المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بوتو: بن لادن دفع 10 ملايين دولار لرشوة 20 نائبا لإسقاط حكومتي



سمير
05-27-2006, 07:04 AM
بنظير بوتو وزوجها آصف يتحدثان لـ"الشرق الأوسط" ن السياسة وحياتهما بين السجن والنفي


http://www.aawsat.com/2006/05/27/images/interview.365183.jpg

دافني باراك



آصف زرداري شخص صاحب مزاج فكاهي وحكمة، وأول رجل يتزوج من رئيسة وزراء في العالم الإسلامي. عندما يتحدث آصف تنظر اليه بنظير بوتو التي كانت رئيسة للحكومة في باكستان مرتين (1988 الى 1989) و(1993 الى 1996) بإعجاب، وهما يعلنان انهما سيعودان الى باكستان، ويأملان في الفوز في انتخابات 2007، وتتركه يقود الحديث عندما يدور الموضوع حول قضايا محددة، ويبدو أن بينهما قاسم مشترك فهو صمد لـ11 عاما في السجن، وهي صمدت في المنفى. بدأت المقابلة بتوجيه أول سؤال إلى بنظير:
* كنت رئيسة للحكومة الباكستانية، وأنت الآن في نيويورك ومنفية في دبي، هل يمكن أن تصفي لنا حياة المنفى؟

ـ العيش في المنفى أمر صعب. اشتاق الى بلدي كثيرا. أشتاق الى أصدقائي، والأهم من ذلك انني أجد حياة المنفى صعبة، لأنني وهبت نفسي لمبادئ محددة، إذ لم أعد قادرة على السفر في أنحاء بلدي ومخاطبة الناس حول القضايا المهمة التي تواجه باكستان، بوصفها ثاني أكبر دولة في العالم الإسلامي من ناحية تعداد السكان.

http://www.aawsat.com/2006/05/27/images/interview.365183.jpg

* لماذا وقع اختيارك على دبي كمنفى؟

ـ زوجي هو الذي اختار دبي. فهي قريبة من باكستان، وكان دائما يسألني: «لماذا لا نرسل أطفالنا إلى دبي؟ يمكنك زيارتهم خلال عطلة نهاية الأسبوع لأن دبي قريبة؟».. توقفت طائرتي يوما في دبي لأسباب فنية، وقلت لنفسي إنها قريبة فعلا.. وسألت نفسي أيضا لماذا لا نقيم فيها. ها نحن الآن نقيم في دبي.

* تشهد دبي ازدهارا اقتصاديا الآن؟

ـ هذا صحيح، ولكن عندما توجهت إلى هناك كانت مدينة هادئة. لم يكن للمنازل أية ارقام، وكانت هناك الكثير من الكثبان الرملية. ولكن في السنوات الأخيرة، وبالطبع تحت رعايتي رئيس دولة الإمارات ورئيس الوزراء، حدثت طفرة اقتصادية حقيقية. اصبحت ملتقى طرق بالفعل ووجهة يقبل عليها الناس من مختلف الأماكن.

* كم طفل لديك؟

ـ لدي ثلاثة أطفال.

* ما هي أعمارهم؟

ـ ابني الأكبر عمره 17 عاما، وسينهي دراسته الحالية في سبتمبر وستبدأ دراسته الجامعية العام المقبل. لدي أيضا ابنة عمرها 16 عاما، وهي مهتمة بالموسيقى، ولدى ابنة أخرى عمرها 13 عاما تحب الحيوانات الأليفة.

* خرج زوجك قبل فترة قصيرة من السجن بعد سنوات فيه، ودام زواجكما 17 عاما حتى الآن. إذا أخذنا في الاعتبار 11 عاما في السجن، بالإضافة الى الأشهر القليلة السابقة التي قضاها هنا في الولايات المتحدة، وأنت في دبي، ربما تكونا قد عشتما سويا حوالي اربع سنوات. ولكن يبدو الارتباط بينكما وثيقا، ترى كيف نجحتما في استمرار الزواج والعلاقة العاطفية الوثيقة بينكما؟

ـ عندما كنت صغيرة كانوا يقولون ان «البعد يجعل القلوب قريبة من بعضها». لذا، اعتقد ان البعد بيننا طوال سنوات، جعل كلا منا يقدر الجوانب الإيجابية في الآخر على نحو اصبحت معه العلاقة بيننا اكثر متانة. إذا كنا نعيش مع بعضنا بعضا طال السنوات السابقة، ربما بدأت بيننا اختلافات وشجارات صغيرة حول كيفية تأثيث منزلنا او المكان الذي سنذهب اليه.

* كيف كنت تزورينه وهو في السجن وأنت في المنفى؟

ـ لم أره لسنوات وسنوات. أعتقد أنني لم أره طوال خمس أو ست سنوات. كنا فقط نتواصل عن طريق الخطابات.

* هل كانت هناك رقابة على تلك الخطابات؟

ـ كنت أحاول أن أوصل اليه الخطابات في المحكمة عندما يكون مطلوبا منه المثول أمام القاضي، لذا كانت الخطابات قليلة والفارق الزمني بين كل خطاب والآخر كان كبيرا. كان يرسل إلى خطاباته وأجلس مع أطفالي لأقرأ لهم ما كتب والدهم. كنت من ناحية اشعر بالفرح عندما أتسلم منه خطابا، ولكن كنت أشعر في نفس الوقت بالحزن عندما اشعر بأنه ليس موجودا بيننا. أدرك جيدا دور الأب وأهمية وجودة خلال نشأة الأطفال. كنت اشعر بالحزن لعدم وجوده بين اطفاله خلال فترة نموهم، لكنهم الآن بدأوا يعوضون تلك الفترة.

* كيف نجحت في استمرار الارتباط بينهم ووالدهم؟ إذ ظلوا طوال سنوات بلا أب، ولم يسمعوا منه باستثناء الخطابات التي كانت تصلكم. كيف نجحت في استمرار الارتباط بينهم؟

ـ معظم قادة العظماء في باكستان ودول جنوب آسيا قضوا فترات في السجن. فالوضع ليس مثل الغرب، حيث المؤسسية وتداول السلطة بصورة سلمية. الناس هنا متعصبون، ويحاولون سحق المعارضة. أطفالي كانوا يشعرون بالحب الذي يكنه الآخرون لوالدهم وهذا مكنهم من التعامل مع واقع انه مسجون. نيلسون مانديلا كان مسجونا. الصحافة الباكستانية كانت تطلق على زوجي نيلسون مانديلا باكستان، وهذا ايضا أحدث فارقا هائلا وجعلهم يحترمونه اكثر. كما انهم كانوا يرون ان والدهم هو الأكثر شهرة وليس أنا. كنت أعيش حياة هادئة في دبي، وكان أطفالي يسافرون الى باكستان ويرون مدى الاحترام والتقدير الذي تحظى به الأسرة.

* عندما يمر الشخص بتجربة السجن يحدث تحول في حياته. هل وجدت أية صعوبة في التواصل مجددا مع زوجك؟

ـ كان لدي إحساس هائل بالترقب قبل إطلاق سراحه مباشرة، وكنت اتطلع الى التئام شمل اسرتنا. لكنني كنت اشعر بالقلق بسبب مرور تلك الفترة الطويلة. كانت اعتقد ان لدينا تجربتين مختلفتين، وان شخصيات ومواقف وسلوك الناس تشكلها تجارب الناس الذين يلتقونهم. لذا، كنت قلقة. ولكن عندما دخل وكانت على وجهه نفس الابتسامة ويمشى بنفس خطواته، بدأت السنوات التي باعدت بيننا تتلاشى. لكنه كان مختلفا قليلا لأن الحبس الانفرادي يتسبب في الكثير من التغيرات. لم يكن يتحدث كثيرا، ولم يكن يتحمل وجود الكثير من الناس حوله، كما كان ايضا سريع الانفعال تجاه الأصوات والضجة والشجار بين الأطفال. واعتقد انه لن يستغرق وقتا طويلا للتكيف مع الواقع الجديد. بدأ يعاني من بعض مشاكل الذاكرة، ذلك ان الشخص في الحبس الانفرادي لا يتحدث مع احد، إذ ان الحديث مع الآخرين ينشط الذاكرة. لم يكن مسموحا له بممارسة التمرينات الرياضية، وبصورة عامة واجه زوجي فترة صعبة خلال سنوات الحبس، لكنه يشعر بالارتياح لإطلاق سراحه. هو الآن في نيويورك بصدد تلقي العلاج، ونيويورك مكان مناسب له، لأنه لا أحد يعرفه هنا. والناس بصورة عامة كانوا يعرفونه ويقدرونه لشخصه، وليس لأنه شخصية مشهورة.

* أنت وزوجك تتحدران من أسرتين سياسيتين.. وزوجك كان لاعب بولو؟

ـ نعم.. لديه نمط حياة مختلف تماما. كان والده سياسيا، لكن زوجي لم يكن نشطا في السياسة. كان يحب الحياة الاجتماعية ولديه الكثير من الأصدقاء وكان يحب لعب البولو، ولديه جياده الخاصة لرياضة البولو. الناس يعرفونه اكثر باعتبار الجانب الاجتماعي لحياته التي تختلف تماما عن حياتي. كان يعتقد انني في حاجة الى إنقاذ. وكان يرى انني مررت بالكثير من المحاكمات والمحن ويريد انقاذي من قوى الشرق في الدكتاتورية العسكرية. لذا كان الشخص الأكثر شعورا بالصدمة عندما انتخبت رئيسة لوزراء باكستان.

* ثم وجد نفسه «السيد الأول»، مقابل «السيدة الأولى». ماذا فعل بوصفه السيد الأول؟

ـ كان غاضبا من كونه السيد الأول. كنت أعيش في اسلام أباد في المنزل المخصص لرئيس الحكومة، وهو كان في منزلنا. كنت انتقل خلال عطلة نهاية الاسبوع الى مقر إقامته وكان هو يأتي الى اسلام أباد في عطلة نهاية الاسبوع التالي. ولكن على الرغم من انه لم يكن يرغب في الظهور كثيرا في الحياة العامة ويظهر فقط في الحفلات الرسمية، كان علي ان أطلب منه مرافقتي إذا كنت بصدد السفر الى واشنطن أو لندن وأقول له إن زوج رئيسة الوزراء يجب ان يكون حاضرا.

* هل يمكن القول انك وزوجك اصبحتما فجأة شخصيتين سياسيتين؟

ـ صحيح، ولكن ليس لأننا اخترنا ذلك. ففي بعض الأحيان لا نختار الأشياء بأنفسنا، وإنما الحياة هي التي تفرض خياراتها علينا، وبعد ذلك لا نجد مفر من مواجهة النتائج المترتبة على ذلك.

* من الذي يمارس السلطة؟

ـ من الناحية السياسية، انا مسؤولة عن قيادة الحزب واتخاذ القرارات. زوجي لديه آراؤه ايضا، لكنه يتقبل حقيقة انني زعيمة الحزب ومسؤولة عن عملية اتخاذ القرار.

* هذا أمر مثير للاهتمام، فحتى في العالم الغربي يشعر الرجال بالحساسية إزاء العيش مع المرأة التي لديها نفوذ وسلطة اكثر منهم. كيف نجحت في هذا الجانب؟

ـ هذا في واقع الأمر تحد، لأن كلينا صاحب شخصية نافذة وقوية، ولدى كل منا مواقفه المهمة والحاسمة تجاه مختلف القضايا، لذا فإن تبادل وجهات النظر ربما يصبح احيانا مثيرا لشيء من التوتر. ولكن في نهاية الأمر اعتقد ان زوجي رجل واقعي وموضوعي ولديه الشجاعة الكافية لقبول حقيقة ان زوجته هي الزعيمة الشعبية التي تقود الحزب.

* هل تعتقدين ان أمام هيلاري كلينتون أية فرصة للفوز بانتخابات الرئاسة المقبلة في الولايات المتحدة؟

ـ انتخاب سيدة لرئاسة الولايات المتحدة سيكون حدثا مهما. وهيلاري كلينتون من اللائي لديهن فرص قوية للوصول الى البيت الأبيض، فقد عملت بجد وبذلت جهودا متواصلة في الكثير من المجالات، إذ عملت لمصلحة زوجها عندما كان حاكما وساعدته للوصول الى البيت الأبيض، وساعدته في حملاته الانتخابية، فضلا عن إدارتها لحملتها قبل انتخابها في مجلس الشيوخ. بصورة عامة يمكن القول ان لدى هيلاري كلينتون تجربة واسعة في السياسة بالإضافة الى ذكائها. يضاف الى ذلك ان افكارها اصبحت اكثر اعتدالا، واعتقد أن بوسعها كسب انتخابات الرئاسة المقبلة.

* قابلت هيلاري كلينتون عندما كنت رئيسة للحكومة الباكستانية.. هل حاولت ان تستفيد من بعض الدروس من تجربتك؟

ـ لم تحاول هيلاري الاستفادة من أي دروس، لكنني وجدتها شخصية ودودة ومبتسمة دائما ومتفائلة، وتحقق اكبر فائدة من وقتها على الرغم من ازدحامه بالارتباطات والالتزامات الرسمية. لديها ايضا المقدرة على التواصل مع الآخرين.

* هل اتصلت بها للمؤازرة خلال مسألة مونيكا لوينسكي؟

ـ لا.. خلال تلك القضية كنت اشعر بالإحراج. فنحن من مجتمع مختلف. لم اتصل بأي منهما ولا يمكن ان اطرح مثل هذه القضايا معهما. ادرك ان للولايات المتحدة قوانينها الخاصة بها، والأميركيون يفهمون قوانين بلادهم، ولكن بالنسبة لي كأجنبية لا يمكن أن أثير هذه القضية.

* كيف توصفين السلطة؟

ـ السلطة مسؤولية كبيرة، وهي ايضا مهمة جدا لأنك عندما تكون لديك السلطة، تستطيعين ان تغيري الاشياء، وكم مكنتني السلطة من فعل اشياء، مثل مواجهة مرض شلل الاطفال في باكستان وتنظيم الاسرة.

* لنعد الى الماضي. عندما حصل أول تفجير لمركز التجارة العالمي عام 1993 كنت رئيسة للوزراء؟

ـ أود اخبارك بأنه في عام 1988، وبعد أن هزم السوفيات، كانت هناك عناصر معينة من المجاهدين، المقاتلين العرب، وبعض جنرالاتنا، وآخرون قد تأثروا بفكرة الجهاد ككل. وشعروا بأنهم ألحقوا هزيمة بقوة عظمى، وانهم مستعدون لمجابهة قوة عظمى اخرى. وكرئيسة لوزراء باكستان رفضت الخطة ووضعت فيتو عليها. وبسبب ذلك حاول أسامة بن لادن قلب حكومتي. وأرسل 10 ملايين دولار لتوظيفها في حجب الثقة عن حكومتي. وقد الحقنا هزيمة بحركة التصويت بعدم الثقة.

* كيف عرفت أن ذلك جاء من بن لادن؟

ـ حسنا، فكرت ان المبلغ قادم من السعودية. وأرسلت أحد وزرائي للقاء بملك المملكة العربية السعودية. وقال الملك «كلا، بنازير بوتو مثل ابنتي. لن أزعزع حكومتها».

* وما هي تفاصيل الخطة؟

ـ أرادوا رشوة حوالي 20 نائبا في البرلمان من انصاري حتى ينشقوا وأفقد الغالبية البرلمانية، وبالتالي تسقط حكومتي.

* أي نصف مليون دولار لكل واحد؟

ـ نعم، نصف مليون لكل واحد. ولكنني كنت قد قرأت عن حصان طروادة. ولذلك طلبت من بعض البرلمانيين من انصاري أن يتظاهروا بوقوفهم معهم. وعندما حل الوقت كانت الارقام غير دقيقة، ذلك أن بعضا من جماعتي كانوا قد تظاهروا بأنهم معهم، ولكنهم في الواقع كانوا معي. والخطة فشلت على أية حال. كانوا يريدون التخلص مني لأنهم أرادوا خوض قتال ضد القوة العظمى الأخرى. وقد تخلصوا مني عام 1990. وبعد أن فعلوا ذلك خططوا لشن الهجوم على برجي مركز التجارة العالمي. وفي عقد التسعينات كان يمكن للبرجين ان ينهارا لو ان الخطة سارت على ما يرام، ولكنهم لم يكونوا قادرين على وضعها بطريقة تؤدي الى ما ارادوه. ولهذا فإن باكستان كانت على شفا هاوية الاعلان عن انها دولة ارهابية. وقد تعرضت سفارات الولايات المتحدة في افريقيا الى التفجير، كما تعرضت السفن الى التفجير في اليمن. وهكذا فإن حرب الارهاب بدأت فعلا عام 1990، بعد أن أسقطت حكومتي الاولى. وعندما انتخبت رئيسة لوزراء باكستان وطلبت مني الولايات المتحدة المساعدة، ابلغتهم لماذا لا تقيمون دائرة لمكتب المباحث الفيدرالي في باكستان، ولماذا لا نعمل معا من أجل ازالة الارهاب.

* ومتى كان ذلك ؟

ـ في عام 1993. وعندما عملنا معا مع مكتب المباحث الفيدرالي ألقينا القبض على رمزي يوسف. ولكن عندما ألقي القبض عليه، كان يعتقد أن ذلك جرى لأنه حاول قتلي. وكان لدي كل هؤلاء المتطرفين لأن النظرة الى العالم كانت ترتبط بموضوع الصدام بين الاسلام والدول غير الاسلامية. وأعتقد أن ذلك هو التحدي الأكبر بالنسبة للدول الاسلامية في الوقت الحالي.

* متى بدأت وضع اسم اسامة بن لادن في كل هذا؟

ـ في عام 1989، عندما ابلغتنا الرياض انها لم ترسل المال لزعزعة وضع حكومتي. وابلغتنا أن اسامة بن لادن هو الذي أخذ المال. ولهذا سمعت اول مرة باسم اسامة بن لادن في عام 1989.

* هل أبلغت رئيس الولايات المتحدة بذلك؟

ـ كلا، لأنه كان في ذلك الوقت يحاول أن يطيحني. كان يحاول زعزعة استقرار حكومتي لأنه كان يريد قتال القوة العظمى التالية. ولكن في تلك الأيام لم يكن أحد يثق بكل ما قلته، لأنهم اعتادوا على التفكير بأن اسامة بن لادن شخص جيد، ذلك أنه كان مقاتلا في سبيل الحرية قارع السوفييت. واعتادوا على التفكير بأن عناصر الجيش التي مارست الفساد عناصر جيدة، لأنهم خططوا للجهاد ضد السوفيات. ولهذا كنت في تلك الأيام الشخص الذي كان القادم الجديد، وهم الأشخاص الذين منحوا الثقة. وكان أولئك الأشخاص قادرين على ان يقولوا أي شيء عني من اجل اخراجي من الحكم وقد حصل ذلك. ولكن في اللحظة التي اخرجوني بها بدأ الارهاب عام 1990. جئت في عام 1993 وأوقفت الارهاب. وفي اللحظة التي أخرجوني بها عام 1996 دخل أسامة. عندما كنت رئيسة وزراء لم يكن يريد ان يظهر وجهه، لأنه كان يعرف بأنني على علم بمحاولته إطاحة حكومتي.

* اذن فقد كان مختبئا؟

ـ كان في السودان. وبعد ذلك ظهر ولكنه كان مختفيا. ولم يظهر وجهه علنا. وبعد إطاحة حكومتي، وبعد الانتهاء من الانتخابات عام 1997، ظهر فجاة الى العلن. ربما كان هناك بصورة سرية. لا أستطيع قول ذلك. وبدأ اقامة تلك المعسكرات وشرع في عمليات التجنيد.

* هل كنت على دراية بذلك في حينه؟

ـ كان كل شيء في الصحف. أعلن الحرب على أميركا. قتل دبلوماسيين ايرانيين، ودرب أشخاصا. ووقفت في البرلمان وقلت «ما الذي يجري في افغانستان؟». ووقف رئيس الحكومة وقال «كلا، ان افغانستان ستكون حليفا استراتيجيا لباكستان». وقلت «كلا، يجب عليك ايقافهم من اعلان الحرب على دول العالم الأخرى وقتل الدبلوماسيين والتهديد بشن الحرب، ذلك انه اذا لم توقفهم، فإن كل ما يحدث ستكون له آثار على باكستان». وحتى اليوم يدعو اسامة بن لادن الى قتل المعتدلين. لأن المتطرفين يعرفون انه اذا ما كان المعتدلون من أمثالي في الحكم، فإنهم لن يتمكنوا من تنفيذ افعالهم الارهابية. ولم يظهر اسامة وجهه، وكان يختفي عن الأنظار في اللحظة التي انتخبت فيها. ولم يكن يشعر بالأمان. إنهم يفعلون كل ذلك لأنهم لا يريدونني أن اعود في عام 2007.

* الرئيس مشرف أخبرني في نوفمبر (تشرين الثاني) 2005 انهم اقتربوا من اعتقال بن لادن في مارس (آذار). هل تعتقدين انه يبحث عنه فعلا؟

ـ لنقل انه يبحث عن اسامة بن لادن. ولكنني أقول لك، إنه إذا ما عثر على بن لادن، فإنه سيفقد الدعم لحكمه. فهو يتلقى دعم المجتمع الدولي لأن المجتمع الدولي يريد منه ان يجد بن لادن. ويعرف انه في اللحظة التي يجري العثور فيها على بن لادن، ستنتهي مصالح المجتمع الدولي، وسينتهي الاهتمام بمشرف. فلماذا، بحق الله، يريد مشرف أن ينتحر سياسيا عبر اكتشاف بن لادن؟ وكمثال فإن باكستان شنت هذه الحرب ضد السوفيات في افغانستان، ولكن ما ان انسحب السوفيات، تحول اهتمام المجتمع الدولي. ولو أنني كنت مشرف فإنني لا أرى لماذا أريد أن أقترف الانتحار السياسي عبر العثور على بن لادن.

* أود أن أتحدث معك عن شيء آخر. فنحن، أنت وأنا، ننظر الى مجلة الآن، وأمامنا صورة انجيلا ميركل. فقد ظهرت صورتها وهي ترتدي مايوه الاستحمام. انها ليست نحيفة جدا. ولديها ترهلات في اجزاء من جسدها. انها ليست ملكة جمال العالم. وأنا واثقة بأنها ذكية جدا، ولكن ذلك يسبب الضيق. ماذا تقولين؟

ـ أعرف بعض الناس يعتبرون ذلك مسببا للضيق، ولكنني اعتقد أنه شيء مجدد. إنها امرأة. وهي لا تخفي حقيقة أنها متوسطة العمر. فعندما نكون في السادسة عشرة من العمر نبدو جميعا مختلفات جدا. أعتقد أنه في مرحلة معينة يتعين على المرأة أن تكون راضية عن نفسها وتشعر بالسعادة في ذلك. أعتقد أن المستشارة مرتاحة جدا.

* أعرف انك تخبرينني بالحقيقة، لأنني أظهرتها لك، «ما الذي تفكر به»، وقلت «حسنا، انها على ما يرام».

ـ أجل يجب ان تكوني مسترخية ومرتاحة مع نفسك. أنا لن أتمشى وأنا أرتدي بدلة السباحة، لأنني لن أشعر بالارتياح من القيام بذلك.

* عندما ولدت طفلك الأول ألم تسلميه الى أحد أفراد عائلتك؟

ـ كلا. كانت تلك فكرة خاطئة. عندما كنت أتوقع طفلي الأول كنت أدير حملة انتخابية. فقد دعا الدكتاتور العسكري وقتها الى اجراء انتخابات، لأنه كان يعتقد ان المرأة الحامل لا يمكنها ان تخوض حملة انتخابية، ولذلك اظهرت له أن النساء قادرات على ذلك. واننا لسنا طريحات الفراش عندما ننتظر مولودا. وعندما كنت أنتظر ميلاد طفلي الثاني، وكانت ابنتي وقطعت كل الطريق صعودا الى جبال سياشين. وقبل ان أذهب اتصلت بطبيبي وقلت «يتعين على أن أذهب، وأنا اشعر بشيء من القلق على الطفل»، فقال «لا تقلقي. في البداية تتأثر الأم ثم يتأثر الطفل. فاذا لم يحدث لك ذلك، فإنه لن يحدث للطفل». ولهذا قطعت الطريق كله الى جبال سياشين، وكانت اول طفلة تولد لرئيسة وزراء هناك. وفي طفلي الثالث، تعرضت الى الغاز المسيل للدموع خلال الحمل. ومن الطبيعي أنني شعرت بالقلق الشديد عندما تعرضت الى الغاز في حينه. كنا نقوم بمسيرة سلمية طويلة، محتجين ضد الأوضاع في البلاد، وقد هاجمونا بالغازات المسلة للدموع. كان شيئا سيئا تماما، وكان قلقي الأول على طفلي. ولكن الثلاثة اطفال جيدون، وأعتقد أن كل الأطفال مصدر متعة للوالدين. دائما اقول لهم ان عليكم ان تحصلوا على تعليم جيد، لكي تستطيعوا الوقوف على اقدامكم. احصلوا على تعليم جيد، وعلى وظيفة جيدة، وتزوجوا، وبعدئذ فكروا في انقاذ العالم.

آصف: الجنرالات جاءوا إلي وقالوا لا نستطيع تأدية التحية لها.. فقلت لهم: ماذا عن الناس الذين انتخبوها؟

* أنت تعيش في نيويورك في الوقت الحالي. لماذا؟

آصف: عانيت من ذبحة صدرية في يوليو (تموز). وأنا أخضع لعلاج في مستشفى ماونت سيناي. عندما كنت في الحبس الانفرادي لم أكن قادرا على الحركة، لمدة ثماني سنوات.

* كيف التقيتما (هو وبنظير)؟

ـ نحن في الواقع أبناء عم بعيدون. دعينا الى عشاء اقامته قريبتها. ولكنني كنت قد رأيتها قبل سنوات من ذلك. كنت مهتما بها.

* هل كنت تدرك ما معنى ان تتزوج سياسية؟

ـ كنت أعرف أن والدها أعدم. وقد كانت ابنة شهيد. ولكن ذلك تطلب مني فترة لمعرفة الأمر.

* هل تدرك الأمر الآن؟

ـ ما زلت اتعلم

* بعد 11 عاما في السجن، الى أي حد يصعب عليك ان تعود؟

ـ تطلب الامر كثيرا من التكيف. ليس فقط الزوجة وانما الأطفال. كنت في حبس انفرادي. لم اكن معتادا على أكون مع الناس، ولكن الحب انتصر.

* هل رأيت أطفالك وأنت في السجن؟

ـ لم أرهم خلال السنوات الأربع الأولى، ثم بدأت أراهم مرة في السنة.

* كيف كنت، يا بنظير، توضحين ذلك لأطفالك؟

ـ أخبرتهم بأن أباهم عوقب بسبب آرائه السياسية. كانوا يريدون ابتزازي. أعرف ان المرء يدفع ثمنا. ولكن في المستقبل لن يتعين على الباكستانيين أن يدفعوا هذا الثمن.

* ما هو اول شيء فعلته بعد ان غادرت السجن عام 2004؟

ـ تحدثت مع زوجتي وأطفالي.

* عند الحديث عن «رجل قوي»، كيف تكيفت في ان تكون «الرجل الأول»؟

ـ كنت «الرجل الأول» للمرة الأولى في بلد اسلامي، بدون دليل لأسماء المشاهير. ما الذي افعله والذي لا أفعله. كنت عضوا في البرلمان ولهذا كانت لدي مهماتي. ركزت على قضايا البيئة. في ذلك الوقت لم يكن الناس يفهمون ما كان عليه الأمر.

* حكايات مضحكة؟

ـ كنت في حفلات يخاطبني الناس فيها «السيد بوتو». وكنت أجيب: كلا، كلا. انها السيدة بوتو. وأنا آصف علي زرداري.

* انه لمن باب التحدي ان يكون الرجل زوجا لـ«امرأة قوية». ما الذي يتطلبه ذلك؟

ـ الثقة والايمان بالقضية. انها خريجة هارفارد. وأنا متعلم أيضا. أستطيع ان أعالج الوضع. لقد اخترت ذلك.

* بنظير: بعض الجنرالات ذهبوا اليه في 1998 وقالوا له لا نستطيع أن نؤدي التحية العسكرية لامرأة اذا انتخبت رئيسة للحكومة.

* آصف: اعتقدت وقتها أن المسألة مزحة وقلت للجنرالات حتى إذا وافقتكم وهي وافقت، فماذا عن الطرف الثالث؟ وعندما بدا الجنرالات في حيرة.. قلت لهم ماذا عن الناس الذين انتخبوها؟