المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رئيس تحرير « هيرالد تريبيون»: القراء لا يتوقعون الكمال.. ولكنهم يتوقعون الصراحة



yasmeen
05-29-2006, 07:28 AM
http://www.aawsat.com/2006/05/28/images/media.365392.jpg

يزور الشرق الأوسط قريبا لدراسة تطوير تغطية صحيفته للمنطقة.. وتدشين مركز طباعة في دبي قريباً


فيصل عباس

> كيف تصف قارئ الانترناشونال هيرالد تريبيون اليوم؟

ـ اقول ان القارئ هو شخص ذو نظرة عالمية بشكل كبير. فهو يعمل في مصلحة تتأثر بالاقتصاد العالمي، او في قطاع يتأثر بالاتجاهات العالمية كالقانون او الدبلوماسية او التعليم، ويميل إلى رؤية العالم كأكثر من بلد واحد. ثلثا قرائنا ليسوا أميركيين، وأكثر من نصفهم هم مواطنون مقيمون خارج بلدانهم، ولكن ليسوا بالضرورة أميركيين مقيمين خارج أميركا. لسنا مرتبطين ثقافيا او تحريريا ببلد معين، وإنما نعتمد في ما ننشره على فكرة ان هناك اخبارا وتوجهات عالمية تهم الجميع، سواء رجل اعمال في طوكيو او بروفيسور في القانون في باريس او رجل اعمال في موسكو.

> لقد كنت خلال فترة عملك في صحيفتكم الشقيقة النيويورك تايمز مسؤولا عن العلاقة بينها وبين الهيرالد تريبيون، وبما انك في التريبيون الآن، فلأي درجة تعتقد انكم تعتمدون على سمعة وطاقات التايمز؟

ـ النيويورك تايمز هي جزء اساسي من الهيرالد تريبيون، ولكننا (التريبيون) في النهاية صحيفة مستقلة تحريريا.. وعندما نركب صحيفتنا نركبها لقرائنا وليس لقراء التايمز، ولهذا السبب فانه على الرغم من انك ترى في صحيفتنا الكثير من مواد النيويورك تايمز واننا نعتمد بشكل كبير على طاقاتها التحريرية.. فنحن مخهاتف كثيرا.

وعلى سبيل المثال اتصلت بي أخيرا مراسلة من مطبوعة «اميركان جورنالزم ريفيو» المتخصصة في قطاع الصحافة، وسألتني عن نسبة المواد التي ننشرها من مواد النيويورك تايمز، وكان جوابي بصراحة هو «لا اعلم»، فلم يسبق ان حاولت حساب ذلك... لأننا لا نحرر صحيفتنا بهذه الطريقة. نحن نفكر بشكل يومي ونطلع على الاخبار ونفكر في قرائنا وما الذي يودون قراءته ومن ثم نركب الصحيفة بانتقاء مجموعة من موادنا الخاصة ومواد التايمز ومواد الوكالات بناء على ذلك. وعلى كل لا اعتقد انها(المراسلة) صدقتني فذهبت وقرأت صحيفتنا لأسبوع وعادت لتتصل وتقول «لقد حسبتها، ان نسبة ما تنشرونه من مواد النيويورك تايمز تشكل 50% من صحيفتكم». وفي الواقع شكرتها ولم اجادلها لانه لم يكن لدي سبب لذلك، ولا ادري ان كان ذلك صحيحا ولكني اصدق انها احصت المواد بالفعل. ولكن في الواقع أرى ان ذلك لا يرمز لشيء، لأننا قد نعرض قصص التايمز او نعيد تحريرها بشكل مختلف، وفي بعض الاحيان نحصل على قصص خاصة بنا من مراسلي التايمز. ولكن على الرغم من كل ذلك، بدون النيويورك تايمز فلن تكون صحيفتنا بنفس المستوى من الجودة.

> ولكن الى أي حد تعتقد بأن القراء يقتنون صحيفتكم لمجرد انها ناقلة لمحتوى النيويورك تايمز، مقالات توماس فريدمان على سبيل المثال؟

ـ انهم يقتنونها لاقتناء ما تقدمه الصحيفتان. فعلى الصفحة الاولى قد تجد قصتين رئيسيتين من احد مراسلينا وقصة من مراسل النيويورك تايمز جنبا الى جنب.. لذلك فأنت تحصل على افضل ما في العالمين، فنحن نقدم للقارئ ملخصا جيدا لما تحويه النيويورك تايمز اضافة الى قصصنا الخاصة. ولدينا نجومنا الخاصين ككاتب المقالات روجر كوهين، ومحررة الموضة سوزي منكس التي اعتبرها الأفضل في العالم، وايريك فانر وهو محرر الإعلام. وقد عينا أخيرا محررة تصميم، وهي اليس روزثورن التي كانت على رأس المتحف البريطاني للتصميم.. واعتقد انها ستكون من نجوم التريبيون في المستقبل القريب.

> وهل يتأرجح الباب في الاتجاهين، أي هل تحصل النيويورك تايمز على قصص منكم كذلك؟

ـ نعم، عدد من مراسلينا في اوروبا يكتبون باستمرار في النيويورك تايمز.

> وكيف تصف الفرق بين العمل في صحيفة محلية كالتايمز ودولية كالتريبيون؟

ـ اعتقد ان هذا الجانب هو احد الجوانب الاكثر تحديا واهمية ومرحا لدى العمل في الانترناشونال هيرالد تريبيون. فقد كنت محررا لملحق المحليات (متروبوليتان) في التايمز، أي انني لم اكن اعمل في صحيفة محلية وحسب بل كنت اعمل في اكثر الصفحات محلية فيها... واؤمن كثيرا باهمية الاخبار المحلية والتحدي يكمن انه في الهيرالد تريبيون العالم بأسره هو مدينتنا او بلدنا. لذلك اعتقد ان ما يحدث هو اننا نبحث عن الأمور التي تؤثر في الجميع، وسأعطيك مثالا عن ذلك.. الطيران.

فقراؤنا مهتمون بالسفر كثيرا، وقد نشرنا قبل اسابيع قصة عن كيف ان شركات الطيران تحاول حشر المزيد من المقاعد في طائراتها، وقد حصلت القصة على ردود فعل هائلة من الكثير من بلدان العالم لأن الأمر يهم الجميع. ومثل هذه القصص هي ما نناقشه كل يوم، فقد تحدث القصة في البلد الذي يقيم فيه احد قرائنا وقد تؤثر نفس القصة في شخص يقرأ الصحيفة في الجهة الأخرى من العالم، تماما كالقصص المتعلقة بالنفط، فهي تهم بلا شك الشخص الذي يستخرج النفط ويصدر من بلده، والشخص في البلد الذي يستورد النفط ويستهلكه.

> لقد كنت تعمل في النيويورك تايمز عندما وقعت «حادثة جايسون بلير» (احد صحافيي الصحيفة الذين فضحوا فيما بعد كونه كان يؤلف ويزور الكثير من الاحداث والتصريحات في قصصه)، فكيف تصف تلك التجربة؟ ـ نعم لقد كنت هناك... وفي الواقع لم تكن تجربة سعيدة على الاطلاق. ولكنا خرجنا منها كصحيفة افضل، اعتقد انها جعلتنا نفكر بشكل اكبر في مراقبة معاييرنا، وذكرتنا مجددا ان أهم ما تملكه أي مؤسسة اعلامية هي مصداقيتها، وعليك حراسة هذا الأمر بدقة متناهية وشرح ان هذا الامر هو مسؤولية الجميع في المؤسسة. اذا.. لم تكن تجربة سعيدة واتمنى انها لم تحصل، ولكنا خرجنا منها افضل.

> ولكن لماذا لم تتمكن منكم هذه الحادثة، فكما تعلم «كلما كنت اكبر.. كلما كانت سقطتك اقوى»؟ ـ اعتقد ان سبب اجتيازنا للوضع هو اننا واجهناه، رأينا خطأنا واعترفنا به وشرحناه للقراء، وكان قراؤنا متفهمين. وعليك ان تدرك ان القراء لا يتوقعون منك ان تكون كاملا ولكنهم بالتأكيد يتوقعون منك ان تكون صريحا. سوف يغفرون لك خطأك ان واجهت الخطأ وقلت «سنصلح الأمر». واعتقد انه بسبب وجود تاريخ مشرف لنا كصحيفة وبسبب اصرارنا على ابقاء معاييرنا المرتفعة اعتقد ان قراءنا غفروا لنا، ولا اعتقد انه من الخطأ ان الأمر اثار الكثير من الجدل، فالجميع يتوقعون منا مستوى عاليا لأن هذا ما عودناهم عليه.. لقد خيبنا امل قرائنا ولكننا خيبنا امال أنفسنا كذلك لأنا خذلنا معاييرنا... وهذا ينطبق على جميع الصحف وليس فقط النيويورك تايمز، لا بد من الحفاظ على مستوى عال من الدقة والمهنية.

> خلال فترة عملك في التايمز أشرفت على الموقع الإلكتروني وعلى المحتوى التلفزيوني، فهل تعتبر أنك كنت من أوائل من استطاعوا تمييز ان المستقبل سيكون متعدد الوسائط؟ وهل تعتقد ان هذا هو واقع الاعلام اليوم، أي انه لا مجال للاستمرار عبر تقديم المحتوى من خلال وسيلة واحدة، الورق على سبيل المثال؟

ـ أعتقد أن هذا الواقع بالتأكيد.. فلم يعد بإمكانك الاعتماد على قناة واحدة للتوزيع، وليس من الممكن البقاء كصحيفة ورقية وحسب.. او موقعا إلكترونيا فقط. علينا أن نكون أكثر من شيء، وأن نكون موجودين لقرائنا بالشكل الذي يفضلونه. فإن أرادوا قراءتنا على الورق فنحن سعداء بأن نطبع صحيفتنا ونوصلها لهم، واعتقد ان هذا ما سنفعله لفترة طويلة مقبلة. وفي نفس الوقت فإن موقعنا الإلكتروني ينمو بشكل كبير وسريع، ونحن نقوم بالكثير لأجل تطويره وتحديثه بغض النظر عن الصحيفة الورقية.

وأعتقد ان هذا بدأ يوضح بشدة خلال السنوات الماضية، وعندما بدأت العمل في هذا المجال كان الأمر مثيرا للجدل.. كان هناك كثير من الصحافيين الذين أمنوا او تمنوا انه بإمكانهم الاستمرار في عالم الصحف التقليدية، ولكن الوضع تغير وان كثيرا من الصحافيين ادركوا ان هذه في الواقع فرصة للوصول الى عدد اكبر من القراء في جميع انحاء العالم، وهذا في الواقع ما نفعله.

> خلال أحد المواضيع التي نشرناها سابقا عن «الورق البلاستيكي» والوسائل المستقبلية للقراءة، علمنا أن صحيفتكم تدرس تقديم اشتراكات للقراء الذين يستخدمون الاجهزة المزودة بهذه التقنية، كما علمنا من مسؤولة موقعكم على الشبكة انكم تقدمون المحتوى عبر ثلاث منصات إلكترونية اضافية، فما هي استراتيجيتكم في هذا السياق، ام انكم تختبرون ما الذي يمكن صنعه فحسب؟

ـ في الواقع هو مزيج من هذا وذاك، بالتأكيد لدينا استراتيجية للتوسع من الورق التقليدي الى الإنترنت ووسائل إلكترونية اخرى، فالشبكة العنكبوتية ليست الوسيلة الاخرى الوحيدة واعتقد انه اتضح جليا ان جهودنا في مجال تقديم المحتوى عبر الجوال فاقت مرحلة الاختبار، واصبحت مجالا جديا لتوزيع الهيرالد تريبيون.

هناك وسائل اخرى بدأنا باختبارها كما ذكرت، وهدفنا كما ذكرت هو ان نكون موجودين في الشكل الذي يريده قراؤنا. واعتقد انه من أحد الأشياء المثيرة للاهتمام والتي تخصنا باعتبارنا صحيفة دولية، هي اننا نستطيع ان نرى التوجهات العالمية امأمنا، لاننا موجودون في الكثير من البلدان... عندما تذهب إلى الدول الاسكندنافية او كوريا على سبيل المثال، وترى ما الذي يحدث في مجال الهواتف الجوالة تدرك انك لم ان تكن مرتبطا بالهواتف الجوالة فلن تكون مرتبطا بالمستقبل. واعتقد ان هذا الحال كذلك في عدد من البلدان العربية، حيث الهواتف الجوالة اصبحت ذات شعبية كبيرة. أما الجزء المتعلق بمرحلة الاختبار فهو اننا لا نعلم حاليا أي وسيلة توزيع ستصبح اكثر شعبية، لذلك نحاول ان نكون جاهزين لجميع الاحتمالات.

> وكيف تسري الأمور في دبي؟ في العام الماضي اجريت حوارا مع ناشر صحيفتكم، مايكل غولدن، وقال لي انكم على وشك افتتاح مقر لكم هناك؟

ـ نأمل بمباشرة طبع الصحيفة هناك قريبا، نود ان نطبع في الخليج لأنها منطقة في غاية الأهمية، ونعتقد ان يجب أن يكون احد مراكزنا في المنطقة اضافة الى بيروت والقاهرة. لا أخبار لدينا في هذا السياق حاليا، ولكنكم ستكونون من أول من يعلم عندما يكون لدينا ما نعلنه.

> ولكن هل هناك مشاكل أو أمور عالقة، لماذا تأخر هذا المشروع تحديدا؟

ـ نحن نجري مفاوضات حاليا ونحاول حل كل التفاصيل. > كيف تقيمون تغطيتكم للمنطقة؟ هل تهيئون صحافيا ليصبح خبيرا في منطقة الشرق الأوسط؟ ـ أنا أخطط لزيارة الشرق الأوسط شخصيا، وأريد التحدث لأشخاص حول المنطقة وحول صحافة المنطقة... لقد زرت دبي العام الماضي وشاركت في مؤتمر الصحافة العربية، وكان ذلك في غاية الأهمية. وكما قلت سابقا، نحن نأمل في النمو تجاريا في هذه المنطقة، أيضا نود النمو تحريريا.

لدينا شراكة مع صحيفة «ديلي ستار»، التي كانت مفيدة جدا لنا في لبنان، ولكني أود التحدث مع أشخاص اضافيين حول ما نريد ان نتعلمه اكثر عن المنطقة لتقوية تغطيتنا فيها وبالتأكيد لدينا مراسلو النيويورك تايمز هناك، والسؤال ما الذي يجب ان يكون للهيرالد تريبيون اضافة الى ذلك.

> تتميز صحيفتكم بشكل خاص في رعاية وتنظيم الفعاليات، من العروض المسرحية والأفلام في لندن، إلى مؤتمرات وعروض خاصة بالأزياء والموضة كما سيحدث في اسطنبول قريبا، فما هي استراتيجيتكم في هذا السياق؟ وهل هي وسيلة للترويج لصحافيكم المتخصصين باعتبارهم مراجع في مجالاتهم؟

ـ انها كذلك فعلا، فمثلا الفعالية الخاصة بالموضة التي ذكرتها والتي اقيمت في دبي العام الماضي وفي اسطنبول هذه السنة هي طريقة لتقديم سوزي منكس التي قلت سابقا اني اعتقد انها افضل كاتبة في مجال الموضة في العالم. كما سنقدم احد صحافيي صفحات التجارة كجزء من الفعالية للتحدث عن قطاع التجميل. انها طريقة هامة لبناء علاقتنا مع القراء، واعطاء المزيد من الظهور لنجومنا.