المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تشييع الأنبا متى المسكين أشهر معارضي البابا شنودة



فاطمي
06-10-2006, 09:33 AM
شيع أمس في دير الأنبا مقار بوادي النطرون، شمال غرب القاهرة الأب متى المسكين الراهب القبطي المعروف، وأشهر معارضي البابا شنودة الثالث، بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية.
ورحل الأب متى عن عمر يناهز السابعة والثمانين، بعد أن عاش منذ استبعاده من الترشيح على منصب البابوية عام 1971 ناسكاً برتبة قمص ـ أدنى درجات السلم الكهنوتي ـ في دير القديس أبو مقار، الواقع على الطريق الصحراوي بين القاهرة والإسكندرية.

وأقيم قداس الصلاة على الراحل، وتم دفنه في الدير من دون حضور أي من الرسميين أو المدنيين، وتوفي الأب متى في الواحدة من ظهر أول من أمس، في أحد مستشفيات أمراض الكلى، حيث كان يعالج، وتم إخطار البابا شنودة فور وقوعها.

وولد الأب متى عام 1919، وكان يرى أنه الأحق بالبابوية، لأنه أكبر من البابا شنودة بنحو 4 سنوات، كما أنه أقدم منه في سلك الرهبنة بنحو ست سنوات، وتم استبعاده من الترشيح تحت مقولة إنه «يساري»، وعندما غضب الرئيس الراحل السادات من البابا شنودة عام 1981، استقبل الأب متى المسكين وعرض عليه ـ حسب رواية مؤيدي الأخير ـ أن ينصبه بابا للأقباط، فرفض الأب متى المسكين، ونصح السادات بالتعامل مع البابا كزعيم روحي، في حين يقول معارضو الأب متى المسكين، إنه كان وراء فكرة استبعاد البابا شنودة آنذاك، وإبقائه في الدير، واختيار لجنة خماسية تدير شؤون الكنيسة لم يكن من ضمنها، وقد آثر الأب متى المسكين الصمت طوال السنوات، التي تلت استبعاد البابا منذ 1981، وتفرغ لتأليف الكتب الدينية والفلسفية، وقد منع البابا شنودة بيع وتوزيع بعضها في مكتبات الكنائس القبطية، وظل الأب متى المسكين لا يحمل سوى رتبة قمص، ولم يتم اختياره أسقفاً حتى رحيله.

ويؤكد مؤيدوه أنه رفض أية رتبة كنسية أعلى، وأنه كان يقول لهم في عظاته وجلساته الروحية، إن الراهب الذي ترك العالم وتفرغ للعبادة، يجب ألا ينشغل إلا بالصلاة والصوم والقراءات الكنسية.

ويضم دير الأنبا مقار، الذي شهد وفاة الأب متى 150 راهباً، ويعتبر أغنى أديرة الأقباط والأكبر مساحة، حيث كان السادات قد أهداه (300 فدان)، ونجح راهبو الدير منذ سنوات في استخدام الهندسة الوراثية، لتطوير نشاطه في الزراعة والثروة الحيوانية وتصدير منتجاته.