المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يا لبؤسكم أيها المماليك .......مهدي قاسم



على
05-26-2006, 12:32 PM
http://www.sotaliraq.com/images/mrmahdiqasimsotaliraqcompicture.jpg

ومضات خاطفة : يا لبؤسكم أيها المماليك - مهدي قاسم

صوت العراق


[24-05-2006]


بعدما عاثوا فسادا و خرابا و نهبا و قتلا في مدينة البصرة ، و جعلوها عبارة عن فوضى أمنية دموية منفلتة ، لتبدو كأية بلدة ، من تلك التي كانت تسيطر عليها عصابات كابوي في القرون الماضية ، نقلت ميليشيات مماليك العراق الجدد فوضاها الأمنية الدموية إلى مدينة النجف لتعيش نفس المصير المزري الذي يعيشها راهنا أهالي مدينة البصرة الخربانة ! ..

هذا دون أن تفلت مدن الجنوب الأخرى من العربدات الدموية للميليشيات المسلحة ( الطائفية ) ، التي تتحكم بمصائر العراقيين ، لتضيف عذابا و معاناة إضافية و مكعبة ، على ما يعانون من فقر و عوز و قلة الخدمات العامة و كثرة السيارات المفخخة و الأحزمة والعبوات الناسفة و الصواريخ و القذائف المتطايرة عشوائيا على بيوتهم الآمنة ..

بينما ..................

كان من ( المفروض و المفترض ) و حسب المنطلق و العقل السليم : أن تعيش مدن الجنوب و العتبات المقدسة ( النقية ؟؟) طائفيا إلى حد ما ، أجواء من الاستقرار و الأمن و توفير الخدمات العامة لمواطني هذه المدن ، إضافة إلى إيجاد و خلق فرص العمل و حركة الأعمار و البناء و الإنشاءات الدائبة ، و ذلك انطلاقا من حقيقة كون هذه المدن كانت بعيدة إلى حد كبير ، عن مخالب و أنياب البعثيين الصداميين والتكفيريين العرب ، و حيث يحكمها ( زعماء و قادة ) و أحزاب و تنظيمات و تيارات ( شيعية ) يزعمون بأنهم جاءوا ليرفعوا الضيم و الغبن التاريخيين ، عن سكان هذه المدن التي ظُلمت وأُهملت من قبل النظام السابق لأسباب طائفية و سياسية ..

و إذا بهم قد تحولوا فرعونا بدلا من عون ، و نقمة و لعنة بدلا من رحمة و رأفة و عطف ، و إلى نهّابين و فرهوديين *و قساة و مخربين ، بدلا من بناة و منقذين، و لكن بضراوة لا تقل عن ضراوة النظام السابق ! ..

بل .........
لقد انتهى الأمر بهؤلاء ، إلى أن يفشلوا بعجز عجيب حتى في حماية ( عرينهم ) المقدس،( نقصد النجف الأشرف ) ، و الدفاع عنه ، ضد أعمال العنف و الإرهاب و القتل و التفجيرات والقذائف و الصواريخ الطائرة عشوائيا ، ناهيك عن قيام ميليشيات و أفراد و مجموعات مسلحة متنافسة على الفرهدة و المناصب و الغنائم ، بعمليات الهجوم المسلح و القتل ، ضد بعضهم بعضا ، و ضد المواطنين العزل ، أو بالأحرى ضد مخافر الشرطة في مدينة النجف و غيرها من مدن الجنوب ، مع أن هؤلاء جميعا من أبناء الطائفة الواحدة !! ..

بالطبع نحن لا نكتب كل هذا بدافع من الاستغراب أو الدهشة ..
لا أبدا ! ..
فليس هناك ثمة ما يدعوا إلى مثل هذه الدهشة و الاستغراب إطلاقا ..
و إنما .........

نكتب كل هذا ، كمجرد تذكير لا أكثر : بكون النزعة الطائفية كحالة مرضية عنصرية ، و سقم فكري و إنساني و حضاري مجدب ، لابد أن تتحول إلى قبعة ساحر زائف ، يختفي تحتها منافقون و مهرجون ودجالون دهماء و سقط المتاع من صائدي فرص مناصب و مال و جاه و مماليك أذلاء و متخاذلين الذين : أخر شيء يمكن أن يخطر على بالهم هو : هذا العراقي المعذب دوما ، والمشروع الجاهز للقتل اليومي في وسط أجواء ضاجة من جحيم التفجيرات و الاغتيالات المتواصلة ..

و أن ما حدث و يحدث في مدن الجنوب لهو أكبر دليل على ما نقول ..

و إذا كان كل هذا تحصيل حاصل ، لما حدث و جرى ، و يحدث و يجري في مدن البصرة و الناصرية و الحلة ، و النجف و كربلاء و غيرها من مدن أخرى ، فهل يعتظ الشعب العراقي و يتعلم درسا بليغا من : أن عبادة الأصنام البشرية ( المقدسة ؟؟) من السياسيين ، و غير السياسيين من الدجالين و المهرجين و المصابين بالمرض المنغولي و الخائمني ، و من ثم تسليم دفة المصير إلى أيديهم بالمطلق ، لابد أن تؤدي إلى هذا المصير الأسود البائس ، وأن تكون نتاجا طبيعيا لهذه العبادة الصنمية المضحكة و الهزيلة ، و التي لا تنتج غير قطعان خائرة من عبيد مطيع ؟؟! ..

و لكن .........
من المؤسف و المحزن جدا : أن المجتمع العراقي يبدو و كأنه : قد بات مفطوما على عبادة الأصنام البشرية ( المقدسة ) من هذا النوع الهزيل و الرث ، ليتواطأ مع مسببات خداعه و تضليله ، لينتهي أخيرا إلى هذا المصير المهلك و المفجع ! ..

أجل أنه ...............
المجتمع العراقي ذاته !! ، و كأنه لم يتغير إطلاقا ، بالرغم من مرور كل هذه الأزمان الطويلة و الثقيلة و الخانقة ، من أساليب التضليل الأيديولوجي و العقائدي و المذهبي ، و الخداع السياسي و الفكري ، إضافة إلى جحيم الطغيان و الظلم و سنوات العذاب و الإذلال !! ..
وهو المجتمع العراقي نفسه :

الذي وقع ضحية لأكبر عملية غسل دماغ أيديولوجي و مذهبي و عقائدي متواصلة بدأب و مثابرة ، و فوق ذلك منذ خمسينات من القرن الماضي و لحد هذه اللحظة !..
مجتمع يتكأ على نقاض خراب روحه المتراكمة ! .. متفرجا على ضجة انقراضه البطيء بلامبالاة و عدم اكتراث و ببرودة أعصاب ، قلما نجد لها مثيلا بين شعوب و مجتمعات أخرى ! ..

· يقول تقرير صادر عن دائرة المفتش العام العراقية : أن أكثر من مليار دولار قد نتج عن عمليات الاختلاس و السرقة و التهريب للنفط العراقي !!

و نحن بدورنا نتساءل : كم عشرات من محطات تنقية مياه صالحة للشرب و محطات لتوليد الكهرباء و بناء المدارس و المستوصفات الصحية و المجاري لتصريف المياه الآسنة ، كان من المكن أن تنشأ بفضل هذا المليار من الدولارات ؟؟! ..
Qasim5@gawab.com