيارات السياسية على مستوى المنطقة العربية والاسلامية حيث تطالعنا بصورة واضحة هذه الظاهرة التي اطلق عليها مصطلح الاصولية والتي يرى البعض انها لا تمثل الاسلام بقدر ما تمثل ردة الفعل الطبيعية لاتجاهات قمعية على المستوى السياسي والاقتصادي تمارسها القوى الكبرى في العالم وتمارسها بصورة مباشرة الانظمة السياسية في الدول العربية والاسلامية, ونحن نميل الى اعتبار التطرف في الفكر الديني وفي اتجاهاته السياسية مظهرا بشريا تاريخيا وان كان يحاول اسناد شرعيته للتراث الديني وللعقيدة الدينية وبالعودة الى التشيع فانني اعتقد ان الاسس والمرتكزات التي يقوم عليها التشيع بعيدة كل البعد عن هذا النحو من التطرف والمغالاة التي تظهر في وجدان وفي مناطق شيعية متعددة وفي لبنان, فان هذه الظاهرة اذا وجدت فهي تعبير عن تفاقم النظام الطائفي السياسي الذي يقوم كما تعلمون على بنية سياسية تستند الى تحالف الطوائف او الى اقتسام الطوائف لمواقع السلطة الراهن, حيث تراجعت بصورة مفجعة كل المحاولات المخلصة لتطوير النظام السياسي اللبناني والانتقال به من نظام الطوائف الى نظام المواطنة.

كلما ازداد تاثير سلطة الطوائف في لبنان يزداد معها التسلط داخل الطائفة نفسها, فيغدو بروز اتجاهات مختلفة ومتعددة حتى داخل الطائفة الواحدة ومنها الطائفة الشيعية امرا صعبا, ان لم نقل مستحيلا اي ان الطائفة في ظل النظام الطائفي تجنح الى اعتماد وحدة القرار بل ديكتاتورية القرار, استنادا لما يسمى احيانا بحالة الطوارئ والاستنفار, بمعنى انها لا تقوم على مستوى الشعب بل تقوم على مستوى الطوائف, بمعنى اعلان حالة الطوارئ في بلدان مثل سورية ومصر ايضا بسد الطريق امام اتجاهات مختلفة, داخل الطائفة الواحدة فان المنحى السياسي السائد لضيق دائرة التعددد والاختلاف ويمنح بواسطة القهر فريقا واحدا امتياز السلطة داخل الطائفة واحتكارها حصريا.

طبعا اذا لاحظنا ان تراث المقاومة داخل الطائفة الشيعية شكل عاملا اضافيا حيث انه تحت ذريعة تحرير الجنوب والخبز "حزب الله" شكل ايضا عاملا اضافيا لتحديد سلطة القرار في الطائفة الذي صار حقا مشتركا بين حزبين او بين اتجاهين داخل هذه الطائفة في الوقت الذي تشكل فيه الدائرة الشعبية الديمقراطية مساحة للتنوع والتعدد نعرفها جميعا, ولكنها في النظام الراهن تبقى مساحات غير معبر عنها وهذا ما يدعونا دائما الى العمل السياسي والثقافي باتجاه انتاج متغيرات في النظام السياسي العام, لانه المدخل الوحيد للاصلاح السياسي بما فيه داخل الطائفة الشيعية التي هي جزء من منظومة الطوائف التي تقوم عليها الدولة وامتيازات السلطة.

اللقاء الشيعي سمته الاعتدال, الذوبان داخل البنية الوطنية العامة وهذه فعلا ما زالت تشكل الهدف الذي نلمس الحاجة اليه وتزداد كلما مضينا قدما في مواجهة الازمة الوطنية بكل جوانبها وما زلت اعتقد بل ازداد اقناعا بان المناخ الوطني داخل الطائفة الشيعية مؤهل لان يلعب دورا اساسيا في اقامة اصطفاف وطني لبناني يشكل نقلة نوعية من الواقع الطائفي الى واقع المواطنة الذي يطمح اليه معظم اللبنانيين الحاضرين بطوائفهم وليس الشيعة فحسب وكان مؤسفا ان هذه الحركة لاقت حربا شعواء من كل المواقع ولاقت محاربة من المستفيدين من الاصطفاف الطائفي بصورة عامة, لانهم ادركوا الاهداف الاساسية لمثل هذه الحركة ليست لمصلحة نظام التقاسم والمحاصصة التي تحرص عليه الطبقة السياسية الممسكة بزمام السلطة للحفاظ على مكاسبها, الا ان المرتكز الذي انطلق منه اللقاء الشيعي الوطني يزداد الان اتساعا وتبرز الحاجة للعودة اليه بصورة اكبر وهذا ما يتجلى في اللقاء الوطني اللبناني غير المنتمي للاحزاب الطائفية الذي انشئ حاليا. طبعا هناك لقاءات وتشاور ودراسة وتتبع للاوضاع الراهنة وترصد الاوقات المناسبة لاطلاق تحرك سياسي مدروس ومتجاوب مع الاتجاهات المماثلة في الطوائف الاخرى والتي تعاني بالدرجة المماثلة من المصادرات التي تمارسها الطوائف من هذه الاتجاهات الوطنية في الطوائف الاخرى وخصوصا ما تبقى من مؤسسات الدولة اللبنانية والتي هي الهدف لجميع اللبنانيين اي ان قيام الدولة يواجه في هذه المرحلة ما يواجهه على مستوى تسوية ما سيعرض مؤسسات في هذه الدولة, بما يرافقه من انهيار اقتصادي بيئي يشكل ذريعة لسياسة الاصطفاف الطائفي غير الطبيعي ان يكون هذا بالتطرف ظرفا يؤهل لتجديد الخطاب الوطني اللاطائفي, وصولا الى الهدف الاسمى وهو نظام المواطنة على مستوى النسبية اللبنانية السياسية كلها. نعم يوجد عوامل مع الاسف خارجية ما زالت تشكل عائقا هي الاوضاع الحرجة السياسية على مستوى المنطقة والتي يفقد فيها لبنان قدرته على القرار السياسي المستقل.

لا نستطيع الحصر ولا العد واكثر مما تخيل الكثيرون بل يمكنني ان اقول بكل اطمئنان ان الاكثرية الساحقة في الطائفة كما في الطوائف الاخرى هي في دائرة هذا الاتجاه العام الذي ذكرته انفا, ولكي يتحول هذا الرصيد الى حركة ميدانية سياسية, فان الامر يحتاج الى متغيرات في الظروف الضاغطة الراهنة حاليا وكما اشرت في بداية حديثي تظهر بصورة كبيرة بروز الغضب الطائفي وتجده باستمرار والابقاء عليه متوترا وهذا بتقديرنا لن يستمر طويلا, على الاقل لانه يتناقض مع طبيعة الاستنفار ورفع القدرات الملحة لمواجهة الازمات على الاقل, اما اذا كان يدور حول خطة او تحرك راهن فالجواب ليس هناك خطة وتحرك في ظل الظروف الراهنة, بل يوجد شيء من الترقب ومن الحوار الدؤوب داخل مجموعة واسعة من النخب الفكرية والثقافية وعلى المستوى العام غير مبشرة في الوضع الداخلي وفي انحسار التاثير الوطني اللبناني على صورة المستقبل القريب, حيث لاول مرة بعد نهاية الحرب اللبنانية تبدو سماة مشابهة لما كان عليه الوضع قبل الحرب اللبنانية الذي مهد لها بفاعلية العامل الاقليمي والدولي في وضعنا اكبر منها في اي وقت مضى وتبدو الطبقة السياسية الممسكة اكثر تهادنا في مواجهة هذها لعوامل في اي مرحلة سبقت.

ما هو جار حاليا والصورة الراهنة لا تدفع كثيرا الى التفاؤل لولا بروز ملفت للوعي السياسي الشعبي الوطني العام الذي يكاد يعزل بصورة واضحة الطبقة السياسية الحاكمة وبرز اكثر من اي وقت مضى رغبة حقيقية في الخلاص من هذه الطبقة السياسية ومن شعاراتها وانماط سلوكها الذي لم يعد يحظى باي تاكيد وليس لديها سوى الوضع الطائفي الذي تتكسر عليه كلما تفاقمت الازمة واحسست بفشل طروحاتها وسياساتها.

رياض الاسعد:

* ورثتم الاعتدال في العمل السياسي عن جدكم المرحوم رياض الصلح رئيس حكومة الاستقلال, فهل ما جرى في الاول من حزيران يوضع في خانة الاعتدال الشيعي واين هو الاعتدال الشيعي هذه الايام?
الحقيقة ان رياض الصلح هو الاعتدال لان العمق الذي كان يعيش فيه وولد فيه هو عمق جنوبي بامتياز, ولو قرانا اول كتاباته عن الحالة التربوية في جبل عامل سنة 1911 لوجدنا انه يمثل قمة في الاعتدال وال الصلح من الجنوب وفي مرحلة من المراحل كان ووالده وابن عمه من كبار الملاكين في الجنوب وجده احمد الصلح ايضا كان قاضيا في صيدا وهو الذي حكم بفض النزاعات بين الدروز والمسيحيين في ايام الدولة العثمانية لدرجة ان العثمانيين تضايقوا منه ونفوه.

الاعتدال طبيعي عند ال الصلح ولا ننسى ايضا ان ال الاسعد كانوا وما زالوا معتدلين وتاريخيا تميزنا بهذا الاعتدال وهذا ما اشار اليه بعض المؤرخين الذي كتب تاريخ جبل عامل والمعارك التي قتل فيها جدي وجد جدي ومشكلتنا اننا حمينا المسيحيين وانتفضنا على مواقع معينة عندما حصلت عمليات دهم وتعدٍّ على املاكهم ما ادى الى اتهامنا من قبل كثيرين من الناس ان همنا الاعتدال وهمنا المحافظة على واقعنا السياسي..

ما حصل في الاول من حزيران غريب... عن "حزب الله".. انما كان متوقعا نتيجة الفرز الطائفي التي جعل كل الناس تقف خلف متاريسها وعندما تجلس الناس خلف المتاريس نتيجة الانتخابات والصفقات السياسية التي هي ايضا نتيجة عوامل اخرى منها الواقع في العراق ومنها اغتيال الرئيس الحريري, ومنها الهجمة على سورية, انما النتيجة الانتخابية التي كنت اعرف باننا سنصل الى ما نحن عليه, لانني كنت اقول باننا لا نستطيع حماية المقاومة بالتقوقع والانغلاق الشيعي, الطريقة الوحيدة لحماية المقاومة هي بالانفتاح على الاخر تحديدا المسيحي والعمق العربي الذي يؤمن لنا الحماية الكاملة والسني في العالم العربي تحديدا. ما حصل بعد الانتخابات النيابية جعل الناس مستنفرة على بعضها وبدون شك فان حركة الاستهداف التي نشهدها الان ما بين مواقع شباطية ومواقع اذارية وما بين الثامن من اذار والرابع عشر من اذار والرابع عشر من شباط جعلت من ساحات الالتقاء شبه معدومة, فالناس تنتظر بعضها.. نحن شاهدنا الاشرفية بعد تظاهرة حرق السفارة الدانماركية والاعتداء على ممتلكات الناس, وبالامس جرى تكسير سيارات.. هناك وضع صعب.. هناك اهانة معينة... كنت اعتقد ان طريقة الاحتجاج على عكس ما حصلت وان نكون قد تعلمنا من الاخرين.

الامر الثاني كنت اعرف الى اين وصلت الحركات وانا من الذين اكلوا نصيبهم في هذه الفورة الاحتجاجية, ما جرى حركة افتعال غير متوقعة وفلتان غير متوقع, فلو مررت لحظة الحادثة امام كنيسة مار ميخائيل في الشياح لوجدت حالة طبيعية وفي الطوابق العلوية لكنيسة كان يوجد شباب بالزي الاسود وصلوا الى هناك لحماية الكنيسة.. الغريب ان حزب منضبط فكيف جرى ذلك, وانا اعرف ان "حزب الله" حريص كل الحرص بعدم النزول الى الشارع ولا ينجر الى حرب الشوارع..

* من هم اذا الذين نزلوا الى الشارع اذا استثنينا "حزب الله"?

هناك خارجون عن القانون كثر يشتغلون هذه الامور وينزلون الى الشارع وهم معروفون.. من هم الذين يطلقون الشتائم ل¯"عمر" و"عثمان" و"علي" كلما حصلت مباراة رياضية بين فريقي النجمة والانصار, من هم هؤلاء?? لدرجة ان المسؤولين منعوا اجراء مباراة بين النجمة والانصار واصبحت تحصل من دون جمهور.. من هم هؤلاء.. نحن نتكلم عما جرى في بيروت وهل شاهدت بما جرى في صيدا?! هناك امر واقع لا احد يستطيع الافلات منه ولا اعرف اذا كان هناك اعتدال بعد عند الشيعي وعند السني.. فاذا اردنا ان نعرف الاعتدال انه هوية خارج هويتنا..

* لماذا الشعور وكأن شيئا ما يحضر ضد الشيعة وهناك نقزة شيعية غير موجودة لدى باقي الطوائف على انها مستهدفة وكأنها تنتظر اعتداء ما..

النقزة, موجودة لدى سائر الطوائف ولكنها ليست بهذه الانفعالية الموجودة بها عند الطائفة الشيعية, وانا ضد هذه النقزة وهذه الانفعالية دفعت ثمنها لانني خضت المعركة ضد هذه النقزة ودفعت الثمن ليس لانني ضعيف وغير قوي وليس من باب التحدي.. برايي لا يوجد هجمة ضد الشيعة لان خياراتنا واضحة وتهييج الناس وكان البعض يريد ذبح الشيعة تهييج انتخابي لا اكثر ولا اقل, ومن غير المعقول ان يحصل ذلك.

ولكن في المقابل هناك كلام اقليمي صدر عن بعض المسؤولين العرب بحديثهم عن الهلال الشيعي والواقع الايراني والواقع العراقي هيج الوضع كله.. وانا هنا اوافق السيد حسن في كلامه وقد بحثنا في الكثير من الاجتماعات, كنا نتكلم معه في هذا الموضوع بالتحديد وبرايي عملية احتواء ايران هي اساس اللعبة وعملية احتواء ايران لن تحصل الا بخلق متاريس سنية شيعية بغية ادخال قوى قادرة على المجابهة مثل تركيا وباكستان وهذا ما نشاهده. نحن في لبنان ندفع الثمن لاننا ارض مشققة لماذا نحن نلعب هذه اللعبة لا اعرف.. ولكن هناك تهييجا شيعيا كبيرا ولا احد يريد ان يسمع وبرايي عملية الدمج الذي تحدث عنها الامين العام ل¯"حزب الله" بين "امل" و"حزب الله" ليست سليمة, لانها ليست عملية شركة تشتري شركة اخرى ضمن مبالغ معينة, الدمج بالنفسية وبالشعبية لم يتم استكمالها والحاقها بعملية دمج تنظيمية وبالتالي تبقى امور كثيرة فالتة وهذا ما شاهدناه بالامس في تظاهرة الاحتجاج..

* الا تعتقد ان التطرف يؤدي الى المحاصرة والهزيمة فيما بعد.. لان الخصم عادة يسعى الى تكبير الامور وتاليب الراي العام ضدها ثم والقضاء عليها والامثلة كثيرة من شاه ايران الى صدام حسين الى بشير الجميل وغيرهم من الشخصيات السياسية التي جرى تضخيم موقعها ثم هزيمتها, الا نخشى من تضخيم الواقع الشيعي ثم هزيمته?

انا خوفي من الكلام, امن المجتمع المسيحي فوق كل اعتبار التي اطلقته الكتائب و"القوات اللبنانية" مشروع التطرف الماروني الذي ادى الى خيارات اهونها اسرائيل وابعدها الهجرة فنحن ندخل في هذا المشروع في قلب المجتمع الشيعي وانا اخاف من النتائج وقد قلت ذلك وحذرت منه.. الشيعة في لبنان خيارهم بسيط لعدة اسباب, اولا: لانه لا يوجد لدينا عمق لاجغرافي ولا اقتصادي, عندنا عمق ايماني موجود بشبه دولة اسمها العراق ودولة اسمها ايران, فالدولة الايرانية وشبه الدولة العراقية بعيدتان عن الواقع الجغرافي اللبناني. ثانيا: نحن موجودون في ثلاث مناطق جغرافية متباعدة عن بعضها البعض, ما بين الضاحية وما بين البقاع والجنوب, يصبح حكما على الشيعي ان يمر بالطوائف الاخرى والمناطق الاخرى والشيعي لا يستطيع ان يقيم "كونتونه" ولا ممراته الامنة. وهو حكما مفروض عليه ان يمر ويتهادن ويتطور مع المجموعات الاخرى.

ثالثا: المجموعات اللبنانية اذا اردنا شرحها هي التالي: المسيحي هو الغرب يستطيع الذهاب اليه ساعة يشاء, السني هو العربي في لبنان, الدرزي هو الدرزي في لبنان كما هو الدرزي في الجولان كما هو الدرزي في حوران, الشيعي هو اللبناني فليس لدينا خيار اخر ونحن لا نقدر الا ان نكون نتيجة خيار الانفتاح وليس التقوقع, الانفتاح على المجموعات اللبنانية, على العمق العربي وتحديدا من البوابة السورية, مرورا الى المجموعات السنية, وايضا لاننا شيعة واقلية في هذا العالم العربي-المسلم مجبرون ان نكون جزءا من هذا العالم.. والاهم من ذلك نحن مجبرون بالانفتاح على الاخرين لاننا مجتهدون ونحن منذ القدم استعملنا عقلنا واستنبطنا الاحكام من القران من الحديث ومن الفتاوى التي جعلت من حياتنا القدرة على مواكبة العصر. فنحن طالما اننا استعملنا العقل لا نقدر ان ننغلق, لاننا نصبح ضد طبيعتنا الانسانية.

وفي الاطار نفسه حدد رئيس التكتل الطالبي الاسلامي المسيحي الحاج محمد الحاج حسن مجموعة نقاط غمز فيها من قناة هيمنة "حزب الله" وحركة "امل" على مقدرات الطائفة الشيعية, مطالبا الاعلام في لبنان والعالم العربي الى القاء الضوء على الراي الشيعي المستقل الحر وعدم الانجرار في جريمة تهميشه وتغييبه تحت اية ذريعة ورفض احتكار "حزب الله" وحركة "امل" وظائف الدولة ومؤسساتها المعطاة لابناء الطائفة الشيعية واعتماد منطق الكفاءة والنزاهة وتاييد قانون انتخابي يعتمد القضاء دائرة انتخابية, ومطالبة الحكومة بحل الجزر الامنية واتخاذ قرار رسمي بمطالبة مجلس الامن الدولي بتعيين لجنة تقصي حقائق دولية لكشف مصير المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية.