مهاجر
05-26-2006, 08:38 PM
من كتيب صفحات مشرقة للشيخ راضي السلمان
وتحت عنوان ((( الرفق بالحيوان ))) صفحة رقم ( 200 ) الطبعة الأولى – 1423هـ 2003 م – لبنان وكذلك في كتاب قرنان . صفحة ( 307 )
يقول عبد الرسول : في سنة ( 1347 هـ . ش ) ذهبت الى الكويت برفقة بعض الأصدقاء لأقيم فيه شهرا ولأكون الى جانب والدي الكريم بعد سنين من الفراق وقد كنت في أشد الشوق لقربه حيث الإستفادة منه والتلذذ بفيضه وجواره الكريم لم فيهما من لذة روحية كبيرة . لقد كان كعادته دوما يعيش حياة بسيطة جدا في منزل متواضع يقرب أن يكون خربة بالرغم من كل ما لديه من امكانات يقدمها له المريدون والمخلصون وقد كانت الوالدة المرحومة حينها تعالج في طهران وقد بقي وحيدا في ذلك المنزل . وبعد عدة أيام من الإقامة هناك , انتبهت الى أن الوالد الكريم كان يتوجه عصر كل يوم قبيل الغروب الى سطح الدار ومعه صحن طعام وكأس ماء ثم يعود بعد بضع دقائق , فقمت لمعرفة حقيقة الأمر , إلاً أنني انتظرت حتى كان أحد الأيام فسرت خلفه وصعدت الى سطح المنزل فرأيت مجموعة من القطط المريضة والمعلولة وكل واحدة منها قد فقدت عضوا من أعضاء جسدها , فواحدة فقدت عينها , وأخرى مقطوعة الذنب , وثالثة مصابة في قوائمها ورابعة قد سقط شعر بدنها , وما إن رأت تلك الحيوانات والدي الكريم يتقدم نحوها حتى جاءت مسرعة لتلتف حوله وهي تصدر أصواتا ضعيفة وكأنها تعبر بلسانها عن الترحيب بقدوم منقذها فيضع أمامها صحن الطعام وكوب الماء فتشرع هذه الحيوانات بتناول الطعام بشهية وبعد أن تنتهي من الأكل والشرب تنظر اليه بأعين ملؤها الإمتنان وكأنها بذلك تشكره – وبلغتها الخاصة - ممتنة له على فعله ثم تتفرق تدريجيا فقلت له : يا مولاي أنتم مشغولون بعمل غريب ! قال مجيبا : يا بني ! إن أكثر الناس ليس عنده وفاء لهذه الحيوانات , فهي عندما تكون في مرحلة صغرها وصحتها وجمالها يحتفظون بها في بيوتهم وعلى فراشهم ويلاعبونها و يلتذون بحركاتها الموزونة , إلاً أنها متى كبرت أو أصيبت بعاهة فإنهم يبعدونها عنهم بكل جحود ونكران فيلقونها خارج المنزل وتصبح هذه الحيوانات المسكينة من دون راع فتدور في الطرقات معانية الجوع والعطش ولما رأيت أن لا أحد يهتم بمخلوقات الله هذه , أخذت على عاتقي مسؤولية إطعامها وسقيها يوميا . عندئذ ( والكلام لعبد الرسول ) غصت بتفكير عميق وأنا أقف أمام هذه العظمة الروحية وفتوة القلب ورأفة الخاطر والنشأة الملكوتية منجذبا نحو هذه الشخصية المميزة التي رغم كل مشاغلها الدينية والإجتماعية الكثيرة تفكر وتهتم حتى بالحيوانات المعاقة والسائبة مُكِناً لها كل تعظيم وتكريم معنوي ثم تقدمت نحوه ومن دون اختيار فقبلت يديه المباركتين اللتين هام محل لكل هذا الكرم والرأفة والسخاء وأنا في أشد الإعجاب بهذا القلب الرحيم العطوف والوجدان المتواضع .
التعليق على ما جاء أعلاه :
1- يتبين لنا أن الميرزا حسن يعشق القطط ويهتم بها لدرجة أنه يعاودها كل يوم فوق السطح . والسؤال هل ورث عبد الرسول هذه الصفات من والده في تربية القطط أم لا وهذا هو المهم حيث أن كثير من القطط سائبة ومعاقة ولكن لنا في التاجر عبد الله أسوة بهذه القطط من حيث أنه يشبه جده الميرزا حسن خلقا وخُلُقا ومنطقا وأنا على يقين أنه مهتم بهذه القطط وهو الآن يحاول اصلاح ما أفسده أبوه عبد الرسول حيث أن عبد الرسول أهمل قطط أبيه لدرجة أن مؤسسة الرفق بالحيوان في ايطاليا برئاسة بريجيت باردو أقامت دعوى ضد عبد الرسول بحجة الإهمال والتنكر لهذه المخلوقات . ومن هنا سوف يشترط التاجر عبد الله في رسالته العملية بأن على كل ميرزاوي أن يربي قطة واحدة على الأقل تيمنا بالراحل الميرزا حسن وثانيا لإثبات الولاء لهذه الأسرة كما أسلفنا أنه لو لم تبقى إلا قطة في هذا البيت الميرزاوي لقلدناها .
2- يسكن الميرزا حسن في بيت كالقصر في منطقة المنصورية بعد أن ترك منزله السابق المتواضع في منطقة الدسمة وهذه حالة الترف والبطر الذي يعيشه هؤلاء وفي صفحة رقم ( 524 ) من كتاب ( قرنان ) لعبد الرسول تجدون صورة لمنزل الميرزا من حيث الموكيت الفاخر الواضح من خلال الصورة و صورة لميرزا حسن معلقة في هذا القصر .
3- قطط مريضة وعليلة وفي نفس الوقت تأتي مسرعة عندما ترى الميرزا حسن . عجب والله عجب
وتحت عنوان ((( الرفق بالحيوان ))) صفحة رقم ( 200 ) الطبعة الأولى – 1423هـ 2003 م – لبنان وكذلك في كتاب قرنان . صفحة ( 307 )
يقول عبد الرسول : في سنة ( 1347 هـ . ش ) ذهبت الى الكويت برفقة بعض الأصدقاء لأقيم فيه شهرا ولأكون الى جانب والدي الكريم بعد سنين من الفراق وقد كنت في أشد الشوق لقربه حيث الإستفادة منه والتلذذ بفيضه وجواره الكريم لم فيهما من لذة روحية كبيرة . لقد كان كعادته دوما يعيش حياة بسيطة جدا في منزل متواضع يقرب أن يكون خربة بالرغم من كل ما لديه من امكانات يقدمها له المريدون والمخلصون وقد كانت الوالدة المرحومة حينها تعالج في طهران وقد بقي وحيدا في ذلك المنزل . وبعد عدة أيام من الإقامة هناك , انتبهت الى أن الوالد الكريم كان يتوجه عصر كل يوم قبيل الغروب الى سطح الدار ومعه صحن طعام وكأس ماء ثم يعود بعد بضع دقائق , فقمت لمعرفة حقيقة الأمر , إلاً أنني انتظرت حتى كان أحد الأيام فسرت خلفه وصعدت الى سطح المنزل فرأيت مجموعة من القطط المريضة والمعلولة وكل واحدة منها قد فقدت عضوا من أعضاء جسدها , فواحدة فقدت عينها , وأخرى مقطوعة الذنب , وثالثة مصابة في قوائمها ورابعة قد سقط شعر بدنها , وما إن رأت تلك الحيوانات والدي الكريم يتقدم نحوها حتى جاءت مسرعة لتلتف حوله وهي تصدر أصواتا ضعيفة وكأنها تعبر بلسانها عن الترحيب بقدوم منقذها فيضع أمامها صحن الطعام وكوب الماء فتشرع هذه الحيوانات بتناول الطعام بشهية وبعد أن تنتهي من الأكل والشرب تنظر اليه بأعين ملؤها الإمتنان وكأنها بذلك تشكره – وبلغتها الخاصة - ممتنة له على فعله ثم تتفرق تدريجيا فقلت له : يا مولاي أنتم مشغولون بعمل غريب ! قال مجيبا : يا بني ! إن أكثر الناس ليس عنده وفاء لهذه الحيوانات , فهي عندما تكون في مرحلة صغرها وصحتها وجمالها يحتفظون بها في بيوتهم وعلى فراشهم ويلاعبونها و يلتذون بحركاتها الموزونة , إلاً أنها متى كبرت أو أصيبت بعاهة فإنهم يبعدونها عنهم بكل جحود ونكران فيلقونها خارج المنزل وتصبح هذه الحيوانات المسكينة من دون راع فتدور في الطرقات معانية الجوع والعطش ولما رأيت أن لا أحد يهتم بمخلوقات الله هذه , أخذت على عاتقي مسؤولية إطعامها وسقيها يوميا . عندئذ ( والكلام لعبد الرسول ) غصت بتفكير عميق وأنا أقف أمام هذه العظمة الروحية وفتوة القلب ورأفة الخاطر والنشأة الملكوتية منجذبا نحو هذه الشخصية المميزة التي رغم كل مشاغلها الدينية والإجتماعية الكثيرة تفكر وتهتم حتى بالحيوانات المعاقة والسائبة مُكِناً لها كل تعظيم وتكريم معنوي ثم تقدمت نحوه ومن دون اختيار فقبلت يديه المباركتين اللتين هام محل لكل هذا الكرم والرأفة والسخاء وأنا في أشد الإعجاب بهذا القلب الرحيم العطوف والوجدان المتواضع .
التعليق على ما جاء أعلاه :
1- يتبين لنا أن الميرزا حسن يعشق القطط ويهتم بها لدرجة أنه يعاودها كل يوم فوق السطح . والسؤال هل ورث عبد الرسول هذه الصفات من والده في تربية القطط أم لا وهذا هو المهم حيث أن كثير من القطط سائبة ومعاقة ولكن لنا في التاجر عبد الله أسوة بهذه القطط من حيث أنه يشبه جده الميرزا حسن خلقا وخُلُقا ومنطقا وأنا على يقين أنه مهتم بهذه القطط وهو الآن يحاول اصلاح ما أفسده أبوه عبد الرسول حيث أن عبد الرسول أهمل قطط أبيه لدرجة أن مؤسسة الرفق بالحيوان في ايطاليا برئاسة بريجيت باردو أقامت دعوى ضد عبد الرسول بحجة الإهمال والتنكر لهذه المخلوقات . ومن هنا سوف يشترط التاجر عبد الله في رسالته العملية بأن على كل ميرزاوي أن يربي قطة واحدة على الأقل تيمنا بالراحل الميرزا حسن وثانيا لإثبات الولاء لهذه الأسرة كما أسلفنا أنه لو لم تبقى إلا قطة في هذا البيت الميرزاوي لقلدناها .
2- يسكن الميرزا حسن في بيت كالقصر في منطقة المنصورية بعد أن ترك منزله السابق المتواضع في منطقة الدسمة وهذه حالة الترف والبطر الذي يعيشه هؤلاء وفي صفحة رقم ( 524 ) من كتاب ( قرنان ) لعبد الرسول تجدون صورة لمنزل الميرزا من حيث الموكيت الفاخر الواضح من خلال الصورة و صورة لميرزا حسن معلقة في هذا القصر .
3- قطط مريضة وعليلة وفي نفس الوقت تأتي مسرعة عندما ترى الميرزا حسن . عجب والله عجب