سمير
06-03-2006, 10:36 AM
الدكتور ناصر سامي خليفة
أكاديمي كويتي
alkhaldi4@hotmail.com
للوهلة الأولى حين نتذكر الإمام الخميني مفجر الثورة الإسلامية في إيران في ذكرى رحيله نستحضر دوره السياسي في بناء دولته وتحرير شعبه من هيمنة الاستكبار العالمي، ولكن وللحقيقة والتاريخ يغفل الكثير منا المقومات المتوافرة في تلك الشخصية التي دفعته إلى أن يكون قيادة مميزة لا ينكر العدو قبل الصديق دورها الكبير في التأثير والتغيير.
فأهم ما يميز الإمام الخميني الراحل في هذا الاتجاه هو ارتباطه الروحي الصادق بالله سبحانه وتعالى والذوبان به وجدانيا، هذا الارتباط - الذي استمد من خلاله الإمام البصيرة والفرقان - يعتبر هو السبب الأهم في ما حققه من نجاحات كبيرة على الأصعدة السياسية والاجتماعية والعقائدية, ومن يتعمق في شخصية الإمام الراحل يجد أن الجانب العرفاني قد تجذر في فكره وتطبع في سلوكه وارتسم في الكثير من أقواله وخطبه، فكانت باكورة هذا الجانب شرحه لكتاب «فصوص الحكم» لابن عربي، هذا الكتاب الذي يعتبر من أهم كتب العرفان ببعده الروحاني.
كما ساهم هذا الجانب في تمكين الإمام الراحل من أداء واجبه التاريخي تجاه أمته حين وجهها إلى طاعة الخالق وعدم الانصياع لزخارف الدنيا ومظاهرها الزائفة، وحين طرح معايير ليس للبشر فيها من سيطرة وارتضاها ترمومترا يقيس بها حركة الأمة نحو مضمار العمل الجهادي والذي كانت غايته الأسمى في رضا الباري لا في رضا عباده.
من هنا نفهم زهده عن الدنيا التي توجهت نحوه فابتعد عنها، والجاه والسلطة والمكانة المرموقة بين الناس التي طوقته فهرب ملتجئا إلى ربه، هذا الزهد الذي جعله يمثل عنوانا بارزا للتواضع وقدوة للمستضعفين وأمثولة للعدالة الاجتماعية التي ينشدها الإنسان في نفسه ليصل إلى قمة الكمال الذوقي في شخصيته, لذلك أحبه شعبه وساروا على خطه الأصيل وانتهجوا نهجه ليصبح أميرا لقلوبهم ونبراس هداية لهم.
ونحن إذ نتذكر تلك الشخصية المميزة، فإننا لا ننسى الكم الكبير من التشويه الإعلامي في الصحافة العربية له، والتي حالت دون فهم الشعوب العربية لتميز تلك الشخصية وأثرها الإيجابي على تاريخ المنطقة بأسرها، فالإمام الخميني هو من أعاد روح الإسلام إلى المنطقة وهو الذي أحيى نزعة التحرر من الظلم والاستبداد، وهو الذي وجه سهام الاستقلال إلى قلب المصالح الأجنبية غير المشروعة، وهو الذي أعاد القدس السليبة إلى مكانتها في قلوب المسلمين، وهو الذي ساهم بفاعلية في تجديد الفكر الإسلامي بما يتناسب والتطور البشري المعاصر، وهو الذي قاد ثورة المستضعفين ضد المستكبرين، وهو الذي نبه الخلق بكيفية التوجه إلى الخالق جل وعلا، باختصار لقد خسر من جهل تلك الشخصية ربانية المنهج والسلوك.
أكاديمي كويتي
alkhaldi4@hotmail.com
للوهلة الأولى حين نتذكر الإمام الخميني مفجر الثورة الإسلامية في إيران في ذكرى رحيله نستحضر دوره السياسي في بناء دولته وتحرير شعبه من هيمنة الاستكبار العالمي، ولكن وللحقيقة والتاريخ يغفل الكثير منا المقومات المتوافرة في تلك الشخصية التي دفعته إلى أن يكون قيادة مميزة لا ينكر العدو قبل الصديق دورها الكبير في التأثير والتغيير.
فأهم ما يميز الإمام الخميني الراحل في هذا الاتجاه هو ارتباطه الروحي الصادق بالله سبحانه وتعالى والذوبان به وجدانيا، هذا الارتباط - الذي استمد من خلاله الإمام البصيرة والفرقان - يعتبر هو السبب الأهم في ما حققه من نجاحات كبيرة على الأصعدة السياسية والاجتماعية والعقائدية, ومن يتعمق في شخصية الإمام الراحل يجد أن الجانب العرفاني قد تجذر في فكره وتطبع في سلوكه وارتسم في الكثير من أقواله وخطبه، فكانت باكورة هذا الجانب شرحه لكتاب «فصوص الحكم» لابن عربي، هذا الكتاب الذي يعتبر من أهم كتب العرفان ببعده الروحاني.
كما ساهم هذا الجانب في تمكين الإمام الراحل من أداء واجبه التاريخي تجاه أمته حين وجهها إلى طاعة الخالق وعدم الانصياع لزخارف الدنيا ومظاهرها الزائفة، وحين طرح معايير ليس للبشر فيها من سيطرة وارتضاها ترمومترا يقيس بها حركة الأمة نحو مضمار العمل الجهادي والذي كانت غايته الأسمى في رضا الباري لا في رضا عباده.
من هنا نفهم زهده عن الدنيا التي توجهت نحوه فابتعد عنها، والجاه والسلطة والمكانة المرموقة بين الناس التي طوقته فهرب ملتجئا إلى ربه، هذا الزهد الذي جعله يمثل عنوانا بارزا للتواضع وقدوة للمستضعفين وأمثولة للعدالة الاجتماعية التي ينشدها الإنسان في نفسه ليصل إلى قمة الكمال الذوقي في شخصيته, لذلك أحبه شعبه وساروا على خطه الأصيل وانتهجوا نهجه ليصبح أميرا لقلوبهم ونبراس هداية لهم.
ونحن إذ نتذكر تلك الشخصية المميزة، فإننا لا ننسى الكم الكبير من التشويه الإعلامي في الصحافة العربية له، والتي حالت دون فهم الشعوب العربية لتميز تلك الشخصية وأثرها الإيجابي على تاريخ المنطقة بأسرها، فالإمام الخميني هو من أعاد روح الإسلام إلى المنطقة وهو الذي أحيى نزعة التحرر من الظلم والاستبداد، وهو الذي وجه سهام الاستقلال إلى قلب المصالح الأجنبية غير المشروعة، وهو الذي أعاد القدس السليبة إلى مكانتها في قلوب المسلمين، وهو الذي ساهم بفاعلية في تجديد الفكر الإسلامي بما يتناسب والتطور البشري المعاصر، وهو الذي قاد ثورة المستضعفين ضد المستكبرين، وهو الذي نبه الخلق بكيفية التوجه إلى الخالق جل وعلا، باختصار لقد خسر من جهل تلك الشخصية ربانية المنهج والسلوك.