yasmeen
05-31-2006, 01:07 PM
النذور تنتشر في أوساط النخبة والعوام على السواء
محمود جمعة–القاهرة - الجزيرة
يتميز المجتمع المصري بعدد من السمات التي تنحو به إلى أن يكون مجتمعا متدينا بطبعه، وتعد ظاهرة النذور التي تمارسها أوساط النخبة والعوام على السواء من أبرز هذه السمات.
ولا يقتصر النذر على المسلمين بل تنتشر هذه الظاهرة بين الأقباط أيضا بما يجعله مظهرا مهما في حياة المجتمع. وغالبا ما نجد البسطاء والفقراء هم أكثر الناس لجوءا إلى هذه الوسيلة لتحقيق أمانيهم وآمالهم ودعواتهم فإذا عجز الفقير عن تحقيق أمله، فإنه يتوجه إلى الله مقرنا دعاءه بنذر وإذا تحقق أمله المنشود يوفي بنذره شكرا لله على نعمته وعادة ما يتوجه هؤلاء البسطاء بنذورهم إلى الأولياء والقديسين.
وفي كل مسجد يضم ضريحا لأحد من آل البيت أو أحد الأولياء الصالحين يوجد صندوق يسمى صندوق النذور غالبا ما يخصص للتبرعات والنذور التي يقدمها مرتادو وزوار هذه الأضرحة.
عادة قديمة
يقول مستشار المركز القومي للبحوث الاجتماعية الدكتور علي فهمي إن النذر يعود إلى الديانات القديمة التي كانت تقوم على تعدد الآلهه ومحاولة التقرب إليها لجلب نفع أو لمنع ضرر فينذر الإنسان لهذه القوى العليا نذراً معيناً وعليه أن يوفيه أذا تحقق ما يريد من كسب أو نجاح أو حتى لدرء شر أو افتداء لعمل كان قد يؤذيه في نفسه أو ماله أو أسرته.
ويشدد فهمي على أن النذر عادة قديمة جداً تنظمه بعض الأحكام الفقهية المعترف بها شرعاً بألا يقدم النذر لغير الله تعالى وأن يقدم على سبيل إنجاز عمل ما، ويشترط الفقه ألا يكون النذر للمباهاة أو للفت الأنظار إلى صاحب النذر للحصول على مكسب حياتي.
ومن صور النذر المفيدة جداً للمجتمع هو أن يكون في صورة خدمة مجانية للناس كأن ينذر أحد الأطباء مثلاً أن يعالج مجموعة من الناس مجاناً إذا حقق الله له أمرا ينشده.
ويشير الدكتور فهمى إلى أن بعض مقدمي النذور لأضرحة الأولياء المسلمين هم من الأقباط وبعض مقدمي النذور لأماكن القديسات والقديسين الأقباط هم من المسلمين.
أما الدكتور عبد المعطي بيومى من علماء الأزهر فيؤكد أن الرسول الكريم جعل النذر بمثابة يمين يجب الوفاء به ونجد ذلك في قوله (صلى الله عليه وسلم) : "النذر يمين" لذلك فإن من نذر شيئاً فعليه الوفاء به لأن من يحلف يميناً ولا يوفي فعليه أثم.
ويضيف قائلا إن القرآن الكريم قد حث عن النذر في سورة الإنسان (الآية 6) حيث مدح الله تعالى فيها بعض أصحاب النبي ووصفهم بأنهم أبرار وذكر من صفات الأبرار أنهم يوفون بالنذر (يوفون بالنذر ويخافون يوماً كان شره مستطيرا).
وعن النذر في المجتمع القبطي يقول شريف كامل إن هذا النذر يتوجه إلى الأماكن القديمة المقدسة والمعتاد زيارتها من الناس من أماكن بعيدة، مشيرا إلى أن النذر يمكن أن يكون في صورة نقدية حيث تتوجه أموال إلى المكان الذي يتم النذر إليه أو في صورة أخرى مثل المشاركة في بناء دير أو استكمال بناء كنيسة.
أما القس بشارة متى –راعى كنيسة مارجرجس- فيقول إن النذر هو عهد بين الإنسان وربه ولا يجوز الرجوع فيه.
وعن التقرب بالنذر إلى أضرحة الأولياء يؤكد العلماء أنه إذا قصد التقرب لغير الله فهو حرام ولون من ألوان الشرك، فالنذر والحلف والسجود من خصوصيات الله وحده ولا يصح أن تكون لأحد دونه فمن نذر لغير الله أو أشرك في النذر أحداً غيره تكون عبادته باطله حيث قال الله تعالى في حديث قدسي شريف: "أنا أغنى الشركاء عن الشرك فمن عمل عملاً أشرك فيه معي غيري فهو لمن أشرك".
محمود جمعة–القاهرة - الجزيرة
يتميز المجتمع المصري بعدد من السمات التي تنحو به إلى أن يكون مجتمعا متدينا بطبعه، وتعد ظاهرة النذور التي تمارسها أوساط النخبة والعوام على السواء من أبرز هذه السمات.
ولا يقتصر النذر على المسلمين بل تنتشر هذه الظاهرة بين الأقباط أيضا بما يجعله مظهرا مهما في حياة المجتمع. وغالبا ما نجد البسطاء والفقراء هم أكثر الناس لجوءا إلى هذه الوسيلة لتحقيق أمانيهم وآمالهم ودعواتهم فإذا عجز الفقير عن تحقيق أمله، فإنه يتوجه إلى الله مقرنا دعاءه بنذر وإذا تحقق أمله المنشود يوفي بنذره شكرا لله على نعمته وعادة ما يتوجه هؤلاء البسطاء بنذورهم إلى الأولياء والقديسين.
وفي كل مسجد يضم ضريحا لأحد من آل البيت أو أحد الأولياء الصالحين يوجد صندوق يسمى صندوق النذور غالبا ما يخصص للتبرعات والنذور التي يقدمها مرتادو وزوار هذه الأضرحة.
عادة قديمة
يقول مستشار المركز القومي للبحوث الاجتماعية الدكتور علي فهمي إن النذر يعود إلى الديانات القديمة التي كانت تقوم على تعدد الآلهه ومحاولة التقرب إليها لجلب نفع أو لمنع ضرر فينذر الإنسان لهذه القوى العليا نذراً معيناً وعليه أن يوفيه أذا تحقق ما يريد من كسب أو نجاح أو حتى لدرء شر أو افتداء لعمل كان قد يؤذيه في نفسه أو ماله أو أسرته.
ويشدد فهمي على أن النذر عادة قديمة جداً تنظمه بعض الأحكام الفقهية المعترف بها شرعاً بألا يقدم النذر لغير الله تعالى وأن يقدم على سبيل إنجاز عمل ما، ويشترط الفقه ألا يكون النذر للمباهاة أو للفت الأنظار إلى صاحب النذر للحصول على مكسب حياتي.
ومن صور النذر المفيدة جداً للمجتمع هو أن يكون في صورة خدمة مجانية للناس كأن ينذر أحد الأطباء مثلاً أن يعالج مجموعة من الناس مجاناً إذا حقق الله له أمرا ينشده.
ويشير الدكتور فهمى إلى أن بعض مقدمي النذور لأضرحة الأولياء المسلمين هم من الأقباط وبعض مقدمي النذور لأماكن القديسات والقديسين الأقباط هم من المسلمين.
أما الدكتور عبد المعطي بيومى من علماء الأزهر فيؤكد أن الرسول الكريم جعل النذر بمثابة يمين يجب الوفاء به ونجد ذلك في قوله (صلى الله عليه وسلم) : "النذر يمين" لذلك فإن من نذر شيئاً فعليه الوفاء به لأن من يحلف يميناً ولا يوفي فعليه أثم.
ويضيف قائلا إن القرآن الكريم قد حث عن النذر في سورة الإنسان (الآية 6) حيث مدح الله تعالى فيها بعض أصحاب النبي ووصفهم بأنهم أبرار وذكر من صفات الأبرار أنهم يوفون بالنذر (يوفون بالنذر ويخافون يوماً كان شره مستطيرا).
وعن النذر في المجتمع القبطي يقول شريف كامل إن هذا النذر يتوجه إلى الأماكن القديمة المقدسة والمعتاد زيارتها من الناس من أماكن بعيدة، مشيرا إلى أن النذر يمكن أن يكون في صورة نقدية حيث تتوجه أموال إلى المكان الذي يتم النذر إليه أو في صورة أخرى مثل المشاركة في بناء دير أو استكمال بناء كنيسة.
أما القس بشارة متى –راعى كنيسة مارجرجس- فيقول إن النذر هو عهد بين الإنسان وربه ولا يجوز الرجوع فيه.
وعن التقرب بالنذر إلى أضرحة الأولياء يؤكد العلماء أنه إذا قصد التقرب لغير الله فهو حرام ولون من ألوان الشرك، فالنذر والحلف والسجود من خصوصيات الله وحده ولا يصح أن تكون لأحد دونه فمن نذر لغير الله أو أشرك في النذر أحداً غيره تكون عبادته باطله حيث قال الله تعالى في حديث قدسي شريف: "أنا أغنى الشركاء عن الشرك فمن عمل عملاً أشرك فيه معي غيري فهو لمن أشرك".