المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الصراف: البحث عن الثراء الفاحش وراء الصراع بين السلطتين بهدف الاستحواذ على الكيكة



خديجة
06-04-2006, 10:01 AM
وصف الصراع باللعبة في ظل الفساد الإداري وتحقيق المآرب الشخصية

حاوره: ناجح بلال

أشار الكاتب الصحافي أحمد الصراف إلى أن الديمقراطية لا تتحمل هذا الصراع الحكومي البرلماني نظراً لأنها مازالت وليدة وهشة وتحتاج إلي أن نتعامل معها بهدوء لافتا إلى أن الدولة مازالت البداولة متأصلة في نفوس الكثير من أبنائها ورأى الصراف في حوار ل¯ »السياسة« أن مجلس الأمة هو الذي همش نفسه, مشيراً إلى أن كل الأطراف خسرت في الأزمة الأخيرة التي عصفت ما بين السلطتين التنفيذية والتشريعية.

وأعرب الصراف عن ارتياحه لحل مجلس الأمة الحالي, مشيرا إلى أن هذا المجلس تمنى أن يموت لكي يرتاح الناس من شره.
وذكر الصراف أن النواب ال¯ 29 الذين عارضوا الحكومة لو هددوا خلال هذه الأزمة بحل مجلس الإمة لربما تراجع الكثير منهم قبل أن يتشنجوا في طرحهم.
وفيما يلي تفاصيل اللقاء مع الكاتب أحمد الصراف:

حل المجلس

في الأزمة الأخيرة بين الحكومة ومجلس الأمة والتي أدت إلى حل المجلس ترى من انتصر على من هنا?
- جميع الأطراف خسرت من هذه الأزمة.. كما أن الديمقراطية الوليدة في الكويت خسرت من هذا الصراع الذي وصل إلى هذه الحدود.. وبما أن ديمقراطيتنا وليدة فهي تحتاج إلى أن تعامل بحنان ورفق ولين, وأقول إن ديمقراطيتنا مازالت هشة ونحن شعوب بدأنا في الديمقراطية ومازلنا متخلفين.. وبالتالي فإن الديمقراطية ما هي إلا عمل طارئ على أفكارنا, وأقول إن الجميع خسر في الأزمة الأخيرة لأن جميع الأطراف أخطأت في التعامل سواء كانت الحكومة أو الحركة البرتقالية المكونة من 29 نائباً.

ديمقراطية وليدة

تقولون دائما إن الحركة الديمقراطية في الكويت وليدة.. وليدة.. رغم أن الكويت تمارسها لما يزيد عن أربعة عقود.. خاصة وأن الإنسان عندما يصل إلى سن الأربعين فمن المفروض أن ينضج في فكره?
- 40 سنة في تاريخ الشعوب لا تحسب.. خصوصاً إذا كانت الدولة ناشئة وغالبية سكانها من مناطق صحراوية.. والبداوة لا تزال متجذرة في الكثير من النفوس.. ولذلك أقول نحن غير مهيئين أن نكون ديمقراطيين أساساً.. وإذا مررنا بأربعين سنة من التجربة ولكننا مررنا بالكثير من الأخطاء الفاحشة, ولم تكن نفوسنا مستعدة منذ البداية لممارسة الديمقراطية, وهناك فارق بأن ندخل التجربة ونقول إننا بعد أربعين سنة سوف ننضج وأقول لا.. فنحن من البداية كنا غير ناضجين واستمرينا على هذه الحالة طوال هذه الفترة واستمرارنا في هذا النهج يعود لأننا من المجتمعات المتخلفة.

دور مهمش

إذن أنت ترى أن دور مجلس الأمة في البلاد كان مهمشاً?
- ما أقوله هنا إن مجلس الأمة هو الذي همش نفسه أكثر من أي طرف آخر يقوم بتهميشه وعلينا أن نعترف أن انتقال الكويت من مجتمع الحكم المطلق إلى المجتمع الديمقراطي خطوة ليست بالهينة وأن يقوم حاكم بالتخلي عن سلطاته المطلقة والواسعة إلى هيئة تشريعية راضياً عنها مع وجود عائلة خلف هذا الحاكم فقد لا يكون هناك رضا من الجميع عن هذا ولذلك نرى ان هناك احيانا معارضات وهي تكون ضمن الحدود المعقولة الى ان بدأ الثراء الفاحش يدب في شرايين الاقتصاد وهنا اكتشف الجميع ان الكيكة او الغنيمة يجب الا تترك لاخرى ويجب ان يشارك الجميع بها ومن هنا بدأ الصراع من الذي يحصل على اكبر جزء من الكيكة وبدأت عملية حل المجالس والفساد الاداري والسياسي واستغلال النواب لتحقيق مآرب معينة لهذا الطرف او ذاك.
تغذية الصراع
\بهذا انت تحمل الحكومة جزءا من تغذية هذا الصراع?
/ دون شك نحن نلوم الحكومة لانه بمقدورها ان ارادت ان تغير اشياء كثيرة في التجربة السياسية وهذا ياتي لان الحكومة تم تشكيلها في النهاية من بشر لهم اهواؤهم ورغباتهم واطماعهم ولهم احلامهم في الثراء فالحكومة هي مجموعة افراد وليست كائنا هلاميا غير موجود.
نواب المواقف
\ مجلس 2003 الذي حل اخيرا ما نسبة نواب المواقف فيه من خلال رؤيتك?
انا شبهت حل مجلس الامة بشخص يكون قريب من شخص بمعنى ان يكون عمي او خالي ومع هذا شعرت بالسعادة عندما مات ورغم كوني انسانا ديمقراطيا واعشق الديمقراطية ولكن من شدة سوء الممارسة الديمقراطية التي رأيتها في هذا المجلس تمنيت ان يموت لكي يرتاح الناس من شره.
نصرة الاصلاح
\ لكن وجود 29 نائب من هذا المجلس الذين لا تترحم عليه يقفون ضد الحكومة فهذا يدل على ان لديهم موقفا ايجابيا لنصرة الاصلاح السياسي?
\ هل وقفوا ضد الحكومة ام وقف بعضهم مع مصالحهم ومن الصعب تحديد لماذا وقفوا هذا الموقف ولا نعرف تفسير هذا الموقف وسنرى في الايام المقبلة كيف ستتشتت الاصوات وكيف سيتخلون عن انفسهم وكيف سيرضوا بعشر دوائر وخمس دوائر و20 دائرة ومجرد دخولهم في المعترك الانتخابي تحت مظلة ال¯ 25 دائرة هو اعتراف بالفشل واقرار بان قسمهم لا معنى له وكان بالامكان دخول هذا المعترك تحت مظلة دائرة واحدة او خمس او عشر وبقاء الدوائر كما هي من الواضح ان هذا النظام الحالي للدوائر يراد له ان يبقى كما هو .
النواب ال¯ 29
\ لكن النواب ال¯ 29 تمسكوا برأيهم حتى النهاية?.
/ انا اقول ان هؤلاء النواب لو هددوا بحل مجلس الامة لربما غير نصفهم رأيه عن هذا الموقف ولكن جاء الحل المفاجئ للجميع.
خلق التأزم
\ البعض ذهب الى ان النواب ال¯ 29 انفسهم اصروا على موقفهم لخلق تأزم في الساحة ليحل المجلس ليعاد انتخابهم بنظام ال¯ 25 دائرة خصوصا وان صورهم في وسائل الاعلام بعد قرار الحل كانت توضح انهم في حال انسجام مع ذلك وابتساماتهم كانت واضحة في الصحف ما رأيك في ذلك?
/ لا شك في ذلك فاذا نظرنا الى بعض مواقف النواب لرأيناها عكس ما يعلنون فمثلا اذا اخذنا موقف النائب وليد الجري لقلنا انه اتخذ موقفه لعدم خوضه الانتخابات لقناعته بحالة اليأس والاحباط من عدم الاصلاح وهناك من كان يفعل الاعضاء لطمعه في رئاسة المجلس الان دوره مهمش في الوقت الراهن وهو يخلق التأزمات والثورات ليحل المجلس ويعود هو رئيسا له بطريقة او باخرى حتى يتغير وضعه من نائب عادي الى دور اكبر اهمية ولذلك هناك اناس ارتاحوا لحل مجلس الامة كما ان هناك اناس تضايقوا من ذلك .
رئاسة المجلس
\ بناء على ذلك يمكن ان يصبح النائب السابق والمرشح الحالي احمد السعدون رئيسا لمجلس الامة مستقبلا ?
/ هذا الاحتمال وارد بنسبة 500 في المئة اما بدون حل مجلس الامة فكان من المستحيل ان يكون رئيسا له لانه كان رئيسا منتخبا لمجلس 2003 .
اما في حالة الحل فمن الممكن ان يصل الى رئاسة المجلس.
الخلاف بين السلطتين
\ خلاف السلطتين التنفيذية والتشريعية في الازمة الاخيرة هل خرج عن الاحكام الصحيحة الى ان هذا التنافس الحاد يعتبر ظاهرة صحية?

كانت هناك مبالغة في تصوير الخطورة في الأزمة الماضية.. واعتقد انها كانت لعبة سياسية واضحة من جميع الاطراف وقد يكون احد اللاعبين خرج عن اصول اللعبة ولكن هذا الامر لم يكن مبررا لالغاء المباراة.

مباراة
انت هنا تشبه الحالة ما بين الحكومة ومجلس الامة بالمباراة ولكن الجمهور نراه خرج عن مقاعده الى الشارع ورأينا تظاهرات هنا وهناك..?
- لأول مرة في تاريخ الحياة النيابية نرى ان الشعب الكويتي يشارك بهذا القدر وربما يكون هذا الامر هو السبب في حل مجلس الامة واقول انه كلما كان المشاركون في اللعبة السياسية اقل كلما كانت السيطرة عليهم ممكنة, اما ان تمتد اللعبة الى الشارع الكويتي وهناك من القياديين الذين يمكن ان يقودوا هؤلاء فمن هنا جاء حل مجلس الامة.
اختلاف النواب حول تقسيمة الدوائر ما بين خمس دوائر وعشر ما تقييمك له?
- انا اسميها اختلاف مصالح لأننا في دولة ثرية وعدد السكان قليل وبها فساد اداري واضح.. وهذا الصراع بطريقة او بأخرى يمكن تفسيره ضمن نظرية المؤامرة ان هناك مصلحة مادية او مالية لهذا النائب لأنه وقف هذا الموقف او ذاك.

عودة النواب
هل تتوقع تكرار الوجوه لمجلس الامة المقبل?
- انا اعتقد انه سيكون هناك تغيير كبير جدا في الوجوه التي ستأتي للمجلس القادم.
لكن هناك من يرى العكس?
- انا اتوقع عكس ذلك لأن الشباب خرجوا عن نطاق السيطرة القديمة وبالتالي سيكون لهم دور للنواب الذين رفضوا الخمس دوائر او العشر, والمرأة سيكون لها دور خصوصاً بالنسبة للذين رفضوا اعطاء المرأة حقوقها السياسية في السابق, والمال السياسي سيتم تشغيله بعنف وسيكون لهذا المال دور كبير جدا.. وستكون هناك تغييرات جذرية في المجلس وانا اعتقد ان هذه التغييرات ستكون بمثابة الزلزال.

التيارات الدينية
البعض يراهن على وصول نواب كثيرين من التيارات الدينية للمجلس الجديد فهل ترى ذلك?
- انا اتوقع وصول الكثير منهم في المجلس الجديد اكثر من المجلس السابق.
ولماذا?
- لأن السلف والاخوان لأول مرة يتحالفون.. وهناك تحالف بدأ مع تعديل الدوائر الانتخابية ولا يزال هذا التحالف مستمرا.
والى متى يظل هذا التحالف من وجهة نظرك?
- الى ان يكون هناك صراع على المناصب والى ان تتضارب المصالح الحزبية وعندما يكون هناك تكالب على المناصب وعلى المصالح المالية لأن هذه العملية في نهاية الأمر ما هي الا مصلحة.

التيارات الدينية

من خلال حديثك نستشف انك تريد ان تقول ان التيارات الدينية هدفها المصالح دون ان تعمل من اجل نصرة الاسلام?
- لا شك في ذلك والدليل على ما نقول موقف وزير المواصلات الحالي عندما طلب منه ان يبتعد عن الحكومة من قبل حزبه الاخوان فرفض ان يستقيل من الحكومة لأن الحكومة اصرت على احالة القانون للمحكمة الدستورية وعندما طلب من وزير المواصلات ان يأخذ نفس موقف د.أنس الرشيد رفض ان يأخذ هذا الموقف واستمر ليحتفظ بالحقيبة الوزارية.. ومعنى ذلك ان الهدف كان الوصول للكرسي الذي هو هدف كل المشتغلين بالسياسة وهذا الأمر من الامور المشروعة ولكن اذا أقدمت على فعل هذا الأمر دون ان تكون عندي صبغة دينية متشددة سيكون هذا الأمر طبيعيا.. ولكن عندما تقول لي انا اريد ان اعزز الدين ولكن عندما يأتيك المنصب تنسى كل شيء فهنا تكون المشكلة.

مصلحته الشخصية
\ يا استاذ احمد لكن الوزارة عرضت في وقت سابق على د. اسماعيل الشطي ولكنه رفضها في السابق عندما كان عضوا في مجلس 1992?
/ يجوز انه كانت له مصلحته الشخصية وقتها لاتسمح له بذلك حيث انه كان يرى انه سيخلد في الحياة النيابية.. ومن المعروف ان د. الشطي كان رئيس لجنة مالية وقد رأى ان يكون رئيسا للجنة مالية أنفع له كثيراً.


التأخير التنموي
\ انت رجل اقتصادي هل هذا الخلاف بين السلطتين يمكن ان يؤخر البلاد تنمويا?
/ هذا الخلاف ليس له أي علاقة بتأخير البلاد تنمويا... ولكن هناك قوانين كثيرة تحتاج الى اعادة نظر سواء بقى المجلس أو ذهب... ومع الاسف مانراه انه ليس هناك اهتمام للقضايا الاقتصادية فمثلا عندما نرى مجلس برلماني اهم اولوياته تجريم البلوتوث وهناك قوانين منذ عام 1959 لن يتم تغييرها فهناك نشعر بحجم المأساة التي نعيشها كاقتصاديين وكتجار.

تعديل الدستور
\ هل انت مع تعديل الدستور?
/ انا ضد تعديل الدستور لانه من اجمل الدساتير الموضوعة ويجب الا يمس ولا يجوز ان نقترب منه.
\ لكن يقال إن هناك الكثير من التغيرات المستجدة على الساحة تتطلب تعديل الدستور الذي وضع عام 1962 لتتواكب مع حياة العصر الذي نعيشه..?
/ ومن يضمن الا يشمل التعديل أو التغيير أمور اخرى... لاننا اذا لمسنا جزئية معينة يمكن ساعتها ان نلمس كل الاجزاء... والى الآن لن يتم تبيين اخطاء أو مثالب الدستور بهذا العنف الذي يتطلب تغييره ونحن لا نزال مجتمع بدائي الى حد كبير ونحتاج الى تجذير العملية الديمقراطية ... ولذلك علينا ان نهتم بأمور اخرى غير تعديل الدستور الكويتي.

زيادة النواب
\ الم تكن الحاجة ماسة لزيادة عدد نواب مجلس الامة كما هو مطروح الآن?
/ الحديث عن قفز عدد النواب من 50 عضوا الى 60 عضوا ليس فيه أي دليل بأن ذلك سيرتقي بالمسيرة الديمقراطية... وما هو مطروح هي رغبات شخصية ومصالح آنية ولا توجد هناك دراسة تبرر تغيير الدستور وزيادة عدد النواب.

الحقائب الوزارية
\ إلا تتفق مع الذين يطالبون بالتعديل لان هناك معاناة لبعض الوزراء الذين يحملون أكثر من حقيبة وزارية?
/ ولماذا لا يتم دمج بعض الوزارات المتشابهة... خصوصا وان هذا الدمج عملية ادارية بحتة... فمثلا لماذا هناك فصل بين وزارتي العدل والاوقاف والشؤون الإسلامية... خصوصا واننا لسنا في دولة متشعبة أو رهيبة في عدد سكانها... خصوصا وان منصب الوزير سياسيا وليس اداريا.. ومن الممكن ان تدمج وزارة الاسكان مع البلدية بكل بساطة.