المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أنظر ماذا يدخن كبار الصحافيين ...........أنيس منصور



سلسبيل
05-26-2006, 10:52 AM
أنيس منصور


دعانا الموسيقار محمد عبد الوهاب إلى العشاء، ووافقنا فورا، فاللقاء بعبد الوهاب وهذه الشلة من الصحافيين متعة مؤكدة: موسيقى وغناء وطرب ونكت وكل أسرار الحياة الاجتماعية والسياسية والصحافية في مصر.

وتأكدنا من أننا جميعا سوف نذهب، وما دمنا سنتأخر طويلا فلا بد أن يأتي بسيارته ولا يعتمد على أحد في أن يوصله إلى بيته. ولنا تجارب أليمة في مثل هذه اللقاءات عند عبد الوهاب وعبد الحليم وفريد الأطرش وأم كلثوم ويوسف وهبي، فكثيرا ما قرر أي واحد أن ينصرف قبل العشاء أو أثناءه وينسى أنه قد أتى معه بأحد الأصدقاء وأنه بلا سيارة تعيده إلى البيت.

وتحدث مصطفى أمين عن الصحافة الحديثة وعن نمو الشخصية الصحافية وشكا من الشبان لأنهم لا يقرأون ولا يعرفون لغات أخرى، وإذا عرفوها فهي عاجزة عن ربطهم بالغرب وبالنهضة الثقافية والصناعية، وتحدث عبد الوهاب عن الأصوات الجديدة التي تصادفه أو التي تقف على بابه، وأنه استمع إلى كثير من الأصوات ولم تعجبه الأصوات لأنها غير مثقفة وغير مدربة، وأن أصحابها مستعجلون جدا، وأنهم يرون عبد الوهاب الذي بلغ القمة بعد سنوات طويلة، أما القمم عند الشباب فقريبة وممكنه في أي وقت؟!

وعاب علينا أننا نعرف مثل هذه الظواهر في الأدب والفن ونسكت عن هذا الغرور والجهل، وأنه لا أمل في أي شاب إذا تصور أن النجاح والشهرة والفلوس تجيء دائما لأي إنسان إذا التفت إلى ذلك، وأن الأجيال الجديدة تستطيع أن تملأ هذا الفراغ في الأدب والفن إذا أعطاهم الكبار فرصة للظهور!

وفجأة تحدث كامل الشناوي وهو مصدر المرح والحيوية في ليالي القاهرة وقال: حتى كبار الأدباء والصحافيين لا شخصية لهم، بل قد وقفوا وتحجروا على كلام واحد وطعام واحد، أنظر، أنظروا إلى ماذا يدخنون، إنهم يدخنون نوعا واحدا من السجائر مع أن هناك أنواعا مختلفة!

وضحكنا، فقبل أن نجيء إلى عبد الوهاب توقفت سياراتنا ونزل كامل الشناوي واشترى علب سجائر صغيرة ووزعها علينا، وكان هذا هو المقلب الذي شربناه، وفضحنا كامل الشناوي الذي اختار السجائر ووزعها علينا ليقول بعد ذلك: لا شخصية لهم مع أنهم يطالبون طول الوقت بأن يكون للأديب والفنان سلوك متميز!