المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رئيس حكومة كردستان: أغلقنا كلية الشريعة وأنذرنا 6 منظمات إغاثة كانت تفرخ إرهابيين



سلسبيل
06-01-2006, 06:15 AM
http://www.aawsat.com/2006/06/01/images/interview.366007.jpg


نيجيرفان بارزاني لـ«الشرق الأوسط»: صدام قتل 8 آلاف من عشيرتي من بينهم 36 من أقارب الدرجة الأولى

اربيل: محمد الشافعي

قال السيد نيجيرفان بارزاني رئيس حكومة إقليم كردستان، ان جروح بلاده عميقة وتحتاج الى العطف من جميع انحاء العالم. وأشار الى ان الرئيس المخلوع صدام حسين دمر خمسة آلاف قرية من محافظات كردستان وقتل 188 الف كردي في حملة عسكرية حملت اسم سورة «الأنفال» من القرآن الكريم ما بين عامي 1987 و1988. واضاف ان صدام حسين قتل 8 الاف من عائلة برزان التي ينتمي اليها، من بينهم 36 شخصا من اقارب الدرجة الاولى. ونيجيرفان بارزاني يشغل منصب رئيس الوزراء في حكومة إقليم كردستان في شمال العراق منذ 1999، وهو من مواليد عام 1966 في العراق، وهو ابن شقيق مسعود بارزاني، اي هو حفيد الزعيم الكردي الملا مصطفى البارزاني. تولى رئاسة الحكومة التي أسسها الحزب الديمقراطي، وبعد تشكيل الادارتين الكرديتين، كلفه رئيس الاقليم لتأسيس حكومة كردية موحدة، تضم اغلبية القوى الموجودة على الساحة الكردية. وقد التقته «الشرق الأوسط» مع مجموعة قليلة من ممثلي الصحافة العربية على إفطار في قصر الضيافة بمدينة اربيل. ونيجيرفان بارزاني لديه طفلان إدريس 8 سنوات، ورانيا 6 سنوات. وفي حديثه أوضح ان حكومته تهتم اليوم اولا ببناء البشر، بجانب الاستثمار في قطاعات الصناعة وتنمية الادارة والتعليم. وقال ان كردستان لم تتلق اي مساعدة من الدول العربية حتى الآن، مشيرا الى :

«ان منظمات الاغاثة الاسلامية جاءت لبناء المساجد وكفالة اليتامى، ولكنهم اكتشفوا بعد فترة انهم جاءوا لتجنيد الشباب وتدريبهم على العنف». واوضح: «لقد انذرنا نحو 5 او 6 منظمات اغاثية اسلامية، لانها كانت تفرخ الارهابيين واكدنا لهم بضرورة ان تعطى المساعدات الانسانية الى الحكومة لتوزيعها على المحتاجين». وكشف عن اغلاق كلية للشريعة عام 2000، أنشئت باموال خليجية بعد ان كانت تسير في الاتجاه الخاطئ، بعيدا عن وسطية الاسلام وتسامحه. ونفى لـ«الشرق الاوسط» ان تكون لحكومته اي علاقات غير رسمية مع مسؤولين اسرائيليين، وقال ان رسم العلاقات الخارجية من اختصاص حكومة بغداد، رغم انه اكد ان كردستان ليس لديها نيه للعداوة مع اسرائيل او اليهود»، وقال:

«نحن نتفهم ازمة الشعب الفلسطيني، لاننا عانينا من نفس المشكلة مع حكومة بغداد في زمن حكم صدام». واوضح ان اقليم كردستان ليس لديه حدود مشتركة مع اسرائيل بل لديه علاقات مع دول الجوار مثل ايران وتركيا وسوريا». وطالب رجال الاعمال الاكراد الموجودين في اوروبا واميركا بالعودة الى بلادهم، لانها في حاجة الى دعمهم، وقال ان جميع العراقيين يجب ان يشعروا بمسؤوليتهم تجاه وطنهم. واعترف «بوجود قوات تركية داخل حدود كردستان، وقال ان القوات التركية دخلت اراضي بلاده في التسعينيات باتفاق مع حكومة صدام لضبط الحدود، بشرط الا يتدخلوا في شؤننا الخاصة، وعدم تنفيذ اي عملية عسكرية ضد عناصر حزب العمال الكردستاني قبل ابلاغنا مسبقا بها. وأشاد بالحريات الموجودة في إقليم كردستان، الا انه قال ان بعض القوانين ما زالت في حاجة الى تعديل.

وقال ان الاشوريين والكلدان واليزيديين والصابئة يتمتعون بكافة الحقوق الدينية مثل السنة والشيعة في كردستان. وأوضح ان كافة الطوائف الدينية المختلفة لهم تاريخ طويل في المنطقة. وقال ان وزير ماليته سركيس اغاجان مسيحي، وكان نائب رئيس الحكومة السابقة مسيحي ايضا. وتحدث عن تقديم مساعدات مالية الى 3100 عائلة آشورية من اجل توطينهم في عنكاوة وسرسنك ونواحي دهوك. واشار الى ان جميع العراقيين من اكراد وآشوريين وكلدان ويزيديين عانوا في زمن صدام، وبلدنا يمر بظروف صعبة، ولكن هذا وضع مؤقت، وسنصل الى العراق الواعد بفضل الارادة القوية للشعب العراقي نحو دحر الإرهاب وإسكات صوته المخرب الى الأبد. وقال إن أي تطور إيجابي في العراق سيؤثر إيجابا في الوضع بإقليم كردستان، وإن أي تدهور في المناطق العراقية الاخرى سينعكس سلبا على وضع إقليم كردستان.

واكد ان الديمقراطية هي جزء من ممارسة الحياة اليومية في اربيل ودهوك والسليمانية وبعشيقة والقوش وبرزان وبارتيلا وزاخو وبقية المدن والقرى الكردية. وقال بسبب حرية الصحافة في اقليم كردستان يتعرض لكثير من النقد، واحيانا يخرج عن الاطار العام، وضرب مثلا بذلك باتهامه في احد الصحف اليومية بانه يحفظ ماركات الملابس العالمية، ولا يعرف اسماء وألقاب وزرائه الذين يبلغ عددهم 42 وزيرا. وأوضح انه في كثير من الاحيان لا يرد على ملاحظات الصحافة حول اسلوب حياته اليومية. ونيجيرفان برزاني في الاربعينيات من العمر رياضي ممشوق القوام، من المهتمين بتربية الخيل، والسباحة ورياضة الجري في الصباح الباكر في محيط قصره، وتسلق الجبال مع عناصر البشمركة، كلما اتيحت له الفرصة بعيدا عن ضغوط العمل التي تاخذ ساعات يومه، وضمن هواياته قرض الشعر والاستماع اليه، على حد قوله.

وأشاد برزاني بالحالة الأمنية المستقرة في كردستان، وقال ان الفضل يعود في ذلك الى جهود «الاسايش» قوات الأمن وعناصر البشمركة. وكشف عن وجود عدد من المعتقلين الاجانب في سجون بلاده من بينهم سعوديون وافغانيون وباكستانيون سيقدمون الى المحاكمة بعد اقرار قانون مكافحة الارهاب الجديد. وقال ان الارهابيين يأتون الى كردستان من الموصل وحدود سورية. وتحدث عن التلاحم الشعبي بين المواطنين الاكراد واجهزة الأمن اجل استمرار حالة الأمن والامان في عموم كردستان. واوضح ان ام كردية ابلغت عن ابنها الهارب الذي شارك في تنفيذ عملية ارهابية، وعند اعتقاله خارج حدود اربيل، ادعى انها ليست امه، ولكنها واجهته وقالت انها حملته في بطنها تسعة اشهر، وهو الشخص المطلوب لدى اجهزة الأمن.

وقال إن شعب كردستان قد أثبت منذ عام واحد وتسعين بأنه عامل استقرار في المنطقة وسيستمر في هذه السياسة، وأضاف أننا نمد يد السلام لكل جيراننا ونسعى دوما أن تكون علاقاتنا جيدة معهم. من جهة اخرى، عينت حكومة إقليم كردستان العراق الدكتور خالد صالح مستشار السيد نيجيرفان بارزاني رئيس حكومة الاقليم في منصب (الناطق الرسمي باسم الحكومة) وهو منصب تم استحداثه لأول مرة في كردستان. وقال الدكتور خالد صالح لـ«الشرق الاوسط» «قدمني نيجيرفان بارزاني بشكل رسمي إلى اعضاء حكومته لأكون الناطق الرسمي باسم الحكومة». والدكتور خالد صالح حاصل على شهادة الدكتوراه في السياسة ويعيش منذ عام 1981 في السويد، وعاد قبل ثلاث سنوات الى إقليم كردستان العراق، وعمل عضوا في اللجنة الاستشارية للدستور العراقي وكذلك مستشارا سياسيا لنيجيرفان بارزاني. وله عدة مؤلفات، من أهمها (تشكيل الدولة العراقية)، و(مستقبل كردستان في العراق). وقال الدكتور صالح «إن منصب الناطق الرسمي لحكومة إقليم كردستان استحدث للتواصل مع المواطنين عن طريق الإعلام والصحافة وأن تكون هناك شفافية ولإعلام المواطنين بما يجري من قرارات داخل الحكومة وشرح الأوضاع الآنية». وطالب الدكتور صالح الصحافيين «بالعمل الجاد من أجل الحصول على الأخبار والمعلومات وايصال الأسئلة التي تدور في أذهان المواطنين مهما كانت الى الحكومة».