فاطمي
05-24-2006, 08:46 AM
نبيل الفضل - جريدة الوطن الكويتية
أن يركب الليبراليون رؤوسهم ويشهروا راياتهم بحثا عن نصر زائف على السلطة، أمر مفهوم وجزء من التراث الغبي لليبرالية الكويتية، التي تعيشت على تنفير الحكم والسلطة، ودفعها دفعا نحو أحضان الغير، رغم التاريخ الطويل من الحلف بين اصول واجداد الليبراليين الكويتيين مع السلطة.
ان يفعل الليبراليون ذلك فهم لا يخرجون من جلودهم وهم يكررون نفس الاخطاء التي يوجهها الغرور والتقدير الخاطىء للذات والكبرياء و.. الذكاء.
وموقف الليبراليين الأخير من سمو الشيخ ناصر المحمد مثال واضح على ما نقول. فالرجل لا يتحدث عن شيء سوى الاصلاح والانفتاح والتطور، ومع ذلك فلم يمانع الليبراليون ـ بغبائهم ـ بل لم يترددوا بطلب معاداة الرجل وخصام نهجه.
من الجانب الآخر فان وقوف أحمد السعدون ودمى مسرحه العرائسي من سمو ناصر المحمد، موقف نتوقعه ونتفهمه ولا يثير استغرابنا مهما اثار اشمئزازنا.
فالجماعة او «أورطه» السعدون تبحث عن الصدام، وتطمع في اكبر رأس تستطيع ان تصل اليه، لتتهجم عليه وتجرّحه، كي يقال انهم ابطال عظماء انه مرض قديم يعود الى طفولة معذبة وعقد صاحبتها.
فلا غرابة ان اشهر السعدون سيفه واطلق افراخه تتصايح على شخص رئيس الحكومة. بل ان السعدون وهو في اخر ايامه السياسية لا نتوقع منه التوبة والاعتراف بالتهور السياسي، انما العكس هو الذي نراه في الافق.
فاحمد السعدون سيحاول جاهدا ان يختم حياته السياسية بتفجير بركان هائل يزلزل الاستقرار الكويتي، ويُسجّل في التاريخ بانه «سنة هدامة» .2 لذا فلا نستغرب الهجمة السعدونية الشرسة على ناصر المحمد، وتشدقه بمحاربة حزب الفساد و«حزب الدم» (!!). ويالها من هرطقة سعدونية. «حزب الدم». تباً لك ابا عبدالعزيز فو الله ثم والله لو ا ن حكامنا يحكمون بالدم، لما ابتلانا الله بامثالك من مصدري الشعارات والاكاذيب والبطولات الدينكيشوتية.
ولكن، الذي نستغرب له هو انقلاب التيار الاسلامي على ناصر المحمد وحكومته!! كيف ولماذا؟! وما الذي حدث؟!
فلو اخذنا السلف فقط، لاستغربنا قيامهم على سمو الرئيس، وهم اصحاب فقه يحرم القيام على الحاكم الا اذا صرح بالكفر البواح. فهل صرح ناصر المحمد بالكفر البواح كي ينقلبوا ويقوموا عليه، ويطالبوا برأس حكومته؟!
نعم لقد فعل بو صباح ذلك. فكفره البواح كان صريحا في دعوته للانفتاح.
فالانفتاح الذي يدعو له ناصر المحمد، هو هدم لكل ما بناه التيار الديني ـ بفروعه المختلفة ـ من اقفال على العقول واصفاد على التحرر.
دعوة ناصر المحمد كانت ستطلق الكويت من السجن الذي ادخلها فيه التيارات الدينية على مدى اربعة عقود فكيف لا يقومون عليه؟!
وكيف لا يتصايح وليد الطبطبائي بـ «ثورة حتى النصر»! النصر على من سوى الانفتاح الذي ينشده ناصر المحمد؟!
اختلفت اطياف التيارات الدينية في شتى مشاربها، ولكنها اتفقت على اجهاض مشروع بوصباح الانفتاحي.
والمضحك ان التيار الليبرالي الذي يستنصر بالطلبة والطالبات، يظن ان التيار الديني يتفق معه سياسياً!!
ولم يشعر الليبراليون بعد ان الاسلاميين يتلاعبون... بشواربهم.
أعزاءنا
عندما نتحدث عن الليبراليين لا نقصد العموم، وانما المتصدرين للشأن السياسي والمتسمين بالليبراليين.
ففيما عدا %10ـ7 من المتدينين، فالشعب الكويتي برمته شعب ليبرالي النزعة... والنشأة... والتوجه.
تاريخ النشر: الاربعاء 24/5/2006
أن يركب الليبراليون رؤوسهم ويشهروا راياتهم بحثا عن نصر زائف على السلطة، أمر مفهوم وجزء من التراث الغبي لليبرالية الكويتية، التي تعيشت على تنفير الحكم والسلطة، ودفعها دفعا نحو أحضان الغير، رغم التاريخ الطويل من الحلف بين اصول واجداد الليبراليين الكويتيين مع السلطة.
ان يفعل الليبراليون ذلك فهم لا يخرجون من جلودهم وهم يكررون نفس الاخطاء التي يوجهها الغرور والتقدير الخاطىء للذات والكبرياء و.. الذكاء.
وموقف الليبراليين الأخير من سمو الشيخ ناصر المحمد مثال واضح على ما نقول. فالرجل لا يتحدث عن شيء سوى الاصلاح والانفتاح والتطور، ومع ذلك فلم يمانع الليبراليون ـ بغبائهم ـ بل لم يترددوا بطلب معاداة الرجل وخصام نهجه.
من الجانب الآخر فان وقوف أحمد السعدون ودمى مسرحه العرائسي من سمو ناصر المحمد، موقف نتوقعه ونتفهمه ولا يثير استغرابنا مهما اثار اشمئزازنا.
فالجماعة او «أورطه» السعدون تبحث عن الصدام، وتطمع في اكبر رأس تستطيع ان تصل اليه، لتتهجم عليه وتجرّحه، كي يقال انهم ابطال عظماء انه مرض قديم يعود الى طفولة معذبة وعقد صاحبتها.
فلا غرابة ان اشهر السعدون سيفه واطلق افراخه تتصايح على شخص رئيس الحكومة. بل ان السعدون وهو في اخر ايامه السياسية لا نتوقع منه التوبة والاعتراف بالتهور السياسي، انما العكس هو الذي نراه في الافق.
فاحمد السعدون سيحاول جاهدا ان يختم حياته السياسية بتفجير بركان هائل يزلزل الاستقرار الكويتي، ويُسجّل في التاريخ بانه «سنة هدامة» .2 لذا فلا نستغرب الهجمة السعدونية الشرسة على ناصر المحمد، وتشدقه بمحاربة حزب الفساد و«حزب الدم» (!!). ويالها من هرطقة سعدونية. «حزب الدم». تباً لك ابا عبدالعزيز فو الله ثم والله لو ا ن حكامنا يحكمون بالدم، لما ابتلانا الله بامثالك من مصدري الشعارات والاكاذيب والبطولات الدينكيشوتية.
ولكن، الذي نستغرب له هو انقلاب التيار الاسلامي على ناصر المحمد وحكومته!! كيف ولماذا؟! وما الذي حدث؟!
فلو اخذنا السلف فقط، لاستغربنا قيامهم على سمو الرئيس، وهم اصحاب فقه يحرم القيام على الحاكم الا اذا صرح بالكفر البواح. فهل صرح ناصر المحمد بالكفر البواح كي ينقلبوا ويقوموا عليه، ويطالبوا برأس حكومته؟!
نعم لقد فعل بو صباح ذلك. فكفره البواح كان صريحا في دعوته للانفتاح.
فالانفتاح الذي يدعو له ناصر المحمد، هو هدم لكل ما بناه التيار الديني ـ بفروعه المختلفة ـ من اقفال على العقول واصفاد على التحرر.
دعوة ناصر المحمد كانت ستطلق الكويت من السجن الذي ادخلها فيه التيارات الدينية على مدى اربعة عقود فكيف لا يقومون عليه؟!
وكيف لا يتصايح وليد الطبطبائي بـ «ثورة حتى النصر»! النصر على من سوى الانفتاح الذي ينشده ناصر المحمد؟!
اختلفت اطياف التيارات الدينية في شتى مشاربها، ولكنها اتفقت على اجهاض مشروع بوصباح الانفتاحي.
والمضحك ان التيار الليبرالي الذي يستنصر بالطلبة والطالبات، يظن ان التيار الديني يتفق معه سياسياً!!
ولم يشعر الليبراليون بعد ان الاسلاميين يتلاعبون... بشواربهم.
أعزاءنا
عندما نتحدث عن الليبراليين لا نقصد العموم، وانما المتصدرين للشأن السياسي والمتسمين بالليبراليين.
ففيما عدا %10ـ7 من المتدينين، فالشعب الكويتي برمته شعب ليبرالي النزعة... والنشأة... والتوجه.
تاريخ النشر: الاربعاء 24/5/2006