المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : موقع إلكتروني يعرض الأفكار المجنونة والسخيفة



yasmeen
06-03-2006, 09:50 AM
http://www.asharqalawsat.com/2006/06/03/images/daily.366455.jpg

شعاره الحاجة أم الاختراع الذي لا أب له


لندن: ربعي المدهون

إذا مرت بخاطرك فكرة سخيفة، لا تهملها، حتى لو بدت كذلك فعلا. إذ لا توجد فكرة بهذا الوصف أبدا. فحتى تلك الأفكار «المجنونة» التي لا تجتذب أبدا مخترعا ما، تلتقي مع الافكار الكبيرة عند عامل مشترك هو القيمة، الفعلية او العملية، او حتى تلك التي تثير الانتباه أو الفضول على الأقل. وعلى العكس من ذلك، ثمة أفكار عظيمة من النوع الذي لا يستحق الموت من أجله، أو حتى الدفاع بشراسة عنه إلا انها انتجت مخترعات بسيطة الى حد السخافة، وكانت وراء منجزات بشرية ذات قيمة هائلة، لم تتمكن كل الثورات التكنولوجية، القديمة أو المعاصرة، من القضاء عليها، او حتى تجاوزها، مثل ملقط الشعر الصغير، او المشط، او الابرة، او المسمار، او الزرار على اختلاف انواعه، وصولا الى قلم الحبر الجاف، الذي شكل ثورة في عالم الكتابة، والاستغناء عن قلم الحبر التقليدي، الذي سال حبره على قميص لاديسلو بيرو، فألهمه فكرة تجفيفه.

وإذا كانت الحاجة ام الاختراع، فالجنون أبوه، بالمعنى الذي ذهبت اليه بعض شركات الانتاج، التي تصر وتثبت بالملموس مرة أخرى، انه لا توجد فكرة سخيفة أبدا. هل يمكن ممارسة رياضة «نط الحبل» مثلا، بدون حبل؟ الا تبدو الفكرة مجنونة؟ الا يبدو من فكر بها معتوها؟

ليس تماما، فقد تكفل مكتب «يو.اس.بيتانيت» التجاري، برعاية الأفكار السخيفة. ويتولى موقع «بيتانتلي سيلي دوت كوم» الإلكتروني، عرض منتجاته، التي تبدو للمتصفح، ساذجة، ومثيرة، وجذابة، وأحيانا سخيفة. صاحب الموقع، كوميدي اميركي من نيويورك، يدعى دانيال رايت. يقول ان الحاجة أم الاختراع الذي لا أب له. قرر رايت، على ما يبدو، ان يكون ابا لعرض تلك الاختراعات. يقول رايت، انه مغرم بمصيدة الفئران المصممة على شكل قطة، تبث رائحة الجبن. وهو مأخوذ ـ بلؤم ـ بفكرة وضع الفأر بين غريزتين متناقضتين: رعبه التقليدي من عدوه الأزلي وعدم قدرته على مقاومة رائحة غذائه المفضل.

في الموقع، نعثر على ما سماه رايت «حبل النط»، وهو عبارة جهاز لممارسة «نط الحبل» بدون حبل. كأننا ندير جهازا بالريموت. لكن اذا كان الاستغناء عن السلك الناقل للكهرباء قد اصبح واقعا منذ سنوات، فهل يمكن الاستغناء عن الحبل في لعبة تقوم عليه اساسا؟ ومن هم المستفيدون من هذا الاختراع العجيب؟ يجيب المخترع ليستر كلانسي، انهم المرضى النفسيون، والسجناء، حيث الحبال ممنوعة، لأنها قد تستخدم اداة انتحار. كذلك يعتبر الاختراع ملائما تماما لمن يخشون من «فركشة» اقدامهم بالحبل وتعرضهم للكسور، او الاحراج على الأقل. في الواقع، لا يتعدى الاختراع هذا، قطعتين معدنيتين يمكن تحريكهما باليدين والذراعين في تقليد لحركة الحبل، بينما يواصل اللاعب النط وممارسة رياضته دون خوف او تردد. انها عملية وهمية بالفعل، لا مكان لها سوى مستشفى للامراض العقلية. اما الاختراع الثاني الذي لا يقل اثارة، فهو دراجة هوائية زودت بشراع، لكي تبدو مثل مركب صغير يمخر عباب شوارع لا مياه فيها. يعمل الشراع على زيادة السرعة بفعل تأثير الرياح، او مساعدة راكب الدراجة على اراحة عضلات ساقيه من استخدام بدالات القدمين ولو لفترة. لكنها قد تضع صاحبها في موقف مخجل، عندما يتوقف عند اشارة للمرور. اما قلم الحبر الجاف الذي يعرضه الموقع للبيع، فيؤدي وظيفته بصورة طبيعية. لكن بعد ان تحول الى منبه لحامله. فقد زود بجهاز انذار، يوقظ صاحبه اذا غفا اثناء الكتابة وسقط القلم من يده. وهو مفيد للموظفين الذين يداهمهم النعاس وتسقط رؤوسهم فوق مكاتبهم اثناء العمل. ويحل «المخترعون الجدد» مشكلة التلوث البيئي بجهاز خاص، لا يقل غرابة، أو سخافة عن بقية اختراعاتهم: سماعتا رأس تغلقان الاذنين تماما، وتعزلان صاحبهما عن اي اصوات قريبة او بعيدة، وقد زودت كل منهما بأصيص صغير او اكثر، للنباتات لامتصاص ثاني أوكسيد الكربون وتوفير الاوكسجين خلال عملية النتح.

ويقدم المنتجون مجانا الى زبائنهم غطاء بلاستيكيا للوجه يحميه مائة في المائة، هكذا يقولون، من الاشعة فوق البنفسجية الضارة، التي قد تتسبب في سرطان الجلد، او اعاقة النمو الطبيعي لدى الأطفال. وكذلك العديد من الاختراعات التي يعرضها موقع «بيتنلي سلي دوت» كوم، لكن المتصفح يخرج حاملا سؤالا لا بد ان الجميع سيشاركونه فيه: هل ثمة فكرة سخيفة حقا، او بلا فائدة، ام هو جنون الاختراع الذي استهلك السخافة نفسها؟!