مهاجر
05-26-2006, 06:12 PM
التطوير في عالم الحمير
منذ خمسين سنة تقريباً كانت الحمير هي وسائل النقل في الأحساء , حيث الاعتماد الكلي عليها , وذلك لقوة تحملها وشدة بأسها وصبرها على كل أنواع الشدائد . وقد اشتهر الحمار الحساوي بالجَلَد والقوة والصبر مما حدا ببعض المناطق البعيدة الاستعانة به وفعلا تم تصدير الحمير الحساوية لمناطق الداخل مثل الرياض , القصيم , الخرج , حرض . وقد استعمل الحمار الحساوي لحمل الأثقال وحصد الحبوب وجلب الماء ووسيلة ركوب من وإلى الحقل وباستطاعة صاحبه أن يربيه ويروضه حسبما شاء ولقد حدثنا بعض الشيبة بأن الفلاًح يركب على ظهر الحمار وتأخذه غفوة وهو على ظهره, والحمار يعرف طريقه سواء كان الطريق إلى الحقل أو العكس ولا يعي الفلاًح إلا والحمار قد أوصله إلى المكان سالما لم يحس بأخطار الطريق والتي كانت سابقاً غير معبدة وغير مستوية بل على العكس مليئة بالحفر والحصى وفوق كل ذلك استعمل الحمار عقله لكي لا يقع في إحدى هذه الحفر . لقد كان الحمار الحساوي القديم مخلصا في عمله دؤوبا ً في خدمة أصحابه , فلقد كان سلوكه محترما ومشيته بأدب وسؤدد ولهذا السبب حصًن نفسه ورعاها بأن لا تنزلق أو تسقط في الحفر الموجودة والمنتشرة في طريقه . وفي أيامنا هذه لم تعد الاستعانة بالحمار الحساوي مجدية بسبب تعدد وسائل النقل وانقراض الأغلب من هذه الحمير .. وهناك نوع آخر من الحمير في أحساءنا يملكون من العقول مالا يملكه الحمار القديم وعليهم من اللباس مالم يلبسه الحمار القديم وعندهم مساكن لم يحلم بها الحمار القديم ووسائل تعليمية كثيرة لرفع مستواهم لم تتسنى للحمار القديم . والمفارقة أن الحمار القديم لا يملك العقل الذي يملكه الحمار الجديد واستطاع أن يحصن نفسه من الوقوع في الحفر المنصوبة والحمار الجديد بما عنده من إمكانيات وقابليات , يرى الحفر أمام عينيه واضحة ويسقط فيها , بل يؤتى بالباصات ليركبها متوجها الى المشتري الجديد في الكويت ليصفق لحفاًر الحفر ليبارك له السقوط , فرحم الله حميرنا القديمة والتي تمشي على أربع وليست التي تمشي على اثنتين والتي لوعُرضت عليها أوفي طريقها أكوام البيض أو خياش من الخواتم أو ( جناور ) من الرخام لصدً عنها وأعطاها إحدى جنبيه فهل يتعظ الحمار الجديد بالحمار القديم {{ لاأعتقد ذلك }}. أتمنى من الحمار الجديد أن لا يكتفي بالنهيق والرفس كقاسم مشترك مع الحمار القديم .
منذ خمسين سنة تقريباً كانت الحمير هي وسائل النقل في الأحساء , حيث الاعتماد الكلي عليها , وذلك لقوة تحملها وشدة بأسها وصبرها على كل أنواع الشدائد . وقد اشتهر الحمار الحساوي بالجَلَد والقوة والصبر مما حدا ببعض المناطق البعيدة الاستعانة به وفعلا تم تصدير الحمير الحساوية لمناطق الداخل مثل الرياض , القصيم , الخرج , حرض . وقد استعمل الحمار الحساوي لحمل الأثقال وحصد الحبوب وجلب الماء ووسيلة ركوب من وإلى الحقل وباستطاعة صاحبه أن يربيه ويروضه حسبما شاء ولقد حدثنا بعض الشيبة بأن الفلاًح يركب على ظهر الحمار وتأخذه غفوة وهو على ظهره, والحمار يعرف طريقه سواء كان الطريق إلى الحقل أو العكس ولا يعي الفلاًح إلا والحمار قد أوصله إلى المكان سالما لم يحس بأخطار الطريق والتي كانت سابقاً غير معبدة وغير مستوية بل على العكس مليئة بالحفر والحصى وفوق كل ذلك استعمل الحمار عقله لكي لا يقع في إحدى هذه الحفر . لقد كان الحمار الحساوي القديم مخلصا في عمله دؤوبا ً في خدمة أصحابه , فلقد كان سلوكه محترما ومشيته بأدب وسؤدد ولهذا السبب حصًن نفسه ورعاها بأن لا تنزلق أو تسقط في الحفر الموجودة والمنتشرة في طريقه . وفي أيامنا هذه لم تعد الاستعانة بالحمار الحساوي مجدية بسبب تعدد وسائل النقل وانقراض الأغلب من هذه الحمير .. وهناك نوع آخر من الحمير في أحساءنا يملكون من العقول مالا يملكه الحمار القديم وعليهم من اللباس مالم يلبسه الحمار القديم وعندهم مساكن لم يحلم بها الحمار القديم ووسائل تعليمية كثيرة لرفع مستواهم لم تتسنى للحمار القديم . والمفارقة أن الحمار القديم لا يملك العقل الذي يملكه الحمار الجديد واستطاع أن يحصن نفسه من الوقوع في الحفر المنصوبة والحمار الجديد بما عنده من إمكانيات وقابليات , يرى الحفر أمام عينيه واضحة ويسقط فيها , بل يؤتى بالباصات ليركبها متوجها الى المشتري الجديد في الكويت ليصفق لحفاًر الحفر ليبارك له السقوط , فرحم الله حميرنا القديمة والتي تمشي على أربع وليست التي تمشي على اثنتين والتي لوعُرضت عليها أوفي طريقها أكوام البيض أو خياش من الخواتم أو ( جناور ) من الرخام لصدً عنها وأعطاها إحدى جنبيه فهل يتعظ الحمار الجديد بالحمار القديم {{ لاأعتقد ذلك }}. أتمنى من الحمار الجديد أن لا يكتفي بالنهيق والرفس كقاسم مشترك مع الحمار القديم .