المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشيوخ المودرن وصناعة التطرف الديني



سمير
05-25-2006, 01:33 PM
سلوى اللوباني من القاهرة

ليس خواء المعدة فقط بل وخواء العقل ثم خواء القلب، ثلاثة عوامل حددها د. محمد فتوح تساعد على صناعة شخصية ارهابية، في كتابه "الشيوخ المودرن وصناعة التطرف الديني" –مكتبة مدبولي-، الكتاب عبارة عن عدة مقالات وجاء في ثلاثة فصول على النحو التالي، الفصل الاول بعنوان رؤى فكرية تناول من خلاله عدة موضوعات عن التعليم، وثقافة القبح، وغياب اللمسة الجمالية من حياتنا، الفقر وغياب الضمير، أما الفصل الثاني أتى بعنوان "عن الارهاب الديني" وهو الفصل الاكثر أهمية في الكتاب، وتضمن 17 مقالاً وضح من خلالهم كيف أصبح الدين تجارة واستثماراً مربحاً، تموله منظمات وأفراد في الداخل والخارج، وكيف أصبح ستاراً تلتحف به التيارات والجماعات الاسلامية، ذات التوجه الارهابي للقفز على كرسي الحكم والسيطرة، بالاضافة الى كشفه عن كيفية انتشار وسيادة اللغة الدينية في جميع نواحي الحياة، تمهيداً لقيام دولة دينية أو بناء خلافة اسلامية ممتدة، تنشدها الجماعات الدينية لليسطرة بالحديد والنار على حد قول الكاتب.


http://www.elaph.com/elaphweb/Resources/Images/ElaphLiterature/2006/5/Thumbnails/T_62cc8e4d-1b32-4c9a-af13-822e70366649.jpg


كما أشار في الفصل الثاني كيف استغلت الجماعات الدينية الارهابية أزمات الناس الاقتصادية والثقافية والسياسية، وكيف لعبت على الاحباطات الفكرية، والخواء الثقافي، والكبت العاطفي والحرمان الجنسي، وتعذر سبل الرزق للشباب، وتدهور الخدمات، لتخترق الشعب المصري في شتى المجالات، وفي الفصل الثالث من الكتاب تناول موضوع المرأة والثقافة الذكورية، وثقافة الحجاب والوعي الزائف للمرأة، وأشار الى السلوكيات التي تكشف عن بعض القيم التي يتبناها المجتمع المصري خاصة والعربي عامة، منها أن الرجل يٌقيم شرف المرأة ليس بصدقها ولكن بامتلاكها غشاء البكارة، وان الرجل يعتقد بأن المرأة خلقت بطبيعتها لاعمال المنزل اما هو للعمل، والرجل يؤمن بقوامته.

لا شك بأن الموضوعات التي تطرق اليها الكاتب مهمة وجميعها موضوعات الساعة، كما تعد مقالاته صرخة احتجاج ترفض الزيف، إلا أنه كان من الافضل لو تم نشر مقالات الفصل الاول والثالث في كتاب منفصل، فهما متجانسان ومنسجمان، بينما الفصل الثالث والذي أتى تحت عنوان "عن الارهاب الديني" أتى مختلفاً الى حد ما، كما يحتاج الى وقفة تتطلب الدراسة والبحث أكثر من قبل الكاتب فيما بعد ليقدمها في كتاب جديد أكثر عمقاً، كما ساعد عنوان الكتاب في الترويج لقراءته وهو مستعار من أحد موضوعات الفصل الثالث، والجدير بالذكر أن د. منى نوال حلمي قامت بتقديم الكتاب واعتبرته أنه من الكتب التي أرضتها وشدتها، من أول كلمة حتى آخر كلمة.

من هو الارهابي:

أما من هو الارهابي فقد تناوله كتاب آخر في وصف علمي موسع بعنوان "علم الارهاب..الأسس الفكرية والنفسية والاجتماعية والتربوية لدراسة الارهاب" من اعداد د. محمد الترتوري، ود. أغادير جويحان، الصادر عن دار الحامد (الاردن)، نذكر منها تعريف المعجم الوسيط "الارهابيون وصف يطلق الى الذين يسلكون سبيل العنف والارهاب، لتحقيق أهدافهم السياسية"، وفي المنجد "الارهابي هو من يلجأ الى الارهاب لاقامة سلطته".


ومن التعريفات التي تضمنها الكاتب حول من هو الارهابي تعريف "جيمز آدامز" "بأنه فرد أو عضو في جماعة ترغب في تحقيق أهداف سياسية باستعمال أساليب عنيفة، ويكون ذلك غالبا على حساب ضحايا مدنيين أبرياء، وبدعم من أقلية من الشعب التي يدعون بأنهم يمثلونها"، تضمن الكتاب 8 فصول تناولت الملامح الاساسية لتفسير ظاهرة الارهاب، ويعد الكتاب مرجعاً شاملاً يحتوي معظم موضوعات هذه الظاهرة، فتناول في الفصل الاول مفهوم الارهاب وما يتصل به من اشكاليات وتداخل في المصطلح، وتم التطرق فيه الى حل كثير من الجدل القائم حول بعض المفاهيم المختلطة به، كمفهوم الجريمة وحرب العصابات ومفهوم العنف، وكذلك الى التفريق بينه وبين الكفاح من أجل الاستقلال، وغير ذلك من المفاهيم المتداخلة.


http://www.elaph.com/elaphweb/Resources/images/ElaphLiterature/2006/5/thumbnails/T_c5b8f833-584d-481c-99e5-7c0b632d63e9.jpg


وفي فصل آخر بحث في الجذور التاريخية لظاهرة الارهاب بدءاً بتاريخ الارهاب في العصور القديمة وانتهاءً بتاريخ الارهاب المعاصر، كما بحث في أشكال الارهاب وأساليبه وأنواعه، الفصل الرابع بحث في علم نفس الارهاب وفيه استعراض لاحدث النظريات والدراسات النفسية المتعلقة بموضوعات الارهاب، ومن الدوافع النفسية التي أشار اليها الكتاب دراسات علماء الارهاب الذين حاولوا في ابحاثهم معرفة دوافع السلوك الانساني الارهابي، من خلال دراسة شخصياتهم سواء في التكوين العضوي الخارجي أو التكوين النفسي، فحاولوا ايجاد العلاقة بين الارهاب وبعض الصفات الشخصية في الانسان مثل الوراثة والسن والجنس والسلالة، والذكاء وبعض الامراض المختلفة، وأشار الكتاب الى أن بعض هذه العوامل قد يشكل دافعاً للارهاب وليس جميعها، ومنها على سبيل المثال الذكاء، والعنصر(السلالة) وهو الارهاب العنصري الذي تمارسه بعض الطوائف ضد عناصر الاقلية فيها، او الارهاب العرقي الذي ينشأ بين الجماعات العرقية.

بالاضافة الى التكوين النفسي المرتبط ببعض الاختلالات العقلية مثل عقدة الشعور بالظلم والشعور بالنقص، ومن أهم فصول الكتاب الفصل السادس الذي جاء بعنوان "الارهاب والتربية"، شمل العديد من الدراسات والتوجيهات والرؤى عن دور الاسرة والمدرسة في كيفية تربية الاطفال وتنشئتهم التنشئة السليمة، بالاضافة الى طرح اسباب سلوك العنف في المدارس، وأثر أنماط التنشئة الاسرية على تشكيل العنف عند الافراد، والدور المأمول من المدرسة في مواجهة الفكر المتطرف.

الارهاب والفقر:

وتناول الكتاب في أحد فصول الكتاب "علم اجتماع الارهاب" والذي تطرق منه الى الحالة الاقتصادية ودورها في صناعة ارهابياً، هناك الكثير من الدراسات التي أقرت بأن تدني الحالة الاقتصادية يؤدي الى ازدياد فرصة ارتكاب الفعل الارهابي، بينما رفض بعضهم هذا التفسير آخذين بعين الاعتبار أن الانسان الذي تربى ونشأ تنشئة سليمة يبقى كذلك حتى لو ظل يرزح تحت حكم الفقر والحاجة، وان العنف لا يوجد الا لدى من نشأ على ذلك، وتكون لديه استعداد إجرامي، هذا الاستعداد فسره الباحثون بأنه يدفع للجريمة سواء الغني أو الفقير على حد سواء.

وهناك فريق آخر يقول بعدم أخذ العوامل الاقتصادية كعوامل رئيسية للارهاب، بل يجب اعتبارها عوامل مهيأة فقط لها، كما أشار الكتاب الى ان المجتمعات العربية تعاني من مشكلات الاسكان والديون والبطالة، والارتفاع الجنوني في الاسعار، وعدم التناسب بينها وبين الاجور، بالاضافة الى مشكلات الصحة والمواصلات، ونشر الصحف لكثير من جرائم الاعتداء على المال العام، وانحرافات المسؤولين، وتهريب الاموال العامة للخارج، مما دفع قطاعاً كبيراً من الشباب الى الاتجاه الى التدين، ثم الى التطرف والارهاب حيث يوجد نوع من التنفيس عن طاقاته المكبوتة، وفي مجمل الدراسات التي عرضها الكتاب يجمع بين الارهابيين عموماً عنصر الفقر، فأكثرهم مقيمون في الاحياء الشعبية والعشوائية، ولا تتوفر لهم فرص العمل، وتدني اجورهم في الداخل مع صعوبة سفرهم الى الخارج، وحرمانهم من الرعاية الاجتماعية والصحية، ما يؤدي الى تولد الكراهية والحقد الاجتماعي، وتفرز الاجرام المستتر بالدين.

وبقي أن نذكر حسب احصائية البنك الدولي أن فوق بليون من الناس يعيشون في حالة فقر مدقع، كما يقدر عدد الفقراء في بلد غني كالولايات المتحدة بأكثر من ثلاثين مليوناً، وتتراوح نسب مجموعات الفقر في البلدان النامية بين 20-35%، فهل هذه الاحصائية كافية للاشارة الى أهمية الأخذ بالعامل الاقتصادي كعامل سواء رئيسي أو مهيأ للارهاب؟؟؟؟

salwalubani@hotmail.com

سمير
10-01-2006, 03:23 PM
مصادرة كتاب الشيوخ المودرن وصناعة التطرف الديني

سعد القرش


القاهرة (رويترز)

قال ناشر مصري بارز ان شرطة المصنفات الفنية داهمت مكتبته وقبضت على أحد العاملين بها وصادرت كتاب (الشيوخ المودرن وصناعة التطرف الديني) بتعليمات من مجمع البحوث الاسلامية بالقاهرة. وأضاف محمد مدبولي صاحب مكتبة مدبولي يوم الاحد أن رجال الشرطة داهموا المكتبة التي تعد الاكثر شهرة في وسط القاهرة "وتم القبض على أحد العاملين بالمكتبة وتم حبسه كما تم التحفظ على 280 نسخة من كتاب (الشيوخ المودرن)." وأضاف في بيان أن "المداهمة والقبض والمصادرة تمت من قبل (شرطة) المصنفات الفنية بناء على تعليمات من مجمع البحوث الاسلامية. وطبقا للقانون يعتبر (رأي) مجمع البحوث الاسلامية رأيا استشاريا ولا يجوز المصادرة أو المداهمة أو القبض الا بحكم من المحكمة." ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من مجمع البحوث الاسلامية أو شرطة المصنفات الفنية على سبب المصادرة.

والكتاب الذي ألفه محمد فتوح وصدر عن مكتبة مدبولي يقع في 140 صفحة متوسطة القطع ويحمل غلافه عناوين منها "اختلاف الفقهاء يشيع البلبلة ويشعل الفتن" و"الفكر الارهابي وتخدير العقل العربي" و"لهذه الاسباب يكرهون ويقهرون النساء" و"امامة المرأة للصلاة حق لها" و"فصل الدين عن الدولة هو الحل" و"المتأسلمون هم سبب تخلف المرأة". وسجل الغلاف الاخير تعريف بالمؤلف الذي حصل على "دكتوراه وماجستير في علوم البيئة وعلم النفس البيئي من جامعة عين شمس".

والكتاب في مجمله أقرب الى تعليق على أحداث ومواقف تستفز الكاتب فهو على سبيل المثال يتناول في فصل عنوانه (الجماعات الاسلامية والصيد في الماء العكر) ما يراه ردة الى الوراء بسبب الفكر "الفاشي" لجماعات تريد "أسلمة كل شيء في الحياة" كما يتهمها بأنها ممولة من كل القوى السياسية الدكتاتورية الرجعية. كما يبدي شفقته على الجماعات الاسلامية "لان أعضاءها معقدون من النساء حيث تنصب كل محظوراتها وتزمتها وتعصبها وتطرفها لحماية الاخلاق والفضيلة والشرف... لا كلام عن الاقتصاد أو الفلسفة أو حل مشكلة الفقر. كل الفتاوى الارهابية المتزمتة وكل الانشغال بأجساد النساء."
ويصف الداعيات بأنهن يستعذبن الوقوف في الصفوف الخلفية ويتبنين وجهة نظر بعض الدعاة في المرأة التي "تم اختزالها في كونها جسدا يثير الغرائز والشهوات والرجال ضعاف أمام هذا الجسد. وينتابهم شكل من أشكال الهوس الجنسي حينما تقع أعينهم على المرأة في كل الاوقات."

وتحت عنوان (الفكر الوهابي الارهابي يجتاح مدارسنا) يستعرض عددا من الظواهر الجديدة التي يعتبرها ثمرة "الفكر الديني الوهابي السلفي الرجعي" في مصر منها ملصقات المترو "المتطرفة" وانتشار مكبرات الصوت "الزاعقة" التي تنقل الصلوات الخمس من المساجد الى الشوارع وانتشار كتب الجن وعذاب النار وكثرة عدد الصحف الدينية التي "تلعب على الدين والتفرقة العنصرية" كما يبدي سخريته من اعلانين لمدرستين احداهما دولية والاخرى أمريكية حيث "احداهما للبنات فقط والاخرى تفصل بين الصبيان والبنات فهي ضد الاختلاط." ويعلق على هذه المظاهر "الارهابية" مطالبا بفصل الدين عن الدولة. وينص الدستور المصري على أن الاسلام هو دين الدولة وأن الشريعة الاسلامية مصدر رئيسي للتشريع.

ويقول فتوح في فصل (الشيوخ المودرن وصناعة التطرف الديني) الذي جعله عنوانا للكتاب ان الدعاة الجدد وهم صغار السن يمثلون ظاهرة صوتية تشنجية ترتدي ثوب الدين الذي يشدد على أنهم يتخذون منه بضاعة يجيدون تسويقها في كثير من الاماكن مثل الفنادق الفاخرة وبيوت الفنانات والفنانين الذين اعتزلوا التمثيل بحجة "التوبة" واصفا خطاب الدعاة الجدد بالسطحية والعمومية الشديدة. ويقول "انهم يؤكدون ويشددون على أن الاسلام هو الدين الوحيد على الارض الذي يملك الصواب. أما الاديان الاخرى فهي على ضلال" ويتهمهم باثارة التعصب والحقد ازاء أصحاب الاديان الاخرى بدلا من أن يهتموا بنشر قيم التسامح والتاخي.