مجاهدون
09-24-2003, 09:56 AM
الفسيفساء السياسية الشيعية في العراق.. وعملية أستدراج آية الله محمد حسين فضل الله الى النجف!!!
بحث
كتابات - سمير عبيد
مقدمة لا بد منها للتعريف.....!
هناك صراع خفي وطويل بين الحوزة العلمية العربية في النجف( العراق) وبين الحوزة العلمية الفارسية في قم ( أيران).. كون الأولى هي الأصل بحكم تأسيسها المتجذر في العراق منذ ما قبل دخول هولاكو الى بغداد، وبعد أن فتك بأهلها ، وبمكتباتها حيث أصبح حينها نهر دجلة باللون الأزرق والأسود، لشدة ما رمي به من كتب ومخطوطات، فهرب رجال الدين الشيعة حاملين ما تمكنوا من حمله من كتب ومخطوطات صوب مدينة ( الحلة ـ 60 كم جنوب بغداد) و من هناك كانت البداية في ترتيب أمرهم وتشكيل حوزتهم، فعلم هولاكو بالأمر..
فذهب وحاصرهم ولكنه وجه لهم سؤال خلد في التاريخ: (هل تريدون حاكم مسلم جائر أم حاكم غير مسلم عادل؟).. فأختاروا الجواب الأخير.. فقال لهم باشروا بعملكم وبأجتهاداتكم.. وهنا نقطة تُحسب للشيعة آنذاك كونهم تعاملوا بدهاء سياسي، وطبقوا مبدأ التقيّة التي هي منطق مهم عند أئمة أهل البيت (رض)، لأن رجال الدين هناك عرفوا أن عنصر القوة لديهم أتجاه هولاكو وجيشه الجرار معدوم تماما ، وعنصر التحدي كان مهزلة لو طُبّق من قبلهم، فلم يبقى الا عنصر الحكمة، وعنصر السياسة والتكتيك، فنجحوا بطرد شر وفتك هولاكو من جهة، وكسبوا ودّه من جهة أخرى، علما أنهم لم يقدموا شيئا في هذه المنازلة بل ربحوا حياتهم، وهدفهم ، ووطنهم، ودينهم ، ومذهبهم والمستقبل الذي أرادوه..
وبعد أن أستقرت الأوضاع، وبحكم مقام سيدنا علي بن أبي طالب (رض) في مدينة النجف زحفت الحوزة العلمية من الحلة صوب مدينة النجف ( 160كم جنوب بغداد) لستقر وتزدهر من هناك بقيادة رائدها المرحوم الشيخ ( الطوسي).. وبدأت بالنمو لتكون مقر الحوزة العلمية، والمرجعية العليا لشيعة العالم أجمع ، ومنها تخرج جميع علماء وفقهاء ومراجع الشيعة الكبار لينتشروا في أرجاء الدنيا كأغصان مرتبطة بالشجرة التي هي الحوزة والمرجعية في مدينة النجف الأشرف في العراق، والتي حاولت أن لا تتدخل في السياسة جهد الأمكان ، ولم تستلم دعماً حكوميا، ولكنها لها شرف تثوير العراقيين ضد الأحتلال الأنجليزي وطرده عام 1920 تحت لواء ( ثورة العشرين) وبقيت مع القضايا السياسية ولكن بطريقة حذرة أو بسيطة، فمثلا كل العراقيين يتذكرون الفتوى الشهيرة التي قالها المرجع الأعلى للشيعة آنذاك( أية الله محسن الحكيم) وهو والد السيد محمد باقر الحكيم رحمه الله والذي أستشهد في يوم الجمعة المصادف 29/8 في النجف أثر أنفجار سيارة مفخخة ومقتل العشرات معه بعد صلاة الجمعة هناك..حيث ( منع محسن الحكيم الحرب على الأكراد والتي كان يشنها عبد السلام عارف رئيس الجمهورية العراقية، ووبخ الزعيم عبد الكريم قاسم رئيس وزراء العراق لأول فترة جمهورية في العراق ( من قبله)عندما تحالف مع الشيوعيين).
وبرز من بين صفوفها رجال عظام أمثال المرحوم الطوسي، كاشف الغطاء، محسن الحكيم، أبو القاسم الخوئي، السبزواري ،و الحي السيستاني وغيرهم..كما هناك مفكرين أمثال السيد محمد باقر الصدر الذي أعدم عام 1980 من قبل النظام العراقي البائد ، وهو وشقيقته المفكره ( بنت الهدى)، وكان من مؤسسي حزب الدعوة الأسلامية عام 1956 والذي كان يسمي محمد باقر الحكيم ( عضدي الأيمن) ، وجميع العراقيين ، ومعظم الشيعة في العالم يتذكرون قولته المشهورة أتجاه حزب البعث الحاكم في العراق ( لو كان أصبعي بعثياً لقطعته) والتي هزّت عرش صدام حسين فأمر بقتله، وهو صاحب كتاب ( فلسفتنا، وأقتصادنا، والبنك اللاربوي في الأسلام والتي أعتمدته العربية السعودية في نظامها ، وبعض دول الخليج)..والحوزة العلمية + المرجعية كان لهما دورا رئيسيا في دعم أنتفاضة ( خان النص) على طريق النجف ـ كربلاء وذلك في منتصف السبعينات، والتي بموجبها وبضغط من صدام حسين عندما كان نائبا للرئيس، أمر الرئيس السابق (أحمد حسن البكر) بأستعمال الطائرات والدبابات لسحق المنتفضين ومن ثم أعدام قادتهم
، حتى جاءت الحرب العراقية الأيرانية ( 1980 ـ 1988) والتي وهن العراق فيها كثيرا عسكريا ، وأقتصاديا ، وتعبويا ، والتي صاحبه بطش فضيع من قبل نظام صدام حسين ضد الحوزة والمرجعية في النجف وكربلاء والمدن الشيعية الأخرى، أدى الى تقلص دور هاتين المظلتين ، فأتجه الطلبة والعلماء صوب مدينة (قم) الأيرانية هرباً من الخوف والموت والمراقبه والتجنيد بالنسبة للطلبة، وكانت هدية على طبق من ذهب الى الطرف الايراني كي تبرز وتزدهر (حوزة قم) على تاريخ وأسم (حوزة النجف) فتنبأ السيد آية الله أبو القاسم الخوئي ( رحمه الله) الى الخطورة فتشبث بقوة في النجف رغم الضغط الأيراني من جهة، وضغط نظام صدام من جهة أخرى ، و حتى جاءت أنتفاضة الشيعة في جنوب العراق في آذار عام 1991 والتي صاحبت عمليات أعادة دولة الكويت الشقيقة الى أهلها، بعد أن ( بلعها) صدام حسين الفاشي لمدة سبعة شهور
، ولكن تلك الأنتفاضة فشلت بعد أن أعطي الضوء الأخضر لصدام حسين من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وبضغط من بعض دول الخليج ، لكي يستخدم الطائرات العمودية والدبابات والمدفعية ويقضي على أنتفاضة الشيعة في الجنوب ، ويدس السم الى أبو القاسم الخوئي ليلقي حذفه ومعه كثير من العلماء الكبار، وكذلك تم القضاء على أنتفاضة الاكراد في الشمال، ولم يكتفي بذلك بل تم بعدها سجن وأعدام مئات من رجال الدين الشيعة ، وخصوصا من هم في الحوزة والمرجعية.. حتى جاءت مرحلة أسقاط نظام صدام حسين والتي بدأت في9/ 4 من العام الحالي وعلى يد قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، حينها أصبحت الحوزة العلمية والمرجعية رقما صعباً في المعادلة السياسية، والستراتيجية، والأجتماعية، والسوقية، والدينية، لهذا برزت من تحت عباءة ( الحوزة والمرجعية) تيارات وخيوط سياسية وفكرية عدّة ، تارة تتشابك وتارة تتفق وتارة أخرى تتنافر نتيجة عوامل داخلية وخارجية، وكذلك لعوامل عرقية وولائية!.
تركيب الفسيفساء السياسية الشيعية في العراق....!
لو تطرقنا الى الفسيفساء السياسية للشيعة في العراق، فسنرى أن هناك تنظيمات سياسية، تقابلها تجمعات دينية فكرية ، ولنتفق أن نسميها تنظيمات كي تتسهل الأمور على القارىء وعلى الباحث.. وأول هذه المسميات هي (الحوزة )وهي التي تعني جميع طلاب وأساتذة التيار الديني الشيعي في العراق والتي تريد دورا سياسيا لأول مرة في تاريخ العراق ، ولها مؤيديها من الشرائح الفقيرة وقسم من الشرئح المتوسطة، وهذه منقسمه بين الذي يريد طرد الأمريكان فورا، وبين الذي يضغط على الأمريكان كي يحصل على حيز ومن ثم يقرر رأيه بالأحتلال، ولكن هؤلاء يريدون عودة السلطة للشعب، والأمريكان متحفظون منهم لأنهم لا يريدون تنمية سلطات دينية ، وفشلهم مع طالبان لازال ماثل للعيان... الطرف الآخر من هذه المعادلة هو ( المرجعية) والتي بدورها أنقسمت الى قسمين: الأول/ المراجع العرب، والثاني/ المراجع الأيرانيين والأفغان والباكستانيين وغيرهم.. وهؤلاء جميعا لم يعطوا فتوى ضد قوات التحالف، بل يرفضون الأحتلال، ويطالبون الأمريكان بأعمار العراق، وأعادة السلطات الى العراقيين ،
ولكن الأمريكان لديهم تحسس وتوجس من المراجع والعلماء الذين جذورهم من أيران وغير أيران،ولديهم رغبة كبيرة للتعامل مع المراجع والعلماء العرب، لكي يقطعوا الأمتداد والتدخل الأيراني الجاري والمستقبلي في العراق، كما أن هناك تيارات أسلامية عربية شبابية موروثة عن خط فكري يؤمن بتحريك الحوزة من الفتوى والجلوس، نحو السياسة والتحرك والتي تبّناها الشهيد آية الله( محمد صادق الصدر/ الذي اعدمه النظام العراقي عام 1999) ، وورثها عنه ولده الشاب ( مقتدى الصدر/ 29 عاماً)، يأتي بعدها التيارات السياسية الأسلامية الشيعية و التي تحمل ستراتيجيات فكرية وسياسية ومنها ( حزب الدعوة)، وكذلك تيار ( المجلس الأعلى للثورة الأسلامية) ، وتيار ( المجلس الأعلى لتحرير العراق).. يقابل ذلك تيارات شيعية ليبرالية وعلمانية قياديها من الشيعة مثل ( المؤتمر الوطني العراقي، حركة الوفاق الوطني، لحزب الشيوعي العراقي، الأئتلاف الوطني العراقي) ، وهناك تيارات صغيرة أسلامية وليبرالية وعلمانية ولكنها ليس لها تأثير واضح على الساحة العراقية... والآن نمر على تفصيل هذه التيارات، ومن ثم المرور على رؤاها السياسية، وعلاقاتها مع الأمريكان، ونظرتها للمستقبل العراقي...
بحث
كتابات - سمير عبيد
مقدمة لا بد منها للتعريف.....!
هناك صراع خفي وطويل بين الحوزة العلمية العربية في النجف( العراق) وبين الحوزة العلمية الفارسية في قم ( أيران).. كون الأولى هي الأصل بحكم تأسيسها المتجذر في العراق منذ ما قبل دخول هولاكو الى بغداد، وبعد أن فتك بأهلها ، وبمكتباتها حيث أصبح حينها نهر دجلة باللون الأزرق والأسود، لشدة ما رمي به من كتب ومخطوطات، فهرب رجال الدين الشيعة حاملين ما تمكنوا من حمله من كتب ومخطوطات صوب مدينة ( الحلة ـ 60 كم جنوب بغداد) و من هناك كانت البداية في ترتيب أمرهم وتشكيل حوزتهم، فعلم هولاكو بالأمر..
فذهب وحاصرهم ولكنه وجه لهم سؤال خلد في التاريخ: (هل تريدون حاكم مسلم جائر أم حاكم غير مسلم عادل؟).. فأختاروا الجواب الأخير.. فقال لهم باشروا بعملكم وبأجتهاداتكم.. وهنا نقطة تُحسب للشيعة آنذاك كونهم تعاملوا بدهاء سياسي، وطبقوا مبدأ التقيّة التي هي منطق مهم عند أئمة أهل البيت (رض)، لأن رجال الدين هناك عرفوا أن عنصر القوة لديهم أتجاه هولاكو وجيشه الجرار معدوم تماما ، وعنصر التحدي كان مهزلة لو طُبّق من قبلهم، فلم يبقى الا عنصر الحكمة، وعنصر السياسة والتكتيك، فنجحوا بطرد شر وفتك هولاكو من جهة، وكسبوا ودّه من جهة أخرى، علما أنهم لم يقدموا شيئا في هذه المنازلة بل ربحوا حياتهم، وهدفهم ، ووطنهم، ودينهم ، ومذهبهم والمستقبل الذي أرادوه..
وبعد أن أستقرت الأوضاع، وبحكم مقام سيدنا علي بن أبي طالب (رض) في مدينة النجف زحفت الحوزة العلمية من الحلة صوب مدينة النجف ( 160كم جنوب بغداد) لستقر وتزدهر من هناك بقيادة رائدها المرحوم الشيخ ( الطوسي).. وبدأت بالنمو لتكون مقر الحوزة العلمية، والمرجعية العليا لشيعة العالم أجمع ، ومنها تخرج جميع علماء وفقهاء ومراجع الشيعة الكبار لينتشروا في أرجاء الدنيا كأغصان مرتبطة بالشجرة التي هي الحوزة والمرجعية في مدينة النجف الأشرف في العراق، والتي حاولت أن لا تتدخل في السياسة جهد الأمكان ، ولم تستلم دعماً حكوميا، ولكنها لها شرف تثوير العراقيين ضد الأحتلال الأنجليزي وطرده عام 1920 تحت لواء ( ثورة العشرين) وبقيت مع القضايا السياسية ولكن بطريقة حذرة أو بسيطة، فمثلا كل العراقيين يتذكرون الفتوى الشهيرة التي قالها المرجع الأعلى للشيعة آنذاك( أية الله محسن الحكيم) وهو والد السيد محمد باقر الحكيم رحمه الله والذي أستشهد في يوم الجمعة المصادف 29/8 في النجف أثر أنفجار سيارة مفخخة ومقتل العشرات معه بعد صلاة الجمعة هناك..حيث ( منع محسن الحكيم الحرب على الأكراد والتي كان يشنها عبد السلام عارف رئيس الجمهورية العراقية، ووبخ الزعيم عبد الكريم قاسم رئيس وزراء العراق لأول فترة جمهورية في العراق ( من قبله)عندما تحالف مع الشيوعيين).
وبرز من بين صفوفها رجال عظام أمثال المرحوم الطوسي، كاشف الغطاء، محسن الحكيم، أبو القاسم الخوئي، السبزواري ،و الحي السيستاني وغيرهم..كما هناك مفكرين أمثال السيد محمد باقر الصدر الذي أعدم عام 1980 من قبل النظام العراقي البائد ، وهو وشقيقته المفكره ( بنت الهدى)، وكان من مؤسسي حزب الدعوة الأسلامية عام 1956 والذي كان يسمي محمد باقر الحكيم ( عضدي الأيمن) ، وجميع العراقيين ، ومعظم الشيعة في العالم يتذكرون قولته المشهورة أتجاه حزب البعث الحاكم في العراق ( لو كان أصبعي بعثياً لقطعته) والتي هزّت عرش صدام حسين فأمر بقتله، وهو صاحب كتاب ( فلسفتنا، وأقتصادنا، والبنك اللاربوي في الأسلام والتي أعتمدته العربية السعودية في نظامها ، وبعض دول الخليج)..والحوزة العلمية + المرجعية كان لهما دورا رئيسيا في دعم أنتفاضة ( خان النص) على طريق النجف ـ كربلاء وذلك في منتصف السبعينات، والتي بموجبها وبضغط من صدام حسين عندما كان نائبا للرئيس، أمر الرئيس السابق (أحمد حسن البكر) بأستعمال الطائرات والدبابات لسحق المنتفضين ومن ثم أعدام قادتهم
، حتى جاءت الحرب العراقية الأيرانية ( 1980 ـ 1988) والتي وهن العراق فيها كثيرا عسكريا ، وأقتصاديا ، وتعبويا ، والتي صاحبه بطش فضيع من قبل نظام صدام حسين ضد الحوزة والمرجعية في النجف وكربلاء والمدن الشيعية الأخرى، أدى الى تقلص دور هاتين المظلتين ، فأتجه الطلبة والعلماء صوب مدينة (قم) الأيرانية هرباً من الخوف والموت والمراقبه والتجنيد بالنسبة للطلبة، وكانت هدية على طبق من ذهب الى الطرف الايراني كي تبرز وتزدهر (حوزة قم) على تاريخ وأسم (حوزة النجف) فتنبأ السيد آية الله أبو القاسم الخوئي ( رحمه الله) الى الخطورة فتشبث بقوة في النجف رغم الضغط الأيراني من جهة، وضغط نظام صدام من جهة أخرى ، و حتى جاءت أنتفاضة الشيعة في جنوب العراق في آذار عام 1991 والتي صاحبت عمليات أعادة دولة الكويت الشقيقة الى أهلها، بعد أن ( بلعها) صدام حسين الفاشي لمدة سبعة شهور
، ولكن تلك الأنتفاضة فشلت بعد أن أعطي الضوء الأخضر لصدام حسين من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وبضغط من بعض دول الخليج ، لكي يستخدم الطائرات العمودية والدبابات والمدفعية ويقضي على أنتفاضة الشيعة في الجنوب ، ويدس السم الى أبو القاسم الخوئي ليلقي حذفه ومعه كثير من العلماء الكبار، وكذلك تم القضاء على أنتفاضة الاكراد في الشمال، ولم يكتفي بذلك بل تم بعدها سجن وأعدام مئات من رجال الدين الشيعة ، وخصوصا من هم في الحوزة والمرجعية.. حتى جاءت مرحلة أسقاط نظام صدام حسين والتي بدأت في9/ 4 من العام الحالي وعلى يد قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، حينها أصبحت الحوزة العلمية والمرجعية رقما صعباً في المعادلة السياسية، والستراتيجية، والأجتماعية، والسوقية، والدينية، لهذا برزت من تحت عباءة ( الحوزة والمرجعية) تيارات وخيوط سياسية وفكرية عدّة ، تارة تتشابك وتارة تتفق وتارة أخرى تتنافر نتيجة عوامل داخلية وخارجية، وكذلك لعوامل عرقية وولائية!.
تركيب الفسيفساء السياسية الشيعية في العراق....!
لو تطرقنا الى الفسيفساء السياسية للشيعة في العراق، فسنرى أن هناك تنظيمات سياسية، تقابلها تجمعات دينية فكرية ، ولنتفق أن نسميها تنظيمات كي تتسهل الأمور على القارىء وعلى الباحث.. وأول هذه المسميات هي (الحوزة )وهي التي تعني جميع طلاب وأساتذة التيار الديني الشيعي في العراق والتي تريد دورا سياسيا لأول مرة في تاريخ العراق ، ولها مؤيديها من الشرائح الفقيرة وقسم من الشرئح المتوسطة، وهذه منقسمه بين الذي يريد طرد الأمريكان فورا، وبين الذي يضغط على الأمريكان كي يحصل على حيز ومن ثم يقرر رأيه بالأحتلال، ولكن هؤلاء يريدون عودة السلطة للشعب، والأمريكان متحفظون منهم لأنهم لا يريدون تنمية سلطات دينية ، وفشلهم مع طالبان لازال ماثل للعيان... الطرف الآخر من هذه المعادلة هو ( المرجعية) والتي بدورها أنقسمت الى قسمين: الأول/ المراجع العرب، والثاني/ المراجع الأيرانيين والأفغان والباكستانيين وغيرهم.. وهؤلاء جميعا لم يعطوا فتوى ضد قوات التحالف، بل يرفضون الأحتلال، ويطالبون الأمريكان بأعمار العراق، وأعادة السلطات الى العراقيين ،
ولكن الأمريكان لديهم تحسس وتوجس من المراجع والعلماء الذين جذورهم من أيران وغير أيران،ولديهم رغبة كبيرة للتعامل مع المراجع والعلماء العرب، لكي يقطعوا الأمتداد والتدخل الأيراني الجاري والمستقبلي في العراق، كما أن هناك تيارات أسلامية عربية شبابية موروثة عن خط فكري يؤمن بتحريك الحوزة من الفتوى والجلوس، نحو السياسة والتحرك والتي تبّناها الشهيد آية الله( محمد صادق الصدر/ الذي اعدمه النظام العراقي عام 1999) ، وورثها عنه ولده الشاب ( مقتدى الصدر/ 29 عاماً)، يأتي بعدها التيارات السياسية الأسلامية الشيعية و التي تحمل ستراتيجيات فكرية وسياسية ومنها ( حزب الدعوة)، وكذلك تيار ( المجلس الأعلى للثورة الأسلامية) ، وتيار ( المجلس الأعلى لتحرير العراق).. يقابل ذلك تيارات شيعية ليبرالية وعلمانية قياديها من الشيعة مثل ( المؤتمر الوطني العراقي، حركة الوفاق الوطني، لحزب الشيوعي العراقي، الأئتلاف الوطني العراقي) ، وهناك تيارات صغيرة أسلامية وليبرالية وعلمانية ولكنها ليس لها تأثير واضح على الساحة العراقية... والآن نمر على تفصيل هذه التيارات، ومن ثم المرور على رؤاها السياسية، وعلاقاتها مع الأمريكان، ونظرتها للمستقبل العراقي...