زهير
06-07-2006, 10:24 AM
http://www.asharqalawsat.com/2006/06/07/images/daily.366932.jpg
لندن : ربعي المدهون
لم يكن البرتو كوردا يتخيل ابدا ان الصورة التي التقطها للثائر الارجنتيني الاشهر، ارنستو تشي غيفارا، نهار 5 مارس (آذار) 1960، سوف تعاد طباعتها لتصبح الصورة الأكثر انتشارا ومبيعا في تاريخ فن التصوير على الاطلاق. بل انها سوف تدخل تغييرا كبيرا على طابع معارض الصور التقليدية التي تقدم اعمال مصور فنان او عدد من المصورين، إذ يجري، هذه المرة، حصر العرض كله في صورة.
في لندن يفتتح اليوم (الاربعاء) 7 يونيو (حزيران) الحالي، في متحف البيرت وفكتوريا، معرض «تشي غيفارا: الثوري والرمز». المعرض لا يقدم حياة الثائر الارجنتيني في صور، كما جرى عادة في معارض مشابهة، بل تنويعات تنطلق من الصورة التي تحولت الى موضوع قائم لذاته. لقد «انفصلت» الصورة التي التقطت لتشي غيفارا قبل اكثر من 46 سنة عن الثائر نفسه، استقلت ولم تعد تحمل أفكاره، وربما لم تعد تنتمي اليه، بل الى عوالم لا تخصه ابدا، وإن احتفظت من بينها بجيل الشباب الاكثر التصاقا وإعجابا بها، فقد تحولت الى موضوع «غرافيك». تقول زوي وايتلي، من منظمي المعرض «هذا ليس عرضا لسيرة مصورة، او لأشياء تخص تشي غيفارا، بل هو محاولة للنظر في ما تمثله هذه الصورة المثيرة من تنوع وتعدد وغنى».
وبمعنى محض فني، يمكن للصورة ان تصبح قالبا لشخصية اخرى، او مادة لإعلان تجاري محض، كما فعلت مؤسسة «جان بول غولتييه»: غيفارا بنظارتي غولتييه شمسيتين على عينيه. هل يستطيع احد مقاومة ذلك، خصوصا ان الأمر لم يعد يتطلب انتماء ثوريا، بل قدرة مادية على الشراء ودفع الثمن؟ هكذا سيكون زائر المعرض في متحف البيرت وفيكتوريا، امام تنوع غريب للصورة التي بدأت تتصدر جباه الشباب في ستينات وسبعينات القرن الماضي، مستقرة على مقدمة «البيريه» مثل أيقونة فضية او ذهبية لامعة، قبل ان تجتاح صدور الشبان والفتيات ممن فضلوا الـ «تي شيرت»، الذي طبعت عليه الصورة الاكثر شهرة، او الكتب، ومن ثم الملصقات، وصور الاعلان، والمنتجات المختلفة. انه المعرض الاكثر انتشارا في شوارع العالم. لكن في قاعة العرض البريطانية تدخل المشهد مارغريت ثاتشر، وتستريح في قالب غيفاري، يحولها الى الرفيقة مارغريت او «تشي ثاتشر»، وكذلك الامير تشارلز، وجون لينون، والراحلة الاميرة ديانا، وحتى محافظ لندن. لقد عمل فريق من الفنانين على استخدام «الغرافيك» لخلق شخصيات عدة معاصرة تدخل قالب تشي. تقول تيريشا زيف، التي كانت وراء هذا المعرض، تحمله معها في جولة حول العالم، بدأتها في الولايات المتحدة، حيث اقيم عرض في لوس انجيليس ومكسيكو سيتي «لقد سعيت الى معرفة ما اذا كان ممكنا بالفعل اقامة معرض يجتذب اهتمام الناس بصورة وحيدة. الامر يتعلق حقا بستين ثانية لا اكثر، تقاطعت خلالها حياة المصور البرتو كودرا بحياة غيفارا. انها قصة صورة».
غير ان الصورة التي انفصلت لسنوات عن صاحبها وأفكاره، واحتلت واجهات بعض المعلبات وقمصان الـ «تي شيرت»، وعلب «الآيس كريم»، وحتى واقي الجنس او «الكوندوم»، لم تفقد وقع ثوريتها، برأي فيونا ماكدونالد، التي كتبت تقول في يومية (مترو ـ 6 يونيو/ حزيران الحالي): لقد تورط منظمو المعرض في جدل دار الاسبوع الماضي، حيث قيل ان تيريشا زيف القائمة على المعرض، تقدمت بطلب لاستضافة شخصية صديقة وجيري آدامز زعيم منظمة «شين فين» الايرلندية للمشاركة في الافتتاح، رفضته ادارة متحف البيرت وفكتوريا. وبرأي الادارة، فإن حضور آدامز لن يكون «مفهوما». اما جيري آدامز الذي عرف بالأمر، فقد علق قائلا: «لو كان تشي غيفارا حياً لمنع من الدخول الى معرضه».
لندن : ربعي المدهون
لم يكن البرتو كوردا يتخيل ابدا ان الصورة التي التقطها للثائر الارجنتيني الاشهر، ارنستو تشي غيفارا، نهار 5 مارس (آذار) 1960، سوف تعاد طباعتها لتصبح الصورة الأكثر انتشارا ومبيعا في تاريخ فن التصوير على الاطلاق. بل انها سوف تدخل تغييرا كبيرا على طابع معارض الصور التقليدية التي تقدم اعمال مصور فنان او عدد من المصورين، إذ يجري، هذه المرة، حصر العرض كله في صورة.
في لندن يفتتح اليوم (الاربعاء) 7 يونيو (حزيران) الحالي، في متحف البيرت وفكتوريا، معرض «تشي غيفارا: الثوري والرمز». المعرض لا يقدم حياة الثائر الارجنتيني في صور، كما جرى عادة في معارض مشابهة، بل تنويعات تنطلق من الصورة التي تحولت الى موضوع قائم لذاته. لقد «انفصلت» الصورة التي التقطت لتشي غيفارا قبل اكثر من 46 سنة عن الثائر نفسه، استقلت ولم تعد تحمل أفكاره، وربما لم تعد تنتمي اليه، بل الى عوالم لا تخصه ابدا، وإن احتفظت من بينها بجيل الشباب الاكثر التصاقا وإعجابا بها، فقد تحولت الى موضوع «غرافيك». تقول زوي وايتلي، من منظمي المعرض «هذا ليس عرضا لسيرة مصورة، او لأشياء تخص تشي غيفارا، بل هو محاولة للنظر في ما تمثله هذه الصورة المثيرة من تنوع وتعدد وغنى».
وبمعنى محض فني، يمكن للصورة ان تصبح قالبا لشخصية اخرى، او مادة لإعلان تجاري محض، كما فعلت مؤسسة «جان بول غولتييه»: غيفارا بنظارتي غولتييه شمسيتين على عينيه. هل يستطيع احد مقاومة ذلك، خصوصا ان الأمر لم يعد يتطلب انتماء ثوريا، بل قدرة مادية على الشراء ودفع الثمن؟ هكذا سيكون زائر المعرض في متحف البيرت وفيكتوريا، امام تنوع غريب للصورة التي بدأت تتصدر جباه الشباب في ستينات وسبعينات القرن الماضي، مستقرة على مقدمة «البيريه» مثل أيقونة فضية او ذهبية لامعة، قبل ان تجتاح صدور الشبان والفتيات ممن فضلوا الـ «تي شيرت»، الذي طبعت عليه الصورة الاكثر شهرة، او الكتب، ومن ثم الملصقات، وصور الاعلان، والمنتجات المختلفة. انه المعرض الاكثر انتشارا في شوارع العالم. لكن في قاعة العرض البريطانية تدخل المشهد مارغريت ثاتشر، وتستريح في قالب غيفاري، يحولها الى الرفيقة مارغريت او «تشي ثاتشر»، وكذلك الامير تشارلز، وجون لينون، والراحلة الاميرة ديانا، وحتى محافظ لندن. لقد عمل فريق من الفنانين على استخدام «الغرافيك» لخلق شخصيات عدة معاصرة تدخل قالب تشي. تقول تيريشا زيف، التي كانت وراء هذا المعرض، تحمله معها في جولة حول العالم، بدأتها في الولايات المتحدة، حيث اقيم عرض في لوس انجيليس ومكسيكو سيتي «لقد سعيت الى معرفة ما اذا كان ممكنا بالفعل اقامة معرض يجتذب اهتمام الناس بصورة وحيدة. الامر يتعلق حقا بستين ثانية لا اكثر، تقاطعت خلالها حياة المصور البرتو كودرا بحياة غيفارا. انها قصة صورة».
غير ان الصورة التي انفصلت لسنوات عن صاحبها وأفكاره، واحتلت واجهات بعض المعلبات وقمصان الـ «تي شيرت»، وعلب «الآيس كريم»، وحتى واقي الجنس او «الكوندوم»، لم تفقد وقع ثوريتها، برأي فيونا ماكدونالد، التي كتبت تقول في يومية (مترو ـ 6 يونيو/ حزيران الحالي): لقد تورط منظمو المعرض في جدل دار الاسبوع الماضي، حيث قيل ان تيريشا زيف القائمة على المعرض، تقدمت بطلب لاستضافة شخصية صديقة وجيري آدامز زعيم منظمة «شين فين» الايرلندية للمشاركة في الافتتاح، رفضته ادارة متحف البيرت وفكتوريا. وبرأي الادارة، فإن حضور آدامز لن يكون «مفهوما». اما جيري آدامز الذي عرف بالأمر، فقد علق قائلا: «لو كان تشي غيفارا حياً لمنع من الدخول الى معرضه».