المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رسالتان: من الخميني ونجاد إلى غورباتشوف وبوش ............بقلم: د. عمران محمد



yasmeen
05-27-2006, 09:50 AM
بقلم: د. عمران محمد - كاتب كويتي

تطرقت وكالات الانباء العالمية والمحلية الى خبر وفحوى الرسالة التي بعث بها الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد الى الرئيس الاميركي جورج بوش والتي كانت كسراً للجمود الذي احاط بالعلاقة بين البلدين منذ الثورة الاسلامية وسقوط شاه ايران عام 1979 ومن ثم احتلال السفارة الاميركية في طهران او وكر التجسس الاميركي على حد زعم الطلبة الايرانيين السائرين على خط الامام الخميني. اهم محاور رسالة نجاد هي الحرب على العراق وكيف انها كانت بذريعة وجود اسلحة دمار شامل ومن ثم تبين خلوها منه, وكذلك المحرقة اليهودية (الهولوكوست) واتخاذها ذريعة للغرب لتأسيس دولة الصهاينة في قلب العالم الاسلامي تكفيراً لذنبهم بحق اليهود في حال صدق زعمهم بان 6 ملايين يهودي قتلوا بالمحرقة النازية.

وتطرقت الرسالة الى مسؤولية القادة تجاه شعوبهم وهل جلبوا السلم ام الحرب, الدمار ام الازدهار, الارهاب ام الاستقرار. وعن الملف النووي الايراني قالت الرسالة: لماذا يصور ويفسر كل انجاز تكنولوجي وعلمي في منطقة الشرق الاوسط على انه تهديد للنظام الصهيوني. واخيراً كيف ان الرجوع الى تعاليم الانبياء هو الطريق الوحيد للخلاص وخاصة ان الرئيس بوش يدعي اتباع تعاليم المسيح عليه السلام ويؤمن بسيادة الوعد الالهي والحق في العالم.

قبل هذه الرسالة- التي ارسلت في عهد مرشد الثورة الاسلامية الامام علي الخامنئي والذي لا يعقل ان يكون مغيباً عن فحوى الرسالة, قبل ارسالها خصوصاً انها خطوة تاريخية في العلاقات بين ايران واميركا العدوين اللدودين, بين دولة الامام المهدي المنتظر ودولة الشيطان الاكبر على حد التعبيرات الرائجة في ادبيات الثورة والجمهورية الاسلامية- قبل هذه الرسالة كان الامام روح الله الخميني قد ارسل رسالة الى الرئيس السوفياتي غورباتشوف بتاريخ 1/1/1989 توقع فيها انهيار الماركسية فقال في رسالته من الان فصاعداً ينبغي ان يبحث عن الماركسية في متاحف التاريخ السياسي للعالم.
ثم عبر الامام الخميني عن التحولات الجارية انذاك في الاتحاد السوفييتي بقوله: »ان الحكومات الحليفة لكم لن تكون على استعداد بعد الان لهدر ثروات شعوبها من اجل الشيوعية بعدما وصل صرير تهشم عظام الشيوعية الى اسماع ابناء تلك البلدان.

واخيراً والأهم من كل ذلك انه حذر غورباتشوف اخر زعيم سياسي للاتحاد السوفييتي من التحول باتجاه الغرب ونظامه بحثاً عن الحل معتبراً »ان العالم الغربي مبتلى بنفس ما ابتليت به الماركسية من وصولها الى اساليب التعامل مع القضايا الاجتماعية والاقتصادية الى طريق مسدود, بل والغرب مصاب ايضاً بمشاكل اخرى والفرق هو بالشكل والمظهر فقط«.

ولم تمض فترة قصيرة حتى تحققت نبوءة الامام الخميني الراحل وتفككت هذه الامبراطورية وتبعثرت حبات هذا العقد بعد سبعين عاماً من نشوئها.

فهل نرى افول نجم الولايات المتحدة القوة الاوحد والقطب الذي يتصرف بمقدرات الشعوب لمصلحة اسرائيل من دون الالتفات الى اي مبدأ او قانون? يقول تعالى: »وتلك الايام نداولها بين الناس«.

omuhammad@hotmail.com